ألقى محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خطبة الجمعة، اليوم بمسجد أبو العباس المرسي بالإسكندرية قال جمعة:أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) أشرف الخلق وأنبل الخلق وأطهر الخلق وأعز الخلق على الله (عز وجل) رفع الله له ذكره وأعلى شأنه، فلم ولن تعرف البشرية إلى أن تقوم الساعة أعز ولا أنبل ولا أشرف من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يقول الشاعر:


وَالله مَا حَمَلتْ أُنْثَى ولا وَضَعَتْ
أَبرّ وأَوْفى ذِمـــّـــــةً مِن مُحَمّد
ومَا فِي بِقَاعِ الأرْض حـــيًّا وميتا
ولا بين أرض والسما كَمُحمّد
ويقول أمير الشعراء:
يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ
هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ
يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً
حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ
خططت للدين والدنيا علومهما
يا قارئ اللوح بل يا لامس القلم
أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ
وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالًا مِنَ العدم
مديحُـنا فيـك حـبٌّ خـالصٌ وهـوًى
وصـادقُ الحـبِّ يُمـلي صـادقَ الكلمِ


مشيرًا إلى أنه وفي شهر ربيع الأول علينا بمزيد من الاقتداء به (صلى الله عليه وسلم) والاطلاع على سيرته والأخذ بسنته، وأن نجعل من شهر مولده (صلى الله عليه وسلم) شهرًا من الإكثار من الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ في الأرضِ يبلِّغوني عن أمَّتيَ السَّلامَ".


وأكد وزير الأوقاف أن نبينا (صلى الله عليه وسلم) كان خير الناس لأهله يقول (صلى الله عليه وسلم): "خيرُكُم خَيرُكُم لأَهْلِهِ وأَنا خيرُكُم لأَهْلي"، وكان خير الخلق لأبنائه وخير الخلق لأحفاده، وخير الخلق لأصحابه، وخير الخلق للخلق أجمعين، كان (صلى الله عليه وسلم) يذكر أمنا أم المؤمنين السيدة خديجة (رضي الله عنها وأرضاها) طوال حياته حتى بعد وفاتها، ومن ذلك تقول السيدة عائشة (رضى الله عنها): جاءت عجوزٌ إلى النبيِّ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) وهو عندي فقال لها رسولُ اللهِ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ): من أنتِ؟ قالت: أنا جثَّامةُ المُزنيَّةُ فقال: بل أنتِ حسَّانةُ المُزنيَّةُ كيف أنتُم؟ كيف حالكم؟ كيف كنتُم بعدنا؟ قالت بخيرٍ بأبي أنت وأمِّي يا رسولَ اللهِ فلما خرجتُ قلتُ: يا رسولَ اللهِ تُقبِلْ على هذه العجوزِ هذا الإقبالَ فقال: إنها كانت تأتينا زمنَ خديجةَ وإنَّ حسنَ العهدِ من الإيمانِ"، ثم يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) عن السيدة خديجة (رضى الله عنها): "قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ"،  وكذلك قال (صلى الله عليه وسلم) في حق صاحبه أبي بكر (رضي الله عنه): "إنَّ أمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ"، ويقول: "ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ، ما خلَا أبا بكرٍ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ"، وكذلك كان (صلى الله عليه وسلم) خير الناس لأبنائه، فلما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه ورآءه سيدنا عبد الرحمن بن عوف (رضي الله عنه)، فقال: وأنت يا رسول الله، فقال: "يا عبد الرحمن إنها الرحمة، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون"، وكان خير الناس لأحفاده، سجد (صلى الله عليه وسلم) يومًا فأطال السجود.

