رصد – نبض السودان

بسم الله الرحمن الرحيم
حزب الامة القومي

الرسالة الأسبوعية

العنوان : ” ضرورة عدم الانحياز السياسي في زمن الحرب

أود من خلال هذه الرسالة أن اوضح للرأي العام ، لماذا انتهج حزب الأمة القومي سياسة عدم الانحياز فى التعامل مع الحرب الحالية ، ولماذا لم ينحاز لقوات الشعب المسلحة أو لقوات الدعم السريع ، ولماذا نسميهم بطرفي النزاع .

وكذلك لماذا يرى حزب الأمة القومي أهمية أن يتبنى كل الفاعلين موقفاً غير منحاز سياسياً ؟ تهدف هذه الرسالة إلى التعمق في هذه القضية وتفكيك السرد حول عدم الانحياز السياسي في حالات الحرب بشكل منهجي .

عند بداية الحرب فى منتصف ابريل ٢٠٢٣م ، تعرضت مؤسساتنا السياسية لضغط كبير من داخل حزبنا ومن الشركاء الوطنيون ، كان الضغط غرضه المصلحة الوطنية نحو الاصطفاف فى ظرف وطني بالغ التعقيد وحرج ، وعند بداية الحرب كانت الصورة غير واضحة واتخاذ المواقف عملية شاقة ومعقدة ، وتحتاج دراسات وتقييم ، ونحمد الله ومن ثم الشكر لأعضاء وعضوات مكتبنا السياسي ، ولجاننا ومجالسنا المتخصصة ، وكوادرنا المركزية التى زودتنا بالخيارات والدراسات والتجارب المعيارية المماثلة وكان لهذه الدراسات والأفكار دور كبير لانتهاج حزب الأمة القومي لسياسة عدم الانحياز فى أوقات الحرب .

أتفق حزبنا على ممارسة سياسة عدم الانحياز ، الذى يساعد على تقليل الأضرار من الصراعات العسكرية ، وكذلك يجعلنا فى موقف يدعوا للسلام دون حرج أو مبررات . حرصنا منذ بدء الحرب أن نقود المواطنين السودانيون لتبنى موقف عدم الانحياز لأن دفعهم بالوقوف مع الدعم السريع ، أو القوات المسلحة يدخلهم فى صراعات غير متكافئة ، ويجعلهم أهداف سهلة للمتحاربين ، وكذلك يوثر على تماسك النسيج الإجتماعي ، وهذه الحرب تنتشر فى مناطق مكتظة بالسكان ، العاصمة الخرطوم وعواصم ومدن الولايات الغربية .

موقفنا السياسي الداعي لعدم الانحياز فى الصراع العسكري بين أبناء الوطن الواحد ، يسهل التوسط بين طرفي الصراع ، ووجود الأحزاب السياسية كوسطاء في الحرب يساعد في المفاوضات الدبلوماسية ، ويعزز مساعي وقف إطلاق النار المتوقع توقيعه ، وكذلك يسهل معاهدات السلام ويضمن التحول المدني الديمقراطي . كذلك ساعدنا هذا الموقف السياسي الراشد من التواصل مع المجتمع الاقليمي والدولي ، لطلب الاغاثات والمساعدات الإنسانية ، والطبية والمؤن الضرورية ، للمناطق المدمرة ، وتقديم طلبات لتسهيل دخول السودانيين العالقين بالمعابر والحدود ، ومكنتنا سياسة عدم الانحياز من ملئ الفراغ الإنساني الذي خلفته الأطراف المتحاربة .

استراتجية عدم الانحياز السياسي فى وقت الحروب ليس مظهراً من مظاهر التقاعس عن العمل ، بل هو استراتجية إلى تحفيز الحل السلمي وتقليل الدمار ، التشريد والنزوح الذى خلفيته حرب ابريل ٢٠٢٣م . إن المنظور الأوسع لدورنا يتجاوز الانقسام التقليدي للحرب لتسهيل تعافي السودان التي مزقته الحرب الحالية .

