ما بين عشية وضحاها، تحولت مدينة درنة الليبية إلى مدينة منكوبة يخيم عليها شبح الأموات والجثث الأنقاض، لا يوجد بها حياة ومن خرج منها يحمد الله على نجاته من طوفان عظيم أكل الأخضر واليابس.

فكل يوم نرى اسماء بالمئات من المفقودين بدرنة وكذلك الشهداء نتيجة كارثة دانيال والتي حلت بهم على غفلة من الزمن وحتى الآن لم يتم حصر أعداد المفقودين ولا يزال فرق الإنقاذ تعمل على إخراج الجثامين من بين الأنقاض وكذلك محاولة إنقاذ الناجين.

ومن هنا أجرت بوابة الفجر حوار مع، عبد المنعم الحر الزايدي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا للوقوف على آخر مستجدات الأوضاع هناك.

وكان نص الحوار كما يلي:


ما هي آخر مستجدات الأوضاع في درنة؟


"بعد مرور أيام على فاجعة درنة، هناك العديد من الأعمال التي يجب القيام بها لإعادة الإعمار والتعافي من آثار الكارثة وتشمل هذه الأعمال تقييم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمنازل والشركات والمرافق العامة ومن ثم يجب إزالة الأنقاض من المناطق المتضررة. وهذا سيساعد على ضمان السلامة العامة وبدء أعمال إعادة البناء، حيث يجب إعادة بناء المنازل والمرافق العامة التي تضررت أو دمرت وهذا سيساعد على إعادة الحياة إلى طبيعتها في المنطقة".


ماذا عن الدعم النفسي للناجين؟


"يجب توفير الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتضررين من الفيضانات وهذا سيساعدهم على التعافي من الصدمة وإعادة بناء حياتهم".

كارثة دانيالبالتفصيل.. كيف يمكن إعادة الإعمار للمناطق المنكوبة؟

أولا تقييم الأضرار:

يجب أن يتم تقييم الأضرار من قبل فريق من المهندسين والخبراء الآخرين. وتشمل هذه التقييمات سلامة المباني والبنية التحتية
مدى التلوث البيئي والحاجة إلى الإمدادات الإنسانية

ثانيا إزالة الأنقاض:
يجب إزالة الأنقاض بعناية لتجنب وقوع حوادث ويجب استخدام معدات السلامة المناسبة.

ثالثا إعادة الإعمار:
يجب أن تتم إعادة الإعمار وفقًا للمعايير الهندسية والفنية المناسبة. ويجب مراعاة مخاطر الفيضانات المستقبلية في إعادة الإعمار.

رابعا الدعم النفسي والاجتماعي:

يجب أن يتم توفير الدعم النفسي والاجتماعي من قبل متخصصين مؤهلين وذلك عن طريق الاستشارات النفسية والدعم الجماعي والتدريب على مهارات التأقلم

هل هناك أعمال يمكن القيام بها كأفراد أو مجتمعات للمساعدة في هذه الكارثة؟

"هناك العديد من الأشياء التي يمكن للأفراد والمجتمعات القيام بها للمساعدة في إعادة الإعمار والتعافي من الفيضانات ومن بينها التبرع بالأموال أو المواد الغذائية أو الملابس أو الأدوية والتطوع في أعمال إزالة الأنقاض أو إعادة الإعمار
المساعدة في توفير الدعم النفسي والاجتماعيمن خلال العمل معًا، يمكننا مساعدة درنة على التعافي"

إعصار دانيال في ليبيامن وجهة نظر المنظمة العربية.. ما هي الإجراءات اللازمة اتخاذها لمعالجة أزمة درنة بشكل خاص؟


"الخطوة التالية لمعالجة أزمة درنة هي التركيز على إعادة الإعمار وإعادة التأهيل وتتطلب هذه العملية موارد مالية وبشرية كبيرة، ومن المهم أن يتم تنسيقها بشكل فعال بين السلطات المحلية والوطنية والدولية وإجراء تقييم شامل للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمنازل والشركات هناك وإنشاء خطة إعادة الإعمار شاملة وقابلة للتنفيذ، حيث يجب أن تأخذ هذه الخطة في الاعتبار الاحتياجات المختلفة للسكان، بما في ذلك الإسكان والبنية التحتية والتعليم والصحة وأيضا توفير موارد مالية وبشرية كبيرة وكذلك يجب أن يكون هناك تعاون دولي واسع النطاق لإعادة إعمار درنة ويمكن أن توفر الدول الأخرى الخبرة والتمويل والدعم اللازمين لإعادة بناء المدينة.

