المباحثات اليمنية السعودية بين مطرقة أمريكا وسندان الإمارات ؟!
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
بقلم/ يحيى يحيى السريحي
رغم الشبق السعودي للحرب على اليمن وتوظيف كل امكانياتها المادية واللوجستية المختلفه عسكرية واعلامية واسلحة حديثة ومتطورة ، وتجييش قوى بشرية عسكرية نظامية لحكومات ودول ، وايضا قوى بشرية غير نظامية من المرتزقة كبلاك واتر ، والجنجويد السودانيين وغيرهم ، وتوظيف الامبراطورية الاعلامية العالمية لخدمة الاعتداء والعدوان على اليمن ، إلا أن كل القدرات لعديد من الدول المتحالفة والحرب على اليمن سقطت تحت أقدام اليمنيين ، وأعاد اليمنيون تلك الصورة المبهجة لتاريخ أبائهم وأجدادهم القداما لمختلف عصور التاريخ بإن اليمن مقبرة الغزاة .
ولحماقة العدو رهانه على العناصر المادية في هذه الحرب وغفل عن أهم عنصرين يمتلكهما اليمنيين عنصر الشجاعة الفريدة والمتفردة في كل اليمنيين رجال ونساء ، شباب وشيوخ واطفال ، وعنصر روحي وهو الإيمان القوي بالله واليقين بنصره ، لذا خاب العدوان وخسر ، وتمرغ أنف المعتدين في وحل اليمنيين ،.
وسيذكر التاريخ تلك المفخرة والانتصار العظيم لليمنيين على الدول المعتدية بانصع العبارات ، وفي الوقت الذي كان العدو السعودي قائد التحالف والحرب على اليمن مشغول بالحرب والهزائم النكراء التي كان يتلقاها في جبهات القتال المختلفة ، كانت شقيقته المتحالفة معه في الحرب الإمارات مشغولة بالسرقة والنهب لخيرات اليمن المختلفة من نفط وغاز وذهب ومعادن نفيسه مختلفة ، وسرقة طيور وحيوانات نادرة ، وسرقة الاثار اليمنية ، وسرقة الثروة السمكية سيما الاصناف النادرة وغالية الثمن ، وايضا كانت دويلة الإمارات مشغولة بالتعاون مع جهاز الموساد الإسرائيلي وتنفيذ مخططاته في اليمن فسطت وسرقت اراضي وجزر يمنيه وأقامت عليها قواعد عسكرية خدمة لأسيادها من الامريكان والاسرائيليين ، والحقيقة أن صفاقة أولاد زايد في الحرب على اليمن كشفت لنا ذلك الوجه القبيح والقذر ، وحقيقة شعورهم تجاه اليمن واليمنيين ، والسكوت عنهم وافعالهم خيانة عظماء لكل الدماء الطاهرة التي سفكت طيلة السنون التسع والحرب على اليمن ..
السعودية اليوم تلهث وراء هدف واحد هو تحييد السلاح اليمني عن اراضيها ومنشاءتها الاقتصادية ، وترضية الشعب اليمني خشية بطشه وغضبه ، وتسعى لأجل ذلك باستغلال الوساطات العربية والاسلامية كالوساطة العمانية والوساطة الايرانية ، وإن كانت الوساطة الايرانية حتى الآن غير واضحة وقد تكون من تحت الطاولة سيما بعد اعادة السعودية لعلاقتها مع ايران مؤخرا ومحاولة استثمار تلك المصالحة في طوي الملف اليمني ولكن بشيطنة ورغبة السعودية ودون تحمل السعودية الكثير من الاعباء المالية التي ستثقل كاهلها من جهة .
ومن جهة ثانية عدم المسائلة القانونية في المحافل الدولية وجرائم الحرب التي ارتكبتها في عدوانها على اليمن ، ناهيك عن الضغوط التي تمارسها أمريكا على السعودية والحيلولة دون التوصل لاتفاق نهائي واحلال السلام في اليمن وتضرر المصالح الامريكية المباشر من ذلك السلام سواء مصالحها وبقاء اليمن مقسم أو مصالحها المستقبلية في الخليج واتمام مشروع تقسيم وتفتيت دول الخليج ، ومن ناحية اخرى تخشى الامارات من التوصل لاتفاق سعودي يمني ينهي حالة الحرب بين الدولتين وتحول نقمة الشعب اليمني نحوها والثأر منها لما اقترفته أيادي أولاد زايد الآثمة باليمن واليمنيين .
