دانت منظمة التعاون الإسلامي ودول عربية في بيانات منفصلة ما وصفته بالعمل الاستفزازي المتمثل في تكرار تدنيس المصحف الشريف أمام سفارات دول إسلامية في لاهاي.

ودعت المنظمة -التي تضم 57 دولة مسلمة وتتخذ من جدة مقرا لها- السلطات الهولندية إلى اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لعملية تدنيس المصحف الشريف أمام السفارات التركية في لاهاي، مؤكدة أن هذه الأعمال تشكل أعمال كراهية دينية.

وكانت السفارة التركية في لاهاي تسلمت السبت مصحفا شريفا اعتدى عليه زعيم حركة يمينية متطرفة بهولندا من خلال تمزيقه، معلنة استنكارها للواقعة وإدانتها للفعل الذي يستفز مشاعر المسلمين حول العالم.

وأكدت المنظمة مجددا على موقفها كما ورد في القرار الذي اتخذه مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في دورته الاستثنائية الـ18 المنعقدة في 31 يوليو/تموز 2023، والمخصص لأحداث تدنيس نسخ المصحف الشريف المتكررة.

وأدان المجلس كافة المحاولات الرامية إلى النيل من حرمة المصحف الشريف وغيره من الكتب المقدسة وقيم ورموز الإسلام والأديان الأخرى تحت ذريعة حرية التعبير، الأمر الذي يتعارض مع روح المواد (19) و(20) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

ووقعت أعمال تدنيس مماثلة لنسخ من المصحف في دول أوروبية عدة مؤخرا. ففي أواخر يوليو/تموز، أضرم رجلان النار في نسخة من المصحف أمام البرلمان السويدي، إضافة إلى حوادث مشابهة في الدانمارك هذا العام.

ورفعت السويد مؤخرا مستوى التحذير من خطر تعرّضها لـ"هجمات إرهابية" بسبب إحراق نسخ من المصحف على أراضيها، مشيرة إلى أنّ "التهديد الإرهابي" في البلاد "سيستمر فترة طويلة".

وأعربت مصر، أمس الاثنين، عن بالغ إدانتها واستيائها لتكرار واقعة قيام زعيم إحدى الحركات المتطرفة في هولندا بتمزيق المصحف الشريف في لاهاي، واصفة هذه التصرفات بالممارسات الاستفزازية وغير المسؤولة التي تنتهك مقدسات ملايين المسلمين وتؤجج من خطاب الكراهية.

وحذرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس، من التداعيات الخطيرة للسماح بتكرار مثل هذه "الحوادث البغيضة والتي لا يمكن تبريرها تحت أي مسمى"، مؤكدة على أن هذه الحوادث تنذر بانتشار المزيد من العنف والتطرف وتصاعد ظواهر الإسلاموفوبيا وازدراء الأديان في المجتمعات، والتقويض من أمنها واستقرارها ومن التعايش السلمي.

كما شددت على ما تمثله هذه الممارسات الاستفزازية من انتهاك صريح لحرية الاعتقاد والممارسات الدينية على اختلافها، وتناقض مع المواثيق الدولية وقيم حقوق الإنسان.

والموقف ذاته جاء من وزارة الخارجية الإماراتية التي طالبت الحكومة الهولندية بتحمل المسؤولية وإيقاف تلك الأفعال.

وشددت الوزارة في بيان أمس الاثنين "على أهمية مراقبة خطاب الكراهية التي تؤثر سلبا على تحقيق السلام والأمن"، مؤكدة رفض دولة الإمارات "استخدام حرية التعبير كمسوغ لمثل هذه الأفعال الشنيعة".

يشار إلى أن الحكومة الهولندية كانت قد أدانت أحداث تدنيس المصحف، لكنها تقول إنها لا تملك صلاحيات قانونية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المصحف الشریف تدنیس المصحف فی لاهای

إقرأ أيضاً:

إدانات أممية وفلسطينية لقرار الاحتلال شرعنة مستوطنات بالضفة

صدّق المجلس السياسي والأمني المصغر في إسرائيل (الكابينت)، على طلب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تنظيم 19 مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت القناة الـ14 اليوم الجمعة، إن التصديق تمّ في جلسة أمس الخميس، وأضافت القناة أن "بعض هذه المستوطنات جديدة تماما، وبعضها قائم وسيتم تنظيمه".

وأشارت إلى أن أبرز المستوطنات القائمة غانيم وكاديم اللتين تم إخلاؤهما عام 2005، تزامنا مع تفكيك المستوطنات في قطاع غزة.

وبشأن النتائج، قالت القناة "بهذا القرار تكون قد تمت العودة الكاملة إلى مستوطنات شمال يهودا والسامرة (الضفة)". واعتبرت الخطوة "ثورة يقودها سموتريتش، وزلزالا حقيقيا في عالم الاستيطان".

