رأى روبرت كيلي، أستاذ في قسم العلوم السياسة في جامعة بوسان الوطنية، أن الهجوم الروسي على أوكرانيا، أحدث انقساماً كبيراً غير متوقع في أروقة الحزب الجمهوري الأمريكي.

هناك شائعات مفادها أن هناك تعاوناً روسياً مع ترامب

وكتب في مقاله بموقع "1945" أنه في مجلس النواب، شهد الجناح المحافظ في الحزب تحولاً كبيراً معارضاً إرسال مساعدات إلى أوكرانيا، ويواصل الجمهوريون التقليديون، أمثال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، دعم مثل هذه المساعدات للبلد المحاصر.

ولا يتجلى هذا الانقسام داخل الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي ككل.. ففي ظل وجود الديمقراطيين، نجد أغلبية كبيرة في مجلسي الكونغرس تدعم المساعدات، غير أن الحزب الجمهوري يسيطر على مجلس النواب.

النقاش يزداد صعوبة

والأرجح، حسب الكاتب، أن تحاول إدارة بادين مجدداً قريباً إرسال الدعم إلى أوكرانيا، غير أن النقاش يزداد صعوبة.

لطالما كان الحزب الجمهوري بؤرة للناخبين الانعزاليين، ولا سيما في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة، فقد تأسست الولايات المتحدة على مبدأ أنها فريدة، وحذّر كثيرون من واضعي الدستور من الإساءة إلى التجربة الأمريكية بخصوص سياسات خارجية أممية.

The Republican Civil War over the Ukraine War https://t.co/Wph5PpJIXK

— barney (@barney31912373) October 3, 2023

وخلال القسم الأكبر من تاريخ الولايات المتحدة، اقتصرت المصالح الأمريكية على الأغلب على نصف الكرة الغربي.. وحتى بعد الحرب العالمية الأولى، قررت الولايات المتحدة العودة إلى أرض الوطن بدلاً من المشاركة في عصبة الأمم.

وأشار الكاتب إلى أن الحرب العالمية الثانية وصعود نجم الاتحاد السوفيتي بدلا هذا الموقف، وأطاح الرئيس دوايت أيزنهاور بعضو مجلس الشيوخ روبرت تافت الذي كان يُعد آخر صوت جمهوري مؤيد للعزلة السياسية في الخمسينات.. وتبنى الحزب الجمهوري توجهاً أممياً لمحاربة الشيوعية.

وبعد فترة وجيزة من التقهقر في تسعينات القرن العشرين، عاد الحزب الجمهوري مجدداً يؤيد التدخل الخارجي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية.. غير أن هذه النزعة وهنت بعد أن خرجت الحرب على الإرهاب عن السيطرة، ما أفسح المجال لتقبّل النزعة الانعزالية العدائية لترامب.

افتتان ترامب ببوتين

وأوضح الكاتب أن ترامب يمقت المؤسسات والقوانين الدولية، فهو يراها قيوداً تُفرض على قوة الولايات المتحدة والتزامات لا يوجد ما يعوضها.. كما شاع أنه شكا من أن حلفاء الولايات المتحدة "يمزقون" البلد إذ لا يدفعون لقاء حمايتها لهم.

وسعى ترامب إلى إخراج الولايات المتحدة من مؤسسات مثل "الناتو" والتحالف الأمريكي الكوري الجنوبي.. لكنه أخفق في مسعاه، غير أنه سيعيد الكرّة على الأرجح إذا أُعيد انتخابه رئيساً، يندرج هذا كله تحت عنوان سياسته الخارجية "أمريكا أولاً".. لكن افتتان ترامب الخاص بروسيا كان ملحوظاً للغاية حتى أنه جرَّ الحزب الجمهوري في هذا الاتجاه.

في أواخر عام 2012، كان بوسع المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني أن يصف روسيا بأكبر تهديد جيوسياسي لأمريكا، عالماً تمام العلم أن الجمهوريين يؤيدونه.

وبالتزامن مع مجيء ترامب، حدثت نكسة مفاجئة لا تزال عصية على التفسير، فقد لوحظ أنه لم ينتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قط، على الرغم من أنه معروف بفظاظته وقسوة كلماته، لذا أثار تحييده بوتين أسئلة كثيرة.

وقال الكاتب: "لا أحد يعرف السر.. ولكن، هناك شائعات مفادها أن هناك تعاوناً روسياً مع ترامب أو مصالح مالية بين الطرفين.. وأياً كان السبب، فقد وجه ترامب رأي الحزب الجمهوري إلى حد كبير نحو روسيا، حتى أن كثيراً من أعضاء الحزب سيتخلون الآن عن أوكرانيا على الرغم من العدوان الروسي".

وبغض النظر عن مخاوف ترامب الشخصية، يبدو من الواضح على نحو متزايد، برأي الكاتب، أن تصاعد تأييد الحزب الجمهوري لبوتين يعكس تحولات أيديولوجية.. فبوتين يمثل القيم التي يقيم لها الحزب الجمهوري الذي أعاد ترامب تشكيله، وزناً.. فهو يؤدي دور الزعيم الصارم، وهي الصورة ذاتها التي يحاول ترامب أن يرسمها لنفسه.

ويحرص بوتين على التوفيق بين حكومته المحافظة والكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، وهو التقارب نفسه بين الكنيسة والدولة الذي يتوق إليه الإنجيليون الأمريكيون في الولايات المتحدة.

