دبي: «الخليج»


أعلنت مدينة إكسبو دبي، بالشراكة مع لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، تأسيس أول مركز في العالم لبقاء الأنواع مخصص للفطريات في تيرّا، بهدف سد واحدة من أهم الفجوات في الحفاظ على التنوع البيولوجي، حيث تمتلك الفطريات إمكانات هائلة غير مستغلة للإسهام في قضايا ملحة وأساسية في مجالات عديدة تشمل تخزين الكربون، ومرونة النظم البيئية، وصحة النبات، وإعادة تدوير المغذيات.


والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) هو أكبر شبكة للعمل البيئي في العالم وأكثرها تأثيراً، ويعمل الاتحاد للحفاظ على الطبيعة وتسخير الحلول التي تُقدّمها لمواجهة التحديات العالمية.
وتُعدّ «القائمة الحمراء» الصادرة عنه المصدرَ الموثوقَ لتحديد أخطار انقراض الأنواع والنظم البيئية، وتسهم في تشكيل جهود وسياسات حفظ الأنواع والبيئة في جميع أنحاء العالم. وسيكون مركز بقاء الأنواع في تيرّا أول مركز تابع للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في الشرق الأوسط، وسيركز في البداية على الفطريات في المنطقة مع العمل على وضع تقييمات لقائمة حمراء عالمية خاصة بالفطريات. ونادراً ما تُدرج الفطريات في أطر العمل البيئية مع أنها تشكل أكثر من 90% من التنوع البيولوجي المجهول في العالم، وهي ذات أهمية بالغة في النظم البيئية حيث تدعم جميع أشكال الحياة النباتية تقريباً، وتسهم في تنظيم غازات الاحتباس الحراري، وإصلاح البيئات الملوثة، ويمكن استغلالها في ابتكارات رائدة في حلول المناخ، وأنظمة الغذاء، والطب، والزراعة، والهندسة المعمارية، وحتى الأزياء والتصميم.
وقالت مرجان فريدوني، رئيس التعليم والثقافة في مدينة إكسبو دبي: «من الضروري ألا ندخر جهداً في مواجهة أزمات تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي المترابطة. لطالما دفعت دولة الإمارات الابتكار نحو آفاق جديدة، ويجسد مركز بقاء الأنواع الجديد التزامنا بتحقيق رؤية قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لمدينة إكسبو دبي في أن تكون منطلقاً لمبادرات تُركز على الحفاظ على كوكبنا واستدامته.
وتابعت: نحن فخورون بأن تيرا - قلب إرث مدينة إكسبو في مجال الاستدامة - سيحتضن ويقود هذه المبادرة الرائدة بالشراكة مع الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ما يُعزز الاستكشاف العالمي على هذه الجبهة العلمية الحيوية بينما نواصل تطوير الحلول التي تُولي الطبيعة الأولوية ونعمل على توسيع تأثيرها العالمي».
ويمثل مركز بقاء الأنواع للفطريات في تيرا، مدينة إكسبو دبي، والذي يعمل فيه خبراء من تيرا، دليلًا على التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالاستدامة والتنوع البيولوجي، حيث تُمثّل مدينة إكسبو دبي وجهة عالمية للتعاون في إيجاد الحلول البيئية، وتُحفّز تيرا الوعي والابتكار والعمل. سيتعاون مركز بقاء الأنواع للفطريات بشكل وثيق مع لجنة حفظ الفطريات التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومجموعات مُتخصصي الفطريات، التي تُشكّل جزءاً من أكبر شبكة من الخبراء المتطوعين في العالم، والتي تضم أكثر من 11,000 عضو في 186 بلداً ومنطقة.
وقال البروفيسور جون بول رودريغيز، رئيس لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة: «تتسم الفطريات بالتنوع الكبير وتراوح بين الصغير جداً مثل الفطر وحيد الخلية والكبير للغاية مثل فطر أرميلاريا أوستوياي العملاق، وتعكف شبكة خبراء لجنة بقاء الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على دراستها».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات مدينة إكسبو دبي مدینة إکسبو دبی فی العالم

إقرأ أيضاً:

الأفلاج والمدرجات بالجبل الأخضر .. حكاية إبداع وكفاح عماني مع الطبيعة

الناظر إلى تضاريس ولاية الجبل الأخضر الصعبة والجبال الشامخة في علوها وصلابتها، وجماليات المدرجات الزراعية، والأفلاج التي شقت على سفوح الجبال لسقي البساتين والمزروعات، تنعكس أمامه مشاهد كفاح الإنسان العماني، وبراعته وصبره في التعاطي مع الطبيعة وتذليل التحديات من أجل العيش والحياة بكرامة وعرق الجبين، وتوفير قوت يومه مما تجود به الأرض.

في الجبل الأخضر، تصنف الأفلاج بـ (العينية)، أي أن منابعها العيون المائية التي تنبع من الجبال، في تنصيف مغاير لمعظم الأفلاج في سلطنة عمان التي تصنف غالبيتها بالأفلاج (الداوودية والغيلية)، حيث شق لها المزارعون منذ الآف السنين، سواقي الأفلاج لتجري من منابعها لسقي المزروعات والأشجار التي زرعت في المدرجات، بطريقة هندسية غاية في الإبداع والتخطيط.

حكاية كفاح

حكاية شق الأفلاج وصنع المدرجات الزراعية على سفوح وقمم الجبل الأخضر، تروي سنين من العمل، توارثها أبناء ولاية الجبل الأخضر على مر السنين، لتضع أمام الأجيال حكاية الإنسان مع الطبيعة، وكيف أن الإنسان العماني كافح من أجل تطويع الطبيعة لظروف العيش، والاستفادة من طقس الجبل الأخضر المعتدل ليكون لوحة من الجمال على سفوح الجبال.