ووفقا لحركة السلام الآن الإسرائيلية، فإن نحو نصف مليون مستوطن يقيمون في مستوطنات بالضفة المحتلة، في حين يقيم نحو 250 ألف مستوطن في مستوطنات مقامة على أراضي القدس الشرقية.

ومن شأن زيادة الاستيطان بالضفة المحتلة إنهاء إمكانية تنفيذ مبدأ حل الدولتين المنصوص عليه في قرارات صدرت عن الأمم المتحدة.

موازنة سرية

هذا وقد كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن بناء مستوطنين أكثر من 140 بؤرة استيطانية في الضفة المحتلة منذ مجيء حكومة بنيامين نتنياهو قبل 3 سنوات.

وكشفت صحيفة هآرتس عن تخصيص الحكومة الإسرائيلية سرا موازنة مقدارها نحو 850 مليون دولار لدعم الاستيطان وتعزيزه في السنوات الخمس المقبلة.

وحسب تحقيق أجرته هيئة البث الإسرائيلية فإن قيادات في جيش الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين، كما كشف التحقيق أن ساسة إسرائيليين وعلى رأسِهم سموتريتش وقادةُ المستوطنين أقاموا خلال 3 سنوات 140 بؤرة استيطانية ؛ آخرها كان التصديق على نحو 700 وحدة في مستوطنات حول القدس وبيت لحم.

إدانة أممية

جاء هذا وقد أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش التوسع الاستيطاني في الضفة المحتلة، بما فيها القدس الشرقية؛ وأضاف أن العام الجاري شهد أعلى مستويات تقدم المخططات الاستيطانية منذ بدء الرصد الأممي.

إعلان

وذكر غوتيريتش أن جميع المستوطنات غير قانونية، وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، داعيا إسرائيل إلى وقف النشاط الاستيطاني، كما قال، إنه يدين عنف المستوطنين الذي يتصاعد بمعدل خطر ويزداد شدة خلال موسم قطف الزيتون.

الموقف الفلسطيني

تزامنا مع ذلك دعت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى تحرك دولي عاجل لوقف قرارات الاستيطان الجديدة بالضفة، وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير مؤيد شعبان، إن تصديق الكابينت على إقامة تلك المستوطنات، يمثل خطوة إضافية في سباق "إبادة الجغرافيا الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني".

من جانب آخر، طالبت السلطة الفلسطينية بمحاسبة من يشارك في توسيع المستوطنات الإسرائيلية، أو يوفر غطاء لها.

وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، إن تصديق الكابينت تكرس "سياسة الضمّ الزاحف" التي تتعارض مع التزامات القوة القائمة بالاحتلال، وتفتح الباب لمساءلة قانونية دولية قد ترقى إلى مستوى "الجريمة المركبة".

وطالب في بيان أصدره اليوم بـ"محاسبة كل من يشارك في توسيع المستعمرات أو يوفر لها الغطاء السياسي والإداري".

هذا وقد اعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) أن الإعلان الإسرائيلي "يشكل تصعيدا خطرا في مشروع الضم والتهويد، ويعبّر عن طبيعة الحكومة المتطرفة التي تتعامل مع الأرض الفلسطينية كغنيمة استعمارية" تهدف "للسيطرة التامة على الضفة".

كما حذرت الحركة من التمادي الاستيطاني الذي يعكس مخططات واضحة لإعادة رسم الجغرافيا الفلسطينية، وعزل المدن والقرى عن بعضها بعضا، والدفع نحو تهجير صامت لأبناء شعبنا".

كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والهيئات الحقوقية إلى تحمّل مسؤولياتهم أمام هذا السلوك "الاستعماري المنفلت".

مقالات مشابهة

  • بيان مشترك لـ8 دول عربية وإسلامية يدين اقتحام مقر أونروا في القدس
  • وزراء 8 دول عربية وإسلامية يدينون اقتحام مقر الأونروا .. ويؤكدون: دور الوكالة لا بديل عنه في حماية الفلسطينيين
  • وزراء خارجية المملكة ودول عربية وإسلامية يؤكدون على دور (الأونروا) في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين 
  • 8 دول عربية وإسلامية: دور الأونروا غير قابل للاستبدال
  • وزراء خارجية 8 دول عربية وإسلامية يؤكدون على أهمية دور الأونروا
  • عاجل| وزراء خارجية دول عربية وإسلامية يؤكدون أهمية دور “الأونروا” في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين
  • إدانات أممية وفلسطينية لقرار الاحتلال شرعنة مستوطنات بالضفة
  • استبعاد توني بلير من “مجلس السلام” لإدارة غزة بعد اعتراضات عربية وإسلامية
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • "جمعية سيهات" تكرّم 14 رائدًا بالعمل التطوعي في القطيف