نجران .. حاضنة لتجارب زراعية مبتكرة تحقق أمناً غذائياً واستدامة بيئية
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
المناطق_واس
تعد الزراعة في المملكة من أهم مرتكزات الأمن الغذائي، حيث تحظى المحاصيل الزراعية بزيادة في الطلب والاستهلاك المحلي، مما أدى إلى ظهور تجارب زراعية ناجحة، لعدد من المزارعين في مختلف مناطق المملكة، ومنها منطقة نجران التي تحتضن العديد من التجارب الزراعية المبتكرة بما يسهم في تحقق استدامة بيئية.
ويرتبط أهالي نجران منذُ القدم بالزراعة، ولا يزال هذا الارتباط كما هو إلى وقتنا الحاضر من خلال توارث الأجيال لهذه المهنة العريقة بدافع كبير من الحب والشغف، مستفيدين من مقومات المنطقة البيئية كخصوبة التربة، ووفرة المياه، وصولاً إلى الابتكار والإبداع في أساليب وطرق الزراعة الحديثة عبر تطويرها، واستزراع أنواع وأصناف من الفواكه والأشجار الجديدة والنادرة على المنطقة .
والتقت ” واس ” بالمزارع علي ظافر آل حارث، الذي تمكن من إنشاء مزرعة نموذجية لزراعة ما يقارب من 2000 شجرة بُن، كما بدأ العمل في التوسع في زراعة البُن تحت أشجار النخيل بالتعاون مع المزارعين المحليين، مبيناً أن زراعة البُن في منطقة نجران لها مستقبل واعد بشكل تجاري سيسهم في تحقيق الأهداف المرسومة لإنتاج القهوة السعودية بالمملكة التي تستهدف إنتاج ما يقارب 2500 طن في عام 2032، حيث تتمتع المنطقة بقيم نسبية في زراعتها من ناحية خصوبة التربة وعذوبة المياه، واتساع المساحات الزراعية.
وأشار إلى نجاح تجارب زراعة البُن في أحواض النخيل بالمنطقة حيث تم زراعة أكثر 100 ألف بذرة من البُن سيتم توزيعها على المزارعين، وذلك لزيادة أعداد أشجار البُن بالمنطقة خصوصاً مع النجاح الكبير لزراعتها ولمردودها الاقتصادي بوصفها منتجاً عالمياً، كما أن أشجار النخيل تعد مزارع مثالية يستفاد منها لتوفير الظل وحجب الرياح النشطة عن أشجار البُن، وترطيب الهواء الجاف مع قلت الأمطار، ويتناسب ذلك مع زراعة شجرة البُن التي لا تشغل مساحات كبيرة للزراعة، فهي شجرة متوسطة الحجم يكون لها جذع رئيسي وتتفرع منه الأغصان الحاملة لورق الثمار، وتزرع في مسافات متقاربة بمقدار مترين عن بعضها، وتتسع مساحة 2500 متر مربع لأكثر من 600 شجرة بٌن، وهي من النباتات المعمرة دائمة الخضرة، وتعيش لأكثر من 40 عاماً.
وبين أن أشجار البٌن تزرع من البذور الناضجة السليمة ذات اللون الأحمر والحجم الكبير في تربة زراعية، وتنبت في مدة من 6 إلى 7 أسابيع، ولا تحتاج إلى تطعيم، وبعد أن تنبت تنقل إلى مراكن حتى عمر تصل لقرابة 6 إلى 12 شهراً، بعد ذلك تنقل إلى مواقعها الدائمة، وتغرس بمسافة من مترين إلى ثلاثة أمتار عن بعضها، وتروى بحسب الحاجة، ويتم حمايتها في العام الأول من أشعة الشمس والرياح بتظليلها بسعف النخيل، أو الروكلين الأخضر، أو الخيش حتى تكبر، كما يفضل زراعتها في الأماكن متوسطة الظل لحمايتها من الشمس، مبيناً أن العمل يجري بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة على استكثار أشجارها عن طريق الأنسجة لتجنب الأصناف الجديدة الناتجة عن التلقيح الخلطي الطبيعي الذي يحصل في كل عملية عقد للأزهار وقد ينتج عنه أصناف غير مرغوب فيها.
من جانبه أوضح المزارع حمد آل عباس، أن ما ساعدة في نجاح تجربته في زراعة أكثر 90 ألف نبتة من الاستيفيا العشبية، ما تتمتع به المنطقة من مقومات بيئية وطبيعية كخصوبة التربة، وعذوبة المياه، واعتدال الأجواء، حيث بدأت في الإنتاج وتوزيع المحاصيل على الأسواق المحلية، مشيراً إلى أن الحصاد من زراعة النبتة يتم ثلاثة مرات في كل عام، وذلك عن طريق تجفيف العشبة بعد الحصاد بعيداً عن أشعة الشمس، ثم يتم فصل الأوراق عن السيقان يدوياً، ليتم نقلها لخط الإنتاج عبر مكينة مخصصة للنبات تم توفيرها في المزرعة لتجهيز المنتج للسوق المحلي، كما يتم اختبار استخراج السائل المركز من عشبة الاستيفيا الذي يستخدم في الأطعمة والمشروبات.
