بوابة الوفد:
2025-05-29@12:36:18 GMT

الهروب من الزلزال للسينما!

تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT

عشت سنوات طويلة فى القاهرة، أنا الصعلوك الصغير القادم من أقاصى الصعيد، والذى لم تبهره المدينة بأضوائها ولكن بهرته السينما بنجومها.. ورغم عشقى للشعر وقتها، إلا أن الشعر كان بالنسبة لى منظورًا أرى من خلاله كل الفنون.. مثل رؤية الفلسفة لكل العلوم!

وكانت نوادى السينما هى ملاذى الوحيد، أنا الفقير إلى الله، للاستمتاع بالفرجة على ألوان وأنواع متعددة من سينما مختلفة من دول العالم، وأجزم بأن هذه النوادى أنقذتنى من الوقوع فى فخاخ السينما الأمريكية وكشفتها لى، وعرفت كم هى مزعجة وزائفة وتجارية بحتة حتى فى أفضل أفلامها.

. السينما الأمريكية هى وجه العملة الآخر المتجمّل عن وجهها القبيح فى السياسة بالنظام الأمريكى.. هى سينما تسعى أولًا للسيطرة على عقول المتفرجين فى كل أنحاء العالم قبل أن تحصل على ما تبقى فى جيوبهم!

والحمد لله لم يكن فى جيبى فى ذلك الوقت ثمن تذكرة سينما مترو لمشاهدة فيلم أمريكى. وأتذكر أول فيلم أمريكى شاهدته فى مترو كان فيلم «الزلزال» عام 1979، وذلك بعد إعادة عرضه، فهو من إنتاج عام 1974 بطولة شارلتون هيستون وآفا غاردنر، وإخراج مارك روبنسون، وهو أحد أفلام الحركة الشهيرة فى فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، ويروى قصة زلزال هائل فى لوس أنجلوس الأمريكية، ورغم كارثة الزلزال المدمر إلا أن قصة عاطفية كبيرة تطغى على الأحداث، إذ يحتار بطل العمل بين إنقاذ زوجته أو حبيبته وطفلها، وكلاهما عالق تحت الأنقاض، وأعتقد أن إعادة عرضه كان بسبب تطوّر تقنية الصوت من شركة دولبى لتقنية Dolby، وهو نظام صوتى يعمل على نقل إشارات الصوت المحيطى المجسم إلى نظام صوت ستيريو، حيث تم وضع سماعات ضخمة على جانبى الشاشة، فكان عندما يقع الزلزال ضمن أحداث الفيلم تشعر باهتزاز السينما، وكانت مشاهد وقوع الزلزال مع الصوت تثير الرعب فى نفوس المشاهدين وكأنهم وسط أحداث الفيلم وفى قلب الزلزال فعلًا!

وكانت تجربة مزعجة، وتساءلت: ما الهدف من رعب المتفرجين؟ وهل هو جزء من فرض الرهبة الأمريكية فى قلوب الناس بالعالم بقدرات السينما الأمريكية.. أقصد السياسة الأمريكية؟

ومن يومها كانت نوادى السينما فى القاهرة هى الملاذ لرؤية سينما أخرى أكثر جمالًا وإبداعًا من أوروبا وروسيا واليابان وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.. وكان نادى سينما لجمعية الفيلم الذى تأسس عام 1968 بالقاهرة وكذلك المركز القومى للأفلام التسجيلية قد تأسّس فى العام السابق (1967) ثم جماعة السينما الجديدة (1968)، ثم مركز الفيلم التجريبى (1969)، وفيما بعد تأسّست جمعية نقاد السينما المصريين (1972) وجماعة السينمائيين التسجيليين (1972). وكلها كانت منافذ لرؤية سينما أخرى بديلة.. وكان كذلك نادى سينما قصر ثقافة قصر النيل، بالإضافة إلى نوادى المراكز الثقافية الأجنبية مثل جوته الألمانى والفرنسى والإيطالى، وهذا الأخير كان يشرف عليه لسنوات واحد من أكبر نقاد السينما المصرية وعشاقها الأستاذ مصطفى درويش.. ولهذا الرمز المصرى حكاية أخرى فقد عرفته عن قرب رغم أن بينى وبينه أكثر من جيل ولكن الرجل وهو القاضى كان أبسط وأصدق وأعمق مما تتصوره فى علاقته مع السينما وعشاق السينما!

