نائب رئيس جامعة الأزهر: الوعي المجتمعي له دوره الكبير في مواجهة الشائعات
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
قال الدكتور رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري: إن الوعي المجتمعي له دوره الكبير في مواجهة العوائق والتحديات التي يمر بها الوطن، وأن هذا الوعي يشكل حائط صد لكثير من المشكلات التي يمكن أن تحدث، وأن شريعتنا الغراء علمتنا كيف نعالج المشكلات بوعينا.
وأكد أن الشائعات دائمًا ما تسري بين الناس كسريان النار في الهشيم، وخاصة في ظل هذا العالم المنفتح الذي يملك وسائل حديثة تنقل الأخبار في حينها، وأن كثيرًا من هذه الاخبار يحيطها التدليس باستخدام أدوات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي وغيرها من الوسائل التي يمكن أن تزيف الحقائق.
لذا حذرنا الله-سبحانه وتعالى- من الأنباء والأخبار الكاذبة، فقال في كتابه " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، موضحًا أن سبب نزول هذه الآية: أنه صلى الله عليه وسلم أرسل الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليجمع منهم الزكاة، فلم يذهب إليهم ورجع إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وقال: لقد منعوا الزكاة وأرادوا قتلي.
وهنا لو أخذ النبي- صلى الله عليه وسلم- كلامه مأخذ المسلمات لهلك هؤلاء القوم دون وجه حق ودون تبين، ولكن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أراد أن يعلم الأمة أن تتبين وأن تتحقق، فأرسل إليهم خالد بن الوليد، وقال: اذهب إليهم وصبحهم فان وجدت أذانا فاسألهم، فوجدهم يؤذنون ويصلون، فسألهم جاءكم رسول رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فلمَ منعتموه الزكاة وأردتم قتله؟ قالوا والله ما جاءنا من أحد. فنزلت هذه الآية.
وأضاف أن معالجة الأخطاء تحتاج إلى وعي وحكمة، وهذا ما تعلمناه من سنه النبي-صلى الله عليه وسلم- حين " جاء شاب وقال يا رسول الله ائذن لي في الزنا، قال فهمّ الناس ليقعوا به ولو فعلوا لعبث بأعراضهم أو قتلوه وكلاهما بعيد عن الوعي، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: دعوه، أترضاه لأمك، أترضاه لأختك، أترضاه لزوجتك، أترضاه لابنتك؟ فقال لا قال هكذا الناس لا يرضونه، فقام وما شيء أبغض إليه من الزنا ".
كما أن رجلًا أخطأ في صلاته فقال صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فإنك لم تصل، ورده ثلاثا حتى قال: والله يا رسول الله ما علمت أكثر من هذا فعلمني، فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم"
وأكد أن معالجة الخطأ بوعي هو أمر ضروري، فأبو الدرداء "وجد شابا اجتمع عليه الناس يضربونه فقال: ما فعل هذا؟ قالوا: لقد وقع في ذنب كبير، قال: أرأيتم ان وقع في بئر، أفلم تكونوا تستخرجونه! قالوا: ألا تبغضه؟ قال: إنما أبغض فعله فإذا تركه فهو أخي"
مبينًا أن مواجهة الفتن بالحجة والمنطق من أهم أدلة الوعي " فحين ذهب عبد الله بن العباس للخوارج، فقال لهم: ما تنقمون على علي أمير المؤمنين بن ابي طالب-رضي الله عنه- قالوا ثلاث: حكم الرجال في كتاب الله، وقاتل ولم يسب، ونفى عن نفسه لقب أمير المؤمنين، فقال: أرأيتم لو جئتكم من كتاب الله وسنة رسوله ما تنكرون أكنتم ترجعون معي، قالوا: نعم، فأتاهم، فرجعوا "
وقال : إن الوعي الرشيد والحكيم يساعد على حل كافة المشكلات "فعندما جاء متخاصمان إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- كل بحجته، فقال: إنما أنا بشر وأنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض من حكمت له بما ليس حقه، فإنه قد اقتطع لنفسه قطعة من جهنم، مشددًا على أهمية الوعي عند مخاطبة العقول بالحجة والدليل والبرهان، وأن استخدام الحجة والدليل والبرهان الناصع دليل على الوعي، ومن أهم الوسائل لإقناع الآخرين بصحة الموقف وصدقه" فحينما قال نساء النبي-صلى الله عليه وسلم- أن نساء كسرى وقيصر يرفلون في النعم ونحن نعاني، فأنزل الله قوله تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلًا".
ولفت أن حاجة الفرد دائما نابعة عن نظرة فردية، وهي بذاتها قاصرة عن النظرة في المصلحة العامة التي تخص الوطن وجموع المواطنين، والتي يقوم عليها أناس يعلون جانب المصلحة العامة على ما سواها، مبينًا أن ذلك هو همّ القيادة السياسية الآن متمثلة في فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته المصرية التي تقدم مصلحة الوطن والمواطن، ويقدرون تاريخ دولة سبقت حضارتها التاريخ وقدمت له الحضارة ليتعلم منها سائر الأمم.