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: الحرب على الیمن
إقرأ أيضاً:
البدريون قادمون من صنعاء ... ستكتشف السعودية كما اليمن أنها الخاسر الأكبر من مخرجات لا تفهم الجغرافيا
الحوثيون لايعملون بعشوائية التحالف، ولا برخاوة الشرعية وغبائها، بل يشتغلون منذ أكثر من 11 سنة على بناء جيل عقائدي خاص بهم، عملوا على إنشاء منظومة تعليمية موازية (غير المدارس الحكومية التي عبثوا بمناهجها)، أبرزها مايُعرف بـ"مدارس البدر" نسبة لبدر الدين الحوثي، وهي مدارس داخلية مغلقة لايُقبل فيها الطالب إلا وفق معايير مشددة، ويمكث فيها الدارس ثمان سنوات؛ يتلقى خلالها منهج خاص خارج إطار التعليم الرسمي، لايشمل أي علوم حديثة، لكنها تصنع فرد مبرمج على الولاء المطلق والفكر الواحد والعداء المستحكم للآخر، إضافة إلى التدريب العسكري على مختلف أنواع الأسلحة..
في صنعاء وحدها، هناك 28 مركز ديني وشرعي خاص، تتبع منهج الجماعة وملازمها، تعمل بوتيرة واحدة، بعضها داخل مساجد كبرى مثل جامع الصالح (الذي حُوّل إلى جامع الشعب) ويضم معسكر داخلي دائم، وهناك عشرات المراكز المماثلة في بقية المحافظات والمديريات والعُزل المختلفة، والمحصلة أكثر من 250 ألف شاب كلهم تحت سن العشرين تخرجوا حتى الآن من هذه المراكز، لايعرفون الفيزياء ولا التاريخ ولا اللغات، لكنهم مبرمجون عقائدياً ومدربون عسكريا، ومؤهلون للتعامل مع كل أشكال السلاح..
نحن لانتحدث عن جيل متدين فحسب، ولسنا أمام مخرجات تعليمية عادية، وهذه ليست مجرد أرقام، بل جيل مبرمج بطريقة لاتترك أي مجال للتسامح أو التعايش، عبارة عن ألغام وقنابل فكرية موقوتة، مخرجات يصعب التعايش معها مستقبلاً، لأنها نشأت على أفكار لاترى الآخر إلا كخصم يجب إخضاعه أو استئصاله، ويتعاملون مع الخلاف الفكري أو السياسي كما لو كان كفر يستحق الاجتثاث..
خريجوا تلك المراكز لم يتم اعدادهم لخدمة الجماعة سياسيا أو عسكريا فقط، بل تم تشكيلهم وتلقينهم والاعتناء بهم ليكونوا الوقود العقائدي لأي صراع طويل الأمد، يعبث بالتاريخ ويتجاوز حدود الجغرافيا..
هذا المشروع الذي يحتفل بتخرج دفعاته سنوياً منذ 11 سنة، يقابله فشل الشرعية الذريع؛ ليس في مواجهته فقط، بل انها قدّمت النقيض، تركت المدارس تنهار، والطلاب يتسربون، والمعلمين يتذمرون بلا مرتبات، يُذلون في طوابير المساعدات، دون خطة بديلة أو دعم جاد لمواجهة التجريف العلمي الذي يتم في صنعاء وبقية المحافظات التابعة للحوثيين، لم تكن هناك أي محاولة لبناء مشروع مضاد، لافي التعليم ولا في الإعلام ولا في الوعي العام، بل إنها لم تنجح في أي قطاع اتجهت إليه، ووقفت عاجزة أمام أخطر معركة تخوضها الأمم؛ معركة بناء الإنسان.
أما التحالف، وعلى رأسه السعودية، فقد تورطت في معركة بلا أفق محدد، وأصبح التراخي، وإطالة أمد الحرب، وغياب أي مشروع وطني أو تربوي مقابل، بمثابة شيك على بياض للحوثيين بتنفيذ برنامجهم التربوي والعقائدي بكل أريحية، والنتيجة أن المنطقة برمتها ستدفع ثمن هذه "المرحلة الرخوة من تاريخ اليمن" التي تحوّل فيها الحوثيون من مجرد جماعة ميليشيا مسلحة؛ إلى مدرسة قتالية وماكينة تربية مغلقة، تُنتج مقاتلين عقائديين مؤمنين بمشروع لايعترف بالحدود ولا بالشراكة ولا بالاختلاف، وستكتشف السعودية، كما اليمن، أنها الخاسر الأكبر من هذه المخرجات، التي ستكون في الغد القريب أدوات صراع، لا أدوات تعايش..
لقد أثبتت الحرب أن الخطر لايكمن في الجبهات فقط، بل في المدارس والمناهج والمراكز العقائدية، ومن يُهمل هذه الجبهة، ويفشل في خوض هذه المعركة، سيُهزم وسيفقد المعركة كلها، حتى لو انتصر عسكرياً، لأن من يُشكل العقول، يحصد المصير ويتحكم بالمستقبل..