 

 فلما قضى الصلاة، قال الناس: يَا رَسُولَ الله، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَي صَلاَتِكَ هَذِهِ سَجْدَةً قَدْ أَطَلْتَهَا، فَظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: "فَكُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ"، وعن أبي قتادة الأنصاري (رضي الله عنه) قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "يصلِّي، وَهوَ حاملٌ أُمَامَةَ بنتَ زينبَ بنتِ رسولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم)، فإذا سجدَ وضعَها وإذا قامَ حملَها"، وجاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) فوجده يقبِّل الحسن والحسين (رضي الله عنهما)، فقال: أتُقبِّلونَ الصِّبيانَ؟ فما نُقبِّلُهم فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "وما أملِكُ لك أنْ نزَع اللهُ الرَّحمةَ مِن قلبِك"، هذا رسولنا الذي يقول فيه ربنا (عز وجل): "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ" فاجعلوا هذا الشر شهرًا لتعظيم الاقتداء بسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكثرة الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) حتى ننال جنة ونعيمًا.


وقدم جمعة خلال خطبته خالص التعازي لأهالي ضحايا إعصار ليبيا من المصريين ولأشقائنا في المغرب وليبيا،مشيرًا إلى أنه بعد صلاة الجمعة بأداء صلاة الغائب على ضحايا أشقائنا في زلزال المغرب وإعصار ليبيا ومن كان بينهم ممن لقوا ربهم من المصريين وغيرهم، سائلًا الله (عز وجل) أن يتغمدهم جميعًا بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان، وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد العالمين من كل سوء ومكروه.
 

وأكد  على أن ما يحدث في الكون وما يؤكد عليه العلماء من التغيرات المناخية تشكل خطرًا يتهدد الجميع، وأن على جميع الدول والأفراد أن يعملوا متضامنين على الحد من تأثير هذه التغيرات المناخية، وأنه ومع أخذنا بالعلم وتصدينا الجاد للأسباب المؤدية إلى التغيرات المناخية والأخذ بكل أسباب العلم، فإننا نؤكد أنه علينا أن ندرك أن الموت قد يأتيك بغتة، بسبب أو بلا سبب، فعلينا أن نقدم لأنفسنا قبل فوات الأوان لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "مَا يَنْظُرُونَ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ"، ويقول سبحانه: "فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ"، ويقول سبحانه: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ"، ويقول سبحانه: "أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ"، ويقول الشاعر:
يا راَقِد اللَيلِ مَسرورًا بِأَوَّلِهِ
إِنَّ الحَوادِثَ قَد يَطرُقنَ أَسحارا
ويقول آخر:
أَينَ القُرونُ الماضِيَه 
تَرَكوا المَنازِلَ خالِيَه
لَم يَبقَ مِنهُم بَعدَهُم 
إِلّا العِظامُ البالِيَه
هذا وقد أدى المصلون جميعًا مع وزير الأوقاف صلاة الغائب على ضحايا أشقائنا في زلزال المغرب وإعصار ليبيا ومن كان بينهم ممن لقوا ربهم من المصريين وغيرهم.. رحم الله الجميع برحمته.

جاء ذلك بحضور كلا من اللواء/ محمد طاهر الشريف محافظ الإسكندرية، والسفير/ غانم صقر الغانم سفير دولة الكويت بالقاهرة والمندوب الدائم لدولة الكويت لدى جامعة الدول العربية، وسعادة السفير الدكتور/ لطفي رؤوف سفير دولة إندونيسيا بالقاهرة، والدكتور/ محمد عزت الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ‏والشيخ/ سلامة عبد الرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية، وجمع غفير من رواد المسجد.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير الأوقاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأوقاف خطبة الجمعة اليوم أحفاد الخلق صلى الله علیه وسلم ى الله علیه وسل وزیر الأوقاف رسول الله رسول الل رضی الله کان خیر

إقرأ أيضاً:

وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاء موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ

 

عقد وزير الأوقاف والإرشاد، رئيس مكتب شؤون حجاج اليمن، الدكتور محمد شبيبة، لقاءاً موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية للموسم الهجري ١٤٤٦، وذلك ضمن جهود الوزارة في متابعة عمل اللجان الميدانية.

 

وأكد وزير الأوقاف، على أهمية عمل المرشدين في توعية الحجاج والوعظ وتعليمهم أمور دينهم ومناسكهم..لافتاً إلى أن هذه المهمة تعد من أعظم الأعمال وأقدس المهام في خدمة الحجاج .