وقال حامد بن أحمد المياحي من سكان قرية العيينة بالجبل الأخضر: كل الأفلاج في الولاية (عينية)، مصدرها العيون المائية المنتشرة في الجبل، ومد الأجداد قبل آلاف السنين القنوات المائية من هذه العيون، لري المزروعات في المدرجات والمسطحات على الجبال، بطريقة هندسية تقف شاهد عيان إلى اليوم على براعة الإنسان العماني.

وأضاف: أتذكر قبل أكثر من 70 سنة عندما كنت أشارك آبائي وأجدادي في صيانة الأفلاج، وتأهيل المدرجات الزراعية، حيث كانت الطرق بدائية ولا نملك المعدات ولا الأدوات التي نحمل فيها المواد من حجارة أو تربة طينية، فقد كنا ننقل التربة الزراعية للمدرجات الخضراء والطين والحجارة على ظهورنا لصيانة الأفلاج وترميم المدرجات.

وأوضح أن العمل كان في السابق جماعيا، يشارك فيه الرجل والمرأة والأطفال، إذ يتكاتف الأهالي في كل شيء، فقد كنا نحمل الأتربة في (القفير) على ظهورنا، حتى الدواب كان لا يمكلها الجميع، ومن يملك دابة كان يستخدمها لجلب المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية من نزوى وبركة الموز إلى قمم الجبل الأخضر، أما أعمال صيانة الأفلاج والمدرجات، فقد كان الإنسان فقط من يقوم بكل تلك الأعمال.

إرث تاريخي

وأكد المياحي أن ما يراه الناس اليوم من مدرجات زراعية خضراء وجميلة وأفلاج جارية تروي المزروعات، لم تصل إلى هذا الجمال لولا كفاح الأهالي وعملهم على إيجاد هذه الأفلاج والمدرجات والحفاظ عليها منذ آلاف السنين حتى اليوم، عبر الصيانة المستمرة والعمل على بقائها كإرث تاريخي وحضاري توارثته الأجيال جيل بعد جيل.

وأشار إلى أن هناك العديد من الأفلاج في الجبل الأخضر بينها أفلاج وادي بني حبيب وسيق والعين وأبوكبير، والشريجة ولعور، وفلج القنتي، حيث تسقي هذه الافلاج قرى الجبل الأخضر إضافة إلى العيون المائية، والشعاب.

نظام السقي

وقال المياحي: في قديم الزمان كان السقي عبر نظام (الصحلة)، وهو عبارة عن نظام يشبه المكيال تقاس به المدد التي يتم فيها سقي المزارع تقسيما بين القرى والبلدات، وفي الوقت الحالي تغير النظام بالوقت.

وأوضح أن الكثير من العيون جفت وبسبب جفافها توقفت الكثير من الأفلاج عن الجريان، وبين أن قلة الأمطار في السنوات الأخيرة أدت لجفاف العيون التي تعتبر المصدر الرئيسي للأفلاج.

وطالب المياحي الجهات المعنية بإنشاء مزيد من السدود للحفاظ على المياه والتغذية الرجعية للعيون المائية، التي بدورها تسهم في الحفاظ على المزروعات.

مزروعات وفواكه

وتطرق حامد بن أحمد المياحي إلى المدرجات الخضراء والاهتمام بالزراعة في الجبل الأخضر، وقال: حرص الأهالي في الجبل الأخضر عبر التاريخ، على زراعة أنوع من الفاكهة مثل الرمان والعنب والخوخ والمشمش والزيتون والتين، والورد ومحاصيل موسمية متنوعة لسداد احتياجاتهم الغذائية، موضحا أنه عبر السنين قام الأهالي بتطوير المزروعات من خلال جلب شتلات ذات جودة وإنتاجية أكبر.

وأوصى المياحي الشباب بالحفاظ على موروث الأجداد، مؤكداً أن الأفلاج والمدرجات الزراعية في الجبل الأخضر، واحدة من أهم الموروثات العمانية، وهي نتاج عمل الأجداد وبراعتهم الهندسية، وعلى الأجيال أن تواصل الحفاظ على هذا الموروث الأصيل، والعمل على بقائه للأجيال القادمة، مؤكداً أن على الشباب أن يعتاد على العمل والزراعة، والكسب من الأرض، وعدم الاعتماد على الوافد في كل شيء.. موضحا: أن هذا التاريخ الأصيل الضارب في القدم، لن يدوم إلا بأهله، والحفاظ على الأرض والزراعة والأنظمة المعقدة في صيانة المدرجات والأفلاج والعيون مسؤولية الأجيال.

مقالات مشابهة

  • مهرجان صيف تلفريك عجلون ينطلق الجمعة في قلب الطبيعة الأردنية
  • مرض السل متعدّد الأنواع.. ما هي أعراض كلٍ منها؟
  • شري راهول نارويكار يفتتح معرض الهند الدولي للمجوهرات بريميير 2025 في مركز المؤتمرات العالمي
  • جيسوس يغلق الباب أمام بقاء بينتو ويضع عودته للبرازيل في خطر
  • اكتشاف 6 أنواع فريدة من الفراشات الزجاجية التي حيرت العلماء
  • 1000 صفقة و40 ألف زائر.. اختتام معرض “موتوريكس إكسبو 2025” بدمشق
  • سلاحُ المقاومةِ.. بينَ بقاءِ الأمّةِ وفنائِها
  • مزارع عسير.. وجهة سياحية تجمع بين التنوع وجمال الطبيعة
  • المركز السعودي للأعمال يستعرض أدواره وخدماته في إكسبو 2025 بأوساكا
  • الأفلاج والمدرجات بالجبل الأخضر .. حكاية إبداع وكفاح عماني مع الطبيعة