هالة الخياط (أبوظبي)
انطلقت، أمس، فعاليات المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعم في أبوظبي، برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجال الاستدامة والزراعة والأمن الغذائي والبيئة والمياه من داخل الدولة وخارجها.


وتستشرف هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، من خلال تنظيمها المؤتمر مستقبل الحفاظ على النعم وتعزيز التعاون الدولي والعمل على تبني نهج مستدام لحفظها من الهدر، كما يأتي المؤتمر في إطار جهود الدولة للحصول على الموافقة الأممية لاعتماد اليوم العالمي لحفظ النعمة.
ويأتي تنظيم «الهيئة» للمؤتمر تزامناً مع عام الاستدامة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وضمن استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28».
وشهد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وحمود عبدالله الجنيبي، الأمين العام المكلف لهيئة الهلال الأحمر، وعدد من سفراء الدول الصديقة والشقيقة.
وأكدت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، في كلمتها المتلفزة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ضرورة تضافر الجهود الدولية، وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات لمواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمي، وبناء مستقبل مستدام لا يوجد فيه جوع بالعالم.
ولفتت معاليها إلى أن إعلان الدولة خلال «COP28» برنامج النظم الغذائية والزراعة، هو شهادة على التزام الدولة الثابت بتحويل النظم الغذائية العالمية لتكون أكثر حفظاً للغذاء من الهدر.
وقالت «سنسعى خلال استضافتنا المؤتمر العالمي لأن نحصل على توقيع قادة الدول على (إعلان القادة حول النظم الغذائية والزراعة والعمل المناخي)، وهو ما يضمن التزام البلدان حول العالم بتحويل النظم الغذائية إلى نظم أكثر استدامة، والتي سيكون من بينها بالطبع اعتماد حلول مبتكرة للحد من فقد وهدر الغذاء».
وتوجهت معاليها بالشكر لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، على إتاحة الفرصة لي للمشاركة في المؤتمر العالمي الأول لحفظ النعم.

هدر للغذاء
وأشارت إلى أن المؤتمر العالمي يأتي في الوقت الذي يصل فيه هدر الغذاء إلى 14% من الأغذية خلال العام بعد حصادها وحتى مرحلة البيع بالتجزئة، ويتم هدر 17% في مرحلة البيع بالتجزئة وعلى المستوى الاستهلاك، في الوقت الذي يعاني فيه 735 مليون شخص من الجوع في العالم، وتقدر الأمم المتحدة في حال وصل سكان العالم إلى 9.6 مليار نسمة بحلول 2050 فقد يتطلب الأمر ثلاثة كواكب مثل كوكب الأرض لتوفير الموارد الطبيعية للحفاظ على أنماط الحياة الحالية.
وأشارت معاليها إلى أن القيادة الرشيدة في الدولة تولي أهمية كبرى لتعزيز الأمن الغذائي المستدام، ووقف هدر الطعام، وترشيد استهلاكه، حيث حث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، المجتمع على ضرورة ترشيد استهلاك الغذاء، واتباع سلوكيات الشراء الصحية، وأخذ الاحتياجات دون مبالغة، سيما أن هدر الغذاء يعد أحد أهم ركائز الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051. 
وقالت إن الإمارات تمتلك العديد من المبادرات للحد من هدر الغذاء، ومنها مبادرة وقف المليار وجبة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بهدف توفير مئات الملايين من الوجبات بشكل مستدام لعشرات السنين القادمة.
تاريخ الإمارات
وفي الكلمة الرئيسة للمؤتمر، أكد راشد مبارك المنصوري، نائب الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي للشؤون المحلية، أن مؤتمر حفظ النعم يعتبر فرصة لتسليط الضوء على إرث الاستدامة المتجذر في تاريخ الإمارات، والذي أرسى دعائمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رجل البيئة الأول والذي قدم الكثير من المبادرات لحماية البيئة.
 وقال «يأتي هذا المؤتمر ليضيف بعداً جديداً لمبادرات (الهلال الأحمر) الإماراتي في مجال الاستدامة، انطلاقاً من سعيه الدائم للتميز والريادة في مجال المسؤولية المجتمعية والبيئية والعمل الإنساني بصورة عامة، إذ ينظر المؤتمر من خلال محاوره المختلفة، في تحديات المستقبل واعتبارات التغير المناخي، وتسليط الضوء على المشاريع الرئيسية المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة».
 وأضاف المنصوري: «إننا نتطلع إلى أن يكون المؤتمر الخطوة الأولى من رحلة الموافقة الأممية لاعتماد اليوم العالمي لحفظ النعمة، والذي نسعى لأن نطلقه من الإمارات إلى العالم كمبادرة تدعم الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لعام 2051، ولن ندخر وسعاً في سبيل تحقيق هذا الهدف».
 وركز المؤتمر ضمن جلساته على تعزيز الوعي البيئي وتحقيق أهداف الاستدامة من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة، إلى جانب توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بمختلف مساراتها في ملف حفظ النعم، وتغيير الصورة النمطية عن حفظ النعمة الواحدة «الغذاء» وتوجيه الأنظار إلى النعم الأخرى «الكساء، الدواء، الزراعة، البيئة، الطاقة، والتكنولوجيا»، وتسخيرها لخدمة الإنسانية.

