البرهان يعيد إلى أنقرة طموحاتها القديمة في شرق السودان
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
نكأت زيارة قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى أنقرة الأربعاء جراحا سودانية قديمة؛ إذ أعادت التذكير بما طمح إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من تمركز في ميناء سواكن بشرق السودان لأغراض اقتصادية تخفي وراءها أهدافا عسكرية.
وجاءت زيارة تركيا عقب جولات قام بها البرهان في كل من مصر وجنوب السودان وقطر وإريتريا بعد أن تمكن من مغادرة مقر القيادة العامة للقوات المسلحة في الخرطوم منذ نحو أسبوعين والتمركز في شرق السودان.
ويحاول البرهان استثمار وجوده في بورتسودان ليتمتع بهامش كبير من الحركة يمكّنه من القيام بجولات خارجية في الدول التي يعتقد أنها قريبة منه سياسيا لتعزيز موقفه.
وأظهرت تركيا انحيازا إلى صف البرهان، ثم كشفت تقارير سودانية قيامها بمده بعدد من الطائرات المسيّرة قيل إن الجيش يستخدمها في قصف مقرات تابعة لقوات الدعم السريع، ما أوقع الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين بالخرطوم ودارفور.
وجاء لقاء البرهان – أردوغان على قاعدة البراغماتية المفرطة التي يتمتع بها الرجلان؛ ذلك أن كليهما يستطيع خدمة الآخر، فالأول يواجه تحديات جسيمة بعدما أخفق الجيش في إلحاق هزيمة حاسمة بقوات الدعم السريع ويحتاج إلى تعزيزات عسكرية والاستفادة من القدرات التركية في مجال الطائرات المسيّرة تحديدا، بينما لم يتخل أردوغان عن طموحه إلى الاقتراب من مياه البحر الأحمر عبر بوابة سواكن.
ورافق الجنرال البرهان إلى أنقرة كل من وزير الخارجية المكلف علي الصادق ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم.
وتتخوّف بعض القوى المدنية السودانية من إمكانية أن تتحول هذه الزيارة إلى بداية استقطاب يقوم به البرهان، يجر البلاد إلى سيناريو يشبه ما جرى في ليبيا عندما استغلت تركيا ضعف رئيس حكومة الوفاق في ليبيا فايز السراج وتسللت إلى طرابلس.
وأرسلت تركيا بعد ذلك قوات عسكرية ومرتزقة لعبوا دور مهما في صمود السراج في مواجهة زحف قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر على طرابلس، ولا تزال أنقرة تحافظ على وجودها المادي باتفاقات متعددة مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، المنتهية ولايته.
وقالت مصادر سودانية لـ”العرب” إن أي اقتراب يكتسي طابعا عسكريا بين البرهان وتركيا ستكون له عواقب إقليمية وخيمة؛ فمصر لن تتحمل وجودا تركيًّا في شرق السودان يذكّرها بما لاقته من متاعب في ليبيا.
وقد تمنح خطوة من هذا النوع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) مبررات للانفتاح أكثر على قوى إقليمية ودولية لمساندته، في مقدمتها روسيا، ويتكرر ما حدث في ليبيا بصورة عكسية، وتتزايد التدخلات الخارجية.
فقد تمركزت قوات عسكرية تركية وفرق من المرتزقة التابعين لأنقرة في غرب ليبيا، بينما تمركزت قوات فاغنر الروسية في الشرق، وكلفت هذه اللعبة البلاد ثمنا باهظا حتى الآن.
وأضافت المصادر ذاتها أن الولايات المتحدة لن تسمح بإعادة إنتاج النموذج الليبي في السودان، والأمر نفسه بالنسبة إلى دول الخليج.