والحقيقة أن المحافظات لم تكن محرومة كثيرًا من دور العرض الشبيهة من هذه النوادى والمراكز.. فقد كانت بعض المصانع الكبرى لديها مجمعات سكنية هى أشبه بالكمباوند الآن مغلقة على موظفى المصنع أو الشركة، وكان بداخلها نوادٍ اجتماعية ودور عرض سينمائية، ولأن الكثير من سكان هذه المجمعات كانوا أجانب وخصوصا الإنجليز قبل ثورة 23 يوليو، فكانت تسمى مستعمرات.. ومنها مستعمرة مصنع شركة السكر بنجع حمادى الذى حافظ على اقتصار السكن فيها ودخولها على صفوة كبار الموظفين المصريين بعد رحيل الأجانب وكانت عروضه السينمائية متميزة. وأتذكر فى المرات القليلة التى نجحت فى دخولها بطلوع الروح شاهدت فيلم العسكرى الأزرق الأمريكى إنتاج عام 1970، وكان ممنوعًا للعرض لمشاهده العنيفة.. فأين ذهبت هذه النوادى الآن؟

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القاهرة السينما

إقرأ أيضاً:

سيف علي خان: السينما انعكاس لروح الأمة

ضمن جلسات منتدى الأفلام والألعاب الإلكترونية، نُظّمت جلسة حوارية مع نجم السينما الهندية سيف علي خان، أدارها الإعلامي أنس بوخش، وتناولت دور السينما كوسيلة فعّالة للقوة الناعمة، وأثرها في نقل الثقافات وتعزيز التواصل بين الشعوب.
وأكد خان خلال الحوار أن السينما تُعد من أبرز أدوات تصدير الهوية الثقافية، إذ تُمكّن الدول من مشاركة تراثها وفنونها ومعتقداتها وجمالها مع العالم، وقال: «أرى السينما كقوة ناعمة تستطيع كل دولة من خلالها أن تُعبّر عن نفسها وتنقل قيمها وهويتها الحضارية».
ولفت نجم بوليوود إلى أن تأثير السينما لا يقتصر على الترفيه، بل يمتد إلى الحياة اليومية للناس، وذكر مثالاً على ذلك بقوله: «كنت أتحدث مع شخص في دبي، وأخبرني بأنه رغم كونه عربياً، فقد أقام نوعاً من الطقوس الهندية في حفل زفافه، إذ ارتدت العروس الساري، وتم تشغيل الموسيقى الهندية، هذا يعني أننا نجحنا في تصدير ثقافتنا من خلال الأفلام، ويُعبر كثيراً عنّا كأمة».
وشدّد خان على أن الفن، بما في ذلك السينما، يُعد انعكاساً صادقاً لروح الأمة، مضيفاً: «عندما نشاهد فيلماً حقيقياً على منصة مثل نتفليكس، فإننا نعيش تجربة ثقافية جديدة، ونرى كيف يعيش الناس في أماكن أخرى. الفيلم الصادق يشبه السفر، لأنه ينقل روح المكان وأصالته».
كما تطرق نجم بوليود إلى انتشار مفهوم «القوة الناعمة» بشكل متزايد في الحديث عن السينما، معتبراً أن التحولات العالمية الراهنة تبرز أهمية هذا النوع من التأثير الثقافي. وقال:«أصبحنا نسمع كثيراً عن مصطلح القوة الناعمة في سياق السينما، ومع كل ما يحدث في العالم اليوم، أعتقد أنه من الضروري أن نكون واعين بأهميتها ودورها المتنامي».
وفي ختام حديثه، وجه خان نصيحة إلى صنّاع الأفلام، داعياً إياهم إلى الحفاظ على الخصوصية الثقافية والأصالة في أعمالهم، قائلاً: «أفضل ما يمكن أن يقدمه الفنان هو أن يبقى وفيّاً لثقافته. إذا سألني أحد الأجانب عن فيلم هندي أنصحه بمشاهدته، فلن أرشّح له فيلماً تم تصويره في نيويورك أو لندن، بل بعمل فني ينبض بالحياة في قلب بلادنا، لأنه الأكثر صدقاً وتمثيلاً لهويتنا».

مقالات مشابهة

  • انهيار سقف سينما في الأرجنتين أثناء عرض فيلم رعب
  • سيف علي خان: السينما انعكاس لروح الأمة
  • اليوم.. عادل عوض يناقش سينما سبيلبرج في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية
  • بالصور.. عادل عوض يقدم ندوة عن سينما ستيفن سبيلبرج بالمهرجان الفرنكوفوني
  • اليوم..عادل عوض يناقش سينما سبيلبرج في مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية
  • عادل عوض يقدم ندوة عن سينما ستيفن سبيلبرج بالمهرجان الفرنكوفونى
  • الرئيس الشرع: نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء هذه المدينة التي ما انحنت لريح ولا خضعت لعاصفة بل كانت القلعة وكانت الجدار وكانت الشاهد على الصمود
  • الهروب من الآيفون.. كيف أعادت تحديثات جوجل الحياة إلى هاتفي Pixel 6 Pro
  • تألق طلاب مغاربة في نهائيات "سينما مدرستنا" تحت أنظار لجنة التحكيم برئاسة نبيل عيوش
  • زينة تكشف تفاصيل إصابة نجليها بعد هجوم كلب مروع