أخبار ذات صلة أبوظبي للدعم الاجتماعي تخرج الدفعة الثالثة من «التمكين» انطلاق مهرجان ومزاد ليوا للتمور اليوم

مشاريع مستدامة
عرض الفائزان بمسابقة حفظ النعم وهما مريم يونس الفيل (15 عاماً)، ومحمد يونس الفيل (16 عاماً) قصة نجاح مشروعهما الذي بدأ منذ خمس سنوات في إعادة تدوير النفايات الغذائية وتحويلها لسماد عضوي لإحياء الأشجار الميتة.
وقالت الطالبة مريم الفيل «إن دولتنا دولة الإمارات تحب الزراعة، ونحن نقتدي بما قام به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال إنه لا يوجد مستحيل، وهو أول من زرع أشجار النخيل في الصحراء، ونحن مستمرون على العهد بالحفاظ على الزراعة». من جانبه، أوضح الطالب محمد الفيل آلية تحويلهم مخلفات الطعام إلى سماد عضوي، وذلك بتجميع النفايات الغذائية لمدة أسبوع، دون استخدام مخلفات الطعام من اللحوم البيضاء أو الحمراء، وخلطها لمدة ثلاث دقائق، مع إضافة المياه والمناديل لتكون بديلاً عن الكربون الذي يساعد على تحلل الخليط، واستخدام أوراق الشجر ليكون مصدر النيتروجين الذي يساعد على نمو الشجر والحفاظ على خضرته.
شعاب المحار
عرض مركز الفجيرة للبحوث، بالتعاون مع هيئة الفجيرة للبيئة، وشركة ديبا باي، مشروع لإنشاء مجمعات شعاب المحار عن طريق إعادة تدوير قشور المحار، وإعادة استزراعها في بحر الفجيرة، لتكون مساعداً للشعاب المرجانية ودعم المواطِن البحرية وأنواع المحار الأصلية.
وأوضحت مريم الحفيتي من مركز الفجيرة للبحوث، أن المشروع تقوم فكرته على إعادة تدوير الأصداف بعد تنظيفها من اللحوم داخلها وتجميعها في الصناديق المخصصة لذلك، لتتم معالجة الأصداف في المنشآت الأرضية وإلقاؤها في مناطق مخصصة لدعم وتعزيز نمو أنواع المحار المحلية وموائل جديدة للحياة البحرية.
المبادرة الوطنية
لفتت معالي المهيري إلى مبادرة «نعمة»، المبادرة الوطنية التي تهدف إلى تحقيق التزام دولة الإمارات بالحد من فقد الغذاء وهدره بنسبة 50% بحلول 2030 استناداً إلى الهدف الثالث والثاني عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وأكدت معاليها أن وقف فقد الغذاء وهدر الطعام جزء لا يتجزأ من تطوير منظومة غذاء مستدام، وهو ما نحرص على تنفيذه في الدولة، لنشر أفضل وأحدث النظم المستدامة في إنتاج وإدارة منظومة الغذاء، وهو أمر من شأنه الحد من هدر الغذاء عبر كامل سلسلة القيمة الغذائية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أبوظبي حمدان بن زايد الظفرة الهلال الأحمر الإماراتي هیئة الهلال الأحمر الإماراتی بن زاید آل نهیان المؤتمر العالمی النظم الغذائیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يثمن الدور المحوري الذي تقوم به الصين في دعم جهود التنمية في مصر

ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ولي تشيانج، رئيس مجلس الدولة الصيني، اليوم الخميس بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، جلسة مباحثات موسّعة تم خلالها التباحث حول عددٍ من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسُبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.

وحضر المباحثات من الجانب المصري كل من الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وأحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، وحسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والسفير أحمد شاهين، مساعد وزير الخارجية للشئون الآسيوية وشئون أستراليا ونيوزيلندا وجزر المحيط الهادئ.

فيما حضر المباحثات من الجانب الصيني كل من: لان فوهان، وزير المالية، ووانج ونتاو، وزير التجارة، وما تشاوشيوي، نائب وزير الخارجية المنتدب، على درجة وزير، ولياو لي تشانج، سفير الصين لدى مصر وعدد من المسئولين الصينيين.

واستهل رئيس الوزراء كلمته في المباحثات بالترحيب بـ لي تشيانج، رئيس مجلس الدولة الصيني، والوفد المرافق له، قائلًا: «إن هذه الزيارة بالنسبة لنا هي زيارة تاريخية».

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي، أن القاهرة وبكين تربطهما علاقات تاريخية وطيدة تبدو شواهدها في الروابط القوية التي تجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالرئيس شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، كما انعكست هذه العلاقات المتميزة كذلك في دورية اللقاءات رفيعة المستوى بين الوزراء وكبار المسئولين بالبلدين الصديقين.

وأشاد رئيس الوزراء باللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بلي تشيانج، رئيس مجلس الدولة الصيني، اليوم، حيث أكد الرئيس موقف مصر الثابت بشأن دعم مبدأ الصين واحدة.

كما ثمّن الدكتور مصطفى مدبولي الدور المحوري الذي تقوم به الصين في دعم جهود التنمية في مصر من خلال مشاركة العديد من الشركات الصينية في تنفيذ عدد من المشروعات التنموية المهمة في السوق المصرية مثل مشروع بناء حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأبراج مدينة العلمين الجديدة فضلًا عن القطار الكهربائي الخفيف، إضافة إلى تنمية وتطوير المنطقة الصناعية الصينية «تيدا» بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن منطقة «تيدا» تعد نموذجًا ناجحًا للتعاون الاستثماري بين مصر والصين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، معربًا عن تطلعه لزيادة استثمارات الشركات الصينية في منطقة «تيدا».

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه إلى أن تكون هذه الزيارة انطلاقة نحو الارتقاء بالعلاقات الثنائية وبدء مرحلة جديدة من التعاون ترتكز على دفع جهود توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا الصينية والاستفادة من القدرات الكبيرة التي تمتلكها في هذا الإطار، لاسيما في مجال مكونات مشروعات الطاقة الشمسية وتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر وتحلية مياه البحر، مسلطًا الضوء في هذا الصدد على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بإلتزام الحكومة المصرية بشراء حصة من إنتاج تلك الشركات المصنعة للسيارات الكهربائية في مصر.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن الحكومة المصرية تُولي أهمية كبيرة للتعاون مع الجانب الصيني في مجال السيارات الكهربائية، نظرًا إلى أن بكين استطاعت أن تتربع على عرش هذه الصناعة عالميًا، داعيًا الشركات الصينية العاملة في مجال السيارات الكهربائية إلى القدوم إلى مصر وتوطين صناعاتها بها والاستفادة من الحوافز التي يمكن أن تقدمها الحكومة في هذا المجال.

