اكتشاف العلاقة الآلية بين مستويات الزنك ومرض السكري
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
حدد باحثون العلاقة الآلية بين مستويات الزنك لدى البشر وخطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري وأمراض الكبد الدهنية.
تم وصف الدراسة المنشورة في مجلة eLife، بأنها أساسية بشكل كبير للعمل على تطوير فهمنا لدور الزنك في عملية التمثيل الغذائي.
إقرأ المزيدويقدم الباحثون أدلة قوية من خلال تحليلهم الجيني الحديث لعدد كبير من المشاركين من البشر والدراسات المعملية الشاملة لهدف علاجي محتمل لمرض الكبد الدهني غير الكحولي ومرض السكري من النوع الثاني.
وأظهرت الأدلة أن الزنك يلعب دورا حاسما في إنتاج الإنسولين واستقلاب الجلوكوز.
ويقول شيك مان تشيم، العالم الرئيسي في شركة ريجينيرون للأدوية في نيويورك، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "نعلم أن زيادة تناول الزنك يحسن التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم لدى المصابين بمقدمات مرض السكري أو مرض السكري من النوع الثاني، والأشخاص الذين لديهم طفرة في بروتين نقل الزنك الرئيسي قللوا من خطر الإصابة بمرض السكري. ومع ذلك، فإن آلية تأثير الزنك على مستويات الجلوكوز في الدم وخطر الإصابة بالسكري ما تزال غير واضحة".
ولاستكشاف دور الزنك في الوقاية من مرض السكري، اختبر تشيم وزملاؤه طفرات فقدان الوظيفة من بيانات التسلسل الجيني التي تم جمعها من عدد كبير من المشاركين من أصل أوروبي ممن شاركوا في دراسة Regeneron Genetics Center-Geisinger Health System DiscovEHR.
وحدد هذا طفرة نادرة تسبب فقدان الوظيفة في بروتين ناقل الزنك المسمى SLC39A5، المرتبط بزيادة مستويات الزنك المنتشرة.
إقرأ المزيدولتأكيد ذلك، بحثوا في كيفية ارتباط طفرات فقدان الوظيفة في SLC39A5 بمرض السكري من النوع الثاني في تحليل إحصائي لأربع دراسات أوروبية وأمريكية متعددة الأعراق بلغ مجموعها أكثر من 62 ألف حالة من مرضى السكري وأكثر من 518 ألفا من الأصحاء.
وأكد هذا أن مستويات الزنك المنتشرة في حاملات طفرة فقدان الوظيفة SLC39A5 كانت مرتفعة وترتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري.
وبعد تحديد SLC39A5 باعتباره رابطا سريريا مهما بين الزنك ومرض السكري، استكشف الفريق وظيفته عن طريق الهندسة الوراثية للفئران التي تفتقر إلى البروتين الناقل للزنك.
وكما كان متوقعا، كان لدى هذه الفئران مستويات مرتفعة من الزنك في الدم والأنسجة. وعندما قام الفريق بإطعام الفئران نظاما غذائيا غنيا بالدهون وعالي الفركتوز للحث على السمنة، كان هناك انخفاض كبير في نسبة الجلوكوز أثناء الصيام مقارنة بفئران التحكم التي تغذت على نفس النظام الغذائي.
وقد لوحظت نتائج مماثلة في نموذج السمنة الخلقي (نقص مستقبلات اللبتين). وأدى فقدان SLC39A5 أيضا إلى انخفاض مقاومة الإنسولين، وهي سمة مميزة لمرض السكري حيث تفشل الأنسجة في الاستجابة لإشارات الإنسولين التي تحاول تحفيز امتصاص الجلوكوز من الدم.
ونظرا لأن مرض السكري غالبا ما يتزامن مع مرض الكبد الدهني غير الكحولي، فقد استكشف الفريق ما إذا كان فقدان SLC39A5 يحمي الكبد أيضا. وكما هو مأمول، كان لدى الفئران التي تفتقر إلى SLC39A5 تراكما أقل للدهون في الكبد وفي علامات الدم التي تشير إلى تلف الكبد.
وعلاوة على ذلك، فإن الفئران التي تفتقر إلى SLC39A5 ولكنها تتغذى على نظام غذائي غني بالدهون وعالي الفركتوز، كان لديها أيضا تراكم أقل للدهون في الكبد وتحسنت حساسية الإنسولين مقارنة بفئران التحكم.
