سيتم تعيين بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالّا  كاردينالا جديدا في نهاية الشهر الجاري

في أبريل / نيسان عام 2012، خرج رجل ديني كاثوليكي في الشرق الأوسط ليتحدث عن رفضه أي تدخل عسكري في سوريا في خضم الأزمة السورية مما زاد من شعبيته ليس فقط في محيطه المسيحي وأنما في سائر الشرق الأوسط.

ففي مقابلة مع منظمة "عون الكنيسة المحتاجة" الخيرية، قال الأب بييرباتيستا بيتسابالّا، "أنا ضد التدخل الأجنبي، لقد راينا ما نجم عنه في العراق وأفغانستان".

لم تكن هذه التصريحات سوى غيضٌ من فيض لتصريحات قوية أصدرها بيتسابالّا الذي جرى تعيينه من قبل البابا فرنسيس بطريرك القدس للاتين  في عام 2020.

تصريحات قوية

فمع وصول حكومة إسرائيلية يمينية، حذر رئيس  الكنيسة الرومانية الكاثوليكية  في الأراضي المقدسة من أن صعود حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية إلى السلطة "جعل الحياة أسوأ بالنسبة للمسيحيين في مسقط رأس المسيحية."

وأضاف بييرباتيستا بيتسابالّا في مقابلة مع وكالة "أسوشيتيد برس" في أبريل / نيسان الماضي "أن  المجتمع المسيحي  الذي يعود تاريخ وجوده في المنطقة إلى 2000 عام يتعرض لهجوم متزايد.. المناخ الثقافي والسياسي الآن يمكن أن يبرر أو يتسامح مع الأفعال ضد المسيحيين".

يُعرف عن بييرباتيستا بيتسابالّا تصريحات قوية

وتأتي تصريحات بطريرك اللاتين المؤثر في القدس بعد شهر من اقتحام إسرائيليين كنيسة بجانب حديقة الجثمانية، حيث يُعتقد أن السيدة العذراء قد دفنت، وانقضا على كاهن بقضيب معدني قبل القبض عليهما، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

ورغم تواجده في منطقة تعصف بها توترات، إلا أن  التواجد المسيحي  في الشرق الأوسط بأسره لم يكن غائبا عن تصريحات بيتسابالّا.

ففي أبريل / نيسان الماضي، أكد على أنه "من الضروري في الشرق الأوسط، استعادة الهوية المسيحية الأصيلة"، مشددا على أن " الجماعات المسيحية في الشرق الأوسط، دفعت ثمنا باهظا جدًا".

مختارات مسيحيو الشرق: أصحاب الأرض أمام خيارات أحلاها مر قلق وتوتر في القدس مع احتفال اليهود والمسيحيين والمسلمين بأعيادهم في "عيد الفصح".. البابا يحث سكان القدس على السلام والتعايش

نشأة مسيحية

ولِدَ بيتسابالّا في كولونيو ألسريو، في محافظة بيرغامو شمال إيطاليا في ٢١ أبريل /نيسان ١٩٦٥ فيما بدأ مسار الرهبنة عام ١٩٨٥، وفقا لموقع البطريركية اللاتينية القدس.

وأضاف الموقع أن بيتسابالّا بدأ خدمته في "حراسة الأراضي المقدسة في ٢ يوليو /تموز عام ١٩٩٩ حيث شغل منصب رئيس دير القديسين سمعان وحنة في القدس حيث اعتنى بالجماعة الكاثوليكية الناطقة بالعبرية".

وفي عام ٢٠٠٨ قام بابا الفاتيكان السابق بنيدكت السادس عشر بتعيينه "مستشارا للجنة العلاقات مع العالم اليهودي وللمجلس الحبري لوحدة المسيحيين".

ومع تربع البابا فرنسيس على رأس الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، تولي بيتسابالّا مناصب مؤثرة حيث جرى تعيينه  بطريرك القدس للاتين  عام 2020 بعد خدمة دامت 12 عاما كحارس للأراضي المقدّسة.

وسوف يصل الأمر ذروته مع تسميته بنهاية سبتمبر /أيلول الجاري كاردينالا جديدا مع 20 شخصية ضمن  مجمع الكرادلة التاسع  لتعيين كرادلة منذ تولي البابا فرنسيس رئاسة الكنيسة الكاثوليكية قبل عشر سنوات.

ويحمل تعيين بيتسابالّا داخل مجمع الكرادلة التاسع رمزية حيث أن جميع الكرادلة الذين جرى الإعلان عن أسمائهم هم "كرادلة ناخبين" لأنهم يشاركون في التصويت لانتخاب خلف للبابا فرنسيس.