ما هي التحديات التي قد تواجه معالجة أزمة درنة؟

“هناك بعض التحديات التي قد تواجه معالجة أزمة درن ومن بينها الصراع السياسي الذي لا يزال قائمًا في ليبيا، وكذلك الافتقار إلى الموارد حيث تعاني ليبيا من نقص في الموارد المالية والبشرية، مما قد يحد من قدرة البلاد على إعادة إعمار درنة وكذلك الحاجة إلى المساعدة الإنسانيةبما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الطبية”.

بالأرقام.. ما هي آخر التطورات بالنسبة المعونات والإغاثة؟

“بدأت الفرق يوم الخميس الماضي إجراء زيارات ميدانية إلى مدن المرج وسوسة وشحات والبيضاء لإيصال المواد الإغاثية فيما تواصل الأمم المتحدة في ليبيا التنسيق مع السلطات الليبية والشركاء الدوليين لضمان وصول المساعدات الملائمة لمستحقيها الحقيقيين في أوقاتها دون تأخير وتم حتى اللحظة توزيع مواد غذائية لأكثر من 5،000 أسرة عبر برنامج الأغذية العالمي إضافة إلى 28 طنًا من المستلزمات الطبية التي تم شحنها على رحلة جوية مستأجرة مقدّمة من منظمة الصحة العالمية التي تبرعت كذلك بسيارات إسعاف وأطقم أدوات طبية، كما قدمت المنظمة الدولية للهجرة دعمًا لعدد 460 أسرة بمواد غير غذائية و4000 أسرة أخرى في بنغازي بالأدوية”.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ليبيا إعصار دانيال في ليبيا اعصار دانيال درنة حقوق الإنسان إعادة الإعمار الدعم النفسی فی لیبیا یجب أن

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: كارثة إنسانية تهدد أطفال غزة والحل بسيط جدا

حذر المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليند ماير من وضع كارثي يشهده قطاع غزة، مؤكدا أن الفلسطينيين يواجهون أزمة سوء تغذية مستمرة منذ أسابيع طويلة بسبب عدم توفر كميات كافية من الغذاء.

ولفت خلال مداخلة للجزيرة إلى ارتفاع مقلق في معدلات سوء التغذية الحاد منذ العام 2023، حيث تم تسجيل ألف حالة على الأقل منذ بداية شهر يوليو/تموز الماضي، معظمها من الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية حاد، مما أدى إلى العديد من حالات الوفاة نتيجة هذا الوضع المأساوي.

ويتفاقم الوضع الإنساني في القطاع بشكل دراماتيكي، حيث أشار المتحدث باسم الصحة العالمية إلى أن الأمهات المرضعات فقدن القدرة على إرضاع أطفالهن بسبب سوء التغذية الذي يعانين منه.

وأكد ماير أن هذه الكارثة من صنع الإنسان وليست ظاهرة طبيعية، مشددا على أن الحل متاح وبسيط للغاية، فالمطلوب فقط فتح المعابر والسماح للشاحنات المحملة بالطعام بالدخول للقطاع، وبهذا يمكن إنقاذ الأطفال فورا.

رغم الأوضاع المأساوية، تتردد منظمة الصحة العالمية في الإعلان الرسمي عن حالة المجاعة في غزة، وأوضح ماير أن المنظمة تصف الظروف الحالية بأنها تشبه ظروف المجاعة، لكنها تنتظر الإعلان الرسمي عن ذلك، مؤكدا أن التسمية الرسمية ليست الأهم بقدر ما هو مشاهد على أرض الواقع من أوضاع مروعة.

وأشار إلى أن بعض الخبراء يرون أهمية التسمية الرسمية لأنها تترتب عليها مسؤوليات على جهات متعددة، داعيا إلى تسمية الأشياء بأسمائها وعدم التردد في وصف المجاعة بما هي عليه.

