وباء لا ينتهي.. شباب تحت سطوة البداية المبكرة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
في اقل من اسبوع واحد، وتزامنا مع الشهر العالمي للتوعية ضد سرطان الاطفال واقتراب شهر التوعية ضد سرطان الثدي، بدا مفاجئا صدور دراستين تتحدثان عن ما بات متعارفا عليه بـ"سرطان البداية المبكرة"، والذي تم تصنيفه على انه حالات اصابة بالسرطان لدى اشخاص تتراوح اعمارهم بين 14 و49 عاما، وهي الفئة الشابة، بزيادة بنسبة 79 بالمئة، وهو رقم يعد مرتفعا جدا.
هو الوباء الذي لا ينتهي، والحقيقة التي أصبحت اليوم تثير القلق وتطرح العديد من التساؤلات، عن اسباب زيادة حالات الاصابة بالسرطان بين صفوف صغار السن. ففي بداية الشهر الجاري، أوضحت دراسة قام بها فريق دولي من الباحثين من جامعات عالمية مختلفة بما فيها جامعة هارفارد أنّ الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من "اللحوم الحمراء والملح والكحول"، أدت إلى حدوث طفرة عالمية باصابات السرطان بين الفئة الشابة. وهذه الدراسة، التي نشرت في مجلة BMJ Oncology، هي الأولى التي ترسم صورة عالمية للسرطان بين الشباب.
دون الخمسين
وبعدها بايام نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا يتحدث عن مدى سرعة ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الأشخاص دون سن الخمسين، وذلك بناء على دراسة أعدتها جامعة إدنبره باسكتلندا وكلية الطب بجامعة تشجيانغ في هانغتشو بالصين.
وبذلك فانّه خلافا لما هو متكرس في الاذهان، فانّ السرطان لا يصيب الكبار فقط او الاشخاص الذين يتقدمون في السن، بل اليوم اصبحنا امام واقع لا مفر منّه الا بالتوعية والحذر والاحتياط، لتجنب المأساة. فكلما تم اكتشاف المرض في فترة زمنية قليلة كلما كان العلاج افضل واحتمال الشفاء كبير.
ولكن ما سبب انتشار السرطان بين الفئات الشابة مؤخرا، بناء على هذه الدراسات الحديثة وغيرها من الابحاث التي باتت تصنف السرطانات ضمن مراحل عمرية صغيرة أو "سرطان البداية المبكرة"، وما هي انواع السرطانات التي تصيب هذه الفئات أكثر من غيرها، وهل حقيقة للامر علاقة بنظامنا الغذائي او انماط حياتنا المعاصرة؟.
المصابون الجدد
تجيب الدكتور ليلى طالب الاخصائية في امراض الدم والاورام، عن هذه التساؤلات في حديث مع "لبنان 24"، مشيرة الى اننا امام وباء لا نهاية له، واصبح حقيقة في كل منزل وخصوصا في السنوات الاخيرة، في ظل آلام اضافية باتت تثير قلق كل مواطن لبناني مع زيادة الفاتورة الاستشفائية وفقدان الدواء او صعوبة الحصول على الادوية السرطانية.
وامام هذا الواقع، نعم يجب ان نقول اليوم انّه للاسف زادت نسبة السرطان في السنوات الاخيرة ضمن اعمار ما دون الخمسين، اي ضمن ما يصنف بالفئات الشابة. وبحسب طالب فانّ الدارسة الاحدث والتي شملت باحثين من جامعة هارفارد وغيرها قد شملت 204 دولة، بينها لبنان وأظهرت انّ المصابين الجدد بالسرطان لا تتجاوز اعمارهم الخمسين، وكانت النسبة مبهرة جدا، وخصوصا انّ الفترة الزمنية التي اجريت عليها الدراسة كانت خلال سنتين، وبينت انّ الاصابات بالسرطان ارتفعت بنسبة 79 بالمئة وهو ما يستدعي القلق ويدق ناقوس الخطر.
العوامل الوراثية
فلماذا ارتفعت نسبة اصابات السرطان بين الشباب في الاونة الاخيرة؟ تقول طالب: "هنا يجب تسليط الضوء على نوعين من الاسباب، اولها العوامل الوراثية المعروفة والجينات والى ما هنالك. امّا العوامل الثانية فهي الاسباب المستجدة والتي اصبحت المحرك الاول لسرطان الشباب، وهي النظام الغذائي والعادات الصحية غير الغذائية والتعرض للتلوث، اضافة الى الوزن الزائد والسكري والاستهلاك الكبير للكحول وعدم السيطرة على التدخين".
تركيبة السرطان
وتتابع طالب: "الدراسة الاخيرة التي شملت لبنان تدق ناقوس الخطر، فهل يعقل ان تزيد نسبة سرطان الشباب بمعدل 79 بالمئة خلال سنتين فقط. اذا لبنان هو حزء من هذه الفوضى على مستوى التغير في تركيبة السرطان. وحقيقة فانّ الطب يشهد تطورا ملحوظا بما يتعلق بالسرطانات الجينية والعوامل الوراثية، ولكن امام ما يحصل اليوم فالطب يتعرف على انواع جديدة من الاصابات، وعلى المواطن ان يكون حذرا اولا واخيرا، ويعزز مناعة جسمه".
وبحسب طالب: "من اكثر الانواع السرطانية التي تنتشر بين فئة الشباب هناك سرطان الثدي والبروستات والامعاء والرئة، واذا ما أجرينا مقارنة بسيطة، فاننا سنلحظ انّ العوامل من تلوث وغذاء هي المسببات الاولى للسرطان. فسرطان الرئة يتصل مباشرة بالتلوث، وسرطان الامعاء يتصل بالنظام الغذائي بشكل اكيد. وكل ذلك يجعلنا امام حقيقة لا مفر منها".
