ألمانيا صيفا.. 3 وجهات خفية بعيدا عن المسارات التقليدية
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
عندما يحل الصيف في ألمانيا، تتجه الأنظار عادة نحو مهرجانات البيرة في بافاريا أو شواطئ بحر الشمال. لكن بعيداً عن هذه الوجهات المعتادة، تختفي تجارب فريدة تقدم للزائرين فرصة لاكتشاف طبيعة مختلفة لهذا البلد الأوروبي.
في هذا التقرير، نسلط الضوء على ثلاث تجارب صيفية غير تقليدية في ألمانيا، تجمع بين سحر الطبيعة والتراث الثقافي الغني:
1-شواطئ برلين الداخليةتمثل شواطئ برلين الداخلية واحات خضراء في قلب العاصمة، وهي تقع في مدينة لا تبعد سوى بضع ساعات عن أقرب ساحل بحري، قد يكون مفاجئاً للزائر اكتشاف وجود أكثر من 50 بحيرة وشاطئاً داخلياً.
تعتبر بحيرة "شلاختنسيه" (Schlachtensee) من أبرز هذه الوجهات في برلين، وهي جنة تتميز بمياهها الصافية التي تصل درجة نقاوتها إلى مستوى يسمح بشربها مباشرة في بعض الأماكن. تحيط بالبحيرة غابات كثيفة، مما يوفر ظلالاً طبيعية خلال أشهر الصيف الحارة.
يقول ماركوس فيبر، أحد السكان المحليين، للجزيرة نت "نحن نعتبر هذه البحيرة جوهرة خفية. في أيام الصيف الحارة، يمكنك أن تشعر وكأنك في منتجع استوائي".
شاطئ باريزيهللمهتمين بالأجواء الحضرية، يقدم شاطئ "باريزيه" (Badeschiff) في العاصمة الألمانية تجربة فريدة من نوعها. ويعتبر "باريزيه" شاطئا صناعيا بنكهة حضرية. والذي تم إنشاؤه على ضفاف نهر شبري، ويجمع بين حمامات السباحة الحديثة والأجواء الاحتفالية مع موسيقى حية وغروب شمس خلاب.
تعد الفترة من مايو/آيار إلى سبتمبر/أيلول أكثر الفترة التي ينصح فيها بزيارة الشواطئ، حيث تفتح معظمها في هذا التوقيت، والدخول إلى بعضها مجاني، بينما يتطلب البعض الآخر رسوماً رمزية. كما تقدم بعض المواقع أنشطة إضافية مثل اليوغا المائية والساونا.
إعلان 2- مهرجان أضواء الراينكل عام وتحديدا في شهر يوليو، تتحول ضفاف نهر الراين في مدينة كولونيا إلى لوحة فنية مضيئة، حيث ينطلق مهرجان أضواء الراين "راين إن ليتس" (Rhein in Flammen) الذي يجذب آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم، ويعتبراحتفال تاريخي يضيء سماء مدينة كولونيا.
ويعود تاريخ هذا المهرجان إلى عام 1818، عندما بدأ الصيادون المحليون بإضاءة الشموع على طول النهر كطقس لجلب الحظ الجيد، وتطورت هذه العادة لتصبح أحد أهم الأحداث الثقافية في المنطقة.
عروض ضوئيةيشهد المهرجان اليوم سلسلة من العروض المذهلة، حيث تضاء أكثر من 6 آلاف شمعة تطفو على سطح النهر، وعروض ألعاب نارية مصممة بتزامن مع عزف الموسيقى الكلاسيكية، ويصحب ذلك رحلات بالقوارب عند الغسق لمشاهدة الأضواء.
وفي هذا السياق تقول سارة مولر، منسقة الفعاليات في المهرجان في تصريح للجزيرة نت "إنه مشهد ساحر يذكرنا بتراثنا الثقافي مع لمسة عصرية".
وللاستمتاع باللحظات التي يقدم المهرجان، يبقى من الضروري حجز تذاكر القوارب مسبقاً علما بأن الأسعار تبدأ من 30 يورو،. كما يعد جسر هوهينزوليرن أفضل أماكن المشاهدة المجانية للمهرجان، كما ينصح بالحضور مبكرا لقضاء أفضل تجربة.
في منطقة فرانكونيا الريفية في الجنوب الألماني، يتحول موسم قطف الكرز من نشاط زراعي تقليدي إلى تجربة سياحية فريدة. فخلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب، تفتح العديد من المزارع أبوابها للزوار للمشاركة في عملية القطف.
تجربة تفاعليةتقدم مزرعة "كيرشينبارت" (Kirchenbart) نموذجا لتجربة قطف الكرز، حيث يمكن للزوار تسلق الأشجار المجهزة خصيصا للقطف الآمن، وتذوق أنواع مختلفة من الكرز الطازج، وتعلم صنع المربى والعصائر التقليدية، ويقول المزارع توماس شنايدر "هدفنا ليس تجارياً فقط، بل نريد أن نربط الناس بأصول غذائهم".
اقتصاد مزدهرساهمت هذه المزارع في تنشيط الاقتصاد المحلي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 70% من زوار المزارع هم من العائلات، فيما تزيد مبيعات المنتجات المحلية خلال الموسم بنحو 30%، علاوة على توفر فرص عمل موسمية لأهل المنطقة.
يعد الوقت المناسب والأفضل للقطف في منتصف يوليو/تموز إلى أواخر أغسطس/آب، وتبدأ الأسعار من 5 يوروات للشخص (تشمل كمية محددة من الفاكهة)، وينصح بارتداء ملابس مريحة وقبّعات للحماية من الشمس.
إعادة اكتشاف ألمانياهذه الوجهات الثلاث تقدم نموذجاً للسياحة البديلة التي تبحث عنها الأجيال الجديدة من المسافرين، وسواء كنت تبحث عن الاسترخاء في شواطئ برلين الداخلية، أو الانغماس في تقاليد كولونيا الضاربة في التاريخ، أو تجربة الحياة الريفية في منطقة فرانكونيا، فإن ألمانيا تثبت مرة أخرى أنها قادرة على مفاجأة زائريها.
إعلانوكما يقول كارل هوفمان، خبير السياحة المستدامة في ألمانيا "السياحة الحقيقية ليست في زيارة الأماكن المشهورة فقط، بل في اكتشاف الروح الحقيقية للمكان".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يعتزم نقل المشردين "بعيدا" من العاصمة واشنطن
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، أنه يعتزم نقل المشردين "بعيدا" من واشنطن، بعد أيام من طرحه فكرة وضع العاصمة تحت سلطة الحكومة الفيدرالية بعدما قال إن معدل الجريمة فيها ارتفع.
وأعلن الملياردير الجمهوري عن مؤتمر صحافي، يوم الاثنين، من المتوقع أن يكشف فيه خططه لواشنطن التي تديرها سلطة منتخبة محليا في مقاطعة كولومبيا تحت إشراف الكونغرس.
وقال الرئيس الأميركي في منشور على منصته الاجتماعية تروث سوشال الأحد "سأجعل عاصمتنا أكثر أمانا وجمالا مما كانت عليه في أي وقت مضى".
وأضاف "يجب على المشردين الرحيل فورا. سنوفر لكم أماكن للإقامة، ولكن بعيدا من العاصمة"، مضيفا أن المجرمين في المدينة سيسجنون بسرعة.
وتابع أن "كل هذا سيحدث بسرعة كبيرة".
تحتل واشنطن المرتبة الخامسة عشرة ضمن قائمة أكبر المدن الأميركية من ناحية عدد المشردين، وفق إحصاءات للحكومة من العام الماضي.
وفي حين يقضي آلاف الأشخاص لياليهم في الملاجئ أو في الشوارع، فإن عددهم انخفض عن مستويات ما قبل تفشي وباء كوفيد.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، هدد ترامب أيضا بنشر الحرس الوطني ضمن حملة صارمة على الجريمة في واشنطن.
وفي حين قال إن منسوب الجريمة ارتفع، أظهرت إحصاءات الشرطة أن الجرائم العنيفة في العاصمة انخفضت في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 26% مقارنة بالعام السابق.
وبحسب الأرقام التي أصدرتها وزارة العدل قبل تولي ترامب الرئاسة، فإن معدلات الجريمة في المدينة بحلول عام 2024 كانت بالفعل الأدنى منذ ثلاثة عقود.
في هذا الصدد، قالت رئيسة بلدية واشنطن موريل بوزر الأحد على قناة إم إس إن بي سي "نحن لا نشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة".
ورغم أن رئيسة البلدية الديموقراطية لم تنتقد ترامب صراحة في تصريحاتها، إلا أنها أكدت أن "أي مقارنة بدولة مزقتها الحرب مبالغ فيها وكاذبة".
جاء تهديد ترامب بإرسال الحرس الوطني بعد أسابيع من نشر عناصره في لوس أنجلوس ردا على تظاهرات اندلعت إثر مداهمات لتوقيف المهاجرين غير النظاميين، وقد اتخذ الرئيس الخطوة رغم اعتراض المسؤولين المحليين.
وطرح الرئيس الأميركي مرارا فكرة استخدام الحرس الوطني التابع للجيش للسيطرة على المدن التي يدير العديد منها مسؤولون ديموقراطيين يعارضون سياساته.