نختتم الحديث عن الموسيقار فريد الأطرش ، واليوم نحكى علاقته بالرئيس الراحل أنور السادات، حيث هنأه- فور توليه السلطة- وكتب فى سجل الزيارات رسالة جاء فيها:
«أخى السيد الرئيس أنور السادات، لقد اختارك الشعب لتتابع حمل شعلة الوطنية والقومية العربية التى وضع أسسها قائدنا الخالد الراحل الباقى الزعيم جمال عبدالناصر، فسر يا حبيبنا على بركة الله ورعايته وتوفيقه حتى تحقق لنا الآمال، ولتتم الرسالة، ونحن من ورائك ندعو لك ونتابع الطريق بقيادتك حتى النصر المبين والله خير ناصر.
وكان «السادات»، شديد الولع بفريد الأطرش، وأخته أسمهان، فكان يحب الاستماع إلى أغانيهما بشكل كبير، وكان على اتصال دائم مع فريد حينما كان يشغل منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامى العالمى.
وفى إحدى المرات خلال حديث «السادات» مع «الأطرش»، عرض الأخير عوامته على الرئيس قائلاً: «عندما يكون هناك زيارات للقادة العرب أو لضيوف مهمين فإن العوامة تحت أمر المؤتمر الإسلامى وضيوفه»، وبالفعل استقبل فيها السادات قادة العرب والضيوف المهمين الذين يأتون إليه فى تلك العوامة وفقا لرغبة فريد الأطرش.
وعوامة الموسيقار فريد الأطرش جسّدت منارة ثقافية فنية حضارية كبرى على ضفاف نهر النيل الخالد والذى وصفه وغنّاه بشكل إعجازى فى سمفونية (الربيع) التى صاغها الشاعر الكبير مأمون الشناوى وأبدع لحنها الإعجازى الموسيقار فريد الأطرش. وكثير من الناس لا يعرف حب «السادات» وعشقه للفن بشتى أنواعه وأشكاله، حيث كان يبدأ نهاره بأغنيات فريد الأطرش وينهيه بفيلم سينمائى، وكان يفضل سماع صوت أسمهان.
وتعتمد العلاقة التاريخية بين «السادات» و«الأطرش» على المحبة الخالصة التى تمثّلَتْ بالإعجاب الكبير للرئيس السادات بصوت الموسيقار فريد الأطرش، وكان يغنى له بعض أغانيه فى مجالسه الخاصة ويعشق فنّه.
ومن خلال مقابلة متلفزة لها قالت السيدة جيهان السادات حرم الرئيس السادات: «فى فترة تعرفى على أنور تيقّنت بأنه يحب صوت وموسيقى فريد الأطرش وأخته أسمهان… حتى أنه كان يسمعنى دائماً أغنية من أغانى فريد، ومع اقتراب موعد خطوبتنا غنّى لى اغنية «يا ريتنى طير لطير حواليك» وكان صوته حلو».
وفى كتاب جميل صدر لمؤلفته السيدة (رقية السادات) ابنة الرئيس الراحل بعنوان» أبْنَتُهُ» كتبت أن والدها كان يدندن دائماً أغانى فريد وتولدت صداقة بينهما.
وقالت أخته السيدة سكينة السادات إن «السادات» كان يعشق فريد، وكان يتقن تقليده، وحينما تقدم السادات لجيهان لم يكن يملك مالا فأهدى إليها أغنية فريد الأطرش «ياريتنى طير وأنا أطير حواليك»، وكان السادات يعشق أفلامه وعلى رأسها «انتصار الشباب».
وقال الموسيقار هانى مهنى، فى تصريحات صحفية سابقة: «كنت أذهب للرئيس السادات فى القناطر، والمعمورة، ومعى عازف آخر، ويطلب منا عزف ألحان أغنيات فريد الأطرش»، لافتا إلى أن الرئيس الراحل كان يحب أن يتغنى للمطرب الكبير أغنيات «قلبى ومفتاحه» و»جميل جمال».