إقرأ المزيدودفعت التحسينات التي شوهدت في كبد الفئران التي تفتقر إلى SLC39A5 الباحثين إلى النظر في ما إذا كان فقدان SLC39A5 يحمي من تطور مرض الكبد الدهني غير الكحولي إلى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (NASH)، وهو التهاب أكثر شدة في الكبد يؤدي إلى تندب (تليف) لا رجعة فيه.
واستخدموا نظاما غذائيا غنيا بالدهون والكوليسترول المرتفع لتحفيز التهاب الكبد الدهني غير الكحولي في الفئران، ووجدوا علامات متزايدة على تلف الكبد، ووزن الجسم، وجلوكوز الدم أثناء الصيام، وتليف الكبد. في حين قللت الفئران التي تفتقر إلى SLC39A5 من علامات تلف الكبد، ومستوى السكر في الدم أثناء الصيام، وتحسنت حالات التهاب الكبد وتليفه.
وخلص هاريكيران نيستالا، رئيس قسم علم الجينوم الوظيفي في شركة Alkermes Inc، المشارك في الدراسة إلى أن: "دراستنا تقدم أدلة وراثية لأول مرة توضح الدور الوقائي للزنك ضد ارتفاع نسبة السكر في الدم وتكشف الأساس الآلي الكامن وراء هذا التأثير. كما تشير ملاحظاتنا إلى أن حجب SLC39A5 يمكن أن يكون وسيلة علاجية محتملة لمرض السكري من النوع الثاني ومؤشرات أخرى حيث تكون مكملات الزنك وحدها غير كافية".
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا أخبار الصحة الصحة العامة امراض دراسات علمية مرض السكري معلومات عامة معلومات علمية الکبد الدهنی غیر الکحولی مرض السکری من النوع النوع الثانی فی الدم
إقرأ أيضاً:
مستويات جفاف تاريخية بالعراق وتحذيرات من كارثة وشيكة
يواجه العراق أزمة جفاف غير مسبوقة تعد الأسوأ منذ أكثر من 90 عاما، حيث حذرت وزارة الموارد المائية من تداعيات خطيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، في حين يرى خبراء أن على السلطات إيجاد حلول مبتكرة لتلافي التبعات الخطيرة للتغير المناخي.
وأكدت وزارة الموارد المائية العراقية أن هذا العام هو الأكثر جفافا منذ عام 1933، مبينة أن إيرادات نهري دجلة والفرات وصلت إلى 27% فقط مقارنة بالعام الماضي، وأن مخزون المياه في السدود والخزانات انخفض إلى 8% من قدرتها التخزينية بنسبة تراجع بلغت 57% عن العام الماضي.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تفاقم أزمة المياه بالعراق وجفاف نصف أراضيه الزراعيةlist 2 of 4سد دوكان يفقد 75% من مياهه و4 ملايين عراقي يواجهون الجفافlist 3 of 4المياه الجوفية.. طوق النجاة المهدد في معركة العراق ضد الجفافlist 4 of 4دعم تركي مائي للعراق ومساعٍ لمواجهة خطر الجفافend of listواقترنت موجة الجفاف المتواصلة منذ سنوات بدرجات حرارة قياسية تضرب خصوصا جنوب البلاد، حيث سجلت مدن عراقية -ومنها البصرة- أعلى درجات حرارة في العالم، مما يفاقم الأوضاع في بلد بات يعاني من مظاهر عدة لتطرف المناخ.
لا تقتصر آثار موجة الجفاف على معاناة المزارعين والقطاع الزراعي الذي تقلصت مساحته بنحو 50% خلال السنوات الأخيرة حسب تقديرات وزارة الزراعة، بل أثرت أيضا على مياه الشرب، إذ إن محطات الضخ باتت غير قادرة على توفير المياه في مناطق عدة بسبب جفاف الأنهار أو ضعف منسوبها.
وتشير التقديرات إلى أن الإيرادات المائية للعراق تراجعت من نحو 70 مليار متر مكعب إلى 40 مليارا، كما تشير التوقعات إلى أن يصل نصيب الفرد من المياه إلى 479 مترا مكعبا بحلول عام 2030، في حين يصل معيار منظمة الصحة العالمية إلى 1700 متر مكعب سنويا للفرد.
وفي حديثه للجزيرة نت يكشف المواطن جاسم محمد -وهو أحد سكان أطراف بغداد- عن معاناة يومية قاسية يواجهها هو وأهالي منطقته جراء نقص المياه، مؤكدا أن الأطفال وكبار السن يدفعون ثمنا باهظا جراء نقص المياه وانقطاع التيار الكهربائي بسبب الحرارة الشديدة.
