غرفة تجارة وصناعة أبوظبي تتعاون مع 3 بنوك محلية
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
أبوظبي – الوطن:
أبرمت غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ثلاث اتفاقيات تعاون مع مصرف أبوظبي الإسلامي، وبنك المارية المحلي، وويو بنك، في إطار حرصها على دعم النمو الاقتصادي في إمارة أبوظبي وتعزيز المناخ الاستثماري بترسيخ علاقات التعاون المشترك مع مختلف الجهات المحلية والعالمية.
وُقِّعَت الاتفاقيات في حفلٍ أُقيمَ بحضور أحمد خليفة القبيسي، المدير العام لغرفة تجارة وصناعة أبوظبي، والدكتور عامر العامري، رئيس الخدمات المصرفية الخاصة في مصرف أبوظبي الإسلامي، ومحمد وسيم خياطة، الرئيس التنفيذي لبنك المارية المحلي، وجمال العوضي الرئيس التنفيذي للعمليات التشغيلية في ويو بنك.
وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل وتسريع وصول أعضاء الغرفة وروّاد الأعمال والمستثمرين من داخل الدولة وخارجها إلى الخدمات المصرفية التي تقدِّمها الجهات العاملة في قطاع المصارف والبنوك في دولة الإمارات وإمارة أبوظبي، وتعريفهم بما تقدِّمه من خدمات وباقات ترويجية وتسهيلات تمويلية تعزِّز نمو أعمالهم ومشاريعهم، إلى جانب إطلاعهم على الإجراءات المطلوبة للاستفادة منها.
وقال سعادة عبدالله محمد المزروعي، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي: «تواصل غرفة أبوظبي توسيع شراكتها مع القطاع المصرفي بهدف توفير بيئة محفِّزة للقطاع الخاص في إمارة أبوظبي، تعزيزاً لنمو مجتمع الأعمال، ودعماً لمسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة، وانطلاقاً من إدراكنا أهمية القطاع المصرفي بصفته عاملَ جذبٍ مهماً للاستثمارات الأجنبية، وركيزة أساسية لبيئة الأعمال وتنوُّعها. ونفخر اليوم بتوقيع مذكرات التفاهم مع مصرف أبوظبي الإسلامي وبنك المارية المحلي وويو بنك، ونجد في هذه الخطوة إنجازاً يرتقي بمجتمع الأعمال في الإمارة، ويتيح الفرص أمام أصحاب المشاريع على اختلاف أحجامها وفئاتها للمساهمة البارزة والحضور القوي في بناء مشهد الاقتصاد الوطني، ما ينسجم مع الرؤية الطموحة التي تتبنّاها القيادة الرشيدة على الأصعدة المحلية والوطنية والعالمية».
وأكَّد القبيسي أنَّ هذه الخطوة تعزِّز النهج الذي تتبعه الغرفة في التركيز على تطوير سبل التعاون مع الشركاء من الجهات المحلية والعالمية، لكونها من أبرز عوامل دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ودعم الازدهار في إمارة أبوظبي. فضلاً عن أنها تشجِّع البنوك والمصارف على تقديم خدمات ومنتجات تمويلية متميِّزة للقطاعات الاقتصادية في أبوظبي.
وقال القبيسي: «ندرك في غرفة أبوظبي أنَّ التسهيلات والخدمات المصرفية تؤدي دوراً محورياً في دعم الأعمال والمشاريع وجذب الاستثمار والتنوُّع الاقتصادي، وأنَّ القطاع المصرفي يعدُّ عموداً رئيسياً في مجتمع الأعمال ولاعباً مهماً في تعزيز الاستقرار الاقتصادي. ومن هذا المنطلق، نتطلَّع إلى أن يكون هذا التعاون داعماً لمساعينا الرامية إلى توفير الحلول المبتكرة والتسهيلات اللازمة لتكون أبوظبي الخيار الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مجال سهولة تأسيس وممارسة الأعمال بحلول العام 2025».
يستند تعاون غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ومصرف أبوظبي الإسلامي، بموجب مذكرة التفاهم، إلى تعزيز أوجه التعاون المشترك لتعريف أعضاء الغرفة بالخدمات المصرفية المقدَّمة من مصرف أبوظبي الإسلامي للمستثمرين، وتسليط الضوء على الفعاليات والمبادرات التي تنظِّمها الغرفة، فضلاً عن تشجيع ودعم نمو الاستثمار في القطاع الخاص، وتقديم الاستشارات والمعلومات اللازمة للمستثمرين الأعضاء والوفود الزائرة للغرفة.
وقال الدكتور عامر العامري: «إنَّ توقيع مذكرة التفاهم يعدُّ خطوة مهمة واستراتيجية ضمن خطة مصرف أبوظبي الإسلامي للمساهمة في نمو القطاع الاقتصادي والمالي في إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، ومن خلال شراكتنا المتواصلة مع غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، نؤكِّد التزامنا بتطوير بيئة أعمال حيوية تدعم ازدهار منظومتنا المالية والاقتصادية. ونتطلَّع في مصرف أبوظبي الإسلامي إلى الاستفادة من هذه الجهود المشتركة لصالح متعاملينا الكرام وأصحاب المصلحة، وضمان تمكينهم من التمتُّع بالموارد والفرص الغنية التي توفِّرها غرفة أبوظبي، ونؤكِّد أهمية توجيه هذه الجهود نحو خدمتهم بشكل يليق بتطلُّعاتهم واحتياجاتهم».
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
في إتجاه مخاطبة قوى التحرير وحواضنها الأجتماعية…مأرب: ميدان النزال والحسم وصناعة النصر
(1) الأهمية الجغرافية والأجتماعية والحضارية
حين نتحدث عن مأرب من زاوية جغرافية، لا يمكن عزلها عن موقعها كمركز قيادي واستراتيجي لما يُعرف بـ”المَشرِق” اليمني، ومرجعية قبلية كبرى لـ”مذحج”، وعاصمة حالية لإقليم سبأ الذي يضم محافظات مأرب، الجوف، والبيضاء.
لكن مأرب ليست مجرد موقع جغرافي أو كيان إداري؛ فهي روح حضارة وسِجل لأصل نساني عريق – إنها بإختصار : آية في كتاب الله العزيز “بلدة طيبة ورب غفور”، ومشهد من نبوءة نبي الله سليمان، وموطن العرش والسد، وجذور المجد السُبئي.
هي مهد حضارة سبأ، وأصل قحطان، وراية مذحج، وعمق اليمن الشرقي الذي شكّل عبر التاريخ بموروثه الحضاري والأسلامي النقيض الموضوعي لقبة الهادي ومركزها الكهنوتي في صعدة،
و خط الدفاع الأول في وجه المشروع الإمامي بنسختيه: المذهبية المتعصبة، والسلالية المتعالية، لاسيما وأن الإمامة كانت كيانًا دخيلًا على اليمن، وعبّرت باستمرار عن عداء واضح لكل مفردات الهوية اليمنية، من سبأ إلى قحطان، ومن معين إلى حمير، حتى أن الإمام يحيى حميد الدين – كما يُروى – كان يحمل كراهية دفينة لمسمى سورة “سبأ”، متمنّيًا لو لم يكن هذا المسمى في المصحف الشريف، في تعبير فاضح عن نزعة طمس للتاريخ اليمني، بما فيه من موروث حضاري وإسلامي سابق لعصر إمامة الهادي ، وكأن اليمن لم يولد الا بمجيئه الى صعدة.
■ الإنسان
يحمل الإنسان في مأرب ملامح الإنسان اليمني الشرقي بأمتياز فهو : يقِظ، حذِر، متحفّز على الدوام ، كما وصفه الروائي الأستاذ محمود ياسين- هذه السمات لم تكن طارئة، بل تشكّلت عبر تراكم زمني منذ انفجار سد مأرب العظيم، وما تبعه من سيول مفاجئة وغزوات مباغتة من صحارى مفتوحة، خلقت إنسانًا شديد الحذر والانتباه لأي خطر قادم من هنا او هناك ، وحتى لا يُؤخذ على حين غِرّة.
■ الصحراء
تحيط بمأرب مساحات شاسعة من الصحارى المنبسطة، ما يجعلها جغرافيًا عصية على الاجتياح، خاصة من قِبل مليشيات الحوثي الإرهابية القادمة من الجبال والكهوف ، فقد ثبت أن البيئة الصحراوية المفتوحة لا تلائم طبيعة قتالها، وأن هذه المساحات الصحراوية يمكن أن تبتلعها دون ان تبقي لها أثرا ، ومع ذلك، لم يكن اندفاع الحوثيين نحو مأرب محض مغامرة، بل خضع لحسابات اقتصادية بحتة، بدفع من شركات نفط إيرانية كانت تطمح للسيطرة على ثروات مأرب من النفط والغاز، كمقدمة للوصول إلى حضرموت.
كان منسّق هذا التوجه هو ما عُرف بـ”إيرلو”، السفير الإيراني لدى الحوثيين، والذي لم يكن في حقيقته سوى سمسار نفطي يعمل لصالح ثلاث شركات إيرانية كبرى موّلت جانبا من المعركة طمعًا في عقود استثمارية ضخمة بعد سقوط مأرب.
■ الأهمية الكفاحية
لمأرب سجل نضالي ضارب في عمق التاريخ، حيث كانت دومًا في طليعة القوى التي واجهت المشروع الإمامي، وأسهمت بفاعلية في تقويضه. وقد أشار الباحث اليمني بلال الطيب في دراسته “مأرب.. تاريخ من الرفض” إلى أن الإمام يحيى حميد الدين، بعد استلامه الحكم عام 1904، حاول مدّ سلطته إلى الجنوب والشرق، لكن مأرب والجوف تصدّتا له بتحالف قبلي ضم أيضًا أمير بيحان “الهبيلي”، فشكّل هذا التحالف سدًا منيعًا أمام التوسع الإمامي.
لم تكن مأرب مجرد ممر للمقاومة، بل كانت في صدارة الفعل الثوري. ففي عام 1948، دوّى صوت الشهيد الشيخ علي ناصر القردعي برصاصته التي أنهت حياة الإمام يحيى، وأسقطت رأس الحكم الكهنوتي، في لحظة كانت بمثابة الشرارة الأولى على طريق ثورة 26 سبتمبر 1962.
“وفي عام 1957، سطرت قبائل صرواح ملحمة جديدة حين أطلقت انتفاضة مسلحة ضد الإمام أحمد حميد الدين. ورغم أنها لم تُكلل بالنجاح، إلا أنها جسّدت مجددًا روح التمرّد الكامنة في وجدان أبناء مأرب”، تلك الروح التي لم تخمد قط، لا في وجه الإمام يحيى ولا في وجه وريثه أحمد.
لقد كانت مأرب “جمهورية بالهوى والانتماء، حتى قبل أن يُعلن النظام الجمهوري رسميًا”. وعندما اندلعت ثورة 26 سبتمبر، كانت في مقدمة الحواضن الشعبية للثوار، واحتضنت الجيش الجمهوري بقيادة الشهيد علي عبد المغني، وقاتلت معه ببسالة حتى ارتفعت رايات الجمهورية على رمالها وجبالها.
وفي لحظات مفصلية، مثل حصار السبعين يومًا في صنعاء ، حاولت فلول الإمامة الالتفاف على العاصمة من الشرق، لكن قبائل مأرب تصدّت لهم، وخاضت معارك ضارية أسهمت في فك الحصار، وإنقاذ الجمهورية من السقوط.
يتبع…