وأبدى المتحدث باسم المنظمة تفاؤلا حذرا، مشيرا إلى أن المزيد من السياسيين من دول مختلفة بدؤوا يرفعون أصواتهم رفضا لهذا الوضع غير المقبول، وأكد أن تزايد الضغط السياسي يؤدي إلى زيادة كميات المساعدات الداخلة للقطاع وتكثيف قوافل الإغاثة.

لكنه حذر من أن هذه المساعدات المتقطعة غير كافية وغير مستدامة، مشبها الوضع بإعطاء شخص قطعة خبز اليوم ثم حرمانه من الطعام في الأيام التالية، وشدد على ضرورة استمرارية إيصال المساعدات وضمان وقف إطلاق النار والوصول إلى حالة من السلام المستدام.

إعلان

وكانت المنظمة قد حذرت من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أدى إلى "خسائر فادحة في الأرواح".

سوء تغذية خطير

وأضافت المنظمة في بيان لها صدر اليوم الاثنين "يشهد قطاع غزة حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد في عدد الوفيات في يوليو/تموز".

وأشارت إلى أنه من بين 74 وفاة مسجلة مرتبطة بسوء التغذية في عام 2025 وقعت 63 حالة في يوليو/تموز الجاري، من بينها 24 طفلا دون سن الخامسة، وآخر يزيد عمره على 5 سنوات، و38 بالغا.

وتابعت المنظمة "أُعلن عن وفاة معظم هؤلاء الأشخاص لدى وصولهم إلى المرافق الصحية أو توفوا بعيد ذلك، وبدت على أجسادهم علامات واضحة على الهزال الشديد".

وأكدت أنه "لا يزال من الممكن تجنب الأزمة بشكل كامل، أدى المنع والتأخير المتعمد لوصول المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق إلى خسائر فادحة في الأرواح".

ونقلت المنظمة عن شركائها في مجموعة التغذية العالمية أن طفلا من كل 5 دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد.

وأضافت أن نسبة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهرا ويعانون من سوء التغذية الحاد قد تضاعفت 3 مرات منذ يونيو/حزيران الماضي في المدينة، مما يجعل منها المنطقة الأكثر تضررا في القطاع الفلسطيني.

وأشارت إلى أن هذه المعدلات تضاعفت في خان يونس ووسط غزة خلال أقل من شهر.

ورجحت المنظمة "أن تكون هذه الأرقام أقل من الواقع نظرا للقيود الأمنية الشديدة المفروضة على الوصول، والتي تمنع العديد من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تلقى أكثر من 5 آلاف طفل دون سن الخامسة خلال الأسبوعين الأولين من يوليو/تموز الجاري العلاج من سوء التغذية، وكان 18% منهم يعانون من الشكل الأكثر خطورة، وهو سوء التغذية الحاد الشديد.

مقالات مشابهة

  • 120 هيئة ومنظمة دولية تطالب بفرض عقوبات على إسرائيل وحظر تصدير السلاح لها
  • خبراء أمميون: أفعال إسرائيل بغزة همجية وترقى إلى جرائم إبادة جماعية
  • «الاتحاد لحقوق الإنسان» تشيد بدور الإمارات في مكافحة الاتجار بالبشر
  • بشأن إعادة الإعمار... هذا ما أكدته الجزائر للبنان
  • مقتل 18 مهاجراً وفقدان العشرات بعد غرق قارب قبالة ليبيا
  • خلية نحل داخل المجلس القومي لحقوق الإنسان استعدادا لانتخابات الشيوخ
  • تحركات عربية في نيويورك لوقف العدوان على غزة وإطلاق خطة إعادة الإعمار
  • مصر وقطر والأردن والسعودية توحد المواقف في نيويورك لدعم غزة وتفعيل خطة إعادة الإعمار
  • هيئة الاستثمار السورية تبحث مع شركات التطوير العقاري سبل تعزيز دورها في مرحلة إعادة الإعمار
  • الصحة العالمية: كارثة إنسانية تهدد أطفال غزة والحل بسيط جدا