الحدث بواشنطن والتداعيات في إسرائيل.. هل يوظف نتنياهو مقتل الدبلوماسيين سياسيا؟
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
القدس المحتلة- شهدت العاصمة الأميركية واشنطن -اليوم الخميس- هجوما مسلحا قتل فيه اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية، هما يارون ليسينسكي وسارة ميلغرام.
وهزَّ الهجوم الذي وقع أثناء مغادرة الدبلوماسييْن فعالية للجنة اليهودية الأميركية (إيه جيه سي) في المتحف اليهودي، الأوساط الدبلوماسية في الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه أيضا فجَّر نقاشا سياسيا واسعا في الداخل الإسرائيلي حول تداعياته ومآلاته.
وقال دبلوماسيون إسرائيليون للموقع الإلكتروني "واي نت": "نحن في صدمة كاملة، رغم أن الأمر لم يكن مفاجئا"، وأضافوا أن التحذيرات من التعرض للعنف ازدادت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تصاعدت التوترات بعد الحرب على غزة.
وفي أعقاب الهجوم، أعلنت السلطات الإسرائيلية تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط البعثات الإسرائيلية والمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم، خشية هجمات مماثلة.
من هما؟ويارون ليسينسكي، مهاجر من ألمانيا إلى إسرائيل، وخدم في الجيش الإسرائيلي ودرس في الجامعة العبرية وجامعة "رايخمان" الإسرائيلية. وشغل منصب مساعد باحث لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السفارة، "وكان ملتزما بمبادئ الحوار بين الأديان والتعاون الإقليمي، مستلهما ذلك من رؤية اتفاقيات أبراهام"، حسب صحيفة "هآرتس".
إعلانورثى رون شوفال، عميد معهد أرغمان، ليسينسكي قائلا "عرفته عن قرب كطالب في معهد أرغمان وخريج برنامج (الخروج)، كان شخصا استثنائيا بكل معنى الكلمة، نشأ كمسيحي، لكنه أحب إسرائيل بصدق، وقرّر أن يجعلها وطنه، فهاجر إليها، وخدم في جيشها، وكرّس حياته للصهيونية ولخدمة الدولة، وهو الذي قرر بإرادته الحرة ربط مصيره بمصير الشعب اليهودي".
أما سارة ميلغرام، حسب هآرتس، فقد عملت في قسم الدبلوماسية العامة، و"حملت رؤية متقدمة للسلام والتفاهم الثقافي"، متأثرة بخلفيتها الأكاديمية في جامعة السلام بكوستاريكا، وتجربتها العملية في مبادرات التعايش مثل "تيتش تو بيس" (Tech2Peace) التي تجمع بين شباب إسرائيليين وفلسطينيين.
وزارت ميلغرام إسرائيل عام 2023 ضمن برنامج يهدف لتعزيز التعايش والسلام بين الشعوب، وعملت بقسم الدبلوماسية العامة في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وتولت مسؤولية تنظيم ورئاسة الوفود التي تزور إسرائيل.
توظيف سياسيولم يتأخر رد الفعل داخل إسرائيل، لكنه بدا متباينا بين المعسكر الحكومي والمعارضة، ففي أروقة الحكومة، ينظر البعض إلى الحادث كفرصة لتعزيز موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يعاني منذ أشهر من تراجع شعبيته بسبب استمرار الحرب على غزة، والانتقادات الواسعة للأداء الأمني والدبلوماسي.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصادر قريبة من حزب الليكود ترى أن نتنياهو قد يستخدم الحادث لتأكيد ضرورة الاستمرار في السياسات الأمنية المتشددة و"الحرب على الإرهاب أينما كان" حسب وصفها، إضافة إلى حشد الدعم الشعبي في وجه ما تعتبره "حملة تشويه داخلية وخارجية".
وقال المحلل السياسي عكيفا إلدار، إن تحليلات إعلامية موالية للحكومة بدأت تروّج لفكرة أن الهجوم يثبت صحة موقف إسرائيل من المخاطر المتزايدة التي يواجهها الإسرائيليون في الخارج بسبب تصاعد "التحريض المعادي"، وتدعو لزيادة التنسيق الأمني مع واشنطن واتخاذ خطوات لحماية البعثات الدبلوماسية.