كما أعرب عن تطلعه لتشجيع الشركات والمؤسسات الصينية على زيادة حجم استثماراتها في السوق المصرية، بما يؤهلها للاستفادة من عضوية مصر بمناطق التجارة الحرة مع الدول العربية والأفريقية والأوروبية.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء استعداد مصر لتقديم جميع التسهيلات الممكنة للشركات الصينية الراغبة في تدشين صناعات لها بمصر.

كما أعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلعه إلى ضرورة العمل على معالجة الاختلالات في الميزان التجاري بين البلدين، لاسيما من خلال فتح السوق الصينية أمام المزيد من الصادرات المصرية، لاسيما وأن الصادرات المصرية تتمتع بجودة عالية، ولها نفاذ في العديد من الأسواق العالمية مثل شمال أمريكا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، كما أعرب عن تطلعه لنقل بعض الصناعات الصينية إلى مصر لتصنيع المنتج النهائي في مصر بدلاً من استيراده بالكامل من الصين بما يحقق الفائدة للجانبين.

وأعرب رئيس الوزراء عن تطلعه للعمل معا للإسراع فى إنجاز المرحلتين الثالثة والرابعة من القطار الكهربائي الخفيف، وكذلك الانتهاء من مشروع حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة لاسيما مع انتقال المؤسسات الحكومية بالفعل إلى العاصمة الإدارية في عام 2024.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي شكره وتقديره للجانب الصيني على توقيع مذكرة التفاهم الخاصة ببرنامج مبادلة الديون من أجل تنفيذ مشروعات تنموية في 19 أكتوبر 2023 في بكين على هامش اجتماعات القمة الثالثة لمنتدى الحزام والطريق.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الوزراء: أهمية هذا البرنامج لا تنبع فقط من كون مصر هي الدولة الأولى التي توقع معها الوكالة الصينية للتعاون الانمائي الدولي مثل هذا النمط من التمويل التنموي، بل من كونه يعبر عن رغبة الصين الحثيثة في استكشاف مزيد من الأدوات التمويلية المبتكرة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع مصر.

وأعرب الدكتور مصطفى مدبولي عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الصين في القطاع النقدي والمالي، مشيرًا إلى أن مصر كانت أول دولة أفريقية تقوم بإصدار سندات "الباندا" المقومة باليوان في أكتوبر 2023 بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، لتمويل مشروعات تنموية وخضراء ضمن إطار التمويل المستدام.

وعلى صعيد القضايا الإقليمية، أشاد رئيس الوزراء بالدور الصيني الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في المحافل الإقليمية والدولية، لاسيما بأروقة الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أهمية التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وبكين في إطار منتدى التعاون الصيني الأفريقي، ومتابعة تنفيذ مخرجات الدورة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي خاصة الشراكات العشر الجديدة التي أعلن عنها فخامة السيد الرئيس شي جين بينج في الجلسة الافتتاحية في قمة الفوكاك الأخيرة في سبتمبر 2024.

وأكد قيام مصر بتقديم قائمة بعدد من المشروعات ذات الأولوية للاستفادة من الحزم التمويلية التي تم تخصيصها لتنفيذ هذه الشراكات بمبلغ 51 مليار دولار.

بدوره، أعرب رئيس مجلس الدولة الصيني عن اعتزازه بزيارته الحالية إلى مصر، وهي المحطة الأولى له في أفريقيا منذ توليه منصبه، وهو ما يعكس اهتمام بكين البالغ بتوطيد علاقاتها مع مصر.

