إيران: اتهامات لـ"شرطة الأخلاق" بالاعتداء على فتاة بسبب ملابسها
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
حادثة آرميتا كَراوند أعادت التذكير ولو بشكل غير مباشر بوفاة الإيرانية الكردية جينا مهسا أميني
قالت منظمة "هنكَاو" التي تتخذ من النرويج مقرا لها (الثلاثاء الثالث من أكتوبر/تشرين أول 2023) إن "آرميتا كَراوند ( 16 عاما) دخلت في غيبوبة اعتبارا من الأحد... بسبب اعتداء جسدي حاد من عناصر (إناث) من شرطة الأخلاق في مترو طهران".
وتداول مستخدمون على منصات التواصل شريط فيديو قالوا إنه يظهر قيام عدد من عناصر الشرطة الإناث بدفع كراوند لداخل إحدى عربات قطار الأنفاق. وبدا أن كراوند لم تكن تغطي رأسها بحجاب. ونفى مدير قطارات الأنفاق في طهران مسعود درستي وقوع "أي خلاف لفظي أو جسدي" بين الطالبة كَراوند و"الركاب أو المسؤولين في المترو". وقال لوكالة الأنباء الرسمية "إرنا" إن "بعض الشائعات عن مواجهة مع عناصر المترو غير صحيحة، ولقطات كاميرات المراقبة (في المحطة) تدحضها".
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الفتاة فقدت توازنها بسبب انخفاض ضغط الدم واصطدمت رأسها بحافة القطار، ثم حملها أصدقاؤها من عربة المترو واتصلوا بخدمات الطوارئ ، وفقا لتقارير رسمية.
وتتحدر كراوند المقيمة في طهران، من مدينة كرمنشاه في غرب إيران الذي تقطنه غالبية من السكان الأكراد.
وكانت صحيفة "شرق" الإيرانية أفادت الإثنين بأن مراسلتها مريم لطفي أوقفت لدى زيارتها مستشفى فجر لتغطية قضية كراوند، قبل الإفراج عنها في وقت لاحق.
وأعادت الحادثة التذكير عبر منصات التواصل بوفاة الإيرانية الكردية جينا مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر إثر دخولها في غيبوبة بعد توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" في طهران لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
فنانون يُخلدون ذكرى وفاة مهسا أمينيواتهم ناشطون ومنظمات حقوقية في حينه الشرطة بضرب أميني، بينما أكدت السلطات أن وفاتها كانت ناتجة عن حالة صحية سابقة. وأطلقت وفاة أميني احتجاجات واسعة في إيران، تراجعت حدتها أواخر 2022.
وفي الأسابيع التي سبقت حلول الذكرى السنوية لوفاة أميني، اتهمت منظمات حقوقية غير حكومية خارج إيران السلطات بتكثيف "القمع" وشنّ حملة توقيف لشخصيات وناشطين وأقارب أشخاص قضوا على هامش الاحتجاجات.
و قتل المئات على هامش تلك الاحتجاجات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن ، بينما تمّ توقيف الآلاف، وفق منظمات حقوقية. وأعلنت السلطة القضائية تنفيذ حكم الإعدام بحق سبعة من المدانين في قضايا متصلة بالتحركات.
وعمدت السلطات الإيرانية إلى تشديد لهجتها من خلال الإعلان عن قيود إضافية لضبط الالتزام بوضع الحجاب، مثل استخدام كاميرات مراقبة في الشوارع، وتوقيف ممثلات شهيرات لظهورهن من دون حجاب.
ع.ج.م/إ.ف (أ ف ب/د ب أ)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: مهسا أمینی
إقرأ أيضاً:
وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الجمعة، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إيران طلبت من الصين آلاف الأطنان من مكونات تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية، في خطوة تشير إلى سعي طهران لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق، حتى في ظل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي.
محور المقاومة يعود للواجهةوأشارت الصحيفة إلى أن إيران تسعى إلى إعادة بناء محور المقاومة، وهو التحالف الإقليمي الذي يضم فصائل مسلحة في العراق، سوريا، لبنان واليمن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن تعزيز هذا المحور يأتي بالتزامن مع استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وتكثيف الضغوط على خصوم إيران الإقليميين، في رسالة واضحة مفادها أن طهران تحتفظ بأوراق ضغط قوية سواء تم التوصل إلى اتفاق نووي جديد أم لا.
وبحسب التقرير، فإن الكميات التي طلبتها إيران من الصين تكفي لإنتاج ما يقارب 800 صاروخ باليستي، مما يعكس تصعيدًا كبيرًا في قدرات طهران التسلحية، بالتوازي مع إعادة تفعيل شبكة حلفائها الإقليميين، المعروفة باسم "محور المقاومة".
نقل صواريخ إلى العراق قد يهدد إسرائيلفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أن إيران قامت بالفعل بنقل صواريخ باليستية إلى ميليشيات موالية لها في العراق، وهذه الصواريخ قادرة على استهداف الأراضي الإسرائيلية، ما يرفع منسوب القلق الإقليمي والدولي حيال خطط طهران الاستراتيجية.
وتؤكد الصحيفة أن هذه التحركات تجري في وقت حرج، إذ لا تزال المحادثات النووية بين إيران والإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تراوح مكانها، وسط مؤشرات متزايدة على فقدان الثقة المتبادل.
ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن صفقة مكونات الصواريخ الصينية قد تم إبرامها قبل دعوة ترامب الأخيرة لإجراء محادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي، ما يثير تساؤلات حول نوايا إيران الحقيقية في هذا الملف، ويعزز الاعتقاد بأن طهران تتحرك على مسارين متوازيين: التفاوض من جهة، وتعزيز القوة العسكرية من جهة أخرى.
قلق أمريكي وإسرائيلي متزايدوتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة في أوساط صناع القرار في واشنطن وتل أبيب، خصوصًا في ظل إعلان ترامب مؤخرًا أن أي اتفاق مستقبلي مع إيران سيحظر تخصيب اليورانيوم بالكامل، ما قد يفسر تسريع طهران لبرامجها التسليحية في الوقت الراهن تحسبًا لفشل المحادثات.
وتبقى الأنظار متجهة نحو ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية، في ظل معلومات تشير إلى أن تل أبيب تضع خيارات عسكرية على الطاولة حال فشل الدبلوماسية، بينما تسعى واشنطن لموازنة الردع مع تجنب تصعيد عسكري شامل في الشرق الأوسط.