وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الجمعة، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إيران طلبت من الصين آلاف الأطنان من مكونات تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية، في خطوة تشير إلى سعي طهران لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق، حتى في ظل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي.
محور المقاومة يعود للواجهةوأشارت الصحيفة إلى أن إيران تسعى إلى إعادة بناء محور المقاومة، وهو التحالف الإقليمي الذي يضم فصائل مسلحة في العراق، سوريا، لبنان واليمن.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن تعزيز هذا المحور يأتي بالتزامن مع استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وتكثيف الضغوط على خصوم إيران الإقليميين، في رسالة واضحة مفادها أن طهران تحتفظ بأوراق ضغط قوية سواء تم التوصل إلى اتفاق نووي جديد أم لا.
وبحسب التقرير، فإن الكميات التي طلبتها إيران من الصين تكفي لإنتاج ما يقارب 800 صاروخ باليستي، مما يعكس تصعيدًا كبيرًا في قدرات طهران التسلحية، بالتوازي مع إعادة تفعيل شبكة حلفائها الإقليميين، المعروفة باسم "محور المقاومة".
نقل صواريخ إلى العراق قد يهدد إسرائيلفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أن إيران قامت بالفعل بنقل صواريخ باليستية إلى ميليشيات موالية لها في العراق، وهذه الصواريخ قادرة على استهداف الأراضي الإسرائيلية، ما يرفع منسوب القلق الإقليمي والدولي حيال خطط طهران الاستراتيجية.
وتؤكد الصحيفة أن هذه التحركات تجري في وقت حرج، إذ لا تزال المحادثات النووية بين إيران والإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تراوح مكانها، وسط مؤشرات متزايدة على فقدان الثقة المتبادل.
ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن صفقة مكونات الصواريخ الصينية قد تم إبرامها قبل دعوة ترامب الأخيرة لإجراء محادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي، ما يثير تساؤلات حول نوايا إيران الحقيقية في هذا الملف، ويعزز الاعتقاد بأن طهران تتحرك على مسارين متوازيين: التفاوض من جهة، وتعزيز القوة العسكرية من جهة أخرى.
قلق أمريكي وإسرائيلي متزايدوتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة في أوساط صناع القرار في واشنطن وتل أبيب، خصوصًا في ظل إعلان ترامب مؤخرًا أن أي اتفاق مستقبلي مع إيران سيحظر تخصيب اليورانيوم بالكامل، ما قد يفسر تسريع طهران لبرامجها التسليحية في الوقت الراهن تحسبًا لفشل المحادثات.
وتبقى الأنظار متجهة نحو ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية، في ظل معلومات تشير إلى أن تل أبيب تضع خيارات عسكرية على الطاولة حال فشل الدبلوماسية، بينما تسعى واشنطن لموازنة الردع مع تجنب تصعيد عسكري شامل في الشرق الأوسط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إيران الصين إسرائيل اليمن سوريا العراق طهران تخصیب الیورانیوم من إسرائیل أی اتفاق حال فشل
إقرأ أيضاً:
توتر إيراني أمريكي بشأن مفاوضات النووي.. القيادة في طهران تهاجم عرض واشنطن
هاجم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الأربعاء، المقترح الأمريكي للاتفاق النووي قائلا إنه يتعارض مع سلطة طهران الوطنية.
وأضاف في خطاب "المقترح الأمريكي النووي يتناقض مع إيمان أمتنا بالاعتماد على الذات ومبدأ (نحن قادرون)".
واتهم خامنئي الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تريد تفكيك برنامج طهران النووي.
الثلاثاء، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن طهران لن ترضخ لضغوط الولايات المتحدة لتفكيك برنامجها النووي.
وقال بزشكيان في خطاب بثه التلفزيون الرسمي الثلاثاء "إنهم يقولون إنه يجب عليكم تفكيك كل ما لديكم، لكن لا إنسان حر يرضخ للظلم والقهر".
من جانب آخر، قالت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إيران واضح، وإن "تخصيب اليورانيوم" ليس مطروحا في مقترح الاتفاق النووي الذي قدّمته واشنطن لطهران.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي علقت فيه المتحدثة على الأنباء القائلة بأن "مسودة المقترح الذي قدّمته الولايات المتحدة لإيران أتاحت لطهران فرصة تخصيب اليورانيوم بمستوى محدود".
وأشارت ليفيت إلى أنها لن تعلق على تفاصيل هذه الادعاءات.
وتابعت: "نحن لا نجري مفاوضات عبر وسائل الإعلام. نحترم الاجتماعات والمفاوضات التي أجراها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وقد أوضح الرئيس ترامب موقفه بوضوح تام عبر حسابه على موقع تروث سوشيال الليلة الماضية".
وذكرت أن المبعوث الخاص لترامب في الشرق الأوسط ويتكوف، قدم اقتراحا مفصلا و"مقبولا" للجانب الإيراني.
وأضافت: "يأمل الرئيس أن يُقبل هذا المقترح، ويؤكد أن إيران ستواجه عواقب وخيمة في حال عدم قبوله".
بدورها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس إن "سياسة أقصى الضغوط الأمريكية تجاه إيران لا تزال بكامل قوتها رغم مساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إن إدارته لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم في إطار الاتفاق النووي المحتمل توقيعه مع طهران.
وأكد ترامب أن برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني "كان ينبغي أن يتوقف منذ زمن".
من جانب آخر، أفاد موقع أكسيوس الأمريكي في تقرير أن طهران "سيُسمح لها بتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة لفترة زمنية محددة".
وتشكل قضية تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية بين إيران والولايات المتحدة، مع استمرار المفاوضات النووية بين البلدين.
وتطالب إيران برفع العقوبات عنها مقابل فرض قيود على برنامجها النووي لمنعها من تصنيع قنبلة ذرية.
فيما يطالب الجانب الأمريكي بوقف تخصيب إيران لليورانيوم على جميع المستويات، رغم تحدثه سابقا عن قبوله بنسبة تخصيب منخفض.
وتقوم عمان بدور وساطة في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران لإنهاء خلافات جوهرية، حيث عقدت 5 جولات، 3 منها في مسقط، وسط ترقب لجولة سادسة.
وفي 31 مايو/ أيار الماضي، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تسلم بلاده بنود مقترح أمريكي يهدف للتوصل إلى اتفاق نووي بين طهران وواشنطن.
تأتي هذه التطورات في ظل جمود طويل في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق خلال ولاية ترامب الأولى في 2018، وسط محاولات متكررة لإعادة إحيائه بشروط جديدة من الجانبين.