حسن الورفلي (بنغازي)

أخبار ذات صلة «الأرصاد العالمية»: غياب أجهزة الإنذار فاقم الخسائر البشرية في ليبيا «الجامعة» تدعو إلى تحرك فوري لدعم ضحايا كارثتي المغرب وليبيا

أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، أمس، إنقاذ 510 أشخاص من تحت الأنقاض في مدينة درنة، فيما توقع مسؤولون أن يبلغ عدد ضحايا السيول والفيضانات الأخيرة أرقاماً قياسية.

 
وقال وكيل وزارة الصحة في الحكومة سعد الدين عبد الوكيل: إن فرق البحث المحلية والدولية تمكنت من إنقاذ 510 أشخاص من تحت الأنقاض بمدينة درنة التي تعرضت لفيضانات وسيول مدمرة. 
وأضاف أن عمليات الإنقاذ وانتشال الجثث لا تزال مستمرة وتحتاج لبعض الوقت نظراً لوجود آلاف المفقودين في العديد من المناطق المتضررة من الفيضانات، مشيراً إلى أن هناك العديد من المناطق بينها «سوسة والمخيلي والوردية» تحتاج لتدخل عاجل. 
في المقابل، توقع رئيس بلدية درنة، عبد المنعم الغيثي، أمس، أن يرتفع عدد القتلى في المدينة الليبية المنكوبة إلى 20 ألفاً. 
وقال: إن «السلطات لم تتمكن بعد من إحصاء الأضرار بشكل نهائي لكن الأعمال جارية من أجل الوصول إلى أرقام دقيقة». 
كما كشف الهلال الأحمر الليبي عن أن عدد مفقودي السيول والفيضانات، تجاوز 10 آلاف شخص.
في هذه الأثناء، عقد مجلس النواب، أمس، جلسة طارئة لبحث آثار كارثة الإعصار «دانيال». 
وقال المتحدث الرسمي باسم المجلس عبدالله بليحق: إن مجلس النواب أقر ميزانية طوارئ قيمتها 10 مليارات دينار ليبي «2 مليار دولار» لمواجهة آثار الإعصار.
يأتي هذا فيما طالب رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي النائب العام بفتح تحقيق شاملٍ في الكارثة ومحاسبة كل من نجم عن خطئه انهيار سدود درنة. 
وأوعز رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، بفتح «تحقيق عاجل» في أسباب انهيار سدي درنة.
وقال الدبيبة في بيان: «خاطبت النائب العام بفتح تحقيق عاجل في ملابسات انهيار سدي درنة، ووجهت الأجهزة المعنية بالتعاون الكامل في ذلك».
وفي السياق، قال مسؤول ليبي، أمس، إن هناك صعوبة في الوصول لبعض المدن والأماكن المتضررة من الفيضانات بالمنطقة الشرقية للبلاد جراء انهيار معظم الجسور والطرقات والعبارات المائية الرابطة بينها.
وأضاف رئيس مصلحة الطرق والجسور بحكومة الوحدة الوطنية الحسين السويدان: «مصلحة الطرق والجسور تعمل حالياً على إيجاد طرق ومسارات بديلة للدخول لتلك المناطق والمدن لكي تتمكن فرق الإنقاذ والمساعدات من الوصول إليها».
وأشار السويدان إلى أن «التقارير الفنية تفيد بأن الطرق الداخلية في مدينة درنة تضررت بمسافة 30 كيلومتراً، ما يعني انهيارها بالكامل».
وناشدت الأمم المتحدة، المانحين تقديم 71.4 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية احتياجات نحو 250 ألف شخص متضرر من السيول، قائلة: إن عدد الوفيات قد يرتفع ما لم يتوفر مزيد من المساعدات.
وجاء في وثيقة للمنظمة الدولية أن «هناك قلقاً متزايداً من الارتفاع المحتمل في معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات إذا لم يتم إرسال مساعدات ملائمة على الفور للمناطق المتضررة».
وأضافت أن تحليلاً بالأقمار الاصطناعية أظهر أن 2200 مبنى تضررت بسبب السيول في مدينة درنة، ووصفت الوضع في مدينة «سوسة»، التي غمرتها المياه، بأنه «حرج».
كما دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث إلى تمويل المساعدات والإمدادات المنقذة للحياة في «هذا الوقت العصيب» الذي تمر به ليبيا، تفادياً لمنع حدوث أزمة صحية جانبية، واستعادة نوع ما من الحياة الطبيعية بسرعة.
بدورها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن توزيعها الأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية والمواد الغذائية والأدوات المنزلية على الآلاف من السكان في ليبيا، موضحةً أنه يتم حاليًّا إرسال فرق إضافية للمنطقة المنكوبة لتوزيع المساعدات الإنسانية وتعزيز فريق الطب الشرعي في بنغازي.
وأشارت إلى أن التحدي الرئيس الذي يواجه العمل الإنساني هو الوصول إلى المناطق المتضررة من الفيضانات، حيث تدهورت الطرق بشكل خطير أو دُمّرت.
وتقوم اللجنة بتقييم المخاطر التي تشكلها الذخائر غير المنفجرة ومخازن الذخيرة المهجورة في درنة، وهو ما يشكل تحديًا إضافيًّا للسكان والعاملين الإنسانيين، الأمر الذي سيستغرق عدة أشهر وربما سنوات حتى يتعافى السكان من هذا المستوى من الأضرار.
وفي السياق، أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن ليبيا تمر بأزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث طالت الأضرار الكبيرة قرابة 1.8 مليون شخص شرق ليبيا.
وأضاف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، أن جميع المتضررين من الفيضانات بحاجة ماسة إلى أشكال الدعم العاجل، والخدمات الصحية الأساسية، والتدخلات المنقذة للحياة، مؤكداً أن المتضررين عرضة لخطر متزايد من الأمراض المنقولة عبر المياه، وغيرها من الأمراض التي تتفشى في مثل هذه الظروف.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: درنة حكومة الوحدة الوطنية ليبيا السيول الفيضانات الحكومة الليبية من الفیضانات مدینة درنة فی مدینة

