شبكة اخبار العراق:
2025-10-16@02:16:16 GMT

كيف أصبحت إيران مخلب قط في المنطقة

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

كيف أصبحت إيران مخلب قط في المنطقة

آخر تحديث: 16 شتنبر 2023 - 9:46 صبقلم:أدهم إبراهيم بدأ المخطط الجديد لتفتيت وإضعاف الدول العربية عند قيام الولايات المتحدة بغزو العراق عام 2003. فعمدت إلى القضاء على الدولة العراقية وليس على نظام الحكم فقط، عندما عملت على تفتيت الشعب العراقي من خلال تشكيل مجلس الحكم من سياسيين شيعة، وسنة عرب وسنة كرد في تشكيلة هجينة! وفي مصر تم إخراجها عمليا من محيطها العربي من خلال تسليم الحكم إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد الثورة المصرية على نظام حسني مبارك.

وقد عملت هذه الجماعة ما بوسعها لإبعاد الشعب المصري عن عقيدته القومية بتبني فكرة الحاكم المسلم بدل الحاكم العربي، وقد روجوا لهذه العقيدة طوال فترة حكمهم بهدف القضاء على أي شعور قومي عربي في مصر. إلا أن الجيش المصري أدرك هذه اللعبة قبل فوات الأوان وأزاح الإخوان عن سدة الحكم. واستكمالا لمخطط تفتيت المجتمعات العربية جاء الدور على سوريا التي كانت مشعلا للقومية العربية على مدى عقود من الزمان، ونشأت فيها أغلب الحركات العربية، إضافة إلى ريادتها في تحقيق حلم الوحدة مع جمهورية مصر العربية وكذلك مع العراق، وتم استغلال التململ الشعبي ومن ثم المظاهرات المطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي والسياسي لنظام الحكم فيها، حيث تم قمعها بوحشية بادئ ذي بدء ثم جرت شيطنتها لإضفاء صفة الإرهاب عليها، فتحولت في جوانب عديدة منها إلى منظمات إرهابية حقيقية، نتيجة التدخلات العربية والإقليمية. هل استفاقت إيران من حلمها الذهبي في إعادة إمبراطورية فارس في المنطقة، وأدركت أنها كانت مجرد مخلب قط بيد الدوائر الغربية في تخريب الدول العربية، ودفعها إلى التطبيع مع إسرائيل؟ دخلت سوريا في حرب شعواء شاركت فيها أميركا وروسيا وإيران ثم تركيا ودول عربية وكلها تدعي مكافحة الإرهاب، فأصبحت بابا للتدخلات الأجنبية في المنطقة، لاسيما التدخل الإيراني بشكل سافر في كل من العراق وسوريا ولبنان بحجة الدفاع عن المراقد المقدسة أولا ثم بذريعة القضاء على الإرهاب ثانيا. ومثل ذلك جرى في اليمن. كما تم تهديد البحرين والعربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لإشعال الفتن فيها.وقد أدى ظهور “الإسلام السياسي” إلى إحياء الفتاوى والخطابات الطائفية والراديكالية، وأعطى مكانا مهيمنا للأساطير الدينية في تفسير الأزمات وإيجاد الحلول الفانتازية.ثم جاءت سياسة فك الارتباط من الشرق الأوسط التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إلى جانب الاتفاق النووي الإيراني عام 2015، لتكتمل الصورة، بمنح طهران المزيد من الموارد والنفوذ، وترك العرب في حالة من الفوضى. لقد تسلل الإيرانيون إلى الدول العربية تحت لافتة المقاومة تارة وحماية المقدسات تارة أخرى، فتم إنشاء ميليشيات ولائية عابرة للحدود الوطنية، مما أعطى طهران نفوذا متصاعدا على مسرح الشرق الأوسط. لقد تم استغلال سعي إيران لتصدير الثورة وطموحاتها التوسعية لاحتواء المواطن العربي بشعارات دينية ومذهبية. وإذا استطاعت إسرائيل ضم الأراضي العربية إليها، فإن إيران سعت إلى ضم الإنسان العربي إليها طائفيا وعاطفيا، ولتحقيق هدفها هذا عملت على مدى سنوات على تهجير العراقيين والسوريين المناوئين لها وإجراء التغييرات الديموغرافية في أغلب المدن العراقية والسورية، بما يضمن تحقيق مصالحها وفرض سيطرتها التامة. الموضوع لا يتعلق بصراع مذهبي كما يصوره البعض، فإن الشيعة العرب قد ضاقوا ذرعا بممارسات إيران في العراق ومزاحمتها العراقيين على لقمة الخبز، أو استغلال الوضع الاقتصادي لتحقيق مصالح أنانية على حساب مصلحة الشعب العراقي. وما انتفاضة تشرين الأول – أكتوبر عام 2019 إلا شاهد على ذلك. وفي الخليج العربي أوقفت الصواريخ إيرانية الصنع نسبة كبيرة من إنتاج النفط السعودي في سبتمبر – أيلول عام 2019، وشكلت خطرا على سيادة واقتصاد المملكة العربية السعودية. وقد أصبحت الصدمة مضاعفة عندما لم تتحرك الولايات المتحدة للدفاع عن الرياض. ادعاء إيران بأنها راعية للمقاومة والممانعة ضد إسرائيل لا نجد له أي مصداقية على أرض الواقع، فالميليشيات الموالية لإيران في العراق قد قتلت وهجرت أغلب الفلسطينيين الموجودين بالعراق وكذلك عانت الإمارات العربية المتحدة كثيرا عندما تعرضت 4 سفن تجارية لهجوم في خليج عمان في مايو – أيار 2019، دون شجب أو استهجان من دول العالم.لقد تم استخدام نظام طهران كمخلب قط من خلال رغبتها في توسيع نفوذها وتحقيق حلم الإمبراطورية الممتدة من العراق إلى سوريا ولبنان وصولا إلى البحر المتوسط. وأصبحت العدو البديل عن إسرائيل بسبب المخاوف من الخطر الفارسي المحدق، مما دعا بعض الدول العربية إلى إقامة علاقات التطبيع مع إسرائيل، اعتقادا منها بأن التهديد الإيراني يمثل الخطر الأقرب، مما يتوجب دفعه بالخطر الأبعد. وما يظهر من نزاع إيراني – إسرائيلي في المنطقة لا يعدو عن كونه صراع نفوذ بين الطرفين، وليس صراع وجود.ادعاء إيران بأنها راعية للمقاومة والممانعة ضد إسرائيل لا نجد له أي مصداقية على أرض الواقع، فالميليشيات الموالية لإيران في العراق قد قتلت وهجرت أغلب الفلسطينيين الموجودين بالعراق بحجة أنهم موالون لنظام الحكم السابق.كما أن يوم القدس الذي أعلنته إيران على لسان الخميني لم نجد له أي عمل في سبيل القدس عدا المسيرات والمظاهرات. فما الذي فعلته إيران عندما نقل دونالد ترامب سفارته إلى القدس؟ وحزب الله منذ أعوام طوال لم يقم بأي تحرش تجاه إسرائيل، ولكنه كان قوة ضاربة على الأرض السورية، وكان من نتيجة تدخله مع الفصائل الموالية لإيران تدمير أغلب المدن السورية وتهجير أهلها. فعن أي مقاومة وممانعة يتحدثون.والآن هل استفاقت إيران من حلمها الذهبي في إعادة إمبراطورية فارس في المنطقة، وأدركت أنها كانت مجرد مخلب قط بيد الدوائر الغربية في تخريب الدول العربية، ودفعها إلى التطبيع مع إسرائيل؟فهل مصالحتها مع السعودية قد جاءت نتيجة لذاك أم مازال هناك من يعتقد أن بإمكان ملالي طهران تحقيق أحلام العصافير!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: الدول العربیة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تؤكد التزامها الراسخ بدعم التعاون العربي المشترك