 

ودعا الوزير شبيبة، المرشدين إلى تجسيد تعاليم الدين الإسلامي والنبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام خلال تقديم الوعظ والإرشاد للحجاج..موضحاً أن عظمة هذه المهمة تكمن في أنها تساعد الحجاج على أداء مناسكهم بالطريقة الصحيحة وبصورة كاملة.

وشدد الوزير شبيبة، على ضرورة أن تكون الدعوة إلى الله خالصة وبعيدة عن أي إعتبارات مذهبية أو طائفية أو مناطقية..مؤكداً على أهمية أن يكون المرشد الديني قدوة ويتحلى بالصبر ويسعى دون كلل في إيصال الرسالة المكلف بها في هذه الأيام المباركة، ويبتعد عن الرياء والعصبيات والمسميات التي تضر الأمة ولا تنفعها.

 

وقال مخاطباً المرشدين "عليكم الإقتداء بالرسول الكريم والنزول بين الناس وتقديم النصح والوعظ الذي يضمن للحجاج سلامة مناسكهم وصحتها وكذا طمأنتهم ومنحهم السكينة المطلوبة خلال أداء الشعائر الدينية"..لافتاً إلى أن الدعوة ليست نزوة لحظية بل هي مسؤولية مستمرة ليس لها أي مكاسب دنيوية بل مكاسبها عند الله.

 

بدوره أكد نائب وزير الأوقاف والإرشاد، الشيخ أنور العمري، على أهمية توعية الحاج بمناسك الحج بإعتبارها مسؤولية عظيمة أمام الله تقع على الجميع وعلى رأس ذلك الدعاة إلى الله عزوجل..مشدداً على ضرورة الإجتهاد والسعي في إيصال رسالة السماء وهي دعوة التوحيد السمحة ومن خلال حَمَلة التوعية تقع المسؤولية العظيمة.

 

وقال "إن خدمة الحجاج كانت شرفاً قبل الإسلام، فكيف هو الحال الآن وهي تقربك من الله وتعتبر من أسمى الأعمال".. لافتاً إلى أن الوزارة ستعمل على تقديم كل ما يمكن لتيسير هذه المهمة وفي الوقت نفسه لن تتهاون في محاسبة المقصرين في أداء مهامهم خاصة فيما يتعلق بجانب التوعية أو على مستوى الحملات والأفراد التابعين للوزارة.

 

فيما استعرض وكيل الوزارة لقطاع الحج والعمرة، الدكتور مختار الخضر الرباش، أهمية المرشدين خلال موسم الحج في تقديم الدعم النفسي والروحي والمعرفي للحجاج..مشدداً على المرشدين ضرورة حسن التعامل وإحترام التعاميم والتعليمات الصادرة عن الأشقاء في المملكة العربية السعودية وتوصيلها للحجاج خلال أعمال التوعية التي يقومون بها .

 

من جانبهم ثمَّن الحاضرون تفاعل قيادة الوزارة وعقد مثل هذا اللقاءات التي تعزز التواصل والتنسيق وتساهم في تطوير وتحسين عمل المرشدين..مستعرضين عدد من المقترحات والملاحظات التي تصب في مصلحة العمل التوعوي والوعظي المرافق للحجاج.

مقالات مشابهة

  • كلمتان تَمَسَّك بهما في العشر من ذي الحجة لتتعرض لنفحات الله
  • شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)
  • «كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون»
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاء موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ
  • من هو خطيب يوم عرفة 2025؟ شيخ ودكتور برتبة وزير.. 10 معلومات عن صالح بن حميد
  • وزير الأوقاف والإرشاد يعقد لقاءاً موسعاً مع المرشدين المرافقين لبعثة الحج اليمنية ١٤٤٦هـ
  • فضل الأضحية.. تغفر الذنوب وتجلب البركة للمسلم
  • موضوع خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف.. «فضائلُ عشرِ ذِي الحجةِ»
  • الإفتاء توضح الدليل على مشروعية الأضحية من الكتاب والسنة
  • أمور لابد للحاج أن يفعلها قبل سفره لأداء الفريضة.. الإفتاء توضح