قد تصيب الأم بالتوتر.. ما قبعة المهد التي تظهر لدى المواليد الجدد؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
تصاب الأمهات بالحيرة والقلق عند ملاحظة أي أعراض صحية في الأيام الأولى من حياة الرضيع، وقد تعاني من أجل فهم أسباب الأعراض وطرق التعامل الصحيح معها. ومن بين تلك الحالات الشائعة معاناة المولود من قشرة الرأس السميكة بشكل يغطي جزءا، أو كل فروة الرأس والشعر، وحتى بعض أجزاء الجسم، التي عادة ما تختلف بشكل كبير عن قشرة الشعر، أو فروة الرأس المعتادة التي يعاني منها البالغون.
وتعرف تلك الأعراض التي تنتشر بين المواليد الجدد باسم "قبعة المهد"، وهي حالة جلدية غير ضارة تحدث بصورة واسعة عند الأطفال.
وعادة ما تظهر قبعة المهد على فروة الرأس فقط، ولكن يمكن لها أن تظهر -أيضا- في أماكن متفرقة من جسم الطفل حديث الولادة؛ مثل: الأذنين، والإبطين، والجزء الخلفي من الرقبة.
وعند تطور هذه الأعراض عند الأطفال، قد تشعر بعض الأمهات بالقلق من خطورتها؛ بسبب الطبقة السميكة التي تغطي الجلد، إلا أنها تُعدّ حالة غير ضارة بشكل عام.
وقد جاءت تسميتها بقبعة المهد نتيجة لظهورها بشكل شائع في فروة الرأس عند الأطفال حديثي الولادة، الذين لا يفارقون المهد لصغر أعمارهم، وتغطي رؤوسهم بشكل كامل وكأنهم يرتدون قبعة.
تشمل العلامات الشائعة والأعراض الأساسية لقبعة المهد ما يلي:
طبقة واسعة من القشور السميكة على فروة الرأس. البشرة الدهنية أو الجافة المغطاة بقشور بيضاء أو صفراء. رقائق الجلد المتقشّفة التي تبدو مثل جفاف البشرة. الاحمرار اليسير في فروة الرأس والجلد. قد تنتشر قشور مماثلة -أحيانا- على الأذنين والجفون والأنف والفخذ.ومن الضروري التمييز بين غطاء المهد والحالات الجلدية الأخرى التي قد تصيب الأطفال الرضع؛ مثل: التهاب الجلد التأتبي. والفرق الرئيس بين هذه الحالات هو أن التهاب الجلد التأتبي، عادة ما يسبب حكة كبيرة عند الإصابة.
لا يعرف الأطباء بالضبط ما الذي يسبب غطاء أو قبعة المهد عند حديثي الولادة، ولكنهم يعتقدون أن البقع الخشنة قد تظهر عندما تنتج الغدد الدهنية في جلد الطفل كمية من الزيت أكثر مما تحتاج إليه فروة الرأس.
ويعتقد الأطباء أن الزيت الزائد الذي يفرزه الجلد، قد يتسبب في التصاق خلايا الجلد الميت بفروة الرأس، ما يسهم في تطوير القبعة تدريجيا. وهي حالة غير متعلقة تماما بمستوى نظافة الطفل وطريقة العناية به، أو الإصابة بالعدوى.
ويُعتقد أن غطاء المهد يؤثر في 70% من الأطفال حديثي الولادة حتى بلوغهم عمر 3 أشهر. بينما قد تصيب الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين سنة إلى سنتين بنسبة أقل لا تتجاوز 7% فقط.
السيطرة على الأعراضبشكل عام، يؤكد الخبراء أن قبعة المهد هي حالة غير مقلقة، وتختفي الإصابات الخفيفة منها دون تدخل خلال بضعة أشهر. ومع ذلك من الممكن وضع الزيوت أو المستحضرات قبل الشامبو، لمنع تكون القشور وتراكمها بشكل كثيف.