وتحدث آل عباس، عن أهمية زراعة نبتة الاستيفيا التي تحتاج لتربة معتدلة واستوائية لتنمو وتعيش، حيث يعتبر نباتاً عشبياً معمراً يمكث في التربة إلى سبع سنوات، وتزرع على مسافات تبلغ 5 سم بين كلّ نبتة وأخرى، ويبلغ طولها 8 سم، وتتميز باحتواء أوراقها على مجموعة من المركبات الطبيعية، إضافة إلى ما يتم استخلاصه منها من مسحوق أخضر ناعم أو مجروش، كما يتوفر مسحوق أبيض شبيه للسكر العادي، وهو مستخلص نبات الاستيفيا ذو التركيز العالي.
كما استعرض المزارع ناصر آل جلباب، تجربته في زراعة “ليمون الكافيار” كتجربة رائدة على مستوى مناطق المملكة، حيث نجحت تجربة استزراعه بالمنطقة، ويعتبر من فصيلة الحمضيات وموطنه الأصلي أستراليا ويعد من الفواكه ذات القيمة المرتفعة لاحتوائها على فيتامين سي بتركيز عالٍ، لافتاً إلى أن أزهارها بإذن الله تعالى سيكون نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع لهذا العام.
وتقوم وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة بتقديم الإرشاد الزراعي للمزارعين ومساعدتهم في استزراع النباتات والأشجار المحلية والنادرة بما يوفر سلاسل الأمداد الغذائي، والمساهمة في تسويق منتجاتهم الزراعية، كما تسهم بشكل فعال في تشجيع الزراعة العضوية وتحول المزارع إلى الإنتاج الآمن من خلال تشجيع الممارسات الإنتاجية دون استخدام المواد والأسمدة والمبيدات المصنعة كيميائياً والمواد المعدلة وراثياً، والمحافظة على أنظمة الطبيعة ودوراتها بما يعزز صحة التربة والماء والنباتات والحيوانات والتوازن بينها، ويسهم على المحافظة على التنوع الحيوي باستخدام الطاقة والمواد الطبيعية لإنتاج منتجات غذائية صحية ذات جودة عالية.أخبار قد تهمك أمير نجران يُدشِّن مبادرة بناء مسجد أهالي المنطقة ومنسوبي الإمارة 20 سبتمبر 2023 - 6:32 مساءً تنفيذ حكم القتل قصاصاً في أحد الجناة بمنطقة نجران 20 سبتمبر 2023 - 5:31 مساءً
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: نجران
إقرأ أيضاً:
من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. تصاميم طلابية مبتكرة بالدمام
اختتمت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام،، فعاليات المعرض السنوي لكلية التصاميم ”CODEX 25“، الذي امتد لثلاثة أيام متتالية،، وشهد إقبالاً واسعًا من الزوار والمهتمين بمختلف مجالات التصميم والإبداع.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة مي شكري، عميدة كلية التصميم بالجامعة، أن هذا المعرض السنوي يمثل منصة حيوية لعرض مشاريع وأعمال الطالبات الخريجات من أقسام الكلية الثلاثة: التصميم الداخلي، التصميم الصناعي، وتصميم المطبوعات.
أخبار متعلقة توجيه بتطوير مختبرات ”وقاء“ وتسريع إنجاز المشاريع بالشرقيةبالقهوة والتمور.. جسر الملك فهد يستقبل أولى طلائع حجاج البحرينوأضافت أن المعرض يعد فرصة ثمينة لطلاب الكلية للالتقاء بأرباب العمل وعرض مشاريعهم المبتكرة، كما يتيح لطلاب المرحلة الثانوية التعرف عن كثب على التخصصات المتاحة ومخرجات الكلية المتميزة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. أبرز ابتكارات طالبات التصاميم بالدماممكافأة للطالباتوأشارت إلى أن نسخة هذا العام تميزت بتقديم استشارات تصميمية متخصصة، بالإضافة إلى تواجد معهد الابتكار وريادة الأعمال لتقديم الإرشادات للمقبلين على المشاريع الجديدة في مجال الابتكار.
كما شهد المعرض تخريج دفعة مكونة من عشرين طالبة من برنامج الدبلوم القصير، وهو دبلوم يقدم باللغة العربية لمدة سنة ومخصص للسيدات من عمر ثمانية عشر عامًا فما فوق.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. أبرز ابتكارات طالبات التصاميم بالدمام
من جهتها، ذكرت الدكتورة ديمة الصالح، وكيلة كلية التصميم للشؤون الأكاديمية ورئيسة قسم التصميم الداخلي، أن هذه النسخة من المعرض، التي حظيت برعاية كريمة من صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل، شهدت عرض ما يزيد على 550 مشروعًا للطالبات والخريجات.
وأكدت أن الهدف الأساسي من المعرض يتمثل في استقطاب رواد الأعمال لتوظيف الخريجات المتميزات، والسعي نحو تطبيق مشاريع الطالبات وتحويلها إلى واقع ملموس، فضلاً عن كونه بمثابة مكافأة للطالبات لعرض نتاج جهدهن وإبداعهن.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. أبرز ابتكارات طالبات التصاميم بالدمام
وأوضحت أن المعرض اشتمل على عدة أنواع من المشاريع تعكس تخصصات الكلية، حيث ركزت مشاريع قسم التصميم الداخلي على تصميم الفراغات الداخلية وما يصاحبها من أثاث وتشطيبات، بينما تمحورت مشاريع قسم التصميم الصناعي حول تصميم منتجات قابلة للتطبيق بشكل مستدام.
أما قسم تصميم المطبوعات أو الجرافيك، فقد أبرز تطبيقات الهوية البصرية والإعلانات وتصميم الكتب وغيرها، وقد تم تقسيم المعرض إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي قسم الابتكار، وقسم خاص بالفن، وقسم خاص بالاستدامة، تخللتها فعاليات متنوعة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. أبرز ابتكارات طالبات التصاميم بالدماممشاريع طلابية مبتكرةوبرزت في المعرض مشاريع طلابية مبتكرة عكست قدرات الطالبات الإبداعية؛ حيث شرحت جوري الغامدي، طالبة تصميم الجرافيك وإحدى المشاركات، فكرة مشروعها المتمثل في منصة تفاعلية تخدم معلمي الصفوف الأولية، وتعتمد على استراتيجيات تعليمية حديثة كالتعليم باللعب ولوحة التعزيز، مع ملحقات إضافية كحزمة ألعاب مطبوعة، بهدف تسهيل عملية التدريس على المعلمين.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. أبرز ابتكارات طالبات التصاميم بالدمام
وقدمت الطالبة روابي العتيبي، مصممة جرافيك، وزميلتاها شهد القرني وندى الغامدي، مشروعًا تحت اسم ”خارج التغطية“، يستهدف الأشخاص الذين يقضون أوقاتًا طويلة في الألعاب الإلكترونية.
ويهدف المشروع، بفكرته المقسمة إلى قسم خاص بالمناطق «بر، بحر، حديقة» وقسم حركي اجتماعي يتفاعل معه المستخدمون عبر تحديات ومهام معينة، إلى تقريب الأشخاص من الطبيعة وتعزيز التواصل والانخراط المجتمعي لدى هذه الفئة التي غالبًا ما تميل إلى الانغلاق.
وفي مشروع آخر لافت، استعرضت الطالبة ليان السواحة وفريقها المكون من ريناد السعدون ونجود الغامدي، تفاصيل مشروع ”معرض زري“، المستوحى من ثوب النشل الأحسائي، الذي تم اختياره لتميزه بزخارفه النباتية والحيوانية المتنوعة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. أبرز ابتكارات طالبات التصاميم بالدمام
وأوضحت السواحة أن المشروع تضمن إصدار كتاب خاص يستعرض مواضيع عديدة عن هذه الزخارف، ويقدم تصاميم وأفكارًا لتسهيل استفادة المصممين والمصممات من هذا الزي التراثي وتوظيفه في مجالات متعددة كتصميم المجوهرات والإكسسوارات والأزياء والهدايا، رابطين بذلك الماضي بالحاضر.
بدورها، شرحت مريام القاره، الطالبة في قسم التصميم الصناعي ورئيسة المجلس الطلابي بالجامعة، فكرة مشروعها المتمثل في منقي هواء متنقل مخصص لمرضى الربو، يتميز بسهولة حمله ويعمل بتقنية تهدف إلى منع الأعراض المسببة للربو دون أي مضاعفات على المريض.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } من ”ثوب النشل“ إلى ”منقي الهواء الذكي“.. أبرز ابتكارات طالبات التصاميم بالدمام
وأشارت رهف الزهراني، استشارية ومصممة جرافيك، إلى دورها في المعرض من خلال مشروع ”أڤا“، الذي قدم خدمات استشارية مجانية في مجال الهوية البصرية بأنواعها، كالتصميم والشعارات والإخراج، لجميع الفئات من المستجدين والمقبلين على المشاريع والطلاب بمختلف أعمارهم، بهدف خدمتهم في مشاريعهم الخاصة أو مواقعهم أو تطبيقات التواصل الاجتماعي.