موقع 24:
2025-12-13@18:47:29 GMT

السوريون في ليبيا.. الهروب من الفقر إلى الموت

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

السوريون في ليبيا.. الهروب من الفقر إلى الموت

تقاسمت عائلات سورية هربت من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي تعيشها بلادهم، الموت مع سكان مدينة درنة الليبية، التي ضربتها فيضانات كارثية الأحد الماضي، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى وبقاء آلاف آخرين في عداد المفقودين.

وبحسب إحصائيات سورية، تم التأكد من مقتل 42 سورياً في ليبيا في حين أن العدد الحقيقي قد يصل إلى أكثر من ذلك، حيث يؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أنه لم يتمكن من التأكد من وجود ناجٍ واحد من بين 150 سورياً مفقودين في درنة.


وغادر سوريون مناطق مختلفة من بلادهم التي مزقتها الحرب إلى مدينة درنة الليبية على مدى السنوات الماضية، بحثاً عن عمل وفرص أفضل، في الوقت الذي كان آخرون يستخدمون ليبيا كنقطة عبور في جهودهم للوصول إلى أوروبا، عن طريق رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، في قوارب غير آمنة ينظمها المهربون، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

#مها_المصري تفقد ابن شقيقتها وعائلته في #ليبيا.. وتناشد المساعدةhttps://t.co/oQYKkANaDE

— 24.ae | منوعات (@24Entertain) September 15, 2023 الاتصال الأخير عمار كنعان، البالغ من العمر 19 عاماً، غادر قبل عامين منزله في محافظة درعا جنوب سوريا، وتوجه إلى ليبيا حيث خطط للعمل، تقول والدته إن "ابنها تحدث معها آخر مرة بعد ظهر يوم الأحد، وأخبرها أنه سيغلق محل الحلويات الذي يعمل فيه ويعود إلى منزله لأنه من المتوقع حدوث عاصفة قوية".
وتضيف "حاولت مراراً الاتصال به يوم الاثنين دون جدوى، ويُظهر حساب واتساب الخاص به أن آخر مرة كان فيها هاتفه متصلاً بالإنترنت صباح الإثنين"، تضيف والدموع تخنقها: "لا يزال لدينا أمل".
وفي يوم الثلاثاء، توجه عم كنعان بالسيارة إلى درنة من مدينة بنغازي بشرق ليبيا حيث يعمل، ليجد أن المبنى الذي يعيش فيه ابن أخيه قد جرفته المياه، وقال إن "كل من كان بالداخل يعتبر ميتاً".

أقارب ضحايا مصريين يتحدثون عن هول "الفاجعة" في #درنة https://t.co/GCx7Std0zA pic.twitter.com/lb2LxeeIMA

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 لحظات مروعة ويروي الشاب زيد مرابح (19 عاماً)، الذي جاء إلى ليبيا قبل عامين من مدينة حمص وسط البلاد، وعمل نجاراً، كيف شاهد المياه تتدفق نحو منزله ليلة الأحد.
قال مرابح: "سمعت دوياً عالياً، وكانت هذه هي اللحظة التي انهارت فيها السدود، وعندما بدأ منسوب المياه في الارتفاع، ركضت نحو الأراضي المرتفعة، تل شيحا الشرقي القريب".
وأشار إلى أنه رأى المياه تدمر كل شيء تقريباً في طريقها.
وعاد صباح يوم الإثنين بعد أن انحسرت المياه للاطمئنان على عمه وأقاربه، واختفى المبنى الذي كانوا يعيشون فيه، وقال إن عمه وخالته وابنتهما الرضيعة قد رحلوا.
وقال مرابح إنه بحث في صفوف الجثث الملقاة في شارعهم، لكنه لم يتمكن من العثور على عائلة عمه.

مشاهد مفزعة من داخل مدينة #درنة الليبية https://t.co/aBabipEBqo

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 وداع وتعازٍ وفي العاصمة السورية دمشق، تلقى أفراد عائلة قلعجي، التعازي بأفراد أسرتهم الثمانية الذين قتلوا في درنة.
وقالت الأسرة إن فراس (45 عاماً) وزوجته رنا الخطيب وأطفالهما الستة سيدفنون في ليبيا، وقال محمد إن شقيقه ميكانيكي سيارات يعيش في ليبيا منذ عام 2000.
وأضاف أن له شقيقاً آخر في درنة، نجا من الفيضانات إلا أنه لم يتمكن من العثور إلا على جثتي أخيه وإحدى بنات أخيه، بينما لا تزال جثث البقية مفقودة.

