أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد محمد العليمي أهمية منح العلاقات اليمنية الروسية العريقة حقها من الدراسة، والتحليل، والانصاف.

 

وقال العليمي -في جلسة حوارية نظمها معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم- إن العلاقات بين اليمن وروسيا ليست عابرة أو طارئة، بل هي واحدة من أقدم العلاقات التي أقامتها دولة عربية مع الاتحاد السوفيتي، وواحدة من أصدقها وأعمقها أثراً في وجدان اليمنيين.

 

وأضاف أن اليمن كانت من أوائل الدول العربية التي فتحت نافذتها على موسكو في عشرينيات القرن الماضي، حين أبحرت أول سفينة سوفييتية إلى الحديدة محملة بالمواد الاساسية.

 

وتابع "منذ تلك اللحظة، لم تكن العلاقة مجرد تبادل تجاري، بل كانت شراكة، وتضامن تاريخي، وجسر علمي وثقافي امتد عبر العقود.

 

واشار الى انه حين أسقط اليمن الإمامة بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كانت موسكو أول من اعترف بالجمهورية الوليدة، وعندما نال جنوب اليمن استقلاله، كان الاتحاد السوفيتي حاضراً منذ اللحظة الأولى داعما لبناء الدولة ومدنيتها.

 

وتطرق العليمي في كلمته إلى دور روسيا في تأسيس منشآت البنية التحتية اليمنية: من الموانئ إلى مصانع الاسمنت، إلى الجامعات والمعاهد التي تخرّج منها عشرات الاف اليمنيين، الذين ما زالوا حتى اليوم يحملون في وجدانهم ذكرى موسكو، ويحفظون كلماتها.

 

وأردف "كما كانت روسيا حليفا في لحظة البناء، فإننا على ثقة بانها ستكون شريكا في لحظة الصمود والتعافي".

 

اضاف "نحن نواجه مشروعاً طائفيا ثيوقراطيا لا يعترف بالدولة ولا بالقانون، ويتبنى أفكار الولاية والحق الإلهي في حكم البشر. وهي ذات الأفكار التي لطالما وقفت روسيا ضدها في ساحات متعددة دفاعاً عن الدولة المدنية".

 

وانتقد العليمي غياب الفهم الدقيق لطبيعة الاوضاع في اليمن، و شيوع سرديات مضللة داخل بعض الدوائر الدولية، ومن بينها للأسف بعض مراكز التفكير وصناعة القرار التي لا تزال تنظر إلى الحالة اليمنية بعدسة ضبابية، أو تراها جزءا من صراع جيوسياسي يمكن احتواؤه بتنازلات شكلية.

 

ولفت إلى أن من بين هذه السرديات المغلوطة، الادعاء بأن جماعة الحوثي تمثل “جماعة مظلومة” يمكن استيعابها عبر تسوية سياسية.

واستدرك قائلا: لكن الحقيقة أن ما نواجهه هو تنظيم عقائدي مسلح، يستمد مشروعيته من فكرة "الحق الإلهي"، ويرفض الاعتراف بأي صيغة للدولة المدنية، أو المواطنة المتساوية.

 

واعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي أن الأخطر من ذلك، هو تصنيف الحوثيين كـ"تهديد عابر" ارتبط بتداعيات الحرب في غزة. مؤكدا أن هذا تصور خاطئ ومضلل.

 

وقال إن الجماعة الحوثية ليست تهديداً مؤقتاً، بل خطر دائم وبنيوي على اليمن، والمنطقة، والممرات الملاحية الدولية.

 

وأشار إلى أن اختطاف السفن، وزراعة الألغام البحرية، والقرصنة في البحر الأحمر لم تبدأ في 2024، بل كانت منهجاً حوثياً متكرراً منذ سنوات، حتى في ذروة الهدن والمفاوضات.

 

وأكد أن الحوثيين لا يختلفون في سلوكهم الإجرامي عن التنظيمات، أو الجماعات التي تدينها موسكو نفسها، بما في ذلك استهداف المطارات والموانئ، وتفخيخ المساجد والمدارس والمستشفيات، وازدراء عمل النساء، وتجنيد الأطفال، وتحويل البنية المدنية إلى أهداف عسكرية.

