محققون أمميون: الشرطة الأميركية تمارس عنصرية ممنهجة ضد السود
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
كشف تحقيق أجرته الأمم المتحدة، وصدرت نتائجه اليوم الخميس، عن أن الأميركيين من أصول أفريقية يتعرضون لعنصرية ممنهجة من الشرطة والقضاء في الولايات المتحدة، ويعاملون بطريقة مهينة لكرامة الإنسان في السجون الأميركية.
وجاء في تقرير أصدره فريق من المحققين تابع للأمم المتحدة، أن هناك عنصرية متجذِّرة ضد المواطنين المنحدرين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، وأن إرث العبودية متغلغل في كل أجهزة الشرطة والقضاء في البلد، وشدد التقرير على الحاجة الملحّة لإصلاحات عاجلة لمعالجة الأمر.
وكشف التقرير عن أن خطر تعرض الأميركيين من أصل أفريقي للقتل على أيدي عناصر الشرطة بالولايات المتحدة، يفوق 3 مرات الخطر الذي يواجهه الأميركيون البيض.
وكانت الأمم المتحدة شكلت فريقا من 3 خبراء مستقلين متخصصين في مجال حقوق الإنسان في 2021، بعد مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد عناصر من الشرطة، وذلك للتحقيق في عنف الشرطة الذي تغذيه دوافع عنصرية.
وقد زار فريق الخبراء الأممي مراكز اعتقال تابعة للشرطة في مدن أميركية عديدة، في شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار من العام الجاري، وأجرى مقابلات مع العديد من الضحايا والناشطين في منظمات المجتمع المدني، وشخصيات في جهازي القضاء والشرطة ومسؤولين.
وقالت المحققة تريسي كيسي، وهي عضو في فريق الأمم المتحدة الذي أجرى التحقيق، "سمعنا عشرات الشهادات المفجعة التي تؤكد حرمان الضحايا من العدالة والإنصاف".
وأضافت، "هذه قضية ممنهجة تتطلب استجابة ممنهجة. وعلى كل الجهات الفاعلة المعنية، بما في ذلك مراكز الشرطة ونقاباتها، توحيد جهودها لمكافحة الإفلات من العقاب المستشري" في صفوف الشرطة.
وكشف التقرير عن أن الشرطة تكبّل السجينات الحوامل من أصل أفريقي بالأصفاد خلال المخاض. وأشار إلى أن الخبراء "سمعوا بأنفسهم شهادات مباشرة (عن ظروف) لا تُحتمل تتعلق بنساء حوامل كُبّلن بالأصفاد خلال المخاض، وفارق مواليدهن الحياة بسبب القيود".
وتحدث التقرير -أيضا- عن إجبار السجناء من أصول أفريقية على العمل في أوضاع وظروف أشبه بتلك التي كانت سائدة في المزارع خلال الحقبة الاستعمارية.
وجمع الخبراء الأمميون -كذلك- شهادات مباشرة حول الأوضاع في أحد السجون بولاية لويزيانا، حيث ذكر التقرير أن الآلاف من السجناء، وأغلبهم من ذوي البشرة السمراء، أُجبروا على العمل في حقول زراعية لحصد القطن، تحت مراقبة رجال طلقاء على صهوات خيولهم، في أوضاع شديدة الشبه بالظروف التي كان يعمل تحتها العبيد قبل 150 عاما.
واستند تقرير محققي الأمم المتحدة إلى شهادات أدلى بها 133 شخصا في 5 مدن أميركية، بالإضافة إلى شهادات مجموعة من 5 مراكز اعتقال. كما تضمن التقرير قائمة تضم 30 توصية للسلطات الأميركية للتعاطي مع الأمر، ودعا التقرير سلطات الولايات المتحدة إلى تشكيل لجنة جديدة للوقوف على تلك الانتهاكات، وتعويض ضحاياها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
برلمانية تحذر: غزة تواجه “كارثة إنسانية ممنهجة”.. والمجتمع الدولي شريك بالصمت
حذرت النائبة الدكتور ريهام أبو الحسن، عضو مجلس النواب، من خطورة الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يتعرض له سكان القطاع ليس مجرد تداعيات حرب، بل “كارثة إنسانية ممنهجة” تتفاقم كل يوم في ظل غياب أي تحرك دولي فعّال.
وقالت ريهام أبو الحسن، في تصريح صحفي لها اليوم، إن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في حصاره وعدوانه وحرمان الفلسطينيين من أبسط مقومات الحياة يمثّل “عملاً انتقاميًا جماعيًا يرقى لجرائم ضد الإنسانية”، مشددة على أن العالم يقف أمام واحدة من أكثر المآسي قسوة في العصر الحديث، بينما يكتفي المجتمع الدولي بالتصريحات دون أفعال.
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن موجة البرد الشديدة وهطول الأمطار زادت من معاناة آلاف الأسر التي فقدت منازلها وتعيش داخل خيام متهالكة لم تعد تصلح للاحتماء، لافتة إلى أن الأمطار الأخيرة جرفت عشرات المخيمات المؤقتة، وتركت الأطفال والنساء بلا مأوى أو تدفئة أو غذاء كافٍ.
وأضافت ريهام ابو الحسن، أن ما يحدث الآن “فصل جديد من الموت البطيء”، حيث يعاني أهالي غزة من انتشار الأمراض ونقص الدواء وانعدام الخدمات الصحية، في وقت يواصل فيه الاحتلال استهداف البنية التحتية بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومخازن الإغاثة.
وأكدت النائبة، أن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على الاستمرار في انتهاكاته، مطالبة الأمم المتحدة والدول الكبرى باتخاذ إجراءات عملية ورادعة تضمن وقف العدوان فورًا وفتح ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات.
كما أشادت الدكتورة ريهام أبو الحسن، بالدور المصري المتواصل في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن القاهرة تبذل جهودًا كبيرة على المستويين السياسي والإنساني، وتعمل على فتح قنوات اتصال دولية لوقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات.
واختتمت النائبة تصريحاتها بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يواجه معركة وجود، وأن إنقاذ غزة أصبح واجبًا إنسانيًا عالميًا قبل أن تتحول المأساة إلى كارثة أكبر تهدد حياة ملايين الأبرياء.