الاحتلال يحول القدس لـثكنة عسكرية.. وانتهاكات مستمرة للأقصى (شاهد)
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
مع دخول اليوم الخامس لـ"عيد العرش" اليهودي، تواصلت الاقتحامات الكبيرة من قبل مجموعات المستوطنين والمتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة صباح اليوم، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة.
وتلبية لدعوات "منظمات الهيكل" المزعوم والجماعات اليهودية المتطرفة، تصاعدت خلال فترة الأعياد اليهودية الحالية الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى؛ حيث شهدت باحاته انتهاكات واسعة ومتكررة، وبالذات في "عيد العرش" الحالي الذي بدأ السبت ويمتد 8 أيام.
رقصات وطقوس تلمودية
وبحسب ما أكدته إدارة المسجد الأقصى لـ"عربي21"، فقد تضاعف أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى وبلغ عددهم أمس الثلاثاء في الفترتين الصباحية والمسائية 802 متطرفا، بينهم 13 من عناصر جهاز المخابرات الإسرائيلي، ويوم الاثنين بلغ عددهم 1489 متطرفا.
وتنوعت انتهاكات المقتحمين وسلوكياتهم التي تمس بحرمة المسجد الأقصى؛ كمسجد خالص للمسلمين، وتمكن بعضهم من إدخال قرابين نباتية داخل الأقصى، إضافة لاستمرارهم في استفزاز مشاعر المسلمين والتضييق عليهم وإخراج بعضهم من المسجد، وإقامة المتطرفين لصلوات تلمودية والرقص والغناء داخل باحات المسجد وعلى أبوابه، إضافة لقيام قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطات المبعدات عن الأقصى واعتقال بعضهم والتنكيل بهم.
تغطية صحفية: "مستوطنين يؤدون صلوات تلمودية ويحملون ما تسمى "القرابين النباتية" عند باب الأسباط أحد أبواب المسجد #الأقصى خامس أيام عيد "العرش اليهودي". pic.twitter.com/q0BPN7kDKO — فلسطين بوست (@PalpostN) October 4, 2023
وتتنشر قوات الاحتلال بشكل مكثف في داخل مدينة القدس المحتلة وخاصة في أزقة البلدة القديمة، بالتزامن مع جولات استفزازية للمستوطنين وهم يحملون القرابين النباتية في أزقة وطرقات القدس، كما تقوم قوات الاحتلال بنصب العديد من الحواجز العسكري، وتتواجد أعداد كبيرة على أبواب المسجد الأقصى المبارك.
وعن تفاصيل الأوضاع داخل المسجد الأقصى صباح اليوم، أوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن قوات الاحتلال فتحت باب المغاربة الساعة السابعة صباحا، وسمحت للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى على شكل مجموعات كبيرة بقوة السلاح".
وأفادت في حديثها لـ"عربي21"، أن "مجموعات المتطرفين المقتحمين يقومون بجولات استفزازية ويؤدون صلوات وشعائر تلمودية وانبطاحات ورقص في باحات الأقصى بحماية القوات الخاصة الإسرائيلية، التي تمنع حراس المسجد من الاقتراب منهم لمنع انتهاكاتهم"، لافتا أن المتطرفين المقتحمين أدخلوا معهم القرابين النباتية إلى داخل المسجد الأقصى.
〽️ بالغناء والقرابين النباتية..
مستوطنون يواصلون استفزازاتهم بالبلدة القديمة بالقدس قرب باب المجلس.#معراج pic.twitter.com/6ze3MqOVTb — معراج (@M3rajNet) October 4, 2023
ولفتت إدارة الأقصى، أن قوات الاحتلال وعناصر "حرس الحدود"، تنتشر بكثافة على أبواب المسجد الأقصى الثمانية المفتوحة، وتقوم بالتدقيق في هويات المسلمين القادمين للصلاة في الأقصى، ومنع بعضهم من الدخول".
