أصيب جندي أذربيجاني في انتهاك لوقف إطلاق النار الساري مع الانفصاليين الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ، وفي الوقت الذي قالت فيه سلطات الإقليم إنها بدأت حل جيشها المعروف باسم "جيش الدفاع في آرتساخ"، عرضت أذربيجان أسلحة صادرتها من الإقليم.

وأعلنت القوات الروسية لحفظ السلام المنتشرة في المنطقة إصابة الجندي.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- "تم رصد انتهاك لوقف إطلاق النار في منطقة مارداكيرت. أصيب جندي في القوات المسلحة الأذربيجانية خلال تبادل للنيران".

من جهتها، قالت سلطات إقليم قره باغ الأرمنية إنها بدأت حل جيشها المعروف باسم "جيش الدفاع في آرتساخ"، وسحب قواتها من خطوط الاشتباك والمواقع القتالية على حدود الإقليم إلى مواقعها الدائمة.

وأضافت -في بيان- أن اتفاق وقف إطلاق النار مع أذربيجان يشمل إجلاء المصابين بجروح خطيرة إلى أرمينيا عبر الصليب الأحمر وقوات حفظ السلام الروسية.

وقالت إن الاتفاق يشمل نقل المساعدات الإنسانية من أرمينيا إلى ستيباناكيرت، وعقد مشاورات سياسية حول مستقبل الإقليم.

وأضافت أن العمل جار على استعادة إمدادات الكهرباء في الإقليم بحلول غد الأحد، واستيراد السلع الأساسية للإقليم والأدوية والوقود من أرمينيا بوساطة قوات حفظ السلام الروسية، ومواصلة البحث عن القتلى والمفقودين.


تسليم الأسلحة

من جانبها، نشرت وزارة الدفاع الأذربيجانية صورا تقول إنها تُظهر مواقع عسكرية فارغة أخلاها المقاتلون الأرمن في إقليم قره باغ.

وقالت الوزارة إنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر التي كانت مخزنة في تلك المواقع. ومن بين المعدات المضبوطة، 4 دبابات وعدة مركبات مدرعة ومدافع وألغام وقذائف وصواريخ وقنابل وأسلحة من عيارات مختلفة ومضادات طائرات ودبابات.

وفي محيط مدينة شوشا التي تسيطر عليها أذربيجان في قره باغ والواقعة بالقرب من ستيباناكيرت، عرض الجيش الأذربيجاني أمام صحفيين مئات الأسلحة الخفيفة التي صودرت من الانفصاليين ودبابات تحمل إشارة صليب أبيض.

وأكدت أذربيجان أن سكانا يضرمون النار في منازلهم. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية مساء السبت -على منصة "إكس"- إن "السكان الأرمن يحرقون عددا كبيرا من المنازل في أغدرة"، ناشرة صورا جوية بدا أنها تظهر منازل محترقة.

ويأتي ذلك في وقت بدأ فيه المسلحون الأرمن تسليم أسلحتهم بحضور قوات حفظ السلام الروسية، بناء على نتائج المفاوضات التي بدأت الخميس مع السلطات الأذربيجانية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -في بيان- إن الانفصاليين سلموا 6 وحدات من المركبات المدرعة، وصواريخ مضادة للدروع، ومنظومات دفاع جوي محمولة، وأكثر من 800 سلاح ناري، ونحو 5 آلاف قطعة من الذخيرة، تنفيذا لاتفاق وقف إطلاق النار بعد العملية العسكرية التي أعلنت إثرها أذربيجان استعادة السيادة على الإقليم.

في سياق متصل، أكد حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني، عبر منصة إكس، أن "قره باغ تم تحويله إلى مكان يشبه برميل بارود خلال فترة الاحتلال الأرميني".

وقال "كشفت الأيام الثلاثة الأولى من عملية نزع السلاح أنه خلال سنوات الاحتلال تم تحويل إقليم قره باغ الأذربيجاني إلى المنطقة الأكثر عسكرة في العالم وبرميل بارود من حيث عدد المستودعات العسكرية والأسلحة والذخائر المتراكمة".

في المقابل، نفى ممثلو أرمن إقليم قره باغ دخول الجيش الأذربيجاني مدينة ستيباناكيرت عاصمة الإقليم. وأكدوا أن القوات الموجودة على أطرافها هي قوات حفظ سلام روسية.

في الأثناء، ذكرت وسائل إعلام أرمينية أن رئيس إقليم قره باغ الأرمني سامفيل شهرامانيان التقى رئيس جهاز أمن الدولة الأذربيجاني علي ناجييف أمس الجمعة.

مدنيون أرمن يدخلون معسكر قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ (الأوروبية) مواطنون متساوون

من جانب آخر، وعدت أذربيجان السبت بمعاملة الأرمن في منطقة قره باغ الانفصالية بوصفهم "مواطنين متساوين".

وقال وزير خارجية أذربيجان جيهون بيرموف -في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- "أريد أن أكرر عزم أذربيجان على إعادة دمج السكان الأرمن في منطقة قره باغ بوصفهم مواطنين متساوين".

وأضاف أن "الدستور، القانون الوطني لأذربيجان، والالتزامات الدولية التي أعلناها تشكل أساسا صلبا لتحقيق هذا الهدف".