 

وأضاف "رغم كل ذلك، يتلقى الحوثيون حوافز وتنازلات من بعض الأطراف الدولية، بينما تُتهم الحكومة الشرعية التي تمثل الإطار الدستوري للدولة، بالضعف أو الانقسام، في تجاهل تام لحقيقة أنها تسيطر فعلياً على نحو 70% من الجغرافيا اليمنية، وتضم تحت مظلتها كافة التيارات الوطنية.

 

وقال إن المطلوب اليوم هو استعادة منطق الدولة في مقابل مزاعم الولاية والاصطفاء الالهي، والانتصار للمؤسسات الشرعية في مواجهة الجماعات اللاشرعية، وهو المبدأ ذاته الذي لطالما تبنته روسيا في حربها ضد الارهاب في أماكن عدة من العالم.

 

وجدد رئيس مجلس القيادة التأكيد على موقف اليمن الواضح الى جانب حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ومع ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، معربا عن رفضه لأن يستخدم هذا الموقف لتبرير سلوك إيران في منطقتنا، أو تمرير أجندتها عبر وكلائها، كما هو الحال في اليمن.

 

وحذر الرئيس من ان هذا التمدد الإيراني لا يهدد اليمن وحده، بل يخلّ بالتوازن في كامل منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.

 

وأفاد أن ما يبعث على القلق ايضا هو العلاقة الوثيقة بين جماعة الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الاجرامية، التي تتقاسم مع الجماعة المفاهيم، و المنفعة، والتعاون اللوجستي، بما يشير إلى إعادة تشكّل منظومات الإرهاب العابرة للحدود.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن رشاد العليمي روسيا الحوثي

إقرأ أيضاً:

الرئيس العليمي يزور موسكو للقاء الرئيس الروسي

بدأ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، اليوم الثلاثاء، زيارة رسمية إلى روسيا الاتحادية، تلبية لدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين.

 

ونقلت وكالة سبأ الحكومية، عن مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية قوله، إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سيجري مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وتنسيق المواقف إزاء عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الملف اليمني، وجهود إحلال السلام، والأمن الإقليمي والدولي.

 

وأشاد المصدر بموقف موسكو الثابت الى جانب الشعب اليمني، وقيادته الشرعية في مختلف المحافل الدولية.

 

وأشار المصدر الرئاسي إلى أن برنامج الزيارة، سيتضمن لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين في الحكومة الروسية، والفعاليات السياسية والدبلوماسية، والفكرية المهتمة بالشأن اليمني، وموروثه الثقافي والحضاري.

 

وبحسب الوكالة الرسمية، فإن الزيارة الرئاسية تأتي في ظل التحركات، والاتصالات الدبلوماسية النشطة التي يقودها رئيس وأعضاء مجلس القيادة، والحكومة لتعزيز وحدة المجتمع الدولي ازاء الحالة اليمنية، والجهود المطلوبة لانهاء معاناة الشعب اليمني، وتحقيق تطلعاته في استعادة مؤسسات الدولة، والامن والاستقرار والسلام والتنمية.


مقالات مشابهة

  • العليمي: اليمن عازم اليوم أكثر من أي وقت مضى لإسقاط مشروع الحوثيين
  • الرئيس اليمني في معهد الاستشراق : التمدد الإيراني تهديد للتوازن والسلم والامن الدوليين
  • رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي: نواجه مشروعاً طائفيا لا يعترف بالدولة ولا القانون ويتبنى أفكار الولاية والحق الإلهي «فيديو»
  • الحكومة اليمنية: الحوثيون يغامرون بمقدرات اليمن خدمة لأجندات إيران
  • أول تصريح من الرئيس بوتين خلال لقائه العليمي في موسكو
  • برلماني: العليمي يزور روسيا ولن يتجرأ على مطالبة موسكو بدعم وحدة اليمن
  • العليمي يصل موسكو في زيارة رسمية لبحث العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في اليمن
  • الرئيس العليمي يصل موسكو ويدلي بتصريح صحفي
  • الرئيس العليمي يزور موسكو للقاء الرئيس الروسي