وللاسف، فانّ أحد الأسباب الأخرى التي قد تدعو إلى القلق هو أن بعض أنواع السرطانات التي تنمو بين الأفراد الذين هم دون سن الخمسين تبدو أشرس من تلك التي تهاجم كبار السن، وأشهرها سرطان الأمعاء والثدي والبروستات. ويعود ذلك لانّ هذه الفئة العمرية غالبا ما تتجاهل انها قد تكون معرضة للسرطان، لذلك قد لا تقوم بالفحوصات المناسبة او اكتشاف المرض الا بعد مضي وقت طويل على الاصابة، وبالتالي صعوبة العلاج في المرحلة المقبلة.
وتؤكد طالب: "في لبنان حتما فانّ اكثر انواع السرطانات التي تسجل نسبة عالية في السنوات العشرة الاخيرة وفي سن مبكر، هو سرطان الثدي. وعلى الرغم من حملات التوعية الكبيرة والفحوصات المجانية وشبه المجانية التي تقدم للناس الا انّنا ما زلنا ننشد الوعي التام لتفادي الكارثة التي قد تحدث في حال تغلغل السرطان في جسم الاشخاص". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
تحذير.. هذا المشروب يسبب السرطان.. دراسة جديدة تكشف التفاصيل
يعد سرطان الدم من أخطر الأمراض الخبيثة لذا يسعي الباحثون لكشف اسراره باستمرار.
ووفقا لما جاء في موقع نيويورك بوست حذر فريق من الأطباء من تناول مشروبات الطاقة لأنها تزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم
كشفت دراسة جديدة أن مكونًا "شائعًا" موجودًا في سلسلة من مشروبات الطاقة الشهيرة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الدم.
اكتشف باحثون أميركيون أن التورين، وهو حمض أميني يضاف عادة إلى مشروبات الطاقة المعروفة في العالم ويمكن أن يعمل كمصدر وقود لخلايا سرطان الدم، التي تتطور في نخاع العظام.
وحذر مؤلفو الدراسة منذ ذلك الحين المستهلكين من توخي الحذر عند تناول المشروبات التي تحتوي على مكون تعزيز عملية التمثيل الغذائي، والتي تباع في محلات السوبر ماركت في جميع أنحاء العالم.
"نظرًا لأن التورين مكون شائع في مشروبات الطاقة، فإن عملنا يشير إلى أنه قد يكون من المثير للاهتمام أن نفكر بعناية في المخاطر وفوائد التورين التكميلي في مرضى سرطان الدم"، كما تدعي الدراسة التي نشرت في مجلة Nature.
على الرغم من أن الجسم ينتج التورين بشكل طبيعي، فقد تم استخدامه لتخفيف الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي لدى مرضى سرطان الدم.
لكن الباحثين في جامعة روتشستر في نيويورك يعتقدون أن تناول كميات إضافية من هذهه المادة قد يؤدي في الواقع إلى تفاقم سرطان الدم.
وقال الباحثون إن دراستهم تسلط الضوء على الحاجة إلى تقييم المخاطر والفوائد المترتبة على تناول كمية إضافية من التورين بالنسبة لمرضى سرطان الدم، فضلاً عن المخاطر التي يتعرض لها مستهلكو مشروبات الطاقة، نظراً لتوفر هذا المنتج بسهولة.
ورغم أن الدراسة لا تزال في مراحلها الأولية، فإن الباحثين متفائلون بأن استهداف إنتاج التورين في خلايا سرطان الدم قد يمثل نهجا جديدا لعلاج هذه الأمراض .
وأظهرت تجاربهم على الفئران وخلايا سرطان الدم البشرية أن منع التورين من دخول الخلايا يمكن أن يبطئ تطور المرض.
وتعد الدراسة جزءًا من بحث أوسع نطاقًا يبحث في الدور المحتمل للتورين في تأجيج أنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم.
وفقًا لمايو كلينيك، يوجد التورين بشكل طبيعي في الأطعمة التي تحتوي على البروتين، مثل اللحوم أو الأسماك ويستخدم في مشروبات الطاقة لأنه يمكن أن يساعد في عملية الهضم والحفاظ على ترطيب الجسم وتوازن الإلكتروليت ودعم الوظيفة العامة للجهاز العصبي المركزي.
وركزت الدراسة الجديدة على الفئران التي تحمل الجين SLC6A6، وهو الجين المسؤول عن نقل التورين في جميع أنحاء الجسم.
وقام الباحثون بزرع عينات من خلايا سرطان الدم البشري في هذه الفئران.
نتائج الدراسة
اكتشف الباحثون أن مجموعة محددة من خلايا نخاع العظم السليمة تنتج التورين، وهي البيئة التي يتطور فيها سرطان الدم ثم يقوم الجين SLC6A6 بنقل هذا التورين من نخاع العظم إلى خلايا سرطان الدم.
عندما تتغذى الخلايا السرطانية على التورين، فإنها تمر بعملية تسمى التحلل الجلوكوزي، حيث تقوم الخلايا بتكسير الجلوكوز لإنتاج الطاقة.
تمنح هذه العملية الخلايا السرطانية الطاقة للانقسام والتكاثر، ولهذا السبب يمكن أن تجعل سرطان الدم أكثر عدوانية، لأنها تتسبب في تكوين المزيد من الخلايا السرطانية.