وأشاد بمواقف القيادة السياسية وثوابتها التي لا محيد عنها؛ لأنها تعبر عن أمة علمت العالم كيف يكون بناء الدول الحديثة والحكومات المنظمة والجيوش المتقدمة، و أن الوعي المجتمعي يفرض علينا فرضًا أن نكون خلف قيادتنا الرشيدة فيما تراه من أمور صالحة للوطن والمواطنين.
جاء ذلك خلال الندوة التوعوية التي نظمتها كلية الشريعة والقانون بطنطا، بالتعاون مع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف، تحت عنوان:«الوعي المجتمعي ودوره في مواجهة التحديات المعاصرة» بحضور فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وفضيلة الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر وأمين هيئة كبار العلماء، وفضيلة الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وسعادة الدكتور محمد فكري خضر ، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، وفضيلة الدكتور حمدي سعد، عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا، وفضيلة الدكتور سيف قزامل، العميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون بطنطا، وكوكبة من علماء الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً، وعدد من القيادات السياسية والتنفيذية والإعلام بمحافظة الغربية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نائب رئيس جامعة الأزهر جامعة الأزهر القيادة السياسية رسول الله صلى الله علیه وسلم نائب رئیس جامعة الأزهر الوعی المجتمعی وفضیلة الدکتور
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر يشهد حفل تخرج كليات طب الأسنان
شهد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، الاحتفال بتخريج ثلاث دفعات من كليات طب أسنان الأزهر؛ وهي: الدفعة (٥١) لطب أسنان بنين القاهرة، والدفعة (٢٢) لطب أسنان بنات القاهرة، والدفعة (٢٢) لطب أسنان بنين أسيوط، موصيًا إياهم بالإخلاص في العمل، وأن يكونوا خير سفراء للأزهر في خدمة مجتمعاتهم.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، المشرف العام على قطاع المستشفيات الجامعية، والدكتور مصطفى عبد الغني، نائب رئيس الجامعة لفرع البنات، والدكتور وائل المهندس، عميد كلية طب الأسنان بنين، والدكتور محمود عمار، عميد كلية طب الأسنان بنين أسيوط، والدكتورة إيناس طلعت، عميدة كلية طب الأسنان بنات القاهرة، ووكلاء الكليات، ولفيف من السادة أعضاء هيئة التدريس، وأسر الطلاب.
حكم الدعاء بقول: «اللهم بحق نبيك» .. يسري جبر يوضح
دعاء الشفاء .. 10 كلمات لمن أصابه تعب أو ألم في جسده
وفي كلمة سابقة له، أكد الدكتور سلامة داود، أن بناء الإنسان يبدأ من الكلمة الصادقة، والفكرة الهادفة، والصوت الذي يوقظ الضمير، وهي أمور يجب على الإعلام أن يتبناها، وأن يعمل جاهدًا على نشرها؛ اعتمادًا على تأثيره في الجمهور، وتأكيدًا على المسئولية الأخلاقية والاجتماعية للإعلام في بناء المجتمعات والذي يشكل الإنسان لبنته الرئيسة، لافتًا أن بناء الإنسان سياسة تنتهجها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كجزء من المشروع القومي للتنمية البشرية؛ بهدف الارتقاء بالإنسان معرفيًّا وثقافيًّا.
وتابع رئيس جامعة الأزهر: «من هنا تأتي أهمية هذا المؤتمر، الذي تعقده كلية الإعلام للبنين بالقاهرة في تحقيق هدف بناء الإنسان من منظور الإعلام الدعوي الذي يميز هذه الكلية عن نظيراتها من كليات الإعلام بجمعها بين علوم الإعلام واللغة والدين في مناهجها، داعيًا الله- تعالى- أن تكلل جهود المؤتمر بما يتضمنه من بحوث ومناقشات بالخروج برؤية تسهم في تطوير الخطاب الإعلامي الدعوي، وتمد الجسور بين القيم الدينية ومتطلبات العصر».
وأضاف فضيلة الدكتور سلامة داود أن جامعة الأزهر بما تمتلكه من ميراث علمي، وبما تضمه من كليات ومعاهد وباحثين ملتزمة بأن تكون شريكًا فاعلًا في ترسيخ إعلام رشيد؛ انطلاقًا من إدراك الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأن الإعلام ليس مجرد أداة لنقل الخبر؛ بل وسيلة لصناعة الوعي، والتزام أخلاقي في ظل تزاحم الأصوات والمنصات؛ حيث تصبح هناك حاجة ملحة إلى خطاب إعلامي دعوي يحمل رسالة راشدة تقدم للإنسان صحيح لإسلام وغايايه ومقاصده بأساليب إعلامية معاصرة.