وأضاف»مهنى»: أن الرئيس السادات كان محبا لفريد الأطرش وكان يقلده فى الغناء، ولهذا طلب منه فى أحد حفلات الزفاف التى حضرها الرئيس أن يعزف مقطوعة من أغانى فريد ووقف السادات ليغنى أمام الحضور الذين كانوا من الوزراء ومسئولى الدولة وعائلاتهم. وتابع مهنى: لم تكن تلك المرة الوحيدة، فقد استدعانى الرئيس السادات 6 مرات تقريبًا لأعزف له فى منزله وفى استراحته بالقناطر وكذلك استراحة الضبعة، وكان بصحبته بعض أصدقائه المقربين جدا، وكان يغنى لفريد ويقلده بينما أعزف أنا وراءه.
ومن أشهر ما قاله الرئيس السادات : «إننى لا أجد نفسى حقيقة إلا فى صحبة الفنانين»، عبارة بالغة الدلالة قالها السادات، عندما كان رئيسًا لتحرير جريدة الجمهورية.
حفظ الله مصر وأهلها.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كثيرة العشاق ندى الرئیس السادات
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل وحش الشاشة.. اللحظات الأخيرة في حياة فريد شوقي
يصادف اليوم الأحد 27 يوليو، ذكرى وفاة الفنان فريد شوقي، أحد أعمدة السينما المصرية والعربية، والملقب بـ «وحش الشاشة»، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1998، بعد مشوار فني مليء امتد لأكثر من نصف قرن، قدّم خلاله ما يقرب من 400 عمل فني.
اللحظات الأخيرة في حياة فريد شوقياستحضر عدد من الفنانين ذكرياتهم مع الراحل فريد شوقي، ومن بينهم الفنان سمير صبري، وسهير الترك، وتحدثوا عن اللحظات الأخيرة في حياته.
وقال سمير صبري في لقاء له قبل وفاته ببرنامج بوضوح عبر قناة «الحياة»: «في أواخر أيام وحش الشاشة شاركت معه في فيلم فتوة الناس الغلابة، وكان وقتها يشعر بالتعب في قلبه، و أثناء تصوير أحد المشاهد في المطار، شعر بالإعياء فجأة وقال لي: الحقني.. اطلبلي الإسعاف، وبالفعل اتصلت بالإسعاف، وأخبروني أنهم سيصلون خلال 10 دقائق».
وتابع سمير صبري: «أخبرته أنني سأحضر له كرسي متحرك يجلس عليه حتى يصل إلى آخر السلم، لأتفاجأ برفض من الفنان فريد شوقي، حيث قال لي «فريد شوقي ميقعدش على كرسي متحرك.. أنا هتسند عليك».
ومن جانبها، استرجعت سهير الترك زوجة الفنان الراحل فريد شوقي اللحظات الأخيرة في حياته في المستشفى، وقالت: «ابنتي عبير وزوجها كانا يجلسان معه في المستشفى، وكانوا قاعدين يهزروا معاه، وتحدثت مع ابنتي عبير وأخبرتها أنني قادمة إلى المستشفى».
وأضافت: «وفور وصولي إلى المستشفى منعوني من الدخول، ولكن بعد ساعات تمكنت من الدخول، وبعدها قابلت دكتور القلب الخاص بحالته، لأتفاجأ به يخبرني أن زوجي قد توفي»
نشأة فريد شوقي-ولد فريد محمد عبده شوقي في 30 يوليو 1920 بحي السيدة زينب العريق في القاهرة.
-بدأ رحلة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، شكّل خلالها أحد أعمدة الفن العربي.
-لم يكن فريد شوقي مجرد ممثل، بل كان كاتب سيناريو وحوار، ومنتجاً ومبدعاً شاملاً.
-شارك في صناعة أكثر من 400 عمل فني بين السينما والمسرح والتلفزيون على مدار نصف قرن.
-عمل في تركيا وحقق فيها شهرة واسعة، وكان يُلقّب باحترام بـ «فريد بيه»، رغم عدم حصوله رسمياً على لقب البكوية.
اقرأ أيضاًرانيا فريد شوقي عن سبب غيابها: أختار أدواري بعناية وليس هدفي مجرد التواجد
«رانيا فريد شوقي»: في 30 يونيو كتبنا بداية جديدة بأيدي المصريين