التقى معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، معالي نوسيفوي مابيسا نكاكولا- رئيسة الجمعية الوطنية لجنوب أفريقيا ومعالي اموس ماسوندو رئيس المجلس الوطني لجنوب افريقيا على هامش مشاركته في اجتماعات المنتدى البرلماني التاسع للدول الاعضاء في مجموعة بريكس، المنعقد في دولة جنوب أفريقيا بحضور سعادة محش سعيد الهاملي سفير الدولة لدى جنوب أفريقيا.

حضر اللقاء، معالي الدكتور علي راشد النعيمي، وسعادة كل من سارة فلكناز، وخالد الخرجي، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وسعادة الدكتور عمر النعيمي الأمين العام للمجلس.

وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون البرلمانية القائمة بين الجانبين، بهدف تعزيز وتفعيل أوجه التعاون والتنسيق البرلماني بين المجلس الوطني الاتحادي وبرلماني جنوب افريقيا، وتوحيد المواقف والرؤى والتوجهات حيال مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، بما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الصديقين.

وأشاد الجانبان بعمق التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية جنوب أفريقيا، كما أكدا أهمية أن يدفع التعاون البرلماني بين المجلسين إلى تعزيز أوجه التعاون لاسيما في المجالات الاقتصادية، والتجارية، والمشاريع الاستثمارية الحيوية وبناء القدرات، التي تخدم أوجه التقدم والتنمية واستدامتها.

واكد معالي صقر غباش أن دولة الإمارات قيادة وشعبا تنظر إلى جمهورية جنوب أفريقيا الصديقة نظرة احترام وتقدير لدورها الفاعل في إرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين، وتثمن على الدوام مواقف جمهورية جنوب أفريقيا الداعمة للملفات الإماراتية على مختلف الأصعدة والمحافل الإقليمية والدولية، وهذا يتوافق تماما مع طبيعة علاقات بلدينا التي تأسست على مبادئ الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" تواصل تعزيز انفتاحها التجاري والاستثماري على العالم، انطلاقاً من دورها المؤثر في المساهمة بقيادة جهود تحفيز النمو الاقتصادي العالمي عبر إعادة تشكيل خريطة وآليات التجارة الدولية لتكون أكثر مرونة وكفاءة.

أخبار ذات صلة زايد بن حمد يستعرض التعاون المشترك مع وفد عُمان للفروسية والسباق %44.6 من سكان الدولة يستخدمون الإنترنت لمتابعة الأخبار

وأكد معاليه علي أهمية الارتقاء بالعلاقات البرلمانية إلى المستوى المميز من العلاقات السياسية والاقتصادية بين بلدينا، مشيرا الى أن تبادل الزيارات البرلمانية يلعب دورا مهما في استمرارية التواصل والتنسيق والحوار البرلماني، مع أهمية تبادل الخبرات والمعارف والممارسات البرلمانية، بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين الصديقين.

كما قدم معاليه دعوة لرئيسة الجمعية الوطنية لجنوب أفريقيا وإلى رئيس المجلس الوطني لبرلمان جنوب أفريقيا للمشاركة في أعمال الاجتماع البرلماني الذي سينعقد بتاريخ 6 ديسمبر 2023 على هامش كوب 28، لافتا إلى أن المؤتمر سيكون علامة فارقة في مجال الانتقال إلى مرحلة التنفيذ للسياسات الوطنية المتعلقة بتغير المناخ واليات التمويل ونقل التكنولوجيا والعلاقة بين الدول على مستوى العالم.

بدورهما أكدت كل من معالي نوسيفوي مابيسا نكاكولا- رئيسة الجمعية الوطنية ومعالي اموس ماسوندو رئيس المجلس الوطني أهمية العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، وأهمية تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات خاصة البرلمانية نظرا لأهمية الدور الذي تلعبه البرلمانات في تعزيز الحوار الحضاري والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب.

كما أثنيا على ما تشهده دولة الإمارات من تطور في جميع القطاعات وما تحظى به من سمعة عالمية واحترام لدى المجتمع الدولي لما تتبناه من سياسات قائمة على قيم الوسطية، والتسامح، والاعتدال، والانفتاح.

كما قدما التهنئة إلى دولة الامارات قيادة وشعبا على انضمامها إلى دول مجموعة بريكس.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: صقر غباش الإمارات

إقرأ أيضاً:

ما وراء اهتمام ترامب بجنوب أفريقيا

مع دخول دونالد ترامب البيت الأبيض أنشأ برنامجًا لمساعدة الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا على الهجرة للولايات المتحدة الأميركية؛ حيث نقلت طائرات مؤجرة من قبل الولايات المتحدة مواطنين بيضًا (أفريكان) من جنوب أفريقيا للولايات المتحدة، مما طرح العديد من الأسئلة عن أسباب هذا البرنامج وأهدافه؟

في الواقع، يبرز سبب جوهري لما يروّجه إيلون ماسك حول ما يصفه بـ"اضطهاد السود للأقلية البيضاء" في جنوب أفريقيا، وهي أقلية لا تتجاوز نسبتها 7% من السكان، لكنها تملك ما يقارب 70% من الأراضي الزراعية. ويُفهم من هذا الطرح – ضمنيًا – أنه يُحمّل السود مسؤولية فشل سياسات التمكين الاقتصادي التي أُقرّت بعد ثلاثة عقود على إنهاء نظام الفصل العنصري وحكم الأقلية البيضاء.

