●نتابع بقلق بالغ كارثة السيول التي اجتاحت معسكر كلمة للنازحين بولاية جنوب دافور وعدد من أحياء مدينة نيالا جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم الأربعاء الموافق 13 سبتمبر 2023م, وقد خلفت دماراً هائلاً في منازل وممتلكات المواطنين والمرافق العامة, وتسببت في إتلاف المزارع والمحاصيل , وبات النازحين في وضع إنساني بالغ التعقيد يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.



●لا تزال موجة النزوح الجماعي لآلاف الأسر تتدفق نحو الأراضي المحررة التي تسيطر عليها حركة/ جيش تحرير السودان بقيادة الأستاذ/ عبد الواحد محمد أحمد النورفى جبل مرة وعدد من المناطق بولايات دافور, جراء الحرب التي تدور بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع فى مدن الفاشر ونيالا وزالنجي والجنينة, حيث وصل آلاف المواطنون الفارون إلى مناطق: كالوكتنج- كتروم- دبة نايرة- صابون الفقر- فنقا- ليبا- قلول- تورنتاورا- سبنقا- سرتوني- كاتور- فينا- طويلة وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها الحركة, حيث يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة, يفتقدون لأبسط مقومات الحياة ونقص في الغذاء والدواء والكساء , وقد فاقم هطول الأمطار الغزيرة من معاناتهم لا سيما شرائح النساء والأطفال وكبار السن والمرضي.

●نعلن عن كامل تضامننا ووقفتنا مع أهلنا المنكوبين من ضحايا الفيضانات والحروب في إقليم دافور وفى كل مكان بالسودان , ولن نألوا جهداً في مساعدتهم بشتي السبل الممكنة وتوفير الحماية لضحايا الحرب العبثية , وندعو بنات وأبناء الشعب السوداني وكافة المنظمات الإنسانية الوطنية والإقليمية والدولية لإغاثة هؤلاء المنكوبين وتقديم كافة أشكال العون والمساعدة, وكل ما من شأنه أن يخفف عنهم وطأة الكوراث التي ألمت بهم قبل أن تخرج الأوضاع عن السيطرة ونواجه بكارثة إنسانية خطيرة, وحينها لا تفيد بيانات القلق والتضامن والرثاء.

●نثمن الجهود المقدرة التي بذلها الرفاق في السلطة المدنية بالأراضي المحررة والقيادة العامة لقوات الحركة في إيواء ودعم النازحين وتوفير الحماية لهم , وتخفيف معاناتهم رغم ضيق ذات اليد , لجهة أن أعداد النازحين المهولة فوق طاقة الحركة والأراضي المحررة, ولكننا سنطرق كافة الأبواب من أجل خدمة أهلنا الضحايا وتوفير الغوث لهم.

محمد عبد الرحمن الناير
الناطق الرسمي
حركة/ جيش تحرير السودان
17 سبتمبر 2023م  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • كلمة مني أركو مناوي في يوم وقفة الشعب 13/ ديسمبر 2025
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • الجيش السوداني: ماضون في مسيرة تحرير الوطن والدفاع عن سيادته
  • أكبر دفعة غاز منذ سنوات.. 461 مقطورة في طريقها لعدن والمحافظات المحررة
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • زيلينسكي يؤكد حق الأوكرانيين في الاستفتاء على التنازلات المتعلقة بالأراضي
  • مقتل 4 جنود وإصابة آخرين جراء استهداف معسكر للجيش السوداني
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • منسقية النازحين تطالب المجتمع الدولي بإجراءات فورية لحماية المدنيين
  • بالصورة.. الناطق الرسمي لجيش حركة تحرير السودان “إنشراح علي” تتقدم بإستقالتها من منصبها وتنشر بيان تكشف فيه التفاصيل