إعلانفي المقابل، أوضح إلدار للجزيرة نت أن أطرافا من المعارضة ترى أن مقتل الدبلوماسيين نتيجة مباشرة لانعكاسات السياسات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بغزة، وتراجع فرص الحل السياسي مع الفلسطينيين.
وأشار إلى أن شخصيات بارزة في تحالف "المعسكر الوطني" برئاسة بيني غانتس و"هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد، ترى أن "الخطاب التصعيدي للحكومة، وعزل إسرائيل دبلوماسيا، يزيدان الأخطار على الإسرائيليين داخل البلاد وخارجها".
وأكد أن الحادث يعكس تآكل صورة إسرائيل كـ"شريك سلام"، ويدفع ثمنه الشباب الإسرائيلي العامل في ساحات العمل الدبلوماسي، مثل يارون وسارة.
ويبقى السؤال المطروح في تل أبيب، هل سيكون هذا الحادث لحظة توحيد وطنية، أم سيتم توظيفه كأداة إضافية في معركة سياسية لا تنتهي؟ والأكيد أن مقتل يارون وسارة لن يمر مرور الكرام، في أروقة القرار بالمؤسسة الإسرائيلية.
ويقول مراسل الشؤون السياسية والدبلوماسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، إن ما وصفها بـ"مأساة" مقتل يارون وسارة ستضاف إلى اللوحة التذكارية بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي تحمل أسماء 16 دبلوماسيا قُتلوا أثناء أداء مهامهم حول العالم، معظمهم في هجمات مسلحة واغتيالات. مضيفا أن اللوحة تمثل ما قال إنه "تذكار دائم للثمن الذي يدفعه ممثلو إسرائيل من أجل الحفاظ على صوتها في العالم".
وأوضح أن الهجوم على الدبلوماسيَين في واشنطن لم يكن مجرد "مأساة إنسانية"، بل ضربة رمزية لممثلي دولة يخوضون معركة معقدة في وجه موجة متزايدة من العزلة والتحريض، على حد وصفه. لافتا إلى أن دور الخارجية الإسرائيلية في الخارج بات أكثر أهمية من أي وقت مضى.
إعلانولفت إلى أن عملية واشنطن "تؤكد أن المعركة التي تخوضها إسرائيل ليست فقط في الميدان العسكري"، وقال إن "موظفي الوزارة هم الخط الأمامي للدفاع عن إسرائيل وشرعيتها".
كراهية الداخلوفي مقال بعنوان "الكراهية التي تأتي من الداخل"، والذي يعكس الاستقطاب السياسي وعمق الشرخ بين الإسرائيليين بشأن التداعيات الخارجية والداخلية بسبب استمرار الحرب على غزة، انتقدت رئيسة حركة "إسرائيلي"، سارة هايتزني كوهين، بشدة تصريحات يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين بإسرائيل، التي اتهم فيها الجيش الإسرائيلي بقتل الأطفال كهواية، ووصفتها بالخيانة.
وأشارت إلى أن الخطر الحقيقي لا يأتي فقط من الخارج، بل من الداخل، من شخصيات عامة وسياسيين سابقين يهاجمون إسرائيل وجيشها ويغذون الكراهية ضدهما.
وتربط الكاتبة في مقال لها في صحيفة "يسرائيل هيوم" بين تصريحات غولان وأمثاله، مثل إيهود باراك، وإيهود أولمرت وبوغي يعالون، وبين ما وصفته بـ"استغلال أعداء إسرائيل هذه التصريحات لتبرير العمليات المسلحة ضدها". وحذّرت من ما وصفته بالتراخي في "الذاكرة الجماعية الإسرائيلية"، الذي أدى إلى نسيان ما اعتبرته "فظائع" ارتكبت بحق إسرائيليين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحرب على إلى أن
إقرأ أيضاً:
بالفيديو والصور: مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية في إطلاق نار بواشنطن
قتل شخصان، أحدهما موظف في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، فجر اليوم الخميس 22 مايو 2025، في حادث إطلاق نار وقع قرب متحف التراث اليهودي بالعاصمة الأميركية.
