السوريون في ليبيا.. الهروب من الفقر إلى الموت
تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT
تقاسمت عائلات سورية هربت من الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي تعيشها بلادهم، الموت مع سكان مدينة درنة الليبية، التي ضربتها فيضانات كارثية الأحد الماضي، أسفرت عن سقوط آلاف القتلى وبقاء آلاف آخرين في عداد المفقودين.
وبحسب إحصائيات سورية، تم التأكد من مقتل 42 سورياً في ليبيا في حين أن العدد الحقيقي قد يصل إلى أكثر من ذلك، حيث يؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أنه لم يتمكن من التأكد من وجود ناجٍ واحد من بين 150 سورياً مفقودين في درنة.وغادر سوريون مناطق مختلفة من بلادهم التي مزقتها الحرب إلى مدينة درنة الليبية على مدى السنوات الماضية، بحثاً عن عمل وفرص أفضل، في الوقت الذي كان آخرون يستخدمون ليبيا كنقطة عبور في جهودهم للوصول إلى أوروبا، عن طريق رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، في قوارب غير آمنة ينظمها المهربون، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
#مها_المصري تفقد ابن شقيقتها وعائلته في #ليبيا.. وتناشد المساعدةhttps://t.co/oQYKkANaDE
— 24.ae | منوعات (@24Entertain) September 15, 2023 الاتصال الأخير عمار كنعان، البالغ من العمر 19 عاماً، غادر قبل عامين منزله في محافظة درعا جنوب سوريا، وتوجه إلى ليبيا حيث خطط للعمل، تقول والدته إن "ابنها تحدث معها آخر مرة بعد ظهر يوم الأحد، وأخبرها أنه سيغلق محل الحلويات الذي يعمل فيه ويعود إلى منزله لأنه من المتوقع حدوث عاصفة قوية".وتضيف "حاولت مراراً الاتصال به يوم الاثنين دون جدوى، ويُظهر حساب واتساب الخاص به أن آخر مرة كان فيها هاتفه متصلاً بالإنترنت صباح الإثنين"، تضيف والدموع تخنقها: "لا يزال لدينا أمل".
وفي يوم الثلاثاء، توجه عم كنعان بالسيارة إلى درنة من مدينة بنغازي بشرق ليبيا حيث يعمل، ليجد أن المبنى الذي يعيش فيه ابن أخيه قد جرفته المياه، وقال إن "كل من كان بالداخل يعتبر ميتاً".
أقارب ضحايا مصريين يتحدثون عن هول "الفاجعة" في #درنة https://t.co/GCx7Std0zA pic.twitter.com/lb2LxeeIMA
— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 لحظات مروعة ويروي الشاب زيد مرابح (19 عاماً)، الذي جاء إلى ليبيا قبل عامين من مدينة حمص وسط البلاد، وعمل نجاراً، كيف شاهد المياه تتدفق نحو منزله ليلة الأحد.قال مرابح: "سمعت دوياً عالياً، وكانت هذه هي اللحظة التي انهارت فيها السدود، وعندما بدأ منسوب المياه في الارتفاع، ركضت نحو الأراضي المرتفعة، تل شيحا الشرقي القريب".
وأشار إلى أنه رأى المياه تدمر كل شيء تقريباً في طريقها.
وعاد صباح يوم الإثنين بعد أن انحسرت المياه للاطمئنان على عمه وأقاربه، واختفى المبنى الذي كانوا يعيشون فيه، وقال إن عمه وخالته وابنتهما الرضيعة قد رحلوا.
وقال مرابح إنه بحث في صفوف الجثث الملقاة في شارعهم، لكنه لم يتمكن من العثور على عائلة عمه.
مشاهد مفزعة من داخل مدينة #درنة الليبية https://t.co/aBabipEBqo
— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 وداع وتعازٍ وفي العاصمة السورية دمشق، تلقى أفراد عائلة قلعجي، التعازي بأفراد أسرتهم الثمانية الذين قتلوا في درنة.وقالت الأسرة إن فراس (45 عاماً) وزوجته رنا الخطيب وأطفالهما الستة سيدفنون في ليبيا، وقال محمد إن شقيقه ميكانيكي سيارات يعيش في ليبيا منذ عام 2000.
وأضاف أن له شقيقاً آخر في درنة، نجا من الفيضانات إلا أنه لم يتمكن من العثور إلا على جثتي أخيه وإحدى بنات أخيه، بينما لا تزال جثث البقية مفقودة.
فصول المأساة في #درنة مستمرة pic.twitter.com/0R1UVNE6Ag
— 24.ae (@20fourMedia) September 16, 2023 وأضاف قبل ثلاث ساعات من العاصفة، أجرى فراس وعائلته مكالمة فيديو مع والدته وأخواته في دمشق وبدأوا في تلاوة آيات من القرآن الكريم. ونقل عن شقيقه قوله لأمهما: "سامحيني يا أمي"، كان الأمر كما لو أنه شعر بأن شيئاً ما على وشك الحدوث.ثقب وأمل وتقول غنى القاسم إن ابن أخيها، هاني تركماني، كان طبيب أسنان وصل إلى درنة منذ حوالي تسعة أشهر لتحسين حياته، وقد وجد له أبناء عمومته، الذين كانوا هناك بالفعل، عملاً.
وبعد انحسار مياه الفيضانات، ذهب أبناء عمومته الذين نجوا من المأساة للبحث عنه. وقالوا إن شقته كانت مليئة بالمياه والطين، لكن وجود ثقب كبير في الجدار أنعش آمالهم في احتمال هروبه من المبنى، أو إخراج عمال الإنقاذ منه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا سوريا فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
صحة غزة: استشهاد 103 فلسطينيا وإصابة 200 آخرين في غارات إسرائيلية منذ فجر الجمعة
يمن مونيتور/ وكالات
أفادت السلطات الصحية في غزة باستشهاد 103 فلسطينيين وإصابة أكثر من 200 شخص في مجازر الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الجمعة.
وفي بيان لها، قالت وزارة الصحة في غزة إن المستشفيات استقبلت 109 شهداء و216 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
رقم مفزع
وفي رقم مفزع كشف اليوم، ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن معدل غارات الاحتلال على قطاع غزة اليوم بلغ غارة كل 4 دقائق.
وأشارت الصحيفة إلى أن وتيرة الغارات أعلى حتى من تلك التي سجلت عشية العملية البرية في أكتوبر 2023.
وأظهرت صور خاصة للجزيرة من داخل مستشفى الإندونيسي (شمالي القطاع) تكدّس جثامين الشهداء على الأرض، بعد سلسلة غارات على بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وفي تحديث لحصيلة الشهداء والجرحى، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 53 ألفا و119 شهيدا و120 ألفا و214 مصابا.
وذكرت الوزارة أن 2985 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 8173 منذ خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف عدوانه في 18 مارس الماضي.
الأرض المحروقة
وتنديدا بتواصل المجازر بحق المدنيين، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن الاحتلال يستخدم سياسة الأرض المحروقة في محاولة وصفتها باليائسة لفرض معادلات الاستسلام على الشعب الفلسطيني.
وأضافت أن مجازر الاحتلال المتصاعدة بحق المدنيين تجسد إصرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المضي بتنفيذ جريمة الإبادة الجماعية.
وشددت على أن الشعب الفلسطيني يواجه إبادة جماعية أمام العالم، في ظل غياب تام لأي تحرك دولي فعال. وطالبت الدول العربية والإسلامية بالضغط لوقف المجازر وفرض إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ومنذ الثاني من مارس، تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلية دخول المساعدات الإنسانية التي تعد حيوية لـ2.4 مليون فرد باتت المجاعة تهددهم، بحسب عدة منظمات غير حكومية.
وترتكب “إسرائيل” بدعم أميركي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية وحرب تجويع في قطاع غزة خلفت نحو 173 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر : الجزيرة