غير أن ما يدعو للتساؤل هو: لماذا يتصدر إيلون ماسك هذه الحملة تحديدًا؟ فالرجل وُلد في جنوب أفريقيا عام 1971، ثم انتقل لاحقًا إلى كندا، مسقط رأس والدته، ومنها إلى الولايات المتحدة، دون أن تُسجّل في مسيرته أية تجربة مباشرة تُظهر تعرضه لمضايقات من السود في بلده الأم.

الوجه الآخر لهذه الحملة يكشف إدراكًا متزايدًا لدى الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا بأن مساعي الحكومات ذات الأغلبية السوداء لتمكين المواطنين اقتصاديًا، تهدد بسحب بساط الثروة من تحت أيديهم. ويتعزز هذا القلق في ضوء قانون يجيز – في حالات معينة – مصادرة الأراضي الزراعية لأغراض اقتصادية. وعلى الجانب الآخر، تُظهر المواقف السياسية المتعاقبة منذ عهد نيلسون مانديلا أن جنوب أفريقيا تمضي تدريجيًا نحو تبني سياسات أكثر استقلالًا عن الغرب، وتعزز تموضعها ضمن المعسكر المقابل له.

إعلان

لم يُفوّت الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا أي فرصة لدحض الادعاءات التي يروّج لها إيلون ماسك، والتي كررها لاحقًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض، حيث أصر ترامب على عرض مقطع فيديو يدعم السردية الأميركية بشأن "اضطهاد البيض" في جنوب أفريقيا. وقد تضمّن الفيديو لقطات لجوليوس ماليما، السياسي اليساري الجنوب أفريقي، وهو يردد هتافات من عهد الفصل العنصري ضد البيض.

وفي منتدى أقيم في أبيدجان بساحل العاج، علّق رامافوزا على إعلان الولايات المتحدة فتح باب الهجرة للأفارقة البيض بدعوى تعرضهم للاضطهاد، وتعهّدها بإنهاء إجراءات لجوئهم خلال ثلاثة أشهر فقط – وهي إجراءات تستغرق عادة ما يصل إلى ثلاث سنوات – قائلًا: "هذا لا ينطبق عليهم، فهم لا يستوفون تعريف اللاجئ"، مضيفًا: "اللاجئ هو من يفر من بلاده خوفًا من الاضطهاد السياسي أو الديني".

تكشف متابعة الأحداث في جنوب أفريقيا أن الفترة بين أبريل/ نيسان 2020 و2024 شهدت مقتل 225 شخصًا في المزارع، بحسب بيانات شرطة جنوب أفريقيا، من بينهم فقط 53 من المزارعين البيض. ورغم ذلك، فإن الولايات المتحدة تواصل تضخيم حوادث استهداف البيض على وجه الخصوص، ما يطرح تساؤلًا: لماذا هذا التركيز الأميركي على هذا الملف تحديدًا؟

في الواقع، هناك جانب آخر يتعلق بصعود جنوب أفريقيا على الساحة الدولية؛ فقد باتت تُصنَّف ضمن الاقتصادات الصاعدة، وانضمت إلى مجموعة العشرين التي تمثل نحو 85% من الاقتصاد العالمي، رغم أن مساهمتها لا تتجاوز 0.6% من إجمالي الناتج المحلي للمجموعة. والأكثر دلالة، أن جنوب أفريقيا تستعد هذا العام لاستضافة قمة مجموعة العشرين، ما يعزز مكانتها الدولية.

لكن الأهمية لا تكمن فقط في هذا الحضور الدولي، بل في أن مثل هذه القمم تُسهم في إيقاظ الوعي الأفريقي الجماعي بقيمة الثروات والموقع الجيوسياسي للقارة، وهو ما يثير قلق الولايات المتحدة وشركاتها الساعية إلى إحكام سيطرتها على مفاصل الاقتصاد العالمي.

إعلان جنوب أفريقيا وروسيا

أعربت جنوب أفريقيا مرارًا عن تضامنها مع روسيا منذ بدء غزوها أوكرانيا، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحضر قمة مجموعة "البريكس" التي استضافتها جنوب أفريقيا عام 2023، مبررًا غيابه بأن مشاركته قد تُفسد القمة. وبناءً عليه، يُستبعد حضوره المرتقب لقمة مجموعة العشرين المرتقبة في جنوب أفريقيا.