ولذلك فإن هذه السياسة تلعب دورا أساسياً ، في الحفاظ على السلام وحفظ المدنين ، من القتل العشوائي ، وتقليل التدمير الذى يطرأ على البنية التحتية . ومن الضروري أن نفهم أهمية عدم الانحياز السياسي في الحرب ، والتأكد من التزام الأحزاب المدنية بهذه المبادئ التي تعزز السلام ، وتعجل بإنهاء الحرب ، ولذلك نحن اخترنا هذا الموقف لنضمن للشعب السوداني الحياة الكريمة بايقاف الحرب وتحقيق السلام .

ختاماً ، الواقع السياسي والحربي أصبح أكثر وضوحا الآن ، والجميع عرف حقيقة الحرب ، التي لا يمكن حلها عن طريق السلاح ، وإنما عن طريق التفاوض ، وكلما عجلنا بذلك حافظنا علي الوطن من التفتت والمواطن من المصير المجهول ، وحزب الأمة القومي مستعد لتقديم تجربته السياسية الطويلة ووجوده الإجتماعي الواسع لايجاد نقطة التلاقي بين ابناء وبنات الوطن التى تقود للسلام والتحول الديمقراطي المنشود .

فضل الله برمة ناصر
رئيس حزب الأمة القومي المكلف

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الأمة القومي برسالة هامة يدفع حزب الأمة القومی

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي

 

أكدت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، في مؤتمر "المرأة والسلام والأمن" بأرمينيا، أن السلام يبدأ بتمكين النساء وتعزيز الديمقراطية وترسيخ العدالة.

 

وقالت كرمان في كلمتها خلال الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين لأجندة المرأة والسلام والأمن وإطلاق خطة العمل الوطنية الثالثة لأرمينيا: "يشرفني الانضمام إليكم في يريفان للاحتفال بحدثٍ تاريخيٍّ بارز. مرّت خمسة وعشرون عامًا منذ أن أكّد العالم بالإجماع حقيقةً لطالما أدركتها النساء وعايشتها: أن السلام لا يمكن تحقيقه ولا استدامة له من دون الإدماج الكامل للمرأة".

 

وأضافت أن قرار مجلس الأمن رقم 1325 لم يكن مجرد اعتماد وثيقة أممية، بل كان إعلانًا لضمير عالمي جديد يعترف بالنساء ليس كضحايا للصراع، بل كقائدات ووسيطات وحاميات ومفاوضات وصانعات للسلام.

 

وأوضحت كرمان أن العالم يجتمع اليوم في وقت تتناسل فيه الحروب، وتتوسع فيه الأنظمة الاستبدادية، وتواجه حقوق الإنسان اعتداءات غير مسبوقة، مع صراعات محتدمة في غزة وأوكرانيا والسودان وميانمار واليمن ولبنان. وقالت: "ملايين النساء والأطفال يدفعون الثمن الباهظ لفشل النظام الدولي، فيما تتنامى النزعات القومية والتطرف، ويتوسع القمع الرقمي، ويُستخدم الكراهية كسلاح".

 

وأكدت أن أجندة السلام العالمية تواجه تهديدًا ليس بسبب قصورها، بل نتيجة غياب الالتزام الدولي بها، مشددة على ضرورة تجديدها وتوسيع نطاقها وحمايتها. وأشارت إلى أن رحلة أرمينيا في هذا المضمار هي رحلة بقاء وعزيمة وتطلع ديمقراطي، وأن خطة العمل الوطنية الثالثة ليست مجرد وثيقة سياسية، بل التزام ببناء أرمينيا أكثر أمانًا وشمولًا وديمقراطية.

 

وقالت كرمان إن الخطة تقر بثلاث حقائق أساسية: أن المرأة عنصر لا غنى عنه للأمن الوطني، وأن الديمقراطية والسلام لا ينفصلان، وأن السلام يتطلب العدالة والمساواة، مؤكدة أن بدون الحقوق والمساءلة والإشراك يصبح السلام مجرد وقف إطلاق نار هش. وأضافت أن أرمينيا ترسل رسالة للعالم بأنها اختارت طريق القيادة المسؤولة والتعاون الإقليمي، حتى بعد سنوات من عدم الاستقرار والصراع.

 

وأشارت إلى تجارب النساء حول العالم، قائلة: "في جميع أنحاء العالم، كانت النساء القوة المعنوية التي واجهت الحرب والتطرف والاستبداد: في ليبيريا، قادت النساء حركة تاريخية سلمية أنهت 14 عامًا من الحرب الأهلية. في كولومبيا، صاغت النساء اتفاقية السلام مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) من خلال ترسيخ العدالة والتعويضات وحقوق الناجين. في اليمن، قادت النساء لجان الحوار الوطني ووضعن خارطة الطريق الشاملة الوحيدة للانتقال الديمقراطي قبل أن تأتي عليها الحرب. في جميع أنحاء أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا، تواصل النساء مساعي حماية المجتمعات والمطالبة بالمساءلة".

 

وأضافت: "تُذكرنا هذه التجارب بحقيقة بسيطة: عندما تقود النساء، يدوم السلام. عندما تمتلك النساء السلطة، تتعافى الأمم. ونحن نحيي هذه الذكرى، يجب أن نسأل: أي عالم نريد بناءه للجيل القادم من النساء والفتيات؟ نحن بحاجة إلى أجندة متجددة للمرأة والسلام والأمن، تطالب بما يلي: المساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. الحماية من الرقابة الرقمية، والعنف الإلكتروني، والحرب السيبرانية. التمكين الاقتصادي، والمساواة في الوصول إلى الموارد. قيادة المرأة على جميع مستويات مفاوضات السلام والحوكمة. إنهاء سباق التسلح، وتحويل الأولويات العالمية من العسكرة إلى التنمية. إيجاد حلول لأزمة المناخ، التي أصبحت الآن محركًا للصراع والنزوح. هذه ليست مثالية، بل ضرورة".

 

وقالت كرمان: "تقف أرمينيا اليوم عند مفترق طرق بين جراح الماضي وإمكانيات المستقبل. خطة العمل الوطنية الثالثة الخاصة بكم هي فرصة - ليس فقط لحماية النساء، بل لإطلاق العنان لطاقاتهن الكامنة كركائز للديمقراطية، وحارسات للاستقرار، وصانعات للسلام".

 

واختتمت كلمتها قائلة: "السلام ليس مجرد غياب الحرب؛ السلام هو العدالة؛ السلام هو المساواة؛ السلام هو الكرامة الإنسانية؛ السلام هو الشجاعة في مجابهة الظلم. السلام هو أن يعلو صوت على نحو لا يُقهر ولا يقبل المساومة. ونحن نحتفي بمرور ٢٥ عامًا على أجندة المرأة والسلام والأمن، فلنلتزم بالـ 25 عاماً القادمة بلا مواربة وبشجاعة وأمل. شعبنا يستحق السلام؛ ونساؤنا يستحقن القيادة؛ وعالمنا يستحق ما هو أفضل من الحرب".

مقالات مشابهة

  • أردوغان متفائل بشأن اتفاق سلام في أوكرانيا
  • أردوغان يعلق على دور مجلس السلام بشأن غزة والهجمات على السفن في البحر الأسود
  • أمانة العاصمة تشهد وقفات شعبية حاشدة تحت شعار “جهوزية واستعداد.. والتعبئة مستمرة”
  • وقفات حاشدة بصنعاء تحت شعار جهوزية واستعداد.. والتعبئة مستمرة
  • الصايغ من بعبدا: عون يخطط لنقل لبنان من الحرب إلى السلام الأهلي
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • «حزب الأمة» يدين قصف سوق كتيلا ويدعو لحماية المدنيين
  • فعاليتان ووقفتان للهيئة النسائية في حجة بذكرى ميلاد فاطمة الزهراء
  • ترامب: الولايات المتحدة لا تريد هدر الوقت بشأن أوكرانيا
  • توكل كرمان: النساء صانعات السلام والديمقراطية شرط للأمن العالمي