وأكدت مصادر أمنية لشبكة "أي بي سي نيوز"، أن الضحيتين مرتبطتان بسفارة أجنبية، ويعتقد أن واحدا منهما على الأقل كان موظفا في السفارة الإسرائيلية. وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، الخميس، مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية إثر هذا الحادث.
وأعلنت شرطة العاصمة واشنطن أن المشتبه به في حادثة إطلاق النار قرب المتحف اليهودي يدعى إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 30 عاما.
وأوضح قائد شرطة واشنطن، باميلا سميث، أن رودريغيز شوهد وهو يتجول خارج المتحف قبيل تنفيذ الهجوم، قبل أن يتم توقيفه لاحقا من قِبل عناصر الأمن.
وأشار القائد إلى أن المشتبه به صرخ "الحرية لفلسطين" أثناء عملية اعتقاله، في ما يبدو أنه تعبير سياسي رافق تنفيذ الهجوم.
وأفادت وسائل الإعلام الأميركية في وقت سابق، نقلا عن مصادر أمنية، بمقتل شخصين في إطلاق النار قرب المتحف اليهودي، قبل الكشف عن هوية القتيل الثاني. وتشير المعلومات الأولية إلى أن القتيلين هما رجل وامرأة.
ونقلت شبكة "إن بي سي" عن مسؤولين أن المشتبه به في إطلاق النار صرخ "الحرية لفلسطين" أثناء القبض عليه.
ونشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تعزية لأسرتي الضحتين، وقال عبر منصة تروث سوشيال "إطلاق النار يعزى إلى معاداة السامية.. يجب أن تنتهي فورا جرائم القتل المروعة في واشنطن والتي بنيت بلا شك على معاداة السامية.. لا مكان للكراهية والتطرف في الولايات المتحدة ومن المحزن حدوث مثل هذه الأمور".
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إن الحادث "ينم عن كراهية ومعاداة للسامية أودى بحياة موظفين بالسفارة الإسرائيلية".
ووصف وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، ما جرى بأنه "فعل وقح من العنف الجبان والمعادي للسامية" وتعهد بملاحقة المسؤرولين عن الحادث وتقديمهم للعدالة.
من جانبه، قال وزير خارجية إسرائيل غدعون ساعر إن ممثلي إسرائيل "دوما في خطر وخاصة في هذه الفترة هم في خطر متزايد".
وفي تعليق سريع على الحادثة، وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إلحاق الأذى بالدبلوماسيين والجالية اليهودية بأنه "تجاوز لخط أحمر".
وأضاف أن إطلاق النار المميت خارج المتحف اليهودي في واشنطن هو "عمل إرهابي معاد للسامية"، على حد تعبيره.
وأكد دانون أن من بين المصابين موظفين في السفارة الإسرائيلية، معبراً عن ثقته بأن السلطات ستتخذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي.
وأكدت السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأمريكية إصابة عدد من موظفيها جراء حادث إطلاق نار وقع بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن.
وأوضحت السفارة أن الحادث تسبب بإصابات بين العاملين لديها، مشيرة إلى أن السلطات الأميركية تتعامل مع الحادث بشكل جدي لاتخاذ الإجراءات اللازمة، على ما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وأفاد مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن منفذ عملية قتل موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن كان يرتدي كوفية أثناء الحادث، كما صرخ بعبارة "الحرية لفلسطين" أثناء تنفيذه للهجوم.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية 3 شهداء في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان إدانات دولية واسعة لاستهداف الاحتلال وفدا دبلوماسيا في جنين أستراليا تُعارض توسيع الحرب في غزة وتدين منع المساعدات الأكثر قراءة طقس فلسطين: أجواء معتدلة اليوم الخميس وحارة جافة غدا ويتكوف يلتقي قيادة حماس بالدوحة وسط جهود مكثفة بشأن غزة إسرائيل تُصادق على بدء عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" لتوزيع المساعدات الأونروا تحذّر: مساعدات إنسانية منقذة للحياة على حدود غزة مهددة بالتلف عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025