قالت مصادر ملاحية وأخرى بالخطوط الجوية اليمنية إن جماعة أنصار الله (الحوثيين) منعت طائرة تابعة للشركة اليوم الأحد من مغادرة مطار العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وأوضحت المصادر لرويترز أن ذلك يأتي ردا على قرار الشركة تعليق رحلتها التجارية الوحيدة من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان على خلفية منع الشركة من سحب أموالها في بنوك صنعاء، غير أن وزارة النقل التابعة للحوثيين نفت حجز أو تجميد تلك الأموال.

وقال مسؤولو الشركة إنها ستوقف 6 رحلات أسبوعية إلى الأردن في أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعد فشل المفاوضات مع الحوثيين من أجل الإفراج عن أموال الشركة التي قالوا إنها تصل إلى 80 مليون دولار.

وأوضحت المصادر لرويترز أن الطائرة التي وصلت -مساء أمس السبت- من الأردن إلى مطار صنعاء الدولي كان من المفترض أن تغادره إلى مدينة عدن التي تتخذها الحكومة اليمنية عاصمة مؤقتة جنوبي البلاد.

مصدر بوزارة النقل : تعليق الرحلات عبر مطار صنعاء الدولي مؤشر لعدم جدية العدوان
صنعاء – سبأ:
اعتبر مصدر مسؤول بوزارة النقل تعليق رحلات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء الدولي مؤشر لعدم جدية دول العدوان في التوجه الجاد للسلام واستهتاراً بكل الجهود المبذولة بهذا الخصوص.
وأكد أن…

— نصر الدين عامر (@Nasr_Amer1) September 30, 2023

من جهتها، قالت جماعة الحوثي في بيان لوزارة النقل التابعة لها الليلة الماضية، إن الإعلان عن تعليق رحلات طيران اليمنية عبر مطار صنعاء، مؤشر على ما وصفته بـ "عدم جدية دول (العدوان) في التوجه الجاد للسلام".

وكانت شركة الخطوط الجوية اليمنية استأنفت رحلاتها من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عّمان في أبريل/ نيسان من العام الماضي، لتسيير رحلات تجارية مباشرة من مطار صنعاء بعد إعلان الحكومة اليمنية إعادة جدولة تلك الرحلات خلال مدة الهدنة الأممية في اليمن.

وأوضحت الخارجية اليمنية حينها أن ذلك يأتي "بعد جهود كبيرة بذلتها الحكومة والتحالف الداعم لها، والمبعوث الأممي لدى اليمن، وتعاون السلطات الأردنية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: مطار صنعاء

إقرأ أيضاً:

نورهان خفاجي تكتب: صنعاء بلا أجنحة

قبل نحو عامين أو أكثر جمعني لقاء مع الدكتور محمد عبدالقادر رئيس هيئة الطيران المدني اليمني، حينها كان في رحلة علاجية بالقاهرة، ولم ينشر للأسف هذا اللقاء؛ اليوم، حيث يتم الإعلان عن تدمير آخر طائرة يمنية مدنية على مهبط مطار صنعاء.. يحضرني تفاصيل هذا اللقاء وما تناوله عن أوضاع اليمن الشقيق بشكل عام وعن أجواء – قطاع الطيران - اليمن بشكل خاص.

قبل نحو عامين، كان بالكاد قد عادت صناعة الطيران المدني العالمية يبزغ نجمها من جديد، محاولةٍ نفض غبار أزمة الجائحة الوبائية التي كبلت العالم كله، حينها كان اليمن في هدنة وجيزة من الحرب، يخطط خلالها بأمل خافت في تأهيل مطار صنعاء بكلفة قدرتها السلطات حينها بنحو أكثر من 15 مليون دولار، كان مازال هناك طائرات، أربعة للخطوط اليمنية وكانت تنتظر انضمام الخامسة وطائرة تابعة لشركة السعيدة، كانا ينفذان إلى خارج صنعاء، ربما ليس لعالمِ بعيد ولكن كانا على الأقل يذهبان في فسحة إلى دول الجوار: ' القاهرة وعمان والأردن والخرطوم وجيبوتي وأحيانا بومبي بالهند'.. اليوم بإعلان تدمير آخر الطائرات، باتت صنعاء بلا طائرات.. بلا أجنحة ترفرف في السماء'.