فصول المأساة في #درنة مستمرة pic.twitter.com/0R1UVNE6Ag

— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 وأضاف قبل ثلاث ساعات من العاصفة، أجرى فراس وعائلته مكالمة فيديو مع والدته وأخواته في دمشق وبدأوا في تلاوة آيات من القرآن الكريم. ونقل عن شقيقه قوله لأمهما: "سامحيني يا أمي"، كان الأمر كما لو أنه شعر بأن شيئاً ما على وشك الحدوث.
ثقب وأمل وتقول غنى القاسم إن ابن أخيها، هاني تركماني، كان طبيب أسنان وصل إلى درنة منذ حوالي تسعة أشهر لتحسين حياته، وقد وجد له أبناء عمومته، الذين كانوا هناك بالفعل، عملاً.
وبعد انحسار مياه الفيضانات، ذهب أبناء عمومته الذين نجوا من المأساة للبحث عنه. وقالوا إن شقته كانت مليئة بالمياه والطين، لكن وجود ثقب كبير في الجدار أنعش آمالهم في احتمال هروبه من المبنى، أو إخراج عمال الإنقاذ منه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا سوريا فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً

تجمد الطفلة «رهف أبوجزر».. وغرق خيام النازحين وتحذيرات من تفشى الأوبئة
الأونروا: تسونامى إنسانى يجتاح القطاع يفوق قدرة منظمات الإغاثة الدولية 

 