إعلانوقال محمد للجزيرة نت إنه يضطر إلى شراء المياه الصالحة للاستخدام المنزلي من الحوضيات بسعة ألفي لتر بسعر مبالغ فيه وصل إلى 10 آلاف دينار عراقي (نحو 7 دولارات).
كما أن المياه تنقطع في أغلب ساعات النهار، مما يفرض على السكان الاعتماد على المضخات لدفع المياه إلى الخزانات المنزلية على الأسطح.
وتتفاقم الأزمة بسبب انقطاع الكهرباء الوطنية لساعات طويلة مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث أكد محمد أن الأهالي يعتمدون على مبردات الهواء التي تحتاج إلى المياه، لكن نقص المياه المستمر يضاعف المعاناة، مما يضطرهم إلى إطفاء المبردات لساعات من النهار لتوفير المياه.
بدوره، يؤكد عضو الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق أحمد العيساوي أن الأزمة المتفاقمة للجفاف في العراق وصلت إلى مستويات كارثية هذا العام، مما يهدد الأمن الغذائي ويقضي على سبل عيش المزارعين.
وأكد العيساوي للجزيرة نت أن حالة الجفاف وعدم وجود إستراتيجية وخطط استباقية من قبل السلطات أثرا مباشرة على الخطط الزراعية وكمية ونوعية المحاصيل الإستراتيجية.
وأضاف أن "المناطق التي تعتمد على الأنهر الفرعية تشهد وضعا مأساويا، حيث لم تصل المياه إليها منذ أكثر من 4 أشهر، مما أدى إلى ذبول المزروعات ونفوق المواشي وتلف الأشجار، حيث تشهد تلك المناطق كوارث بيئية حقيقية".
ويرى العيساوي في سياق تشخيصه أزمة شح المياه أن "دول الجوار قد قست على العراق بشكل كبير، إضافة إلى قسوة التغير المناخي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة وقساوة الصيف العراقي".
وأوضح أن المشكلة في العراق لا تكمن في الجفاف وشح المياه فحسب، بل تتعدى ذلك إلى غياب إدارة موارد المياه بالصورة الصحيحة، مشددا على أنه لو تم تحقيق الإدارة الصحيحة لأمكن معالجة ما يصل إلى 50% من مشكلة الشح.
وحذر العيساوي من عدم وجود أي خطة زراعية صيفية حتى الآن، مشيرا إلى أن "المياه المتوفرة حاليا مقتصرة على الاستخدام البشري وري المزروعات القديمة مثل النخيل والأشجار، وبالتالي لا توجد خطة للخضروات أو الأعلاف الخضراء أو غيرها".
من جانبه، دعا الخبير البيئي عادل المختار إلى إعادة النظر الفورية في السياسات الزراعية والمائية العراقية، مؤكدا أن الوضع الحالي "صعب جدا" ويحمل في طياته مخاطر كارثية.
وفند المختار خلال حديثه للجزيرة نت تبريرات وزارة الموارد المائية بشأن انخفاض الإطلاقات المائية من دول المنبع وتأثير التغير المناخي، مشيرا إلى أن "أزمة التغير المناخي مستمرة منذ أكثر من 5 سنوات، لكن سوء الإدارة كان السبب الرئيسي لما وصلنا إليه الآن".
وأشار إلى أن المخزون المائي بلغ بداية الصيف الماضي 21 مليار متر مكعب، كما أن المخزون في سد الموصل وصل إلى أعلى ارتفاع له بـ325 مترا، في حين المستوى الآمن هو 321 مترا، وكانت هناك مخاوف من انهياره.
ويعني ذلك -بحسب المختار- أن "مؤشرات الوفرة المائية كانت واضحة، لكن سوء الإدارة جعل العراق يهدر المياه حتى وصلنا إلى حالة الجفاف التي نعيشها هذا العام".
وحذر المختار من أن "سيناريو الشتاء المقبل الجاف مع قلة الأمطار كما حصل في الشتاء الماضي سيجعلنا نعيش أسوأ مرحلة في تاريخ العراق، وسيصبح الحصول على مياه الشرب أمرا شبه مستحيل".
إعلانمن جهته، أكد رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الأسدي أن "العراق يمر بأسوأ أزمة مائية في تاريخ الدولة العراقية".
وأشار الأسدي إلى أن أزمة الجفاف الحالية التي تضرب العراق أثرت بشكل بالغ على الثروة السمكية في البلاد، حيث أدى انخفاض مناسيب المياه إلى إزالة البحيرات المتجاوزة التي كانت ترفد الثروة السمكية، مما يثير مخاوف جدية بشأن الأمن الغذائي والاقتصادي.