فضل صلاة سنة الفجر وبيان وقتها
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن مِن الأمور التي رغَّبت فيها السنة المطهرة وأكدت عليها في غير موضع، ركعتا الفجر، أي: سنته؛ فقد ورد في السُّنَّة المشرفة أن ركعتي الفجر خير من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا.
واستشهدت الإفتاء بما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم": [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا]، وورد أيضًا عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ" متفقٌ عليه.
وقال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد": [وكان تعاهده ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل، ولذلك لم يكن يدعها هي والوتر سفرًا وحضرًا، وكان في السفر يواظب على سنة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه في السفر أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلَّى سنة راتبة غيرهما].
ركعتا سنة الفجر تؤدى قبل الفريضةوعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن"، والبزار في "المسند"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار".
وأوضحت الإفتاء، أن الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".
وهذا ما قرَّره أئمة وفقهاء المذاهب المتبوعة؛ كما في "بدائع الصنائع" لعلاء الدين الكاساني الحنفي، و"مواهب الجليل" للإمام الحطاب المالكي، و"المجموع" للإمام النووي الشافعي، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سنة الفجر دار الافتاء الإفتاء الفجر صلى الله علیه وآله وسلم سنة الفجر ه وآله ى الله ع ال ف ج ر
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صلاة الاستخارة قبل طلاق الزوجة؟.. الإفتاء تجيب
صلاة الاستخارة من الأمور التي يلجأ إليها معظمنا في أمور الحياتية، والتي يطلب فيها العبد من ربه اختيار الخير له في أمر على وشك القيام به، ولكن من الأمور التي قد يتساءل عنها بعض الناس هل يجوز صلاة الاستخارة قبل طلاق الزوجة؟ وهو ما نتعرف على حكمه في السطور التالية.
هل يجوز صلاة الاستخارة قبل طلاق الزوجة؟وفي السياق، قال الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إنه يجوز للإنسان أن يصلي الاستخارة للطلاق، مشيرا إلى أن الاستخارة من الأمور الدينية المشروعة والتي يلجأ لها الإنسان في أمر من الأمور لا يدري هل الخير فيه أم لا.
ما حكم تأخير الصلاة عن وقتها؟.. أمين الفتوى يجيب
أمين الفتوى يوضح الفرق بين الشرط والركن فى الصلاة
صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة.. 10 كلمات عن النبي اغتنم ثوابها
هل تعلم شيئا عن صلاة الزوال؟.. اعرف فضلها وعدد ركعاتها
لا أستطيع الجلوس مع ثني الركبة أثناء الصلاة فكيف أصلي؟.. الأزهر يجيب
صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء، في فيديو منشور على صفحة دار الإفتاء عبر منصة يوتيوب، أن صلاة الاستخارة التي لا يجوز أداؤها تكون في المحرمات فقط مثل شرب الخمر، ولا في الواجبات مثل الصلاة.
واستشهد أمين الفتوى في دار الإفتاء، بحديث ورد عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-يُعلمنا الاسْتِخَارَةَ في الأمور كلها كالسورة من القرآن، يقول: «إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر، فلْيَرْكَعْ ركعتين من غير الفَرِيضَةِ، ثم لْيَقُلْ: اللهم إني أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ من فَضلك العظيم، فإنك تَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وتعلمُ ولا أعلمُ، وأنت عَلَّامُ الغُيُوبِ. اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر خيرٌ لي في ديني ومَعَاشِي وعَاقِبَةِ أَمْرِي» أو قال: «عَاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ، فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثم بَارِكْ لي فيه. وإن كنت تعلمُ أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومَعَاشِي وعَاقِبَةِ أَمْرِي» أو قال: «عَاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ؛ فاصْرِفْهُ عَنِّي، واصْرِفْنِي عنه، واقْدُرْ لِيَ الخيرَ حيث كان، ثم أَرْضِنِي به» قال: «ويُسَمِّي حَاجَتَهُ».
صيغة دعاء الاستخارة مكتوبوكان الأزهر الشريف، كشف عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، عن صيغة دعاء الاستخارة مكتوب التي يجب أن يقولها المصلي بعد أدائه ركعتي الاستخارة.
وأشار الأزهر إلى أنه جاء في السنة النبوية دعاء الاستخارة مكتوب وصيغته هي «اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ - ويسمى الشيء الذي يريده - خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري عَاجِلهِ وآجِلِهِ فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري عَاجِلِهِ وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ».
متى أؤدي صلاة الاستخارة؟وكان الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قال إنه على الإنسان أن يصلي الاستخارة في الأوقات التي لا تكره فيها الصلاة.
وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء، أنه من الممكن أن يصلي الانسان صلاة الاستخارة بعد صلاة الظهر أو بعد صلاة المغرب أو بعد صلاة العشاء، مؤكدًا ان الأولى والأفضل في مثل هذه الصلوات أنها تكون في الثلث الأخير من الليل.
كيفية أداء صلاة الاستخارةوفي السياق ذاته، أوضح الدكتور مجدي عاشور، أمين عام الفتوى، في بيان فتواه عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، الرأي الشرعي في كيفية صلاة الاستخارة، قائلًا:
أولًا : صلاة الاستخارة تطلق على الركعتين اللتين يصليهما المسلم لله تعالى طلبًا للصواب والاختيار الصحيح في أمر من الأمور ، وهي من السنن المؤكدة التي يتطلب من المسلم فعلها خاصة في الأمور المهمة لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ.
ثانيًا : ورد في نصوص الفقهاء ثلاث صور لكيفية الاستخارة:
الأولى: اتفق عليها الفقهاء ، وهي : صلاة ركعتين من غير الفريضة بنية الاستخارة مع الدعاء المأثور الذي سياتي لاحقًا.
والثانية : ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيَّة والمالكية والشافعية إلى جواز الاستخارة بالدعاء من غير صلاة ركعتين ، خاصة في حالة تعذر أدائها بالركعتين والدعاء معًا.
والثالثة : صرح بها المالكيَّة والشافعية أنها تجوز بالدعاء عقب أي صلاة مع نيتها.
ثالثًا : ذهب الحنفيَّة والمالكية والشافعية إلى استحباب الدعاء الوارد مع افتتاحه وختمه بالحمد والثناء على الله تعالى والصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم ،، ونص الدعاء ورد في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها ، كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : " إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لْيَقُل : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي. قَالَ : وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ".
وفي خلاصة فتواه، أكد عاشور أن طلب المسلم الصواب والاختيار من الله تعالى في أموره المباحة كلها هو مستحب ومطلوب على الدوام، ويحصل بإحدى الصور الثلاث السابقة وفق المتيسر لحاله ومقدرته، ويكون الدعاء عقب الصلاة باتفاق المذاهب الأربعة، والصوة الأولى أَوْلَى.