مسؤول أمني لبناني يحذر من تحول مخيم عين الحلوة إلى ملاذ للفارين من العدالة
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
حذر المدير العام للأمن العام بالإنابة في لبنان اللواء الياس البيسري، من أن يتحول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بجنوب لبنان، إلى ملاذ للمطلوبين الفارين من وجه العدالة، مشيراً إلى أن ما يحدث هناك خطير للغاية.
وقال البيسري، في حديث لصحيفة "الجمهورية" المحلية، اليوم الإثنين، إن "ما يحصل خطير جداً، واذا تمدد سيتحول إلى أزمة مستنزفة والوضع في لبنان لا ينقصه أزمات"، مضيفاً "لن نقف مكتوفي الأيدي جراء ما يحصل في المخيم، هذه أرض تخضع للسيادة اللبنانية وهذا السلاح يحظى بغطاء من السلطات اللبنانية".
واعتبر البيسري أن "الوضع في مخيم عين الحلوة لم يعد يُحتمل"، كاشفاً أنه "بالتنسيق مع وزارة الداخلية والسلطة السياسية، دعا الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع بعد ظهر اليوم في مكتبه حتى يضعها أمام مسؤولياتها ويبلغها رسالة واضحة، وهي أنه من غير المقبول أن يستمر الاقتتال في المخيم والذي تصيب شظاياه الجوار أيضاً".
#لبنان | اللواء الياس البيسري : الوضع في مخيم عين الحلوة لم يعد يُحتمل.https://t.co/kdztuBq9sO
— وكالة نيوز ليبانون (@newslebanon2021) September 11, 2023وكانت الاشتباكات تواصلت في مخيم عين الحلوة جنوب مدينة صيدا بجنوب لبنان، بين عناصر من حركة فتح وعناصر من مجموعات إسلامية، لليوم الخامس على التوالي، وانخفضت وتيرتها ليلاً.
وشهدت الليلة الماضية اشتباكات محدودة بين عناصر الجانبين، وسجلت بعض الرشقات الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وأسفرت الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، أمس الأحد، عن إصابة 5 عسكريين من الجيش اللبناني إثر سقوط 3 قذائف في مركزَيْن عائدَيْن لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم.
توتر في مخيم #عين_الحلوة واشتباكات متقطعة https://t.co/qSOIvMI3x5
— 24.ae (@20fourMedia) September 10, 2023ومنذ اندلاعها الخميس الماضي، أسفرت الاشتباكات عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المتقاتلين والمدنيين، ونزوح العديد من سكان المخيم إلى مدينة صيدا، التي طالها الرصاص والقذائف جراء الاقتتال الدائر في مخيم عين الحلوة، بالإضافة إلى اندلاع عدد من الحرائق في محيط المخيم.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مخيم عين الحلوة عين الحلوة لبنان فی مخیم عین الحلوة
إقرأ أيضاً:
كاتب لبناني يتساءل: ما هي أولويات السياسة الأمريكية الخليجية في المنطقة؟
كتب رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إبراهيم الأمين، في مقال تحليلي، أنّ: "ما نشهده منذ أيام لا يقتصر صداه على دول الخليج أو بلاد الشام، بل يعكس بوضوح الأسلوب الذي تنتهجه إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في التعاطي مع ملفات الإقليم".
ويرى الأمين أنّ: "تغيّرًا جوهريًا طرأ على الذهنية العربية، وخصوصًا الخليجية، في مقاربة العلاقة مع واشنطن، حيث باتت هذه الدول بدورها تمارس استعراضًا لا يقل صخبًا عن ذلك الأمريكي".
وأشار إلى أنّ: "الأرقام التي يفاخر بها ترامب في خطاباته حول حجم الاستثمارات الخليجية في الولايات المتحدة، والتي زعم أنها تتجاوز الألف مليار دولار، لا تنسجم مع المعطيات الرسمية الصادرة عن المؤسسات المالية الأميركية والخليجية، حيث تؤكد الأرقام الواقعية أنها أدنى بكثير".
"هو ما يعكس الضغوط الاقتصادية التي تمر بها دول الخليج، وعلى رأسها السعودية التي اضطرت لإلغاء عدد من مشاريعها الداخلية، وقطر التي تواجه تداعيات سلبية للاستثمارات المرتبطة بمونديال كأس العالم، في حين تسعى أبو ظبي لزيادة استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز أرصدتها المصرفية، لكنها لم تحقق بعد مستوى الاستثمار المروج له في السوق الأمريكية" بحسب المقال نفسه.
إلى ذلك، توقف الأمين عند مسألة إعادة "تلزيم" سوريا بإدارة الشأن اللبناني من جديد، قائلاً إنّ: "ذلك لا يغيب عن حسابات الأمريكيين والسعوديين، خصوصًا في ظل التغيرات الأخيرة في دمشق".
ولفت إلى أن واشنطن، التي تدرك واقع الدول الخليجية، تسعى إلى منعها من التوسع في علاقاتها الاستثمارية مع الصين، وتفرض قيودًا سياسية على الاستثمار داخل المنطقة، مشيرًا إلى أنّ: "أي إنفاق عربي في بلاد الشام لن يكون مجديًا من دون رافعة سياسية أمريكية واضحة".
وأكد الأمين أنّ: "لبنان بات في موقع متأخر على جدول الأولويات الدولية والعربية، ولا يُنظر إليه كمركز سياسي أو تجاري مؤثر، بل كدولة تابعة لبرامج لا تخصه". مردفا أنّ: "الصناديق العربية توجّه أنظارها نحو إعادة إعمار سوريا وغزة، بينما لن يتعدى الدعم الموعود للبنان بضع مليارات تُمنح إما كقروض مشروطة أو مقابل تنازلات سياسية".
ورأى أنّ: "على اللبنانيين متابعة ما يجري في سوريا، وتحديدًا مع السلطة الجديدة فيها، لأن المؤشرات كافة تؤكد أن سوريا عادت لتحتل موقع الصدارة في خارطة الاهتمام الأمريكي والخليجي، بينما يُطلب من لبنان فقط الاكتفاء بلقاءات بروتوكولية فارغة، مع الإيحاء بأن عودة السياح الخليجيين إليه تمثل بحد ذاتها إنجازًا ينبغي للبنانيين التباهي به."
كذلك، تساءل الأمين عن سبب امتناع الدولة اللبنانية عن الإفصاح عن حجم الإنفاق العربي، خصوصًا من الزوار العراقيين والأردنيين والسوريين الذين استمروا في القدوم إلى لبنان للعلاج رغم كل الظروف، مؤكدًا أن الأمريكيين والخليجيين لا يسعون لتنمية حقيقية، بل إلى رفع مشروط للحصار، وأن ساحة التنفيذ الحقيقية لهذه الأجندة تبقى سوريا".
وختم إبراهيم الأمين بالإشارة إلى أنّ: "النشاطات الدبلوماسية التي شهدتها دمشق مؤخرًا، منذ تسلم أحمد الشرع السلطة وحتى زيارته إلى السعودية، تخضع إلى رقابة لصيقة من سفارات عربية وأجنبية، وتمّ تجميع تقارير مفصلة عن المسار السياسي الجديد في سوريا، وهو ما يعكس رغبة سعودية-أمريكية في إعادة تشكيل النظام الإقليمي من بوابة دمشق".
واستطرد: "مع احتمال إعادة إسناد دور الوصاية السورية على لبنان، انطلاقًا من قناعة لدى صانع القرار في الرياض مفادها أن لبنان لا يُحكم إلا من قبل طرف قوي، صارم، وغير ديمقراطي".