ويناهض بوتين بلا هوادة المغالاة في التحذير من التحيز والتمييز العنصريين، فقد اتخذ إجراءات صارمة ضد المثليين والمتحولين جنسياً.. ولا يتهاون بوتين مع النزعة النسوية، ويستخدم دوماً لغة عنصرية لا يستطيع الأمريكيون استخدامها من دون أن يتعرضوا للنقد اللاذع.

الاختبار القاسي وحسب الكاتب، سيكمن الاختبار القاسي لهذا التحول المؤيد لبوتين في الانتخابات الرئاسية العام المقبل.. فإذا خسر ترامب، ستضيع الصلة الشخصية التي تربط بينه وبين بوتين، وسنعلم حينئذ هل ستصمد نزعة الحزب الجمهوري المؤيدة لبوتين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عزل مكارثي الولایات المتحدة الحزب الجمهوری غیر أن

إقرأ أيضاً:

لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين

بدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون الثلاثاء يومًا ثانيًا من المحادثات في العاصمة السويدية ستوكهولم لحل النزاعات الاقتصادية القائمة منذ فترة طويلة، وتهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تزايد التوتر بشأن الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اعلان

قد لا تُسفر الاجتماعات عن اختراقات كبيرة فورية، لكن الجانبين قد يتفقان على تمديد آخر لمدة 90 يومًا لهدنة الرسوم الجمركية التي تم التوصل إليها في منتصف مايو/ أيار، بحسب وكالة "رويترز". وقد يُمهد ذلك الطريق أيضًا لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام، على الرغم من أن ترامب نفى يوم الثلاثاء بذل أي جهد من جانبه للسعي إلى عقد مثل هذا الاجتماع.

اجتماعات ستوكلهم

اجتمع الوفدان لأكثر من خمس ساعات يوم الاثنين في روزنباد، مكتب رئيس الوزراء السويدي في وسط ستوكهولم. ولم يُدلِ أي من الجانبين بتصريحات بعد اليوم الأول من المحادثات.

شوهد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وهو يصل إلى روزنباد صباح الثلاثاء بعد اجتماع منفصل مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون. كما وصل نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ إلى مكان الاجتماع.

تواجه الصين مهلة نهائية في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة ترامب، بعد التوصل إلى اتفاقيات أولية في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران لإنهاء أسابيع من تصاعد التعريفات الجمركية المتبادلة وقطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة.

بدون اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابات متجددة نتيجة عودة الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما قد يرقى إلى حظر تجاري ثنائي.

اتفاقات ترامب الجمركية

تأتي محادثات ستوكهولم في أعقاب أكبر صفقة تجارية لترامب حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، والتي تضمنت فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات سلع الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، واتفاقًا مع اليابان.

أثار هذا الاتفاق بعض الارتياح لدى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أثار أيضًا شعورًا بالإحباط والغضب، حيث نددت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه "خضوع"، وحذرت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من أضرار "كبيرة".

Related ترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولمترامب يُكذّب الأنباء عن قمة مع الرئيس الصيني ويشترط دعوة رسمية لزيارة بكين

ترامب ولقاء شي

ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الاثنين أن الولايات المتحدة علّقت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل محادثات التجارة مع بكين ودعم جهود ترامب لعقد اجتماع مع شي هذا العام.

نفى ترامب التلميحات بأنه يسعى لعقد اجتماع مع شي. وقال: "هذا غير صحيح، أنا لا أسعى لأي شيء! قد أذهب إلى الصين، ولكن ذلك سيكون فقط بناءً على دعوة من الرئيس شي، والتي تم تقديمها. وإلا، فلا فائدة!" كتب على موقع "تروث سوشيال" يوم الثلاثاء.

محادثات لخفض الرسوم

ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية بين الولايات المتحدة والصين من مستوياتها، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة التي أوقفتها الصين، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركة إنفيديا (NVDA.O)، وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.

من بين القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقًا، تشكو واشنطن من أن نموذج الصين الذي تقوده الدولة ويعتمد على التصدير يُغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، بينما تقول بكين إن ضوابط تصدير الأمن القومي الأمريكية للسلع التقنية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.

وقد أشار وزير الخزانة الأمريكي بالفعل إلى تمديد الموعد النهائي، وقال إنه يريد من الصين إعادة التوازن لاقتصادها بعيدًا عن الصادرات إلى مزيد من الاستهلاك المحلي - وهو هدفٌ لصانعي السياسات الأمريكيين منذ عقود.

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم وترسخ التعاون وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".

وتهدف المحادثات في ستوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوما والتي تم التوصل إليها في جنيف في مايو/ أيار، ما وضع حدا لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية.

وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.

وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في الأول من أغسطس/ آب.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • واشنطن: ترامب يريد اتفاق سلام في أوكرانيا قبل 8 أغسطس
  • أميركا تُحدد سقفا زمنيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • الولايات المتحدة تدرس إصدار تحذير سفر إلى الصين بسبب تفشي حمى شيكونغونيا
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على أكثر من 100 شخص وشركة مرتبطة بإيران
  • ترامب: سأسمح للاجئين الأوكرانيين بالبقاء في الولايات المتحدة حتى انتهاء الحرب
  • تصدعات في الحزب الجمهوري.. قاعدة ترامب تطالب بمراجعة الدعم الأعمى لـإسرائيل
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين