بعد العاصفة دانيال وزلزال المغرب.. ماذا تعرف عن اقتصاد الكوارث؟
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
استيقظ العالم منذ أيام على عددا من الكوارث الطبيعية، من بينها العاصفة دانيال التي ضربت ليبيا وأدت لخسائر تقدر بملايين الدولارات، وكذلك زلزال المغرب، الذي تسببا في العديد من الكوارث منها الاقتصادي والاجتماعي.
ومع حدوث الكوارث الطبيعية، يتزايد الحديث عن الإجراءات التي يتم اتخاذها للحد من آثارها، وبخاصة التي تؤثر على الاقتصاد والذي يعد «عصب» أي دولة للنهوض وعودتها إلى حالتها مره أخرى، وهو ما يطلق عليه البعض «اقتصاد الكوارث».
وقال الدكتور محمد أنيس الخبير الاقتصادي، إن الفكرة الأعم هي لجنة إدارة الأزمات، والتي تندرج تحتها الأزمات والكوارث الطبيعية والاقتصادية، حيث يتم توجيه العمل في الدول المتضررة لردع التأثير السلبي ومحاولة إصلاح من أفسدته الكارثة.
أضاف في تصريحات لـ«الوطن» أن هناك فرق على استعداد دائم للتصدي لأي أزمة سواء محلية أو إقليمية أو دولية، في جميع الدول للإغاثة والدعم، والتي تتضمن فرق طبيه ومعدات وقدرات فنية وخبرات في مجالات الاقتصاد والبناء والبنية التحتية وغيرها.
وأوضح أن، المغرب قبل الزلزال كان يستعد لنمو اقتصاده بقيمة 5%، لكنه تأثر بسبب الزلزال وقدرت الخسائر بـ10 مليارات دولار على الأقل، وسيحدث انكماشا في الاقتصاد بنسبة ليصل إلى -3%.
وتابع الخبير الاقتصادي، عقب ذلك ستتجه الدولة بدفع قدرات مالية كبيرة لتحسين الوضع الاقتصادي، ومن ثم التوجه لإعادة إعمال المناطق المتضررة وبناء المصانع والمتاجر والمباني المتضررة والصناعات حتى تسترد الدولة اقتصادها مره أخرى ومعالجة التأثير السلبي.
الإجراءات الاستثنائية التي سيتم اتخاذها تأتي لمساعدة القطاعات المتضررةومن جانبه قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن اقتصاد الكوارث والحروب هو مصطلح ضمني، يعبر عن الإجراءات الاستثنائية التي تقوم بها الدولة التي تتعرض لكارثة طبيعية او لحرب او لظروف استثنائية تؤثر على الاقتصاد للدولة، وقد طبقته مصر قديما أثناء وقبل حرب أكتوبر عام 73.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن هذه الإجراءات تتمثل في زيادة تخصيص مقدرات الموازنة لمساندة الشرائح المتضررة من الأزمات، وهو ما ستقوم به الدول المتضررة من الأزمات الطبيعية الحالية، حيث سيتم إعادة تخصيص الموارد الخاصة بالدولة وتحويلها من أوجه الانفاق الطبيعية في الموازنة العامة الى أوجه انفاق أخرى تشهد تضررا.
أوضح، إذا كانت الكارثة صحية فانه سيتم تحويل مخصصات مثل مخصصات الإنشاء والتعمير مخصصات الاحتفالات وغيرها من المخصصات إلى حل للمشكلة الصحية، وإذا كانت المشكلة متعلقة بزلزال او إعصار، وتترتب عليها تدمير منازل فانه بيتم تحويل المخصصات من من عناصر أخرى مثل توفير مساكن إيواء وإعادة اعمار ما تم تدميره.
أكد أن الفكرة الأساسية أنه كلما ازدادت التحديات كلما ازدادت المخصصات التي بيتم تحويلها من أوجه انفاق طبيعية الى الأوجه الانفاق المتعلقة بالأزمة أو الكارث.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إعصار دانيال زلزال المغرب الازمات الاقتصادية الاقتصاد
إقرأ أيضاً:
توماس لونغمان.. رائد النشر الذي وضع أسس صناعة الكتاب الحديثة ماذا تعرف عنه؟
في القرن الثامن عشر، كان العالم يشهد ثورة معرفية بفضل التقدم في الطباعة، وانتشار التعليم، وزيادة الطلب على الكتب.
وبينما كانت إنجلترا تزدهر في هذا السياق، ظهر اسم توماس لونغمان كأحد أبرز رواد النشر الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الثقافة البريطانية والعالمية.
بدايات متواضعة لرجل طموحولد توماس لونغمان في عام 1699، وكان ينتمي لأسرة بسيطة من مدينة بريستول، لم يكن من النبلاء ولا من الطبقة الثرية، لكنه امتلك رؤية مبكرة لأهمية الكتاب كأداة لنقل المعرفة.
انتقل إلى لندن في شبابه، وعمل في إحدى المكتبات ليتعلم أصول المهنة عن قرب.
وبفضل إصراره وذكائه التجاري، استطاع في عام 1724 أن يؤسس دار النشر الخاصة به والتي حملت اسمه: “Longman”.
كانت البداية بسيطة، لكنه سرعان ما كوّن شبكة من المؤلفين والموزعين، وبدأ في بناء سمعة قوية.
ثورة في عالم النشرلم يكن توماس لونغمان مجرد تاجر كتب، بل كان صاحب رسالة، فقد آمن بأهمية نشر المؤلفات التي تثري العقول وتنفع الناس، سواء كانت أدبية أو علمية أو دينية.
ساهم في نشر كتب تعليمية كانت تستخدم لاحقا في المدارس والجامعات البريطانية، كما دعم مؤلفين شباب لم يكن لديهم من ينشر لهم.
ومن أبرز ما ميز أسلوب لونغمان في النشر هو اهتمامه بجودة المطبوعات، وتطوير طرق التوزيع، ووضع نظم دقيقة لإدارة العقود مع المؤلفين، وهي أساليب كانت جديدة في ذلك العصر، لكنها أصبحت لاحقًا من المعايير الأساسية في صناعة النشر.
بعد وفاته عام 1755، استمرت دار “لونغمان” في النمو والازدهار على يد أحفاده، لتصبح لاحقًا واحدة من أعرق دور النشر في أوروبا.
وفي العصر الحديث، اندمجت دار لونغمان مع دور نشر أخرى لتكون كيانات أكبر، أبرزها شركة “Pearson Education”، لكن اسم “لونغمان” لا يزال يستخدم حتى الآن في بعض السلاسل التعليمية