الحقيقة أن مصر بدأت تضع أقدامها على الطريق الصحيح، وكان الاتجاه إلى إقامة علاقات خارجية متوازنة مع دول العالم أجمع ضرورة ملحة لكسر الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وأن مصلحة القاهرة لم تعد مع المعسكر الغربى الأمريكى وحده، الذى يدبر المخططات الشيطانية ضد البلاد.. كما أن مصلحة مصر تكمن فى التقارب مع الدول الشرقية.
التقارب المصرى مع روسيا وباقى دول العالم يجب أن يتعدى ذلك إلى كل دول أوروبا الشرقية، وقد يستغرب القارئ من هذا الحديث، أو يقول إنه محض تصور خاطئ، أو افتراض فى الخيال، وهذا كلام مردود عليه بأن التخبط الأمريكى والتفكك مع دول أوروبا الغربية خير دليل على ما أقول.
فمصر بعد 25 يناير وبعد ثورة «30 يونيه»، ومن خلال الدولة الديمقراطية الحديثة، من حقها أن تقوم بعلاقة مع أية دولة بنظام الندية، وتحقيق المصالح المشتركة، وما يحقق منفعة لمصر ولشعبها.
وكفى المؤامرات والمخططات لضرب مصر والمنطقة العربية، وقد ظهر ذلك واضحاً، فيما حدث فى العراق والسودان وسوريا واليمن وليبيا ولبنان، ولكن الله حفظ مصر برجال وطنيين أوفياء، وشعب أكرمه الله بوعى شديد أحبط به كل أدوات أمريكا من مخطط التقسيم وخلافه، عندما قام بثورة «30 يونيه»، معلناً سقوط عصابة الإخوان التى كانت تنفذ المخططات الشيطانية الأمريكية، وإبعادهم عن حكم البلاد، والحرب على إرهابهم الذى مازلنا نعانى منه حتى الآن.
منذ شهور كتبت فى هذا المكان أنه لا مفر من استعادة مصر دورها الإقليمى وريادتها بالمنطقة، وكذلك إقامة علاقات قوية مع دول أوروبا الشرقية وعلى رأسها روسيا، لأن هذا التحالف الشرقى هو الذى ستكون له الغلبة فى المستقبل، ومن مصلحة مصر أن تنضم لهذا التحالف الذى سيحقق لها المنفعة، وقد وردت إلىَّ رسائل فى حينها، استغربت هذا الكلام، وقالت الرسائل إن هذه الدول لا تستطيع نفع أنفسها فكيف تنفع القاهرة؟! والحقيقة أن دولة كبرى مثل روسيا، وأخرى مثل كوريا، من الممكن أن تعوض مصر عن أية منافع كانت تستفيد بها القاهرة فى السابق، والدول الشرقية فى الأصل تربطها بالقاهرة علاقات أخرى مبنية على الاحترام لا يعرفها إلا قارئو التاريخ الصحيح من خلال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهذه الدول تكن احتراماً كبيراً لمصر ودخول مصر معها فى تحالفات على مختلف الأصعدة فيه نفع كبير ومصلحة آنية ومستقبلية.
ولذلك فإن حرص القاهرة على العلاقات المتوازنة القائمة على الندية والمصالح المشتركة هى الركيزة التى تفيد البلاد. كما أن العلاقات الخارجية المصرية قد حققت نجاحات واسعة فى هذا الشأن خلال الأعوام الماضية وأتمنى أن تستمر على هذا النهج مستقبلا من أجل النفع العام للدولة الوطنية المصرية والشعب المصرى العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطريق الصحيح دول العالم الدول الشرقية ضرورة ملحة الهيمنة الأمريكية
إقرأ أيضاً:
«ممكن يكون ذهب» .. أزهري: الزواج الصحيح لا يتم بدون المهر
أكد الشيخ أشرف عبد الجواد من علماء الأزهر الشريف، أن من شروط الزواج في الإسلام، هو المهر، وأن الزواج الصحيح لا يتم بدون المهر الذي يقدمه الزوج للزوجة.
وأضاف أحد علماء الأزهر الشريف، خلال حواره ببرنامج “علامة استفهام”، أن المهر في الإسلام من الفرائض التي فرضها الله على الرجل لزوجته، حتى يتم الزواج.
ولفت إلى أن الإسلام لم يُحدّد ولم يضع حد قيمة ثابتة للمهر، وأن الله قال في كتابه الكريم" وَآتُوا النِّسَاءَ صَدَاقَاتِهِنَّ نِحْلَةً" والله قال أيضًا " وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا".
وأشار إلى أن الأمر هنا واضح بأن الإسلام لم يحدد قيمة ثابتة للمهر أو الصدقة، وأنه مع فكرة تحويل المهر لـ جرامات من الذهب، وذلك حفاظًا على حقوق المرأة".
وتابع" مبلغ 2000 جنيه في الماضي كان الرجل يشتري لزوجته به جرامات كثيرة من الذهب، والآن مبلغ 2000 جنيه يشتري جبن للبيت".