فتح البرد فصلاً جديدًا من فصول الموت فى قطاع غزة المُحاصر، حيث تتكامل قسوة الطقس مع فصول الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى. ملايين الأرواح تُركت تحت رحمة البرد والجوع والخيام الممزقة، فى ظل عجز كامل للمنظمات الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
فالأطفال لا يعرفون معنى اللعب، بل يعرفون فقط كيف يهربون من الغرق، وكيف يقفون على قطعة تراب صغيرة لئلا يبتل جسدهم أكثر. وتختل أجسادهم وتزهق أرواحهم بفعل الجوع والبرد فالموت هنا يتلون مع كل مرحلة من مراحل الإبادة الجماعية.
ارتقت الصغيرة «رهف أبوجزر» شهيدة متجمدة. بعد أن فقدت روحها ذات الـ8 شهور فى ليلة قاسية هى الثانية التى يعيشها قطاع غزة. وسط اغراق مياه الأمطار لمخيمات النزوح تزامنًا مع تأثر فلسطين بمنخفض جوى عميق يستمر حتى ساعات مساء اليوم الجمعة، فى ظل أجواء باردة ودرجات حرارة متدنية.
واكد شهود عيان أنّ خيمة عائلة الرضيعة تضررت بفعل المنخفض الجوى وقوية الرياح وغزارة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد فى درجة حرارتها وسط غياب وسائل التدفئة والرعاية الصحية.
وهذه ليست حالة الوفاة الأولى إذ ارتقى العشرات من الأطفال خلال فصل الشتاء الماضى نتيجة البرد القارس، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلى.
سبق رهف الطفل زاهر ابو شامية الذى استشهد دهسا قرب الخط الأصفر شرق مدينة غزة  بعدما أطلق الاحتلال النار عليه وتركه ينزف فقامت إحدى الدبابات. بداية والمرور عليه ومنع إنقاذه فيما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فى عدة مناطق.
كما رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى السماح لطفل (5 سنوات) بالسفر من رام الله لتلقى علاجٍ منقذ للحياة من مرض السرطان فى مستشفى «تل هاشومير»، بحجة أن عنوانه مسجل فى غزة.
واوضحت منظمة «غيشا - مسلك» فى التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقى العلاج الطبى، الذى أصبح غير فعال حاليا، بينما يحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمى لا تتوفر فى الضفة المحتلة أو القطاع.
وقالت الارصاد الجوية الفلسطينية إن منخفض بايرن الجوى على فلسطين يشتد ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، لذا يكون الجو باردًا وماطرا وعاصفا، وتسقط الأمطار على كافة المناطق وتكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا.
وأظهرت مقاطع فيديو دخول مياه الأمطار إلى الخيام، بينما يُحاول النازحون إنقاذ ما تبقى من فراش وأغطية وحماية أطفالهم من الغرق والأجواء الباردة.
واشتكى النازحون فى عدة مناطق بالقطاع المنكوب من دخول المياه إلى أماكن نوم الأطفال والنساء والشيوخ فى الخيام، مؤكدين أن كل إجراءات الحماية فشلت أمام المنخفض الجوى والأمطار الغزيرة.
وحذر مدير عام صحة بغزة منير البرش من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التى غمرتها الأمطار.
وأوضح أن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسى بصفوف النازحين فيما يعجز المرضى عن الحصول على أى رعاية صحية.
وسجل الدفاع المدنى الفلسطينى غرق مخيمات بأكملها فى منطقة المواصى بخان يونس.
ومنطقة «البصة والبركة» فى دير البلح ومنطقة «السوق المركزى» فى النصيرات وفى منطقتى «اليرموك والميناء» فى مدينة غزة.
وتلقى منذ بدء المنخفض أكثر من 2500 إشارة استغاثة من نازحين تضررت خيامهم ومراكز إيوائهم فى جميع محافظات قطاع غزة.
واكد أن الفلسطينين بأطفالهم ونسائهم يغرقون الآن وتجرف الأمطار خيامهم رغم المناشدات والنداءات الإنسانية العديدة التى أطلقت لإنقاذهم قبل أن نرى هذه المشاهد المأساوية فى المخيمات.
وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى إجلاء نازحين من عشرات الخيام بعد غرقها الكامل، إثر الأمطار الغزيرة جنوبى القطاع، وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى حال استمرار المنخفض الجوى الجديد مع عدم وجود مساكن مؤقتة تؤوى النازحين. مع استمرار انتهاك الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار. 
وأشار مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التى يعيشها النازحون فى مخيمات القطاع، مع تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بشكل كامل جراء المنخفض، بما يشمل الشوادر ومواد العزل والبطانيات.
وأكد أن نحو مليون والنصف نازح يعيشون أوضاعًا قاسية داخل مخيمات الإيواء، بينما تقيم مئات آلاف العائلات داخل خيام مهترئة تضررت بفعل حرب الإبادة وبفعل العواصف الأخيرة.
وأوضح أن قطاع غزة بحاجة فورية إلى 300 ألف خيمة جديدة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء، فى حين لم يدخل إلى القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط منذ بدء الأزمة.
وشددت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، على أن هطول الأمطار فى القطاع يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
وأشارت «أونروا» فى تصريحات صحفية إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة فى القطاع تزيد خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
وأكد المستشار الإعلامى لوكالة «أونروا» عدنان أبو حسنة: أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة، واصفًا ما يجرى بأنه «تسونامى إنسانى» يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، فى ظل منع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الحاد فى الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتقادات وكالات الإغاثة الدولية لاستمرار فرض الاحتلال الإسرائيلى قيودا مشددة على شحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم مضى شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالات الإغاثة الدولية لا تزال تنتقد القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار. وذكرت الصحيفة أنه تم إدخال أكثر من 9000 طفل إلى المستشفيات فى أكتوبر الماضى فقط بسبب سوء التغذية الحاد.
وقالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «فى مستشفيات غزة، التقيت بالعديد من الأطفال حديثى الولادة الذين كان وزنهم أقل من كيلوجرام واحد، وكانت صدورهم الصغيرة تنتفخ بسبب الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة».

 

مقالات مشابهة

  • أقل من 500 ألف جنيه .. اركب سيارة مستعملة أوتوماتيك موديل 2023
  • لا بدّ للقيد أن ينكسر.. الشارع التونسي يعود للاحتجاج
  • الإعدام لعامل والسجن المشدد لـ7 متهمين في جريمة قتل بطوخ
  • ظاهرة هروب عاملات المنازل في مذكرة للنائب أبو رمان
  • أوهام الازدهار العالمي.. تفكيك أسباب الفقر في عالمٍ يزداد غنى .. كتاب جديد
  • ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • بوتين يحدد هدفا جديدا: خفض معدل الفقر في روسيا إلى أقل من 5% بحلول 2036
  • السوريون يحتفلون برفع قانون قيصر
  • هروب 11 موقوفاً من حراسة شرطة شمالي السودان