تنظم مكتبة الإسكندرية، من خلال متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات، التابعان لقطاع التواصل الثقافي، محاضرة بعنوان «الفلسفة في مصر القديمة»، وذلك يوم الأحد المقبل، في تمام الساعة الواحدة ظهرًا، بالشراع الثالث بالمبنى الرئيسي للمكتبة.

ويُلقي المحاضرة الدكتور مصطفى حسن النشار؛ أستاذ الفلسفة بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وتتناول الإجابة عن أسئلة عديدة حول معنى الفلسفة، ومتى نشأت، وأين نشأت، وهل للمصريين القدماء دور في ذلك؟.

 

وبحسب بيان مكتبة الإسكندرية، فإن الفلسفة مثلها مثل كل مظاهر الحضارة الإنسانية الأخرى، اختراع مصري أصيل.

رؤى مفكري مصر القديمة

وذكرت المكتبة: لدينا أدلة لغوية واصطلاحية على ذلك من رؤى مفكري مصر القديمة؛ فلهم تفسيراتهم لأصل الوجود والعالم التي تتراوح بين المادية المطلقة كما في التفسير الأشموني، والمثالية التي تشهد بقدرة الله الخالق على الخلق من عدمه كما في النص المنفي، ولديهم أيضًا نظرية واضحة في التمييز بين النفس (الروح» والجسم، وإيمان صارم بأن للنفس، وربما الجسم، حياة أخرى يلقى فيها الإنسان الثواب والعقاب على أفعاله الدنيوية، وكذلك لديهم رؤى واضحة تكاد تتفوق على النظريات الحديثة في مجال حقوق الإنسان بصورها المختلفة، مثل حق الحياة، والملكية، والتعليم، وحرية العقيدة، ومجال حقوق المرأة بوجه خاص، وغيرها.

نصوص فلسفية جديرة بالدراسة والتأمل

وأضافت: كذلك لدينا نصوص فلسفية جديرة بالدراسة والتأمل في مجالات التفلسف المختلفة، مثل كتابات «بتاح حتب» التي أسست فلسفة الأخلاق والأخلاق التطبيقية بحق، وكتابات إيبوير وبردياته الجريئة ذات النزعة النقدية في مجال الفكر السياسي، وكتابات نفرروهو في مجال النقد السياسي والتنبؤ بصورة المستقبل، وكتابات وقصائد إخناتون التي امتلأت بالروح التوحيدية الإيمانية وأسست صورة جديدة من المجتمع السياسي المدني، بما فيه من نظم متطورة في العبادة ونسق جديدة للغة والفنون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية ندوات مكتبة الإسكندرية محاضرات مكتبة الإسكندرية مصر القدیمة

إقرأ أيضاً:

كيف استمدت الخلايا القديمة طاقتها بعصر ما قبل البناء الضوئي؟

نجح فريق من الباحثين في جامعة لودفيغ ماكسيميليان الألمانية في إعادة محاكاة بيئة الأرض العتيقة داخل المختبر، مما أتاح لهم إعادة تمثيل أحد أقدم المسارات الأيضية التي يُعتقد أنها أسهمت في تكيف الحياة على كوكب الأرض قبل نحو 4 مليارات سنة. وقد نشر الفريق نتائج دراسته في دورية "نيتشر إيكولوجي أند إيفوليوشن".

ويعتقد أن أول صور الحياة انتشارا على سطح الأرض كانت في أعماق المحيطات، وسط بيئة ساخنة وغنية بالمعادن، وتقول مي مبروك، أستاذة برنامج المعلوماتية الحيوية بجامعة النيل المصرية وهي غير المشاركة في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت إن هذه الدراسة تقدم دليلًا عمليا على أن صور الحياة الأولى على الأرض ربما لم تحتج للضوء أو الأكسجين.

صورة تُظهر تراكم خلايا بكتيريا الميثان الأحمر المغلي على جزيئات كبريتيد الحديد (فينيسا هلمبرشت) محاكاة بيئة الأرض العتيقة

لإعادة تمثيل هذه البيئة، اعتمد الباحثون على ما تعرف بـ"الحدائق الكيميائية"، وهي تراكيب معدنية تتشكل عند تفاعل محاليل كيميائية مختلفة، وقد استخدم الفريق مزيجًا من كلوريد الحديد وكبريتيد الصوديوم لتشكيل معدنين يعتقد أنهما كانا شائعين في محيطات الأرض القديمة، وهما الماكيناويت والغرايغيت.

تقول مي "ركزت التجربة على محاكاة بيئة المحيطات العميقة في الأرض القديمة، التي كانت غنية بالحديد، وخالية من الأكسجين، ودرجة حرارتها مرتفعة بفعل النشاط البركاني والينابيع الحارة".

وفي بيئة خالية من الأكسجين وبدرجة حرارة تقارب 80 درجة مئوية، بدأت هذه المعادن في إنتاج غاز الهيدروجين بشكل طبيعي. هذا الغاز، الذي لم يكن مسؤولًا عن إنتاجه أي كائن حي، قد شكّل مصدر طاقة حيوية لبكتيريا بدائية تُعرف باسم "ميثانوكالدوكوكس جاناشي" أو بكتيريا الميثان الأحمر المغلي.