وذكرت عدد المقتحمين بلغ حتى الساعة التاسعة صباحا أكثر من 190 متطرفا، موضحة أن قوات الاحتلال منعت أحد الموظف في دائرة الأوقاف عرفات عمرو، من دخول المسجد الأقصى، وهو يعمل في المتحف.
ونهبت أن "هناك مسيرات لاستفزازية لمستوطنين داخل البلدة القديمة، من باب الواد وحتى باب الأسباط، وقامت قوات الاحتلال بإغلاق الشوارع لتأمين مرور هذه المسيرات".
مسار الاقتحام
وتبدأ عملية اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين في الفترة الصباحية في حدود السابعة والنصف صباحا من باب المغاربة، ومن ثم التجول في الساحات والوصول إلى المصلى المرواني، والمشي بجوار السور، والمرور من أمام باب الأسباط، ومن ثم باب حطة وباب المجلس والحديد وباب القطانين، وتنتهي بالخروج من باب السلسلة، وتمتد كل جولة لنحو ربع ساعة وربما يزيد، وتنتهي الفترة الصباحية الساعة الحادية عشر والنصف قبل الظهر، ويتجدد اقتحام الأقصى في الفترة المسائية بعد الظهر والتي قد تمتد لنحو 60 دقيقة.
وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وتبدأ بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/سبتمبر الجاري وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، والتي تتطور أحيانا لمواجهات مع قوات الاحتلال.
وبشكل مستمر، تعمل قوات الاحتلال على حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى ومنع حراس الأقصى من القيام بعملهم في حماية المسجد ومنع انتهاك حرمته من قبل المتطرفين، وفي بعض الأوقات، تعتقل بعضهم وتعتدي على آخرين حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية التي تمس بعقيدة المسلمين وتنتهك حرمة مسجدهم وقبلتهم الأولى.
وتهدف اقتحامات المتطرفين التي تتم طوال الأسبوع ما عدا يومي الجمعة والسبت، إلى فرض وقائع جديدة داخل المسجد الأقصى المبارك، وتتصاعد حدة الاقتحامات في الأعياد والمناسبات اليهودية المختلفة، حيث يشارك فيها العديد من الشخصيات الإسرائيلية الرسمية؛ نواب ووزراء وغيرهم.
ويسعى الاحتلال جاهدا لتحقيق مخططاته الهادفة إلى تهويد المسجد الأقصى وتحقيق التقسيم المكاني بعدما تمكن إلى حد ما من تحقيق تقسيمه الزماني للأقصى، تمهيدا لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه.
〽️ قوات الاحتلال تواصل التضييق على الأهالي بالبلدة القديمة بإغلاق باب حطة وعدة طرق أخرى وتمنعهم من المرور .#معراج pic.twitter.com/s01tuFG1kx — معراج (@M3rajNet) October 4, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المسجد الأقصى فلسطين القدس القدس فلسطين المسجد الأقصى الاحتلال الإسرائيلي سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأقصى المبارک للمسجد الأقصى المسجد الأقصى قوات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
استفزاز وعنصرية وتواطؤ.. هكذا علق مغردون على اقتحامات الأقصى
وشهد المسجد الأقصى مشاهد غير مسبوقة، حيث رفع المستوطنون أعلام الاحتلال داخل الحرم الشريف وأدوا طقوسا تلمودية في الساحات الشرقية والغربية، في حين اعتدت قوات الاحتلال على حراس المسجد وأبعدتهم عن الساحات لتأمين مرور المستوطنين.
