(صحيفة): تصاعد النفوذ الصيني في اليمن يثير قلقاً دولياً
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
يمن مونيتو/ قسم الأخبار
كشفت مصادر دبلوماسية وعسكرية لـ”العربي الجديد” عن تنامي الدور الصيني في ساحة الصراع اليمنية، وسط مؤشرات متزايدة على انخراط بكين في دعم جماعة الحوثيين بشكل مباشر أو غير مباشر، في تطور يعكس انتقال الحرب بالوكالة بين الولايات المتحدة والصين إلى جنوب الجزيرة العربية.
وتفيد معلومات حصلت عليها “العربي الجديد” من مسؤولين غربيين ومصادر عسكرية يمنية، بأن الأسلحة المتطورة والتقنيات الجديدة التي يستخدمها الحوثيون في استهداف السفن الغربية والطائرات الأميركية المسيّرة، تحمل بصمة صينية واضحة، وهو ما يعد تحولاً نوعياً في خارطة التسليح للجماعة التي طالما اعتمدت على الدعم الإيراني والروسي.
وكانت الخارجية الأميركية قد اتهمت في وقت سابق من أبريل/نيسان الماضي شركة “تشانغ غوانغ” الصينية لتكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، بدعم هجمات الحوثيين على المصالح الأميركية عبر تزويدهم بصور أقمار صناعية. واعتبرت المتحدثة باسم الخارجية، تامي بروس، أن استمرار الشركة في دعم الجماعة رغم التحذيرات المتكررة لبيكين، “يؤكد زيف ادعاءات الصين بشأن دعم السلام”.
في المقابل، نفت الخارجية الصينية علمها بالاتهامات، مؤكدة أنها تلتزم بدعم الاستقرار في المنطقة، بينما تتحدث تقارير استخباراتية ودبلوماسية عن تنسيق صيني حوثي غير معلن، تبلور عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عمان، وهدفه تأمين مرور آمن للسفن الصينية في البحر الأحمر وباب المندب، على عكس السفن الغربية التي كانت هدفاً مباشراً لهجمات الجماعة المسلحة.
الأسلحة والتقنيات: من إيران إلى الصين
وتؤكد مصادر عسكرية يمنية لـ”العربي الجديد” أن قوات الجيش اليمني والتحالف العربي صادرت خلال العامين الماضيين معدات وقطع غيار عسكرية متقدمة، بعضها صيني المنشأ، كانت في طريقها إلى الحوثيين. وتشير التحقيقات إلى أن مئات الطائرات المسيّرة التي أُسقطت خلال العمليات العسكرية الأخيرة، تحتوي على مكونات صُنعت في إيران وشرق آسيا، وعلى وجه الخصوص الصين.
ويدعم هذه المعطيات تقرير صادر عن منظمة Conflict Armament Research في مارس/آذار الماضي، كشف عن تهريب خلايا وقود هيدروجين تُستخدم في تصنيع طائرات مسيّرة قادرة على التحليق لمسافات طويلة، وتم التعرف على أجزاء من هذه التقنية كمصنّعة في الصين.
معاملة تفضيلية في الممرات البحرية
في سياق متصل، نقلت “العربي الجديد” عن تقرير لمركز أتلانتيك كاونسل صدر في مايو/أيار الماضي، أن السفن الصينية تبحر دون استهداف في مياه البحر الأحمر، في حين تواجه السفن الغربية تهديداً دائماً من هجمات الحوثيين. ويُرجّح أن ذلك يعود إلى تنسيق مباشر بين مسؤولين حوثيين ونظرائهم الصينيين، توصل إلى تفاهمات حول تجنب السفن التي تحمل العلم الصيني.
وأشار التقرير إلى أن عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، محمد علي الحوثي، كان طرفاً مباشراً في هذا التنسيق، الذي توّج باتفاقات “غير رسمية” لتوفير ممرات آمنة.
دبلوماسي يمني: لا بد من موقف حكومي من بكين
رغم تصاعد القلق الدولي، لم تصدر الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أي موقف رسمي حتى الآن تجاه بكين، في وقت تزداد فيه المؤشرات على عمق العلاقة بين الصين والحوثيين.
وفي تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، قال دبلوماسي يمني في وزارة الخارجية إن الوقت حان لطلب توضيحات رسمية من الصين بشأن دورها في تسليح الحوثيين أو تسهيل أنشطتهم.
وأضاف أن “الوضع لم يعد يحتمل الحياد، فالصين باتت طرفاً فاعلاً في صراع إقليمي له أبعاد دولية، ويجب على الحكومة اليمنية أن تتحرك لوقف ما يبدو أنه انخراط صيني في حرب وكالة ضد الولايات المتحدة على الأرض اليمنية”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: أمريكا الحرب الصين اليمن العربی الجدید
إقرأ أيضاً:
ابتزاز دولي في البحر الأحمر وتوسع نفوذ على وقع الصراع في غزة.. تحليل سفير بريطانيا السابق لدى اليمن لسلوك الحوثيين
يمن مونيتور/ مأرب/ خاص:
قال إدموند فيتون-براون، السفير البريطاني السابق لدى اليمن، إن الحرس الثوري الإيراني هو الجهة الأجنبية الأكثر نفوذاً في اليمن. من خلال علاقة التنظيم الإيراني مع جماعة الحوثي المسلحة.
