قبرصة العراق . . لماذا ؟
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تعددت المصطلحات السياسية هذه الأيام بين الصوملة والبلقنة واللبننة والقبرصة في الأدبيات السياسية التي تتناول التخبط بكل ما يحمله من تشتت وضياع وتخلف وانهيار. .
فالصوملة نسبة إلى الصومال. والبلقنة، نسبة إلى البلقان. واللبننة، نسبة إلى لبنان. والقبرصة، نسبة إلى قبرص. وهذا مربط الفرس.
ولا ندري حتى الآن ما الذي يريده الداعمون للشاحنات والرافضون للقاطرات ؟. ولماذ لا ترتفع احتجاجاتهم ضد المعابر الحدودية المفتوحة على مصاريعها لطرق النقل البري، بينما يقفون بالضد بوجه مشاريع شبكات الربط السككي بذريعة الدفاع عن ميناء الفاو. متجاهلين البلدان التي لديها موانئ تفوق ميناء الفاو بعشرات المرات. فالامارات تمتلك 12 منفذاً بحرياً تجارياً، عدا عن موانئها النفطية، ومع ذلك نجدها في طليعة البلدان المرتبطة بشبكة قطار الخليج وشبكة القطار العربي المتوسطي. وتمتلك السعودية عشرة موانئ كبرى موزعة بين الخليج العربي والبحر الاحمر لكنها مرتبطة بثلاث شبكات لخطوط السكك، هي: قطار الخليج، وقطار الحرمين، والقطار العربي المتوسطي. ولم نسمع انها تباكت على مستقبل موانئها. وتمتلك إيران عشرات الموانئ النفطية والتجارية على امتداد سواحلها التي يزيد طولها على 3000 كم. لكنها مرتبط بشبكة ( ITI ) للتواصل السككي مع تركيا والباكستان، ومرتبطة سككيا مع البلدان الاوراسوية. .
نحن لا نطالب هنا بالربط السككي مع دول الجوار، فقد انتهى كل شيء وفقدنا كل الفرص لاستثمار موقعنا الاستراتيجي، وضاعت علينا فرص تعظيم مواردنا المالية من رسوم الترانزيت. ومن ينظر الآن إلى المحيط الخارجي للعراق سيشاهد بأم عينه كيف ابتعدت الخطوط والمسارات عن شرقنا وغربنا. وكيف ظل العراق متقبرصا متقرفصاً منكمشاً متقوقعا على نفسه، بعد ان تقطعت به سبل التواصل. .
لكننا نريد ان نستفهم ونستوضح ونستفسر ونتعلم من (الخبراء) الذين كانوا وراء التثقيف الخاطئ ضد كل المشاريع. تارة تحت شعار: كلا لسوريا، وتارة تحت شعار: كلا للاردن. أو بشعارات: كلا لإيران، وكلا للسعودية، وكلا لتركيا، وكلا للكويت. . وكلا كلا كلا كلا الى ما لا نهاية من الكلات. حتى اصبحنا نقف وحدنا فوق أرضنا المتقبرصة. .
ما نريد ان نفهمه ونستوعبه وندركه. هو لماذا تسببتم بحرمان العراق من فرص استيفاء رسوم النقل العابر ؟. ولماذا جعلتم العراق خارج خطوط النقل العالمية ؟. واين هي دراسات الجدوى التي اعتمدتم عليها في تصعيد مواقفكم الرافضة لكل المشاريع ؟. وهل اختصاصاتكم تسمح لكم بالتحدث عن المشاريع التي لا تفهمون عنها شيئا ؟. .
لقد بدأ الشعب العراقي يشعر بالملل والضجر، ويستشعر هبوب رياح القبرصة، خصوصا بعد نشر مقررات قمة العشرين المنعقدة في الهند، وما اسفرت عنه من مشاريع عملاقة للتواصل السككي والبحري والبري بين أوروبا وآسيا. .
وللحديث بقية. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات نسبة إلى
إقرأ أيضاً:
روسيا تدرس الاستثمار في الربط السككي بليبيا ضمن مشروع عابر للقارات
???? موسكو تضع أنظارها على ليبيا كمركز مستقبلي للربط السككي العابر للقارات
ليبيا – كشف تقرير اقتصادي نشره موقع “بيزنس إنسايدر أفريكا” الناطق بالإنجليزية عن مساعٍ روسية لتوسيع استثماراتها في قطاع السكك الحديدية بعدد من الدول الإفريقية، من بينها ليبيا، في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز الحضور الاقتصادي والجيوسياسي الروسي في القارة.
???? ليبيا ضمن أربع دول مستهدفة ????
أفاد التقرير أن روسيا تضع أنظارها على ليبيا وبوركينا فاسو وغانا وجنوب إفريقيا كمراكز محورية محتملة لمشاريع سكك حديدية حديثة، في محاولة لربط القارة الإفريقية بممرات تجارية جديدة وتوسيع البنية التحتية العابرة للحدود.
???? البنية التحتية وسيلة لمد النفوذ ????️
ووفقًا للتقرير، تندرج هذه الخطوة ضمن خطة أوسع لـ ترسيخ التواجد الروسي في إفريقيا، عبر مشاريع النقل واللوجستيات، وتحديث شبكات السكك الحديدية التي تُعد أساسية لنقل السلع، لا سيما المعادن والنفط والغاز، فضلًا عن الركاب.
???? أهمية ليبيا كموقع استراتيجي ????️
التقرير أشار إلى أن ليبيا تكتسب أهمية متزايدة ضمن هذا المشروع، نظرًا لموقعها الجغرافي المطل على البحر المتوسط، وقدرتها على لعب دور محوري في الربط بين أوروبا ووسط إفريقيا في حال استقرار الأوضاع الأمنية وتطوير البنية التحتية.
ترجمة المرصد – خاص