لكن التحدي الأبرز الذي يواجه الدولة المضيفة لا يتعلق بروسيا، بل يتمثل في ضمان حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ إن مشاركته ستُعد مكسبًا سياسيًا كبيرًا، وتعزز من فرص نجاح القمة، وتوطيد العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة.

الاقتصاد يتحدث

هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على دول مجموعة "البريكس"، ردًا على دعوات بعض أعضائها إلى إنشاء عملة احتياطية بديلة للدولار. وتأتي هذه التهديدات في ظل مواقف جنوب أفريقيا نفسها، التي تنادي بإلغاء "الدولرة"، وتعزيز التبادل التجاري بالعملات الوطنية. ويتفاقم القلق الأميركي من تنامي علاقات جنوب أفريقيا مع شركاء "البريكس"، لا سيما الصين، وروسيا، وإيران، وهي علاقات شملت في بعض مراحلها تدريبات عسكرية مشتركة.

وعند إضافة موقف جنوب أفريقيا من الحرب على غزة، والمتمثل في رفعها دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة، تتضح تعددية نقاط التوتر بين بريتوريا وواشنطن. هذا التوتر يفسّر سبب ضعف شعبية جنوب أفريقيا داخل الأوساط الجمهورية في الكونغرس الأميركي، حيث طُرِح – منذ فبراير/ شباط 2024 – مقترح لإعادة تقييم العلاقات الثنائية مع جنوب أفريقيا.

قوة جنوب أفريقيا

تمتلك جنوب أفريقيا مصدر قوة إستراتيجيًا يتمثل في معادنها النادرة، مثل المنغنيز، والبلاتين، والإيريديوم، والتي شكّلت نحو 6.4 مليارات دولار من إجمالي صادراتها السلعية إلى الولايات المتحدة، بما يمثل 7.4% من واردات واشنطن من السلع الأولية في عام 2022. ومن هذا المنطلق، يدرك الطرفان أهمية هذه الصادرات ودورها في العلاقة الثنائية.

إعلان

وفي هذا السياق، سعى الرئيس سيريل رامافوزا خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة – ثاني أكبر شريك تجاري لبلاده – إلى الحصول على طمأنات بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية، لا سيما في ظل تهديدات بفرض تعريفات جمركية مرتفعة، وهو ما قد يُفاقم الأعباء على اقتصاد جنوب أفريقيا الذي يعاني أصلًا من معدلات بطالة مرتفعة وتباطؤ في النمو.

إيلون ماسك

في خضم هذه التطورات، برز إيلون ماسك كـ"صيّاد فرص"، إذ سارع إلى الدفع بشركته "ستارلينك" المتخصصة في بث الإنترنت عبر الأقمار الصناعية نحو التفاوض مع حكومة جنوب أفريقيا لتقديم خدماتها في البلاد. بيد أن هذا التوجه اصطدم بقانون محلي يشترط طرح نسبة من أسهم الشركة المحلية التابعة لـ"ستارلينك" للمواطنين السود، ضمن سياسة تمكين اقتصادي تهدف إلى تصحيح التفاوتات التاريخية. وقد قوبل هذا الشرط برفض من ماسك وعدد من المستثمرين الأميركيين.

لكن حكومة جنوب أفريقيا قدّمت بديلًا عمليًا عبر ما يُعرف بـ"مكافئ الأسهم" (Equity Equivalent Investment Programme)، والذي يتيح للشركات الأجنبية المساهمة باستثمارات تنموية في المناطق المحرومة بدلًا من التنازل عن أسهمها. وقد سبق تطبيق هذا النموذج بنجاح في قطاع السيارات داخل البلاد، ما يشير إلى أن الطريق أصبح ممهّدًا أمام ماسك للاستثمار في السوق الجنوب أفريقية.

ويبقى السؤال المطروح: هل تُمثّل هذه الخطوة بداية لتطور إيجابي في العلاقات بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة قبيل انعقاد قمة العشرين في نهاية العام الجاري؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الإمارات تفوز برئاسة الجمعية العامة لبرنامج «الموئل» الأممي وعضوية المجلس التنفيذي
  • وزير الزراعة يستقبل وفدًا رفيع المستوى من مجلس الوزراء بجمهورية أوزبكستان
  • علامة يبحث تعزيز العلاقات البرلمانية مع وفد سويدي
  • رئيس جامعة أسيوط يلتقي وفد المجلس الوطني للاعتماد EGAC
  • مجلس الدولة يستقبل مجموعة الصداقة البرلمانية القطرية
  • ما وراء اهتمام ترامب بجنوب أفريقيا
  • جبالي يبحث مع سفير بريطانيا تعزيز العلاقات البرلمانية وتطورات الأوضاع في غزة
  • وزير الدفاع يلتقي مستشار الأمن القومي البريطاني ويبحثا تعزيز العلاقات
  • بحث تعزيز التعاون البرلماني مع قطر
  • وزير الاستثمار يلتقي رئيس مجلس النواب للجمعية الوطنية لجمهورية بيلاروسيا