وجاءت هذه الاقتحامات بمناسبة ما يسميه الإسرائيليون "يوم القدس" أو "يوم يروشالايم" بالعبرية، وهو عيد قومي يوافق اليوم الذي احتلت فيه إسرائيل الشطر الشرقي من القدس خلال حرب عام 1967، والمعروف عربيا بـ"نكسة حزيران".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4باحث مقدسي: اقتحامات المستوطنين للأقصى تهويد ممنهجlist 2 of 4سموتريتش: لا نخشى كلمة "احتلال" وسنعاود استيطان غزةlist 3 of 4نتنياهو يظهر من نفق تحت الأقصى والمستوطنون يصعّدون في القدسlist 4 of 44 دلالات خطيرة من اقتحام "بن غفير" للأقصى بهذا العددend of listوكعادتهم في مثل هذا اليوم من كل عام، نظم آلاف المستوطنين والمتدينين اليهود مسيرة الأعلام، وهي مسيرة ضخمة يرفعون خلالها الأعلام الإسرائيلية ويتجهون إلى القدس الشرقية، خاصة البلدة القديمة وباب العامود.
ترافقت المسيرة مع ترديد شعارات قومية ودينية وهتافات عنصرية ضد العرب والمسلمين، في مشاهد وصفتها المعارضة الإسرائيلية نفسها بالعنيفة والمهينة.
وبالتزامن مع هذه الأحداث، عقدت حكومة الاحتلال اجتماعا برئاسة نتنياهو في بلدة سلوان، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي عن مشاريع تهويدية ضخمة تشمل البنية التحتية والإسكان والتعليم.
كما نشر نتنياهو فيديو من داخل نفق ضخم قال إنه يمتد من بلدة سلوان وصولا إلى أسفل المسجد الأقصى مباشرة، جدد خلاله مزاعمه بأن "القدس هي العاصمة الأبدية لإسرائيل".
إعلان غضب واستياءورصد برنامج شبكات (2025/5/27) تعليقات كثيرة اتسمت بالغضب والاستياء من هذه المشاهد، حيث كتبت لمى: "ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات وطقوس دينية تحت حماية الاحتلال، والاستفزاز والعنصرية جهارا، خرق سافر للوضع القانوني والتاريخي للقدس".
وأضافت لمى أن ما يحدث "تحدٍّ صريح لقرارات الأمم المتحدة"، معتبرة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكا واضحا للمواثيق الدولية والقوانين التي تحكم الوضع في القدس المحتلة.
بينما علقت هدى قائلة: "هذه خطوات محسوبة ضمن مشروع صهيوني يسعى لتكريس سيادة دينية وسياسية على القدس والمسجد الأقصى، ما يحدث هو محو تدريجي للهوية الإسلامية والعربية للمدينة".
وحذر محمد من خطورة الصمت إزاء هذه الممارسات، مغردا: "استمرار الصمت الرسمي والشعبي على هذا المسار العدواني هو تواطؤ غير مباشر، من لم يحرّكه الأقصى اليوم، فلن يحرّكه شيء بعده".
من جهته، ربط كريم بين ما يحدث في الأقصى والسياسات العنصرية الأوسع، قائلا: "أن تُغلق متاجر الفلسطينيين قسرا، وتُضرب الطواقم الصحفية، ويُهتف علنا الموت للعرب في شوارع القدس".
وأضاف كريم: "كل هذا لا يهدد فقط المسجد الأقصى، بل يفضح انحدارا أخلاقيا في نظام يفاخر بعنصريته دون رادع"، مشيرا إلى التصعيد المتواصل في الممارسات العدوانية ضد الفلسطينيين.
وفي إشارة لافتة إلى الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه، علق زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على مسيرة الأعلام، ووصفها بالمسيرة العنيفة والمهينة، وقال: "تم الاحتفال بيوم القدس أمس بمسيرة عنيفة ومهينة تخللتها أغان تسخر من الأطفال الذين يموتون في غزة"، في انتقاد نادر من قيادي إسرائيلي بارز لهذه الممارسات.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات في المنطقة وتزايد المخاوف من تداعيات السياسات الإسرائيلية على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي، خاصة مع استمرار الانتهاكات في المقدسات الدينية.
إعلانوتشكل اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة جزءا من سياسة إسرائيلية أوسع تهدف إلى تغيير الوضع القائم في القدس، وفرض واقع جديد يخدم المشروع الاستيطاني في المدينة المقدسة والمناطق المحيطة بها.
27/5/2025