التضليل الإعلامي .. السلاح الخطير..!
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
التضليل الإعلامي هو أحد أخطر أسلحة العصر الحالي، حيث يُستخدم لتشويه الحقائق أو تزييفها بهدف التأثير على الرأي العام، والتحكم في رد الفعل المطلوب من الجمهور. وفي ظلّ الانتشار السريع للأخبار عبر المنصات الإعلامية الرقمية والتقليدية، أصبح من السهل ترويج الأكاذيب ونشر الشائعات.
التضليل الإعلامي لا يهدف فقط إلى خداع الناس، بل إلى تغيير مفاهيمهم واتجاهاتهم السياسية والاجتماعية.
الخداع البصري واللغة:
من أبرز أدوات التضليل الإعلامي الخداع البصري وتجنيد اللغة والألفاظ لخدمة أهداف الجهة المُضللة، حيث يتم التلاعب بالصور ومقاطع الفيديو، عبر المونتاج بالقص والدمج والحذف وإخفاء وتشويه المعالم، ما يُعطي انطباعًا مزيفًا عن الأحداث. وتُستخدم اللغة المُضلِّلة مثل العناوين المُثيرة، أو الكلمات العاطفية التي تُحفّز الغضب أو الخوف أو الحماسة الزائدة دون تقديم معلومات دقيقة أو أسباب مقنعة لذلك.
أحيانًا يتمّ اختيار مصطلحات مُعيّنة لوصف حدث ما لتمرير رسالة خفية، والتلاعب التوصيف مثل القول: “محتجين” بدل “إرهابيين” أو العكس، أو توصيفات أخرى مثل متظاهرين، باحثين عن الديمقراطية، مناضلين، مهمشين، ويتم ذلك وفقًا لأجندة الجهة الموجهة للرسالة الإعلامية.
الأخبار الكاذبة والشائعات:
ظهرت في الفترة الأخيرة الأخبار الكاذبة التي تُنشر عن قصد، إما لجذب المشاهدات وتحقيق أرباح، أو لتحقيق أهداف للجهات الناشرة والمروجة. وتعتمد الأخبار الكاذبة على معلومات غير موثوقة، أو يتمّ اقتطاعها من سياقها، وتعمّد نشر جزء مبتور ومحدد من خبر، بغرض إثارة الرأي العام. ووتلعب الشائعات دوراً خطيراً، خاصةً عندما يتم نشرها في أوقات الأزمات، حيث يكون الجمهور في حالة تخبّط ويسهل تصديق أيّ خبر دون تحقّق.
للأسف! بعض الوسائل الإعلامية الموجّهة تتعمّد نشر الشائعات ثمّ تتراجع لاحقًا بعد أن يكون الضرر قد وقع! وفي بعض الأحيان يتم إعادة تدوير ونشر أخبار وصور قديمة من أجل هدف واحد هو؛ التضليل الإعلامي.
الخوارزميات والترند والهاشتاق:
في العصر الرقمي، تُساهم الخوارزميات في تضليلنا دون أن ندرك ذلك! فالمنصات الرقمية تُظهر لنا المحتوى الذي يتوافق مع اهتمامنا وسلوكنا وأشياء أخرى.
كما يتمّ استغلال الترند وهو الموضوع الأكثر تداولاً لإدخال رسائل مُضللة لأن الجمهور ينجذب بسرعة للمواضيع الشائعة دون تحقق.
ويتم أيضا تمرير المعلومات المُضللة بنشرها تحت الوسوم أو الهاشتقات المنتشرة أو التي يتم صنعها خصيصاً لهذا الغرض. ويتم التحكم في الترند والهاشتاق بواسطة الغرف الإعلامية الرقمية، سواء كان يتم إدارتها يدوياً عن طريق البشر، أو عن طريق الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وما النتيجة؟ انتشار واسع لمعلومات مُضللة في العالم الرقمي والواقعي، تُصبح “حقائق” في أذهان الكثيرين، وتدفعهم لاتخاذ موقف غير صحيح.
كيف نحمي أنفسنا من التضليل الإعلامي:
لمواجهة التضليل الإعلامي، نحتاج إلى التمسّك بالتحقّق النقدي تجاه ما نشاهده أو نقرأه أو نسمعه، أي نسأل أنفسنا دائما هل هذا صحيح؟ ونبحث عن المصادر الموثوقة، وتجنّب مشاركة الأخبار والصور ومقاطع الفيديو قبل التأكّد من صحّتها. ونسأل كذلك؟ من نشر ولماذا؟
قبل البحث عن الأخبار وإعادة نشرها، نبحث أولاً عن أدوات التحقق من المعلومات سواء كانت أخبار أو صور ومقاطع مرئية، ونتعلم استخدامها.
لنتذكر! في عالم الأضواء الرقمية الخادعة، فإن الضوء الحقيقي هو وعينا بما يتم عرضه أمامنا، فلا نتعجل باتخاذ المواقف.
الحماية من تأثير التضليل الإعلامي تجعلك تعيش بأمان وسط العالم الرقمي الصاخب، كُن منارة لك ولغيرك.
د. أمين علي عبدالرحمن
مستشار إعلام وخدمات رقمية
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: التضلیل الإعلامی
إقرأ أيضاً:
المفوضية تستعرض خطة التوعية ليوم الاقتراع وتعزز الشراكة الإعلامية
في إطار الاستعدادات النهائية لمرحلة الاقتراع ضمن انتخابات المجالس البلدية (المجموعة الثانية – 2025)، عقدت إدارة التوعية والتواصل بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، صباح اليوم الثلاثاء الموافق 29 يوليو 2025، اجتماعاً فنياً ناقشت خلاله خطة الحملة التوعوية الخاصة بمرحلة الاقتراع، إلى جانب خطة البث المباشر ليوم الاقتراع.
ترأس الاجتماع خالد الموسى، مدير إدارة التوعية والتواصل، بحضور عائشة تبوت إبراهيم، رئيسة قسم التوعية، وعبدالرؤوف شنب، رئيس قسم التواصل، إلى جانب مستشاري التوعية من مشروع دعم الانتخابات في ليبيا.
وخلال الاجتماع، قدمت تبوت عرضاً مفصلاً لمحاور الخطة التوعوية، والتي تتضمن حزمة متنوعة من المواد الإعلامية المعدّة لتوعية الناخبين، تشمل: مطويات توضيحية، مقاطع فيديو، رسائل إذاعية ونصية، محتوى رقمي مخصص لمنصات التواصل الاجتماعي
كما تم استعراض آلية توزيع هذه المواد على مكاتب الإدارة الانتخابية، إلى جانب التنسيق مع شركاء التوعية من منظمات المجتمع المدني، والحركة الكشفية، والاتحادات الطلابية، وبيوت الشباب، بهدف ضمان وصول الرسائل التوعوية إلى جميع شرائح المجتمع، وتعزيز مشاركة المواطنين في العملية الانتخابية.
من جانب آخر، ناقش الحاضرون خطة البث المباشر ليوم الاقتراع، حيث تم عرض تفاصيل التغطية الإعلامية عبر المنصات الرقمية للمفوضية، وتحديد آليات التعاون مع القنوات والإذاعات المحلية، بما يضمن نقل صورة مهنية وشفافة لسير العملية الانتخابية.
ويأتي هذا الاجتماع ضمن سلسلة من اللقاءات التنسيقية التي تعقدها إدارة التوعية والتواصل، بهدف توحيد الخطاب الإعلامي، وضمان فعالية الجهود التوعوية، وتحقيق أعلى درجات الجاهزية ليوم الاقتراع، بما يعكس حرص المفوضية على الشفافية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.
آخر تحديث: 29 يوليو 2025 - 15:45