كما يُنصح بغسل رأس الرضيع بلطف كل يوم باستخدام شامبو أطفال خفيف وخال من المواد الكيميائية، مع تمشيط فروة الرأس بلطف باستخدام فرشاة ناعمة، أو فرشاة خاصة بحالات غطاء أو قبعة المهد التي يمكن شراؤها من المتاجر الكبرى والصيدليات، وذلك لتفكيك وتخفيف القشور.
بعد اختفاء طبقة القشرة الكثيفة من فروة الجلد، يجب تكرار عملية الغسل اللطيف كل بضعة أيام، لمنع ظهورها مرة أخرى، إذ من الممكن لها أن تعاود الظهور تدريجيا إذا لم يتم التعافي منها بشكل كامل وصحيح.
أما في بعض الحالات الأكثر تطورا وصعوبة من قبعة المهد عند الأطفال، فقد ينصح طبيب الأطفال المتخصص باستخدام شامبو طبي أقوى، على سبيل المثال، شامبو قشرة الرأس للبالغين، أو وضع زيت أو غسول على المنطقة المصابة لتنعيم البقع المتقشرة.
في هذه المرحلة، من الضروري مراعاة وضع أي زيت أو غسول قبل الشامبو، للتأكد من التخلص منه جيدا بعد الغسل؛ لأن ترك الزيت على فروة الرأس يمكن أن يتسبب في تكوين المزيد من القشور.
وفي حال كان هناك التهاب أو عدوى، فقد يصف الطبيب مضادات حيوية، أو كريما خفيفا يحتوي على الستيرويد، أو شامبو، أو صابون مضاد للفطريات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حدیثی الولادة عند الأطفال فروة الرأس حالة غیر
إقرأ أيضاً:
من تركيا إلى أميركا.. سباق حكومي لمواجهة تراجع المواليد وتشجيع الإنجاب
يثير الانخفاض الحاد في معدلات المواليد قلقا متزايدا لدى قادة عالميين، من الولايات المتحدة إلى تركيا. وبات ينظر إلى هذه الظاهرة بوصفها تهديدا وجوديا لمستقبل الدول.
في بداية عام 2025، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "عام الأسرة"، محذرا من أن بلاده "تخسر دماءها" في ظل التراجع السكاني الحاد، بينما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "طفرة في المواليد"، معتبرا أن استمرار الانخفاض السكاني يهدد البنية الاقتصادية والاجتماعية للولايات المتحدة.
تواجه تركيا تراجعا سكانيا مقلقا وغير مسبوق في سرعته، على حد قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما دفعه، في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء في السادس من يناير/كانون الثاني 2025، إلى إعلان هذا العام "عام الأسرة"، في محاولة لوقف التدهور الديمغرافي.
وقد تم تسجيل معدل المواليد المنخفض القياسي البالغ 1.51 في عام 2023، مقارنة بـ2.38 عام 2001، وفقا لبيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ( OECD).
وذكر مدير مركز السياسات السكانية والاجتماعية في جامعة مرمرة في إسطنبول، محمد فاتح إيسان، أن معدل الخصوبة في تركيا تراجع من 6.5 ولادات لكل امرأة عام 1960 إلى 1.51 اليوم، قائلا إنه رقم أدنى بكثير من 2.1 وهو "المعدل الذي يعتبر ضروريا للحفاظ على استقرار عدد السكان".
إعلانواعتبر أيسان في تقرير على "تي آر تي وورلد" أن هذا الانخفاض الحاد في عدد السكان يمثل ضغطا كبيرا على الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى أن الأسرة يمكن أن تلعب دورا محوريا في استقرار المجتمع في ظل هذه التغيرات.
وأكد أيسان على ضرورة تشجيع زيادة المواليد، قائلا إن إعادة الاعتبار لقيمة الأسرة "ليست مجرد طرح محافظ أو تقليدي، بل هي ضرورة عملية لضمان تماسك المجتمع التركي واستقراره في المستقبل".
المواليد في أميركامن تركيا إلى أميركا، وفي نفس العام 2023، الذي شهد أدنى معدل قياسي للمواليد في تركيا، سجلت الولايات المتحدة أيضا أدنى معدل للمواليد، وفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وفي بداية ولايته الثانية، دعا الرئيس ترامب إلى ما سماه "طفرة في المواليد"، وأبدى انزعاجه من انخفاض معدلاتها، معتبرا ذلك تهديدا وجوديا للأميركيين.
وقالت عالمة الديمغرافية العائلية في جامعة نورث كارولينا في تشابل هيل، كارين بنجامين جوزو، في تقرير على "نيويورك تايمز" إنه في خلال تسعينيات القرن الـ20 وحتى العقد الأول من القرن الـ21، كان معدل الخصوبة في الولايات المتحدة حوالي طفلين لكل امرأة، "وهو ما يعادل تقريبا المستوى المطلوب للحفاظ على عدد السكان من خلال المواليد وحدهم".
لكن منذ بداية الألفية الثانية، بدأت معدلات المواليد في الولايات المتحدة بالتراجع بشكل ملحوظ. ووفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فقد بلغ معدل المواليد عام 2007 نحو 106.3 لكل ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاما، وانخفض هذا الرقم إلى 56.7 بحلول عام 2024.
تتشابه أسباب انخفاض معدلات المواليد كثيرا بين البلدين. في تركيا، يرتبط انخفاض المواليد بشكل مباشر بتدهور الأوضاع الاقتصادية.
إعلانوأشار تقرير على مؤسسة "جلوبال فويسيس" إلى أنه في ظل ارتفاع التضخم وغلاء المعيشة، أصبح من الصعب على العائلات تلبية احتياجاتها الأساسية، مثل الإيجار والطعام، وبالتالي انخفضت معدلات الإنجاب.
وكان اتحاد نقابات العمال التركي "هاك-إيش"، أعلن أن نصف عدد العاملين في تركيا يتقاضون الحد الأدنى للأجور، وهو مصدر الدخل الرئيسي لهم. وطالبوا في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي أن يكون الحد الأدنى 29.583 ليرة تركية (760.74 دولارا أميركيا) على الأقل، لمواكبة التضخم وزيادات الأسعار، لكن هذا المبلغ لم يعتمد. وكانت الحكومة قد أعلنت عن زيادة سابقة في الحد الأدنى للأجور في يناير/كانون الثاني من نفس العام، ليصبح 17 ألفا وليرتين (437 دولارا أميركيا).
ولا تتماشى تلك الأجور ولا حتى الزيادة التي طالب بها الاتحاد مع تكلفة المعيشة في تركيا، فوفقا لتقرير صدر في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عن وكالة تخطيط إسطنبول، بلغ متوسط تكلفة المعيشة لأسرة مكونة من 4 أفراد في إسطنبول نحو 75 ألفا و717 ليرة تركية (حوالي 1947 دولارا أميركيا).
وحتى التقدير الأقل لتكلفة المعيشة، وفقا لتقرير صادر عن اتحاد النقابات العمالية التركية في ديسمبر/كانون الأول 2024، بلغ لكل أسرة 68 ألفا و675 ليرة تركية أي 1766 دولارا أميركيا.
أما في أميركا، فعزت العالمة الديمغرافية جوزو، انخفاض المواليد إلى الظروف الاقتصادية وديون الطلاب الكبيرة، وعدم وجود إجازة عائلية مدفوعة الأجر على المستوى الفدرالي، والتكلفة العالية لرعاية الأطفال، وصعوبة امتلاك المسكن والشعور العام بعدم الاستقرار في العالم. وقالت جوزو "الناس لا ينجبون أطفالا عندما لا يشعرون بالرضا عن مستقبلهم".