إقرأ أيضاً:

المبعوثة الأممية تلتقي رئيس المخابرات المصرية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا

بحثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيته، خلال لقائها مع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن محمود رشاد، في القاهرة، آخر المستجدات السياسية والأمنية في ليبيا، وسط تصاعد التوترات في العاصمة طرابلس.

وشدد الجانبان خلال اللقاء، الذي عُقد أمس، على أهمية تهدئة الأوضاع الميدانية وضرورة منع تجدد الاقتتال بين الأطراف المسلحة، حفاظًا على الاستقرار ومنع الانزلاق نحو موجة جديدة من العنف.

وثمّنت المبعوثة الأممية الدعم الذي أبداه الجانب المصري لجهود الأمم المتحدة في ليبيا، مؤكدة على توافق الطرفين حول ضرورة تكثيف العمل من أجل خفض التوترات، ودعم مسار الحوار السياسي لتفادي أي تصعيد جديد قد يهدد العملية السياسية الجارية.

وتأتي زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيته، إلى القاهرة في وقت تشهد فيه العاصمة الليبية طرابلس توتراً أمنياً متصاعداً نتيجة الاشتباكات المتكررة بين التشكيلات المسلحة، ما يثير مخاوف محلية ودولية من تجدد دائرة العنف وعرقلة مساعي استئناف العملية السياسية المتعثرة منذ سنوات.

وتلعب مصر دوراً محورياً في الملف الليبي، باعتبارها دولة جارة ذات مصالح استراتيجية، حيث تدعم القاهرة الجهود الأممية الرامية إلى إنهاء الانقسام الليبي، وتستضيف بانتظام اجتماعات أمنية وسياسية تجمع ممثلين عن الأطراف الليبية المتنازعة.

ويأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة تحركات أممية ودولية هدفها احتواء الأزمة الأمنية، ومنع انزلاق الأوضاع نحو الفوضى، ودفع العملية السياسية نحو مسار مستدام يُفضي إلى انتخابات شاملة وتوحيد المؤسسات.

مقالات مشابهة

  • انهيار صخري في إندونيسيا يتسبب في مقتل 13 شخصا
  • وفاة 11 مهاجرا سودانيا في حادث سير بصحراء ليبيا
  • رئيس الوفد الكندي: نجتمع في الإمارات لأهداف إنسانية
  • رئيس الوفد الكندي: «كوسباس - سارسات» يعكس التزام الإمارات بدعم العمل الإنساني
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
  • المبعوثة الأممية تلتقي رئيس المخابرات المصرية لبحث تطورات الأوضاع في ليبيا
  • اشتباكات عنيفة بين مشجعي تشيلسي وبيتيس قبل نهائي كونفرنس ليغ
  • لازريني: لو أن جزءا ضئيلا من التريليونات التي حصل عليها ترامب تذهب للأونروا
  • جهاز مكافحة المخدرات: ضبط متهم بحوزته حشيش في درنة
  • إنقاذ حياة حاج إيراني من جلطة حادة في مدينة الملك عبد الله الطبية