في أوان الجائحة، كتبت عن اليمن، وقولت: إنه إذا كانت دول العالم تتأفف وتعاني نزيف الخسائر بالمليارات، لإغلاق حدودها الجوية لعدة أشهر بسبب الوباء، فما بالك باليمن الشقيق وهو يصارع وحيدا منذ 7 سنوات - حتى عام 2022 تاريخ اللقاء - ؛ بعدما أغلقت الأجواء على سكانه .. سنوات متواصلة من الغلق لم تأخذ خلالها طائرات صنعاء فسحة للسماء. المشهد يصور الحال، إن مطارات اليمن لم تطأ مدارجها طائرة منذ سنوات؛ أبراج المراقبة الجوية لم تُفتح شاشات راداراتها أيضا منذ سنوات؛ صالات الركاب مسدلة نوافذها.. 7 سنوات من العزلة والحرب ازدادت اليوم إلى عشرة وعادت صنعاء بلا طائرات.

في وجود الطائرات حتى شهور قريبة، قبل أن يلتهم جميعها القصف، كان المواطنون اليمنيون الراغبون في الخروج من البلاد وغالبيتهم طلاب أو مرضى أو بعض رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار، يخرجون في طريق يستغرق قرابة الـ 20 ساعة بالتحديد 18 ساعة، يمرون بين عشرات نقاط التفتيش حتى يستطيعون الوصول لأحد المطارات التي مازالت تعمل وكان على الأغلب مطاري عدن وسيئون، بديلا عن مطار العاصمة صنعاء الذي كان أيضًا قد دمرت قدراته بالكامل. 

يحكي رئيس هيئة الطيران المدني اليمني، عن الحال، أنه في الطريق بين المطارات كانت تسقط بعض حالات المرضى صريعة، الطلاب يتعرضون للنهب والسرقة والتعدي وأيضًا رجال الأعمال، لا أحد يُستثني من النهب، كان هذا هو الحال في وجود الطائرات!.

يقول إنه في وجود الطائرات المُصرح لها الهبوط على أرض مطار صنعاء، رغم القصف وقلة الإمكانيات، كان المهندسون اليمنيون يبذلون كامل جهدهم في صيانة التجهيزات الفنية والملاحية الموجودة بالمطار حتى لا تنقطع الخدمة، في ظل حرمانهم من تجديدها أو استبدالها بسبب الحصار المفروض على البلاد، ذاك الحصار الذي منع إدخال شحنة مساعدات وتجهيزات ملاحية جديدة للمطار، ولجأت صنعاء حينها إلى جيبوتي قبل ثلاث سنوات لتخزين هذه المساعدات حتى تأذن ساعة فك هذا الحصار.

اليوم تضاف ثلاث سنواتٍ جديدة منذ تاريخ هذا اللقاء، ويزداد معه تضييق الخناق على صنعاء، خاصة بعد الاستهداف الأخير على  المطار من قبل الاحتلال لآخر طائرة مدنية كانت تستعد لنقل فوجٍ من الحجاج، أربعة صواريخ إسرائيلية استهدفت طائرة صنعاء وتناثرت أجنحتها في ساحة المطار، وتناثر معه آمال عودة التشغيل القريب لهذا المطار، خاصة بعد أن وصلت كلفة إصلاح التدمير إلى 500 مليون دولار بدلا من 15 مليون دولار قبل ثلاثة أعوام، وتم إعلان وقف العمليات بالمطار لأجل غير مسمى!
 

طباعة شارك أخر طائرة يمنية مطار صنعاء صناعة الطيران اليمن نورهان خفاجي

مقالات مشابهة

  • مجزرةُ “تنومة” واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ
  • الحجاج اليمنيين.. معاناة مستمرة بين خلافات الحكومة والحوثيين والجبايات غير القانونية (تقرير)
  • آخر رحلات الحجاج تغادر مطار دمشق.. والأوقاف تحدد 16 حزيران موعداً للعودة
  • عبر ورقة الإنسانية وتحييد اليمنية.. تذلل حوثي لإعادة تشغيل مطار صنعاء
  • مجزرةُ “تنومة” واستهدافُ مطارِ صنعاءَ الدوليِّ
  • الخطوط اليمنية: لا مبرر لرفض تذاكر صنعاء
  • إعلام إسرائيلي: توق رحلات الإقلاع والهبوط في مطار بن جوريون
  • نورهان خفاجي تكتب: صنعاء بلا أجنحة
  • تنفيذاً لتهديدات المشاط .. محاولة حوثية فاشلة لاختطاف طائرة جديدة لـاليمنية
  • مايو شهرُ الضربات اليمنية المؤلمة للاحتلال