وقال لي تشيانج إن مصر بلد عريق حضاريًا كما أنه يشهد تنمية حديثة غير مسبوقة، حيث شاهد بنفسه الجهود التنموية الكبيرة التي قام بها المصريون على مدار الأعوام الماضية في ظل الجمهورية الجديدة.

وأكد «تشيانج» أن مصر دولة قوية وكبيرة ومؤثرة في محيطها الإقليمي والعربي والأفريقي.

وأشار «تشيانج» إلى أن العام الماضي 2024 شهد الاحتفال بالذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين مصر والصين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما أن العام المقبل 2026 سيكون عام الاحتفال بالذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين.

وأضاف أنه خلال زيارته إلى مصر شهد عن قرب حرص الجانب المصري على تعميق العلاقات الثنائية بين بلدينا، وأنا أؤكد أن بكين أيضًا تعطي أولوية لتعزيز علاقاتها مع مصر.

وأكد رغبة الصين في تعزيز التعاون الاستثماري مع مصر في عدد من المجالات المختلفة مثل الطاقة المتجددة والصناعة والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، فضلًا عن تعميق التعاون في المجال المالي.

وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني إلى أن الصين تحرص على زيادة نفاذ الصادرات المصرية إلى السوق الصينية، وتم اتخاذ الكثير من الإجراءات في هذا الصدد.

كما أعرب عن تطلعه لتعزيز التعاون مع مصر في المجال الثقافي والإنساني والإعلامي، قائلًا: «مستعدون لتقديم كل ما في وسعنا لمصر لدعم الجانب الإنمائي لديها».

وخلال المباحثات، تم تبادل الرؤى حول التحديات الجيوسياسية العالمية والإقليمية الحالية، حيث تم الإشارة إلى أن العالم يمر بحالة من عدم اليقين، وأنه على المجتمع الدولي الاضطلاع بدوره في إلزام جميع الأطراف المتصارعة بالتحلي بالمسئولية والحكمة السياسية بما يُسهم في حل جميع الصراعات على مختلف الجبهات عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية.

كما تم التأكيد على الحاجة الملحة لاستمرار حشد الدعم الدولي لتنفيذ ما تضمنته الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة التي اعتمدتها الدورة غير العادية للقمة العربية التي عقدت بالقاهرة في 4 مارس الماضي.

وتمت الإشارة كذلك إلى استمرار حرص مصر على التنسيق مع الجانب الصيني على المستوى الثنائي وفي المحافل متعددة الأطراف لدعم حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة لاسيما حقه في استقلال دولته على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء ورئيس مجلس الدولة الصيني يبحثان تعزيز التعاون المشترك

رئيس الوزراء يلتقي رئيس الرقابة المالية لاستعراض عدد من ملفات عمل الهيئة

رئيس الوزراء يستعرض جهود جهاز حماية المستهلك خلال شهر يونيو الماضي

مقالات مشابهة

  • إزالة 13 حالة تعدٍ في مركز دسوق بكفر الشيخ
  • الشيخ عبدالله: نُطالب المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية
  • «البديوي» يبحث فرص التعاون مع الاتحاد من أجل المتوسط في عدد من المجالات
  • ” الأغذية العالمي” يقلص مساعداته في إفريقيا بسبب خفض التمويل الأمريكي
  • جامعة تبوك تدعو الباحثين للمشاركة في المؤتمر الخليجي الثالث الذي تستضيفه للمنظمة الدولية IEOM
  • رئيس الوزراء يثمن الدور المحوري الذي تقوم به الصين في دعم جهود التنمية في مصر
  • حريق هائل يلتهم مخازن برنامج الغذاء العالمي في مأرب
  • محادثات روسية أمريكية في كوالالمبور.. التركيز على تسوية الأزمة الأوكرانية وتعزيز التعاون
  • فرحات: العلاقات المصرية الصينية نموذج ناجح في التعاون الدولي المتوازن
  • حريق يلتهم أحد مخازن الغذاء العالمي في مأرب