وأوضح المحلل السوداني عادل إبراهيم حمد لـ”العرب” أن “البرهان مشغول بتأكيد شرعيته كرئيس لمجلس السيادة أوّلا، وبما لا ينازعه أحد في ذلك، وبراغماتيته يصعب أن تقوده إلى تحالف مع تركيا له صبغة عسكرية، ويريد من وراء جولاته حث الدول المهمة على الوقوف إلى جانبه والتخلي عن الحياد الذي يساوي بينه وبين حميدتي”.
وأكد أن زيارة قطر ثم تركيا تعيدان إلى الأذهان ثنائية التعاون الوثيق بين هاتين الدولتين والخرطوم، خاصة أن انفتاح قائد الجيش على الدوحة وأنقرة لم يعد يثير حرجا أو قلقا في القاهرة، كما كان سابقا؛ إذ أعادت مصر العلاقات معهما وتراجعت حساسيتها حيال أدوارهما الإقليمية.
وفي كل جولة خارجية يقوم بها البرهان منذ خروجه من الخرطوم تلاحقه شكوك في أهدافه الخفية، وما جعل زيارته إلى تركيا تحظى باهتمام كبير هو وجود طموحات لرئيسها في السودان، وجذور إسلامية تربط قيادات عديدة في البلدين وتلعب دورا مهما في توجيه دفة السلطة نحو التقارب على هذه القاعدة.
وتظل المشكلة كامنة في أن قائد الجيش السوداني لا يملك الكثير من المفاتيح التي تجعله يمنح بعض الدول مزايا أو يمنعها، فضلا عما يثيره الاقتراب من تركيا عسكريا في هذا الوقت من هواجس في نفوس قوى إقليمية تتمتع علاقاتها مع أنقرة بقدر وافر من الهدوء، وأي تغير في هذه المعادلة يمكن أن يعصف بما تحقق خلال الفترة الماضية.
العربي الجديد
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قائد الجیش فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
الإعدام لاحد قادة التمرد والسجن (5) سنوات لمتعاونة بحلفا القديمة
قدمت النيابة العامة بحلفا اليوم المتهمين ( م ع ع ) و( ر ع أ) للمحاكمة أمام المحكمة العامة حلفا تحت المواد 51/50/26ق ج لسنة 1991 تعديل 2020 المتعلقة بالمعاونة وتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة والمواد 5-6 من قانون مكافحة الارهاب لسنة .
2001 وباكتمال التحريات أحيلت الدعوى للمحكمة للفصل القضائي وبعد سماع قضية الاتهام واستجواب المتهمون وسماع دفاعهم وفي حضور محاميهم إدانتهم المحكمة تحت المواد المذكورة. واوقعت عقوبة الإعدام شنقا حتى الموت تعزيرا وغيابيا في مواجهة المتهم الاول والسجن لمدة (5) سنوات مع وقف التنفيذ للمتهمة الثانية حيث استمعت المحكمة للمتهمة الثانية شاهد ملك استنادا لنص المادة 59 من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991.
وقد مثل الاتهام وكيل اعلى النيابة ايمن عبدالمنعم والمستشار الوليد طه ابايزيد عن لجنة التحري والتحقيق.
سونا
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/08 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة إعلان نتيجة شهادة المرحلة المتوسطة بالجزيرة بنسبة نجاح 87.4% و11 مشترك في المرتبة الاولى2025/12/08 ميليشيا الدعم السريع تشن هجومًا على حقل هجليج النفطي2025/12/08 ختام مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب بتونس بمشاركة السودان والتركيز على مكافحة المخدرات2025/12/08 المجلس الأعلى للبيئة يعلن انطلاق حملة إزالة المخالفات البيئية بولاية الخرطوم2025/12/08 شراكة بين الصندوق القومي للتأمين الصحي وشركة الموارد المعدنية في مجال التأمين2025/12/08 الأمين العام لمركز دراسات وابحاث القرن الإفريقي: الحرب أثرت على مجتمع السودان ودول الجوار2025/12/07شاهد أيضاً إغلاق سياسية وزارة الشباب والرياضة تحتفي باليوم العالمي للتطوع 2025/12/07الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن