مصفاة الدقم تصدر الشحنة الأولى من الديزل
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
العُمانية- أثير
نجحت مصفاة الدقم بالمنطقة الاقتصادية في تصدير الشحنة الأولى من الديزل عالي الجودة وفقًا للمواصفات العالمية. ويأتي ذلك تزامنًا مع اقتراب الشركة من تحقيق التشغيل التجاري مع تواصل تقدم عمليات التشغيل التجريبي متجاوزة 81 بالمائة، في حين تجاوزت نسبة الأعمال الإنشائية أكثر من 99 بالمائة.
وشملت العمليات التجريبية اختبار كافة سلاسل الإمداد بمصفاة الدقم والمتضمنة منشآت تخزين النفط الخام برأس مركز وأنبوب نقل النفط الخام بطول 80 كيلومترًا، بالإضافة إلى اختبار جاهزية منشآت تخزين وتصدير المنتجات في ميناء الدقم والتي تم اختبارها جميعًا بنجاح.
واستقبلت خزانات النفط الخام برأس مركز خلال الأشهر الماضية أكثر من 3 ملايين برميل من النفط الخام العُماني والكويتي والتي تم في وقت لاحق ضخها من رأس مركز إلى مجمع المصفاة بالدقم عبر أنبوب نقل النفط، كما تضمنت عمليات التشغيل التجريبي تصدير أولى شحنات النافثا وزيت الوقود عبر رصيف تخزين وتصدير المنتجات في ميناء الدقم.
يُذكر أنَّ مشروع مصفاة الدقم هو مشروع مشترك بين مجموعة أوكيو وشركة البترول الكويتية العالمية ويقع في قلب المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم التي تتميز بموقعها الاستراتيجي الذي يعد ميزة تنافسية بسبب وقوعه على مسار خطوط الشحن البحري الدولية على المحيط الهندي وبحر العرب، وهذا من شأنه أن يسهّل أنشطة النقل البحرية من المنطقة وإليها.
ويشتمل المشروع على ثلاث حزم رئيسة قادرة على إنتاج الديزل ووقود الطائرات والناقثا وغاز البترول المسال والكبريت والفحم البترولي.
وتشمل الحزمة الأولى وحدات المعالجة الرئيسة بالمصفاة، وتشمل الحزمة الثانية المرافق والخدمات، أمَّا الحزمة الثالثة فتشتمل على ثلاث حزم فرعية وهي: منشآت التخزين والتصدير للمواد البترولية السائلة والسائبة الواقعة بميناء الدقم، ومنشآت تخزين النفط الخام في رأس مركز، وخط أنبوب نقل النفط الخام من رأس مركز إلى مصفاة الدقم بطول 81 كيلومترًا.
وتعد مصفاة الدقم أول مصفاة خليجية تعتمد على النفط الخام المستورد في عملياتها، وتعد أكبر مشروع استثماري بين دولتين خليجيتين في قطاع المصافي والبتروكيماويات، وتقوم رؤية مصفاة الدقم على أن تصبح شركة تكرير عالمية المستوى وملتزمة بتوفير منتجات نفطية فائقة الجودة للعملاء في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي من شأنه أن يعزز النمو الاقتصادي في منطقة الدقم فضلًا عن تعزيز المكانة التكريرية للسلطنة لتتجاوز 500 ألف برميل يوميًّا من المنتجات المكررة عند بدء عمليات مصفاة الدقم التي تبلغ طاقتها 230 ألف برميل يوميًّا وقادرة على التعامل مع مختلف أنواع النفط الخام بما في ذلك الخام العُماني والكويتي.
وتعد المصفاة أحد أبرز روافد التنمية في المنطقة الاقتصادية بما توفره من فرص وظيفية مباشرة وغير مباشرة وفرص تنموية وتطويرية لمشاريع لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بالمصفاة، كما يعد المشروع واحدًا من المشاريع الكبرى التي تنفذ في المنطقة الاقتصادية، وهي بمثابة خط الانطلاق لخطة تحويل الدقم إلى أحد أضخم المراكز الصناعية والاقتصادية في المنطقة، ولا ريب أنَّ هذه الخطوة ستثمر العديد من الإيجابيات للمجتمع المحلي.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: المنطقة الاقتصادیة مصفاة الدقم النفط الخام
إقرأ أيضاً:
الفوضي .... إداة للمشروع الامريكي الجديد !
تودي الفوضي إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي واضعاف الاقتصادات الوطنية وإحداث تحولات اجتماعية وثقافية عميقة قد تستمر لعقود .
الفوضي الخلاقة
ليست مجرد حالة من الاضطراب العشوائي بل هي استراتيجية مدروسة تستند إلى خلق الفوضي في منطقة معينة بهدف إعادة تشكيلها وفقا لمصالح الاطراف الفاعلة .
تقوم هذه الفكرة على اساس أن التغيير الجذري لا يتحقق إلا عبر هدم الانظمة القائمة وإعادة بنائها بطريقة تضمن التوافق مع المصالح الجيوسياسية والاقتصادية للقوى المهيمنة .
لا تقتصر الفوضي الخلاقة على كونها مجرد أداة سياسية لأحداث تغير في لانظمة الدول ، بل تمتد آثارها إلى مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدول المستهدفة .
الاسباب الخمسة
هناك العديد من الاسباب جعلت المنطقة العربية في قلب مشروع الفوضي الخلاقة .
1 - الموقع الجغرافي والاستراتيجي : يعد الشرق الوسط نقطة التقاء القارات الثلاث القديمة ، مما يجعله حجرا الزاوية في النظام العالمي ، ويتوقف على ذلك تحكمه في الممرات البحرية الدولية ، كمضيق هرمز يمر عبره حوالي ٢٠% من النفط العالمي مما يجعله ممر حيويا ، قناة السويس احد اهم الطرق البحرية التي تربط الشرق والغرب حيث تمر عبرها نسبة كبيرة من التجارة الدولية ، مضيق باب المندب : يربط بين البحر الاحمر والمحيط الهندي ويعد نقطة استراتيجية للتحكم في حركة التجارة والطاقة .
مفاصل العالم
المنطقة العربي كونها جسرا بين الثقافات والحضارات ، ولها دور تاريخي في تشكيل الحضارات الكبري ومهبط الديانات . لذا فالقوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وما يدور في فلكها ويتبعها من دول اوربا تدرك بأن أي تغيير في المنطقة يؤثر بشكل مباشر عليها ، وبالتالي فإن المنطقة السيطرة عليها تعنى التحكم في
مفاصل العالم .
2- النفط :
المحرك الخفى تعد ثروات النفط والغاز المحرك الخفي للصراعات ، فمنذ اكتشاف النفط في المنطقة ، أصبحت المنطقة العربية - وما تسمى اصطلاحا بالشرق الاوسط كتسمية غربية هدفها اظهار ان المنطقة العربية ليست كتلة واحدة وذات نسيج حضاري وتاريخي وديني واجتماعي وثقافي وفكري واحدة ، خدمة للمشروع الصهيوني في المنطقة وفرضه كواقع وكجزء اساسي في منطقتنا العربية. اصبحت أهم مصارد الطاقة وتشمل على أهم أبعاده الاقتصادية منها امتلاكه اكثر احتياطات النفط والغاز في العالم .
دول الخليج تمتلك وحدها ٤٨% من الاحتياطي النفطي العالمي . العراق وإيران من أكبر المنتجين للنفط عالميا ، كما إن سوريا تمتلك احتياطات كبيرة لم يتم استغلالها بالكامل .
خريطة جيواستراتيجة
لا يمكن للاقتصاد العالمي ان يعمل دون تدفق النفط من المنطقة ، مما يجعلها هدفا دائما للسيطرة الغربية . فالقوى الكبرى تستخدم الفوضي الخلاقة كوسيلة لفرض سيطرة غير مباشرة على هذه الموارد .
النفط دور هام في رسم خريطة النفوذ الجيو سياسي لأمريكا في المنطقة العربية . فغزوها للعراق في ١٩ مارس ٢٠٠٣م ، كان له ابعاد اقتصادية واضحة ، حيث سيطرت الشركات الامريكية على جزء كبير من قطاع النفط العراقي ، كذلك في تدخلها العسكري المباشر عبر حلف الناتو على ليبيا في ١٩ مارس ٢٠١١م ، لم يكن من اجل ما سمته نشر الديقراطية في ليبيا ، بل من اجل الوصول إلى احتياطات النفط الليبية الضخمة ، النزاع في سوريا وما يحدث فيها يتعلق جزئيا بخطوط الغاز التى تمر عبر البلاد ، حيث هناك منافسة بين مشروع خط الغاز الإيراني- العراقي - السوري ، وبين المشروع المدعوم من قطر وتركيا .
3- استغلال الصراعات .
إن استخدام الصراعات في المنطقة كأداة للتحكم وإحدى الأدوات والوسائل والاوراق الرئيسية للفوضي الخلاقة واستغلال التوترات الداخلية لإضعاف الدول ، فالشرق الأوسط كما يشير ويوضح البرفسور الدكتور فارس البياتي في كتابه ( الفوضى الخلاقة الاستراتيجية الكبرى وصراعات الشرق الاوسط) .
إن ( الشرق الاوسط طائفيةوإثيني كبير يجعل من السهل استغلاله لتحقيق عدة غايات ) . ومن تلك الغايات يوضح التالي :
أ- الصراعات الطائفية :
يتم تأحيج الصراع بين السنة والشيعة لضمان بقاء الدول في حالة انقسام دائم ، وكوسيلة لتفكيك الدول . ب - الانقسامات العرقية : باعتبارها هويات يتم توظيفها لإضعاف الدول وتقسيمها ، فهناك العديد من المشاريع في المنطقة لإقامة دول مستقلة عن الدول الأم ، وهو محاولة في إعادة تشكيل المنطقة وفق خريطة جديدة .
ج - توظيف الجماعات المتطرفة :
كداعش والقاعدة والنصرة وغيرهما كلها تم استغلالها من قبل قوى كبرى لخلق حالة من الفوضي الموجهة . فبعض القوى الدولية والإقليمية بالمنطقة استخدمت هذه الجماعات كأدوات لإضعاف الدول وإعادة تشكيلها وفق مصالح .
د - الاستعانة بالادوات :
قيام امريكا ودول الغرب بالاستعانة بأدواتها ووكلائها في المنطقة لشن عدوان عسكري على دول اخري كقيام السعودية والأمارات ودول اخرى بشن عدوان عسكري على اليمن في ٢٦ مارس ٢٠١٥م.
4 - خدمة للعدو الصهيوني
ان ابقاء العدو الصهيوني ككيان قوي وسط بيئة غير مستقرة هو هدف استراتيجي للولايات المتحدة الامريكية والغرب . لقد تم استخدام الفوضي الخلاقة كأداة في الدول العربية لتشتيت الانظمة وجعلها غير قادرة على مواجهة العدو الصهيوني ، وتفكيك الجيوش العربية مثل الجيش العراقي والليبي والسوري يخدم المصلحة الصهيونية في ضمان تفوقها العسكري .
5- الهيمنة الأمريكية
لامريكا دورا في فرض الهيمنة عبر الفوضي الخلاقة ، فهي ترى إن الشرق الاوسط هو القلب الجيوسياسي للعالم ، وبالتالي فإن التحكم به يضمن سيطرة عالمية .
فنظرية ( الشرق الاوسط الجديد) التي طرحتها كونداليزا رايس عام ٢٠٠٥م ، التي تقوم على إعادة رسم خريطة المنطقة عبر تفكيك دولها ، والهدف الأساسي هو منع ظهور أي قوة اقليمية تهدد النفوذ الامريكي او الغربي .
لذا لم تكن المنطقة العربية مجرد ساحة من ساحات الفوضي الخلاقة بل يمكن اعتبارها المختبر الاكبر لهذه الاستراتيجية .