عباس السيد
اختار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين، ذكرى المولد النبوي الشريف موعداً لإعلان رؤيته الهادفة إلى تصحيح الوضع في مؤسسات الدولة، والتي ستتضمن ” تغييرا جذريا “، بحسب وعد من عهدناه صادق الوعد .
وعد القائد بمثل هذه الخطوة الهامة، وفي مثل هذا التوقيت، جعل الداخل والخارج يترقبون يوم ذكرى المولد النبوي الشريف، حتى اليهود سيترقبون ذكرى المولد باهتمام أكبر من ذي قبل .
خلال أكثر من ثماني سنوات، خسر تحالف العدوان وحلفاءه في الداخل والخارج، كثيراً من الأوراق التي راهنوا عليها لكسب معركتهم وتحقيق أهدافهم في اليمن .
خسروا الرهان على القوة العسكرية، خسروا رهان الحصار والحرب الاقتصادية، خسروا الحرب الإعلامية، ولم ينفعهم نفاق المنظمات الدولية وتواطؤ الدول العظمى، حتى لعبة تمديد الوقت لم تكن في مصلحتهم .
لم يتبق لدى هذا التحالف سوى أوراق رهان محدودة جدا، أبرزها أو أهمها ورقة الهزيمة من الداخل، والتي ستتم – بحسب توقعاتهم – بسبب فشل السلطة في صنعاء وعلى رأسها أنصار الله في إدارة الدولة ومؤسساتها، وهو ما سيؤدي إلى تآكل تدريجي للحاضنة الشعبية ينتهي بثورة شعبية ومعارك مع الصدور العارية.. وما أكثر العراة الذين سيدفع بهم التحالف لو تراكمت الاختلالات والأخطاء، وتُركت دون معالجات .
التحالف نفسه أصبح عاريا بعد ثماني سنوات من الحرب، ولا نستبعد أن يدفع إلى المعركة بـ “مخلسين ملط”، وعلينا أن لا نستهين بالمحاربين العراة، فقد ” انتصر عمرو بن العاص على الإمام علي بهذا السلاح القذر” .
في خطابه الأخير – بالذكرى التاسعة لثورة الـ21 من سبتمبر – بدا قائد الثورة مدركا لهذه الورقة ومستعدا لمواجهتها، ليس من خلال القوة العسكرية الضاربة التي عرضت للتو في ميدان السبعين، بل من خلال ” التغيير الجذري ” لإصلاح الاختلالات في أداء مؤسسات الدولة .
لم يقدم السيد عبدالملك تفاصيل حول خطوات هذا التغيير وقراراته، ووعد بإعلان ذلك في ذكرى المولد النبوي الشريف .
من الواضح أن اختيار هذا اليوم لإعلان مثل هذه الخطوات، لم يكن صدفة . فقد أراد السيد عبدالملك أن يكون يوم الثاني عشر من ربيع الأول 1445هـ، يوم ميلاد يمن جديد وعظيم مقترنا بميلاد الرسول الأعظم .
أراد السيد لوعده بالتغيير أن يكون عهدا وميثاقا يتم في حضرة الرسول الكريم..
وليس مجرد وعد سياسي يترك أمر تنفيذه للمستجدات والظروف والأمزجة.
اشار السيد في خطابه إلى أن الهوية الإيمانية ستشكل أحد منطلقات التغيير والإصلاح، فالمسيرة القرآنية كل لا يتجزأ، بما فيها توجيهات الله لنا بالتفكر والتدبر وقراءة التأريخ وأخذ العبر من الأحداث والأمم السابقة .
ولأن المسيرة القرآنية مستمرة والقرآن صالح لكل زمان ومكان، فإن ذلك يقتضي من قياداتنا في مؤسسات الدولة أن لا يتوقفوا في مسيرتهم بالتدبر والتفكر عند ” ناقة صالح “، عليهم أيضا أن يتفكروا ويتدبروا أيضا في ” خيل صالح وسلطته “، وفي هذه لا يحتاجون إلى تفاسير ابن كثير ولا ابن قليل، فقد شهدناها بأم أعيننا .
مسؤولية القيادات في مؤسسات الدولة يجب أن لا تقتصر على إعلان تأييدها ومباركتها لقرارات السيد عبدالملك بالتغيير الجذري ” قبل أن تعلن ” .
مسؤوليتهم ستتجسد في دعم خطوات التغيير والاستعداد للتضحية بالمناصب والمكاسب، بروح إيمانية، أو رياضية، إن تعذر الإيمان .
” شماعة إحنا في عدوان، بح، انتهت “، صحيح أن العدوان والحرب على اليمن لم ينته بعد، لكن بناء الدولة وإصلاح مؤسساتها وتطوير أدائها بات هدفا أول أيضا .. هكذا أعلنها السيد القائد .
التغيير الجذري من أجل البناء والإصلاح هو حلم الملايين، وهو وعد مِنْ صادق الوعد، ومثلما أثبت مصداقيته وجدارته في إدارة المعركة العسكرية سينجح – بإذن الله – في الجبهة الإدارية الداخلية .
ومدد يا رسول الله #ذكرى المولد النبوي الشريف
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: ذکرى المولد النبوی الشریف السید عبدالملک مؤسسات الدولة
إقرأ أيضاً:
نداء عاجل من مراكش: المساجد العتيقة المتضررة من الزلزال تنتظر تدخل السيد الوالي
بقلم شعيب متوكل.
في أحياء عدة بمراكش وإقليم الحوز، تحوّلت الأرصفة والفضاءات المفتوحة إلى مصليات قسرية، أو مغلقة بدون أفق واضح، بعد أن فشلت الجهات المعنية في إعادة فتح بيوت الله التي تضررت، والتي أضحت أطلالا، فمع كل صلاة، يضطر المصلون إلى مواجهة حرارة الصيف القائظة، بلا ظل، ولا ماء، ولا أدنى مقومات الكرامة التي تليق بحرمة الصلاة ومكانتها.
ورغم العناية الموصولة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للمساجد، خاصة العتيقة منها، وتوجيهاته السامية بشأن ترميمها والحفاظ على طابعها الروحي والعمراني، إلا أن هذا الاهتمام الملكي لم يُترجم على الأرض في مراكش كما يجب.
إن ساكنة مراكش، ومعهم المصلون الصابرون، يناشدون السيد والي جهة مراكش آسفي التدخل الفوري والعاجل لتسريع وتيرة ترميم المساجد المغلقة ولو بشكل مؤقت، وإيجاد حلول ترميمية تحفظ كرامة المصلين، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بالمدينة.
فلا يعقل أن تستمر هذه الوضعية، في بلد يجعل من دينه ركيزة هويته، ويملك توجيهات ملكية واضحة في العناية بالمساجد. من أجل أن تعود بيوت الله مفتوحة، عامرة، وحاضنة لروح الجماعة والإيمان.