 

 

مسقط- العُمانية

عُقد، الثلاثاء، بمسقط الاجتماع الـ43 للجنة الفنية الدائمة للإحصاء، بمشاركة واسعة من رؤساء ومديري الأجهزة الإحصائية العربية، وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالعمل الإحصائي.

وناقش الاجتماع جملة من الموضوعات الفنية، أبرزها آليات تقييم الأداء الإحصائي العربي، وتعزيز جودة البيانات، ومتابعة تنفيذ المبادرات المشتركة بين الدول العربية والمنظمات الدولية، إضافة إلى استعراض تجارب وطنية ناجحة في مجال التحول الرقمي الإحصائي وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات.

وجاء الاجتماع لتعزيز التنسيق الفني والمنهجي بين الدول العربية في مجالات الإحصاء الرسمي، وتبادل الخبرات حول تطوير النظم الإحصائية وبناء القدرات، بما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.

وقال سعادةُ الدّكتور خليفة بن عبد الله البرواني الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، إن استضافة سلطنة عُمان لهذا الاجتماع يأتي تجسيدًا لالتزامها الراسخ بدعم التعاون الإحصائي العربي المشترك، وإبراز الدور المهم للبيانات الدقيقة والموثوق بها في صياغة السياسات المستدامة واتخاذ القرارات المناسبة.

وأضاف سعادتُه في كلمته أن جهود جامعة الدول العربية في توحيد العمل الإحصائي بين الدول الأعضاء وتعزيز تبادل الخبرات والمعارف، تشكّل دعامة أساسية تسهم في تطوير القدرات الوطنية، وتدعم مسيرة التكامل العربي في هذا المجال، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع من شأنه أن يفضي إلى توصيات بنّاءة تسهم في تطوير العمل الإحصائي العربي المشترك، وتواكب المستجدات المتسارعة في عالم البيانات والإحصاء إقليميًّا ودوليًّا.

وتعمل اللجنة الفنية الدائمة للإحصاء -التي تُعدّ إحدى اللجان المتخصصة التابعة لجامعة الدول العربية، وتضم في عضويتها رؤساء ومديري الأجهزة الإحصائية في الدول الأعضاء- على تقديم التوصيات لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون الإحصاء لتوحيد الجهود وتعزيز التكامل الإحصائي العربي.

مقالات مشابهة

  • وزير الحكم المحلي الفلسطيني: جاهزون بخطط حكومية لتنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة
  • مغردون: الجماهير طردت إسرائيل من المونديال بإيطاليا رغم صفارة الحكم
  • بالأسماء الدول العربية المتأثرة بالامطار ورعد نهاية الأسبوع
  • السعودية وقطر تعززان الحضور العربي التاريخي في كأس العالم
  • البرلمان العربي يعقد اجتماعًا مع ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة
  • سلطنة عُمان تؤكد التزامها الراسخ بدعم التعاون العربي المشترك
  • جلسة حوارية بجامعة الدول العربية حول "الأمن القومي وتأثير الإعلام على صناعة الرأي العام العربي"
  • السفير معتز أحمدين: إسرائيل أول من ابتكر فكرة الميليشيات في الدول
  • محافظ الإسكندرية يفتتح ورشة عمل "التوثيق الرقمي للتراث الثقافي العربي"
  • ترامب: إيران لو امتلكت السلاح النووي لما شعرت الدول العربية بالارتياح