قطاعات هامة عززتها روسيا والصين في مواجهة أمريكا.. تعرف عليها
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
على الرغم من التاريخ الطويل للخلافات والعداوات بين الصين وروسيا، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى نشوب حروب حدودية، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت سلسلة من التوافقات في عدة مجالات، لمواجهة نفوذ الولايات المتحدة، ومحاولة البلدين التخلص من القطب الواحد كما عبر عن ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ.
وخلال فترة الأربعينيات وبداية الخمسينيات، قدمت موسكو الدعم للشيوعيين، لكن مع وفاة الرئيس السوفيتي جوزيف ستالين عام 1956، وقدوم نيكيتا خروتشوف إلى السلطة، ومهاجمته حقبة ستالين، عادت الخلافات بين البلدين، وتفكك التحالف بينهما، ودارت معركة للسيطرة على الدول الشيوعية، والحركات التي تعتنق تلك الفكرة.
وفي مطلع الألفية الحالية، قررت الصين وروسيا تمديد معاهدة الصداقة التي وقعها البلدان عام 1950، كما أن الجانبان اتفقا على استمرارية الاتفاقية لمدة 5 سنوات في العام 2022، تأكيدا على التعاون الاستراتيجي بينهما.
ونستعرض في التقرير التالي: عددا من العوامل المشتركة بين الصين وروسيا، لتعزيز قوتهما الدولية والإقليمية، ومواجهة نفوذ الولايات المتحدة:
التجارة البينية
شهدت حركة التجارة الثنائية بين الصين وروسيا، في عامي 2022 و2023، وفقا لبيانات الجمارك الصينية، زيادة قوة، ووصل إجمالي التجارة، إلى مستوى قياسي، بواقع 190 مليار دولار، بزيادة قدرها 29.3 بالمئة مقارنة بالعام 2021.
وشكلت الصادرات الروسية، 114 مليار دولار، في حين ارتفعت صادرات الصين إلى 76 مليار دولار، وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، بلغ حجم التجارة الثنائي نحو 94 مليار دولار، بزيادة 40.7 عما كان عليه الحال في نفس الفترة من عام 2022، بل وحققت أعلى مستوى على الإطلاق في تاريخ التجارة البينية وتجاوزت 20 مليار دولار في شهر واحد.
حجم التبادل التجاري والصادرات والواردات بين الصين وروسيا خلال 2022- معهد ستوكهولم
الطاقة.. من الصين إلى روسيا
تصاعدت صادرات الطاقة من روسيا إلى الصين، بصورة كبيرة، خاصة مع اندلاع الحرب في أوكرانيا، وبحسب مركز ستوكهولهم لدرسات شرق أوروبا، فإن الصين استوردت منذ بداية الحرب، وقودها أحفوريا بقيمة 86 مليار دولار، في حين كانت قيمة الواردات الصينية من النفط والفحم والغاز الطبيعي والمسال وغاز خطوط الأنابيب الروسية، أعلى بنسبة 56 بالمئة مما كانت عليه عام 2021، لتتحول الصين إلى أكبر مستورد للطاقة الروسية، بعد الاتحاد الأوروبي منذ بدء الحرب.
وعلى صعيد تسهيل حركة انتقال البضائع والتجارة، افتتحت الصين لأول مرة، جسرين دائمين لتسهيل التجارة، عبر نهر حدودي رئيسي، وحققت رقما قياسيا في عام 2022، للتبادل بمقدار 190 مليار دولار،
ويبلغ طول أحد الجسرين، والذي بني عام 2016 بشراكة حكومية صينية روسية، مع جهات غير حكومية، 20 كيلومترا.
تجارة المنتجات الزراعية
وعلى صعيد تجارة المنتجات الزراعية، فقد نمى القطاع بين الصين وروسيا، 6 مليارات دولار، في العام الماضي 2022، وهو يمثل زيادة سنوية تبلغ 6.5 مليار دولار أمريكي، متجاوزا عام 2021، حيث والذي بلغ فيه حجم التجارة بين روسيا والصين في القطاع الزراعي 5 مليارات دولار أمريكي.
وتعد الأسماك والمأكولات البحرية المنتجات الأكثر طلبا في السوق الصينية، ففي عام 2021، سلمت روسيا ما يقرب من 480 مليون دولار أمريكي من الأسماك المجمدة إلى الصين مقارنة بـ 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2020، مع تقليص الصادرات بسبب مشكلات فيروس كورونا.
ويعد التعاون الصيني الروسي، مربحا للجانبين، في القطاع الزراعي، خاصة أن الصين تضم 25 بالمئة من سكان العالم، ولكنها لا تملك سوى 5 بالمئة فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم.
