قدّس المصريون القدماء نهر النيل وعبدوه، وأسموا فيضانه بالإله (حابي)، لأنه أساس وجودهم، فمنه استمدوا التنظيم في مرافق حياتهم، فقد تعلموا حساب الأيام والسنين وقسَّموا فصول السنة، كم أسهم في بناء طرائق تفكيرهم، وتكيُّفهم مع محيطهم، والبحث عن الحلول في درء خطر فيضانه العظيم، والمخطوطات القديمة المصرية حافلة بأساطير وقصص عن نهر النيل الذي هو رمز الحياة والخصب والتنقل، وخير مصر الوفير، ويقول أحد النصوص: (من يلوث ماء النيل سيصيبه غضب الآلهة)، ولقد لقب المصريون القدماء هذا النهر بعدة ألقاب منها: رب الأسماك، وواهب الحياة، وجالب الخيرات، وخالق الكائنات، ورب الرزق العظيم، كما ارتبط النهر بمفاهيم العالم الآخر لديهم، فكانوا يتركون المراكب والشباك، وأدوات الصيد الخاصة بالمتوفى في المقابر، وفي الوقت نفسه كانوا يكتبون في سجلات من يتوفى منهم ما إذا كان قد احتجز مياه النيل في حياته أو لوثها.
المصدر: الأسبوع، العدد: 1171، التاريخ: 22/6/2002.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مصر والكونغو نحو شراكة تنموية: دعم طبي وتمويل مشروعات بحوض النيل
التقى د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة مع "تيريز فاجنر" وزيرة الخارجية والتعاون الدولي وشئون الفرنكوفونية الكونجولية اليوم الأربعاء، وذلك على هامش الاجتماع الوزاري الإفريقى الأوروبى المنعقد في بروكسل.
ثمن الوزير عبد العاطى العلاقات الثنائية بين مصر والكونجو الديمقراطية خلال السنوات الأخيرة معربا عن التطلع لتطوير العلاقات في مختلف القطاعات والمجالات، وذلك من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، مبرزاً اعتزام إنشاء جناح مصري متخصص في جراحة القلب بمستشفى كينشاسا العام، وتجهيزه بالمعدات الطبية وغرف العمليات، وتدعيمه بأطباء مصريين لنقل الخبرات وتأهيل الكوادر الكونجولية.
مصر وزامبيا تبحثان تعزيز التعاون وتنفيذ مشروعات استراتيجية مشتركة
تناول اللقاء مستجدات الأوضاع الإقليمية حيث رحب وزير الخارجية بتوقيع الكونجو الديمقراطية ورواندا على إعلان المبادئ بواشنطن يوم ٢٥ إبريل الماضي، مؤكداً دعم مصر لكافة جهود الوساطة القائمة للوصول إلى تسوية سياسية شاملة تنزع فتيل التوتر، معرباً عن الاستعداد لتقديم الدعم في أية ترتيبات مقبلة من شأنها إعادة الثقة بين البلدين وتحقيق السلام والتنمية. كما أكد وزير الخارجية على دعم مصر للتنمية في دول حوض النيل، منوها الى تدشين آلية مصرية لتمويل مشروعات البنية التحتية بمبلغ ١٠٠ مليون دولار في دول حوض النيل الجنوبى، مشدداً على تمسك مصر بإعمال القانون الدولى في حوكمة نهر النيل لاسيما مبادئ عدم الإضرار والاخطار المسبق والتوافق.