شدد بيتسابالّا على ضرورة "استعادة الهوية المسيحية الأصيلة" في الشرق الأوسط

"عالمية" كنسية القدس

ويبدو إعلان تسميته كاردينالا جديدا، كان بالأمر المفاجئ لرجل ديني كاثوليكي مثل بيتسابالّا، لكنه شدد على أن تعينه يجب "تفسيره باعتباره علامة على اهتمام كنيسة روما بالكنيسة الأم، كنيسة القدس"، وفقا لموقع "فاتيكان نيوز".

وشدد على أن كنيسة القدس تحمل "دعوة إلى العالمية والحوار واللقاء فضلا عن مهمتها الخاصة في دعوة جميع المسيحيين  وغير المسيحيين إلى الحوار والمصالحة".

الجدير بالذكر أن بيتسابالّا يتقن اللغة الإيطالية والعبرية الحديثة والإنجليزية، ساهم في ترجمة "كتاب القداس الروماني" إلى العبرية عام 1995 ويبدو أن إجادته اللغة العبرية ساعدته في دعم المجتمع الكاثوليكي الناطقة بالعبرية.

محمد فرحان

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: بابا الفاتيكان فرانسيس القدس بابا الفاتيكان فرانسيس القدس فی الشرق الأوسط على أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!

في ظل تغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، لم يعد بإمكان الإعلام الإسرائيلي تجاهل صعود تركيا، حيث نشرت صحيفة The Jerusalem Post تقريرًا وصفت فيه تركيا بأنها أصبحت “قوة عثمانية جديدة” في المنطقة، ولعبت دورًا محوريًا في تشكيل المشهد الإقليمي.

وأفادت الصحيفة، وهي من أبرز وسائل الإعلام في إسرائيل، بأن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان أصبحت عنصر توازن رئيسي في الشرق الأوسط، ليس فقط من خلال تحركاتها العسكرية والدبلوماسية، بل أيضًا عبر تحالفاتها الاستراتيجية.

تركيا لاعب حاسم في ملفات إقليمية
وأشار التحليل إلى الدور البارز الذي تلعبه تركيا في ملفات حيوية مثل سوريا، غزة، قطر، وشرق المتوسط، مؤكّدًا أن “السياسة التي ينتهجها أردوغان جعلت من تركيا صانعة للقرارات الإقليمية”.

وفي التحليل الذي كتبه “جوناثان سباير”، تم تسليط الضوء على خطوات تركيا الأخيرة في السياسة الخارجية، حيث ورد في التقرير:
“أردوغان يضع تركيا في موقع المنافس الرئيسي لإسرائيل في الشرق الأوسط”. كما تم اعتبار استضافة “أحمد الشرع” في إسطنبول دلالة رمزية على استئناف العلاقات مع سوريا.

تقارب لافت مع سوريا
وتم تخصيص مساحة واسعة في التقرير للقاء الذي جمع بين أردوغان و الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر دولمة بهتشه، حيث أشار التحليل إلى أنها الزيارة الثالثة للشرع إلى تركيا. وأضاف: “شكر الشرع أردوغان على دعمه لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا”.

اقرأ أيضا

تنتهي المهلة في 31 يوليو 2025: غرامة كبيرة تنتظر من لم يُجدد…

السبت 31 مايو 2025

وبحسب The Jerusalem Post، فإن تركيا تطمح إلى تطوير علاقاتها مع النظام السوري بهدف إنشاء بنية تحتية عسكرية مشتركة. حيث جاء في التقرير:
“تركيا تبدو عازمة على التعاون مع النظام الجديد لبناء بنية عسكرية داخل سوريا”.

مقالات مشابهة

  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني.. ما السبب؟
  • ما هو «الشرق الأوسط الجديد»... الحقيقي هذه المرة؟!
  • قناة الحرة تعلق بثها التلفزيوني
  • إيكونوميست: السيسي أحد الخاسرين في الشرق الأوسط الجديد.. ماذا بعد؟
  • الباحة تحتضن أكبر مدينة بن في الشرق الأوسط .. فيديو
  • خيري رمضان: شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان الراحل وقعا وثيقة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!
  • خلافات ترامب وماسك تندلع علناً في الشرق الأوسط
  • «حرة مطار الشارقة» تستعرض خدماتها في «الشرق الأوسط للساعات والمجوهرات»
  • نظرة على الشرق الأوسط في عقل ترامب