وفي الوقت نفسه، تمتلك روسيا 7.5% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، لكنها لا تضم سوى 1.87 بالمئة من سكان العالم. نسبة استخدام الأراضي الصالحة للزراعة في روسيا آخذة في الازدياد خاصة في سيبيريا، بفعل التغيرات المناخية العالمية.
التعاون الدفاعي
شهدت العلاقات العسكرية الصينية الروسية، تذبذبا على مدى عقود، لكن مع انهيار الاتحاد السوفيتي، بدأ الجانبان الاعتماد على بعضهما بصورة كبيرة.
وازدهرت مبيعات الأسلحة الروسية إلى الصين في التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وكانت بعض عمليات الشراء الباهظة الثمن للطائرات المقاتلة الروسية، وفقا لبيانات من معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، بين عامي 1990 و 2005.
وخلال تلك الفترة قدمت الصين عدة طلبات لشراء حوالي 270 مقاتلة من طراز Su-27 و Su-30 بتكلفة تتراوح ما بين 10 إلى 11 مليار دولار.
كما طلبت بكين ثماني غواصات روسية تعمل بالديزل من طراز "كلو" وأربع مدمرات من طراز "سوفريميني"، كما اشترت الصين آلاف الصواريخ والعديد من أنظمة إس-300. أنظمة صواريخ أرض-جو (SAM)، من بين معدات أخرى، ووفقا للمعهد فبين عامي 1990 و2005، اشترت الصين أكثر من 83% من وارداتها من الأسلحة من روسيا.
جنود روس خلال تدريبات مشتركة مع نظرائهم الصينيين- جيتي
ووصل التعاون العسكري والدفاعي بين الصين وروسيا، إلى مستوى غير مسبوق، في تموز/يوليو من العام الجاري، أجرى البلدان مناورات "الشمال التفاعل"، لأول مرة في تاريخهما، وشملت التدريبات رماية بالمدفعية الحية، وتدريبات قتال بحرية وبالغواصات.
وكانت هذه المرة الأولى التي تشارك فيها بحرية البلدين في تدريب مشترك بقيادة الصين، وكان الهدف المعلن في حينه تعزيز التعاون البحري بين البلدين، والحفاظ على السلام في منطقة المحيط الهادي، بمشاركة 10 سفن بحرية، و 30 طائرة حربية.
وبلغ مجموعات التدريبات العسكرية، في بحر اليابان وبحري الصين الشرقي، 5 مناورات.
وحصلت الصين على قدرات أساسية من موسكو مثل الطائرات المقاتلة من طراز Su-27 وSu-35، وأنظمة الدفاع الجوي S-300 وS-400، والصواريخ المضادة للسفن، وهو ما يعزز الموقف العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في المقابل استفادت روسيا من السوق الكبيرة لمبيعات الأسلحة والوصول إلى المكونات التكنولوجية التي لم يعد بإمكانها الوصول إليها بعد فرض العقوبات الغربية في عام 2014.
التعاون الفضائي
تصاعد التعاون بين الصين وروسيا، في قطاع تكنولوجيا الدفاع الفضائي، والذي تهمين الولايات المتحدة عليه بقوة، ووفقا لاتفاق مشترك عام 2017، حول حماية حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بتكنولوجيا الفضاء، تقلصت مخاوف موسكو، سرقة بكين لتقنياتها الفائقة، وارتفع مستوى التعاون، إلى مستوى اتفاقيات لتعزيز الأبحاث الفضائية، ومذكرة عام 2021، لاستكشاف القمر وتجاوز الهيمنة الأمريكية على هذا المجال.
ومن بين الاتفاقيات المشتركة التي أبرمت، ما يتعلق بأنشطة الدفاع الصاروخي الباليستي العابر للقارات، ومراقبة الحطام الفضائي، والملاحة عبر الأقمار الصناعية.
خبراء روس وصينيون مشروع أبحاث فضائية مشترك- جيتي
وتسعى الصين وروسيا، إلى تطوير أنظمة إنذار صاروخية أرضية وفضائية، لزيادة فعالية أنظمتهما الدفاعية، وأجرت البلدان تدريبات مشتركة، للدفاعات الجوية ضد الهجمات الصاروخية البالستية، وصواريخ كروز.
ووقعت الصين وروسيا اتفاقية بشأن مراقبة الحطام الفضائي وتبادل البيانات في تشرين ثاني/نوفمبر 2018 ويشتمل على نشاطين، التعاون التقني لتطوير قدرات رصد الحطام الفضائي، وابتكار آليات تسمح بالتبليغ عن أحداث الاقتران بين المركبات الفضائية والحطام.