وقال براون في لقاء مع برنامج بودكاست على مركز أبحاث ( BICOM) إن “شنّ الحوثيين حملتهم في البحر الأحمر ضد الملاحة فيه أواخر عام ٢٠٢٣ وبداية عام ٢٠٢٤، كان مبادرة حوثية. لم يفعلوا ذلك بناءً على تعليمات إيرانية، بل كانوا يفعلون شيئًا اعتبروه مفيدًا لهم، ولسمعتهم”.
وأضاف أن الحوثيين يستعرضون عضلاتهم ويُظهرون قدرتهم على ابتزاز المجتمع الدولي باستخدام منفذهم إلى البحر الأحمر. لافتاً إلى أن سلوك الحوثيين هذا جاء قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي على غزة منحه القدرة على توسيع الابتزاز.
وبراون هو دبلوماسي بريطاني مخضرم وكان سفيراً للمملكة المتحدة لدى اليمن بين 2015-2017م.
وأضاف براون: سبق ان استخدم الحوثيون الهجمات في البحر الأحمر لتحقيق مكاسب وكان ذلك 07 أكتوبر. وبالتالي، لا يمكن القول إنه مرتبط مباشرةً بتضامن الحوثيين مع الفلسطينيين. على أي حال، مع مرور الوقت، ونشر إدارة بايدن، بدعم من الحكومة البريطانية، قوة بحرية في البحر الأحمر، تكبد الحوثيون خسائر فادحة، ليست كبيرة، بل دمار كبير في منشآتهم العسكرية.
وتابع: “ورغم أن الناس انتقدوا الرد الأمريكي الأولي باعتباره مُفرطًا في الحذر، وأعتقد أنه كان كذلك بالفعل، إلا أنه كان له بعض التأثير، وكان بيانًا قويًا جدًا للنوايا. وأعتقد أن الحوثيين حينها أدركوا ذلك، لكنهم استمروا ليُثبتوا مصداقيتهم في قولهم إنهم حقًا، كما تعلمون، أبطال القضية الفلسطينية ضد إسرائيل.”
مع ذلك يقول براون: كان عليهم بذل المزيد من الجهود لمهاجمة إسرائيل مباشرةً. وهكذا، بدأوا، مع مرور الوقت، يستخدمون الطائرات المسيرة والصواريخ لمحاولة اختراق الدفاعات الإسرائيلية وتوجيه ضربة إلى الأراضي الإسرائيلية. وقد فعلوا ذلك بالفعل في الماضي فلديهم خبرة في القيام بذلك ضد المملكة العربية السعودية خلال الحرب الأهلية، ولديهم خبرة في القيام بذلك ضد الإمارات العربية المتحدة.
لذلك يرى براون إن الحوثيين قالوا “لنرَ إن كنا نستطيع ضرب إسرائيل”. مضيفاً: من الواضح أن إسرائيل تتمتع بدفاع قوي جدًا، وقليل جدًا من هذه الهجمات ينجح. ولكن عندما ينجح، فمن الواضح أنه يُحدث اضطرابًا كبيرًا. وعندما يُكبد الإسرائيليون أي خسائر أو يُسببون اضطرابًا خطيرًا، فإنهم يشعرون حينها بالحاجة إلى الرد.
ولفت إلى دورة القصف التي تمت منذ منتصف مارس/آذار حتى مطلع مايو/أيار خلال ولاية ترامب الثانية. وقال: ثم جاء دونالد ترامب ليقول إن قواعد الاشتباك السابقة كانت غير كافية، وإن الولايات المتحدة لا ينبغي الاستهانة بها، وإن الحوثيين سيُدمرون إن لم يتوقفوا عن تهديد الملاحة الدولية في المياه الدولية. كما قال صراحةً إنه سيُحمّل إيران مسؤولية كل ما فعله الحوثيون، حتى يتوقع الإيرانيون أيضًا التعرض لهجوم عسكري إن استمروا في تسهيل ودعم هجمات الحوثيين على المجتمع الدولي.
منع الحوثيين من حشد القوات
وقال الدبلوماسي البريطاني السابق في اليمن “أعتقد أن أهم شيء حققته الحملة الأمريكية، والذي لم يتحدث عنه الناس كثيرًا، هو حقيقة أنها منعت الحوثيين من حشد القوات لإحراز تقدم في الحرب الأهلية، لأن الحرب الأهلية مستمرة في اليمن والهدف الحالي للحوثيين هو السيطرة على مدينة مأرب، ومدينة مأرب مهمة استراتيجيًا للغاية”.
وأضاف: مأرب مدينة كبيرة جدًا، وستفتح أيضًا الطريق أمام الحوثيين للتقدم شرقًا نحو حقول النفط اليمنية، وجنوبًا نحو خليج عدن أو ساحل المحيط الهندي. لذا، من المهم جدًا منع الحوثيين من الفوز في الحرب الأهلية. من المهم جدًا ألا ينجحوا في الاستيلاء على مأرب”.
وتابع: “وبالطبع، عندما شنّ الأمريكيون هذه الحملة الجوية الواسعة والعدوانية، أدرك الحوثيون أن قواتهم التي كانت تحشد للسيطرة على مأرب كانت في غاية الضعف، وأنهم قد يُسحقون تمامًا من الجو. لذا، اضطروا إلى التخلي عن حصار مأرب والتخلي عن الأعمال الهندسية التي كانوا يقومون بها لدعم هذا الحصار”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةنحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...