وتابع بيرموف "لا نزال نعتقد أن هناك فرصة تاريخية بالنسبة إلى أذربيجان وأرمينيا لإقامة علاقات حسن جوار والتعايش جنبا إلى جنب بسلام".

قافلة للصليب الأحمر الدولي تحمل مساعدات لسكان إقليم قره باغ (رويترز) مساعدات

وقد أعلن الصليب الأحمر الدولي إرسال 70 طنا من المساعدات الإنسانية إلى قره باغ عبر ممر لاتشين. وأضافت أن فريقا منها أجرى كذلك عملية إجلاء طبي شمل 17 مصابا جراء القتال.

وذكرت روسيا أنها سلمت بشكل منفصل أكثر من 50 طنا من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات.

أما الرئاسة الأذربيجانية فقالت إن الرئيس إلهام علييف أمر بتشكيل فريق عمل من أجل حل القضايا الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية والبنية التحتية في إقليم قره باغ. وسيترأس هذا الفريق شاهين مصطفاييف نائب رئيس الوزراء.

وبحسب بيان صادر من رئاسة الجمهورية، فإن مجموعة العمل تضم مسؤولي الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية الذي قدم تفاصيل عن المساعدات المقدمة للسكان في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

كما أشار البيان إلى أنه سيتم توفير محروقات من أجل رياض الأطفال والمدارس وخدمات الإسعاف الأولي والإطفاء، بناء على طلب ممثلي السكان الأرمن.

وفي الإطار نفسه، ومن أجل مواجهة النقص الكبير في المحروقات في ستيباناكيرت عاصمة إقليم قره باغ، أرسلت السلطات الأذربيجانية شاحنتين محملتين بالوقود إلى المدينة، كما وعدت بالعمل على تلبية كل الاحتياجات الإنسانية للسكان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات حفظ السلام الروسیة إقلیم قره باغ وزارة الدفاع إطلاق النار الأرمن فی

إقرأ أيضاً:

ترامب يستضيف قائد الجيش الباكستاني في البيت الأبيض

استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائد الجيش الباكستاني، الأربعاء، على مأدبة غداء في اجتماع غير مسبوق بالبيت الأبيض، إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي يستضيف فيها رئيس أميركي قائدا للجيش الباكستاني في البيت الأبيض دون أن يرافقه مسؤولون مدنيون باكستانيون كبار.

ويمثّل اجتماع ترامب مع المشير عاصم منير دفعة قوية للعلاقات الأميركية الباكستانية التي عانت من ركود كبير في عهد ترامب وسلفه جو بايدن، مع سعيهما إلى توطيد العلاقات مع الهند في إطار الجهود الرامية للتصدي للصين.

وقال مسؤولون وخبراء باكستانيون إنه من المتوقع أن يضغط منير على ترامب لعدم دخول الحرب إلى جانب إسرائيل ضد إيران والسعي إلى وقف إطلاق النار، علما أن السفارة الباكستانية في واشنطن تمثل مصالح إيران لدى الولايات المتحدة.

وقال ترامب الشهر الماضي إن الجارتين النوويتين في جنوب آسيا اتفقتا على وقف إطلاق النار بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة، وإن الأعمال القتالية انتهت بعد أن حث البلدين على التركيز على التجارة بدلا من الحرب.

اقرأ أيضاًالعالمفي ظل الاعتداء الإسرائيلي على أراضيها.. إيران تدعو إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي

لكن وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري قال إن مودي أبلغ ترامب مساء الثلاثاء أن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان بعد صراع استمر 4 أيام في مايو/أيار الماضي تحقق من خلال محادثات بين الجيشين وليس بوساطة أميركية.

ورغم شكر باكستان واشنطن على وساطتها نفت الهند أي وساطة من طرف ثالث.

واندلع أعنف قتال منذ عقود بين الهند وباكستان بسبب هجوم وقع في 22 أبريل/نيسان في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من منطقة كشمير وأسفر عن مقتل 26 شخصا، معظمهم من السياح، واتهمت نيودلهي “إرهابيين” مدعومين من باكستان بتنفيذ الهجوم، وهو ما نفته إسلام آباد.

مقالات مشابهة

  • تعرض عناصر أمنية لإطلاق النار في جنة العريف بطرابلس
  • استشهاد مواطن لبناني في خرق صهيوني جديد لوقف إطلاق النار
  • أستاذ علوم سياسية: استمرار الضربات الإيرانية قد يدفع إسرائيل لوقف إطلاق النار
  • الرئيس الصيني يدعو أطراف النزاع الإيراني الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
  • طهران: الضربة التي أصابت مستشفى سوروكا استهدفت قاعدة للجيش الإسرائيلي
  • وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات
  • ترامب يستضيف قائد الجيش الباكستاني في البيت الأبيض
  • جيش الاحتلال يشن غارات على نحو 20 موقعًا نوويًا إيرانيًا ومخازن أسلحة
  • غزة: 144 شهيدًا في يوم واحد وتواصل استهداف المساعدات
  • باتصالات مع 4 دول.. مصر تدعو لوقف النار بين إسرائيل وإيران