أمن المعلومات والإنترنت
سعت الصين وروسيا، إلى تعزيز الأمن السيبراني بين البلدين باتفاقيات ثنائية، وكان من أبرزها "ميثاق عدم الاعتداء"، والموقع عام 2015، ويتعلق بتعهد الجانبين بتبادل المعلومات في القطاع السيبراني، وتبديد مخاوف الطرفين من بعضهما في هذا القطاع، لمواجهة المسار الغربي في أمن المعلومات.
ويتطرق الاتقاق إلى مسائل متعلقة بإدارة الإنترنت، وإنشاء نظام إدارة متعدد الأطراف وشفاف للإنترنت، بعيدا عن الهيمنة الغربية على الشبكة.
ومن ضمن البنود أن روسيا والصين تمتنعان عن استخدام الهجمات الحاسوبية ضد بعضهما البعض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الصين التعاون روسيا امريكا الصين روسيا تعاون سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین الصین وروسیا دولار أمریکی ملیار دولار من طراز فی عام عام 2021
إقرأ أيضاً:
أول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي في جنرال موتورز| تعرف عليها
ماري بارا هي سيدة أعمال أمريكية، وقبل أن تصبح الرئيسة التنفيذية، وشغلت عدة مناصب في جنرال موتورز، بما في ذلك نائبة الرئيس التنفيذي لتطوير المنتجات العالمية والشراء وسلسلة التوريد.
تعتبر بارا أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الثلاثة الكبار في صناعة السيارات وهم، جنرال موتورز، وفورد، وستيلانتس، وهي من مواليد 24 ديسمبر لعام 1961، وهي المدير التنفيذي لشركة جنرال موتورز منذ 15 يناير لعام 2014.
وتعد ماري أول امرأة تتقلد منصب المدير التنفيذي لكبرى شركات صناعة السيارات العالمية، وفي 10 ديسمبر عام 2013، أعلنت شركة جنرال موتورز عن رئيسها التنفيذي الجديد، ماري بار خلفًا لدان أكيرسون.
المناصب التي تقلدتها ماري باراوتقلدت بارا عدة مناصب قبل هذا المنصب، من بينها نائب الرئيس التنفيذي لقسم تطوير المنتجات العالمية، وسلسلة التوريدات والشراء بالشركة ذاتها.
وفي أبريل لعام 2014 تم وضع صورة بارا على غلاف مجلة التايم، كإحدى أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم.
حياة ماري بارا التعليميةولدت ماري لأب يعمل فني قوالب بشركة بونتياك لمدة 39 عامًا، ودرست بارا الهندسة الكهربائية في معهد جنرال موتورز "حاليًا أصبح جامعة كيترينج"، ثم تخرجت وهي تحمل درجة البكالوريوس في العلوم، وعلى أثرها حصلت على منحة من شركة جنرال موتورز بكلية إدارة الأعمال للدراسات العليا بجامعة ستانفورد، وحصلت بارا على ماجستير إدارة الأعمال عام 1990.
عمل ماري بارا في جنرال موتورزبدأت بارا عملها بشركة جنرال موتورز في عامها الـ 18 كطالب مساعد عام 1980، وخلال وقت قصير تدرجت بارا في الوظائف الهندسية والإدارية، بما في ذلك إدارة مصنع التجميع الواقع بمدينة ديترويت في ولاية ميشيجان الأمريكية.
وفي فبراير عام 2008، أصبحت بارا نائب رئيس لقسم هندسة التصنيع العالمية، وفي يوليو 2009 ترقت في منصبها لتصبح نائب رئيس قسم الموارد البشرية العالمية، لتشغل هذا المنصب حتى فبراير 2011.
وبعدها تحسن منصبها لتصبح بارا المدير التنفيذي لقسم تطوير المنتجات العالمية، وشملت مسئوليات المنصب الأخير ارتباط بالتصميم، ولهذا عملت بارا على تخفيض عدد منصات السيارات في جنرال موتورز.
وفي أغسطس من عام 2013، شملت مهامها كنائب الرئيس لتشمل سلسلة المشتريات والتوريدات بالشركات، وفي 10 ديسمبر من العام 2013، أعلنت مجموعة جنرال موتورز أكبر منتج سيارات في الولايات المتحدة اختيار ماري بارا رئيسة تنفيذية لها لتصبح أول سيدة تتولى رئاسة شركة سيارات كبرى.