وزير الصناعة: إعداد دراسة لإنشاء خط إنتاج أكياس تعبئة الإسمنت
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
دمشق-سانا
تحقيق أعلى مردود اقتصادي، وتذليل الصعوبات التي تعيق تطور العملية الإنتاجية، ومعالجة أماكن الخلل والتدقيق فيها بأسرع وقت ممكن، كانت أبرز محاور لقاء وزير الصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار اليوم مع إدارة المؤسسة العامة للإسمنت ومديري الشركات التابعة.
وخلال الاجتماع تمت مناقشة وضع استراتيجية قابلة للتطبيق على المدى القريب لزيادة الإنتاجية وتجاوز الصعوبات من خلال إجراء الصيانات والمعايرات الدقيقة للأفران، ما يخفف الهدر في استهلاك الفيول واستخدام هذا الوفر في زيادة الإنتاج، كما تم التأكيد على تنفيذ المعايرة اللازمة لإنتاج مادة الإسمنت وفق المواصفات القياسية السورية المنسجمة مع المعايير الدولية والعمل على احتساب التكاليف وفق آلية دقيقة.
وتناول المشاركون في الاجتماع آلية تفعيل الوحدة الاقتصادية في حلب والتي أُحدثت كجزء مهم من منظومة المؤسسة العامة للإسمنت لخدمة العملية الإنتاجية في شركاتها وتأمين مستلزماتها الإنتاجية، إضافة لمناقشة خطة تأهيل وتطوير شركة إسمنت طرطوس وتحديث خطوطها الإنتاجية مع مراعاة الاشتراطات البيئية.
وأكد جوخدار ضرورة الاستفادة من الخبرات الفنية الموجودة في الشركات وتطويرها من خلال دورات تدريبية متخصصة بالتعاون مع الهيئات الأكاديمية، والعمل على إعداد دراسة بالسرعة القصوى لإنشاء خط لإنتاج أكياس لتعبئة الإسمنت بالتعاون بين المؤسسة العامة للإسمنت والمؤسسة العامة للصناعات الكيميائية.
وطلب الوزير جوخدار من الشركات العامة للإسمنت موافاة الوزارة بتقارير يومية بتسليمات مادة الإسمنت لمؤسسة عمران، إضافة إلى إحصائية للعمالة في شركة الشهباء في حلب كونها من الشركات المتوقفة حالياً، وفق الفئات، والاختصاصات، والعمر ليتم العمل على سد نقص العمالة في باقي الشركات التابعة للوزارة في محافظة حلب.
أحمد سليمان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الإدمان الإسمنتي: ما بين التطور والمخاطر
لقد واكب التطور البشري مختلف جوانب الحياة، ومن أبرزها التطوير العقاري، الذي شهد قفزات كبيرة في العقود الأخيرة. غير أن هذا التطور ظل يعتمد بشكل مفرط على مادة واحدة أساسية في البناء، وهي: الإسمنت.
فرغم ما يتمتع به الإسمنت من خصائص مفيدة، مثل الثبات والعزل، إلا أن الاعتماد المطلق عليه يحمل في طياته العديد من المخاطر والمساوئ، سواء على الإنسان أو البيئة.
فالواقع أن البحوث العلمية، حتى اليوم، لم تتمكن من اكتشاف بديل عملي وآمن للإسمنت يحقق نفس المستوى من الصلابة والاستدامة. لكن ذلك لا يعني غض الطرف عن الأضرار البيئية والإنسانية التي قد يخلفها هذا “الإدمان الإسمنتي”.
ففي الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، تتحول المباني المشيدة بالإسمنت إلى أنقاض قاتلة. ولعل ما حدث في زلزال تركيا مثال حي على ذلك؛ فقد انهارت آلاف المباني، وخلّفت تحت ركامها مآسي إنسانية وأضرارًا بيئية جسيمة. وعند تساقط هذه الأبنية، تنبعث منها سحب كثيفة من الغبار والأبخرة السامة التي تلوث الهواء وتزيد من خطر التسمم البيئي.
وقد نتساءل: لماذا يتمسك العالم بالإسمنت كخيار أول في البناء؟ أهو لقوته أم لعوامل اقتصادية؟ في المقابل، هناك تجارب أخرى لافتة مثل بعض مناطق إندونيسيا، حيث تُبنى المنازل القريبة من الشواطئ باستخدام الأخشاب، ورغم بساطتها وضعف إمكانياتها، إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر أمانًا من المباني الإسمنتية عند الانهيار، نظرًا لخفّتها وانخفاض أضرارها المباشرة على الأرواح.
إن البحث عن بديل للمباني الإسمنتية يشبه في تعقيده البحث عن علاج لمرض السرطان؛ فكلاهما يمثل تحديًا ضخمًا للبشرية، يحمل في طياته الأمل والخوف معًا. فكما أن السرطان ينهش في جسد الإنسان بصمت، فإن الإسمنت قد يُنهك البيئة ويهدد حياة الإنسان من حيث لا يشعر، خاصة عند سقوطه أو تهاويه. وما أشبه هذا بذاك!
إن التفكير في بدائل أكثر أمانًا واستدامةً أصبح ضرورة ملحة، وليس مجرد خيار مستقبلي. فالإسمنت، رغم فوائده، لا ينبغي أن يكون الطريق الوحيد للبناء، خصوصًا في زمن ترتفع فيه وتيرة الكوارث الطبيعية وتزداد الحاجة لحلول بيئية مستدامة