رغم أن التجربة لم تتضمن أي مغذيات إضافية أو فيتامينات أو معادن أثرية، فإن البكتيريا المستخدمة، التي تعيش عادة في ظروف قاسية، لم تكتف بالبقاء فقط، بل نمت وتكاثرت. تعلق مي مبروك "هذا يعني أن الهيدروجين الناتج عن المعادن كان كافيًا لتزويدها بالطاقة اللازمة".

إعلان

لكن، لم تكن الأمور سهلة، فمع تسخين السوائل تشكلت فقاعات غازية تسببت في انهيار التراكيب المعدنية. تضيف مي "نمو البكتيريا كان أبطأ بنسبة 30% مقارنة بالنمو في بيئة مخبرية مثالية تحتوي على كل المغذيات. ومع ذلك، يعتبر مجرد نمو البكتيريا في بيئة تفتقر للعناصر الحيوية أمرا مذهلًا، ويُظهر أن الحياة قد تنشأ في ظروف صعبة وبموارد محدودة".

لإعادة تمثيل هذه البيئة، اعتمد الباحثون على ما تعرف بـ"الحدائق الكيميائية" (فينيسا هلمبرشت) المسار الأيضي الأقدم

تكمن الأحجية الأساسية في هذه التجربة في المسار الأيضي الذي استخدمته تلك البكتيريا لتوليد الطاقة اللازمة لنموها. فكما تسير السيارات بالبنزين، تعتمد غالبية الكائنات الحية التي تعيش على ظهر الأرض في الوقت الحالي على الأكسجين والضوء. لكن في غياب كليهما في بيئة الأرض العتيقة، يتعقّد اللغز ويظهر السؤال: كيف تمكنت البكتيريا من مد نفسها بالطاقة بالهيدروجين؟

في ظل تلك الظروف القاسية في التجربة، فعّلت البكتيريا مجموعة من الجينات بداخلها مرتبطة بمسار كيميائي حيوي هو أحد أقدم المسارات المعروفة لإنتاج الطاقة في الخلية.

وتقول مي مبروك "التعبير الجيني أعطى أدلة قوية على تنشيط المسار البدائي. الجينات المرتبطة بمسار "أسيتيل كو إنزيم أ" كانت أكثر نشاطًا في البيئة المحاكية مقارنة بالبيئات الأخرى حتى تلك المثالية للنمو، مما يشير إلى أن المعادن ساعدت في تحفيز هذا المسار الحيوي".

يُنتج هذا المسار الطاقة بطريقة طاردة للحرارة، أي أنه يولد الطاقة دون الحاجة إلى مدخلات خارجية، وهي ما يصفها العلماء بـ"وجبة مجانية مدفوعة الثمن مسبقًا". المعادن نفسها، الماكيناويت والغرايغيت، تُشبه من الناحية التركيبية مراكز التفاعل في بعض الإنزيمات الحديثة، مما قد يشير إلى أن الإنزيمات الحالية قد نشأت من تراكيب معدنية طبيعية وجدت في بيئة الأرض العتيقة.

تضيف مي مبروك "هذا المسار قادر على تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى طاقة ومركبات عضوية".

ولا تقتصر أهمية هذه الدراسة على إعادة فهم أقدم صور الحياة على الأرض فحسب، بل تمتد إلى الفضاء. تقول مي "تشير الدراسة إلى أن البيئات الغنية بمعادن الكبريتيد الحديدي والمياه، مثل تلك التي يُعتقد بوجودها على قمر إنسيلادوس، قد تكون مؤهلة لدعم الحياة حتى في غياب الضوء".

إذ يُعد القمر "إنسيلادوس"، التابع لكوكب زحل، من أبرز الأماكن التي قد تحتوي على بيئات مشابهة، حيث يُعتقد أن تحت سطحه الجليدي محيطًا مالحًا نشطًا حراريا. ويخطط الفريق البحثي لمحاكاة ظروف هذا القمر في المختبر للكشف عن قدرة الكائنات البدائية على البقاء فيه، في خطوة جديدة نحو استكشاف الحياة خارج كوكبنا.

مقالات مشابهة

  • "براءتهم أمانة" فى مبادرة لحماية أطفالنا وتنمية وعيهم بمكتبة مصر العامة بأسيوط
  • نائب جزائري يفجر جدلاً واسعاً بطلب إلغاء مادة من البرنامج الدراسي لطلبة الثانوية
  • الحكم على المتهمين بتزوير بطاقات التموين الأحد المقبل
  • «إيران تمهل» عملاء إسرائيل حتى الأحد المقبل لتسليم أنفسهم والاستفادة من العفو
  • الفلسفة السياسية والنظرية السياسية (1): لغة الخطاب
  • كيف استمدت الخلايا القديمة طاقتها بعصر ما قبل البناء الضوئي؟
  • مع قدوم فصل الصيف أهم المزارات السياحية في الإسكندرية التي تجذب المصطافين من كل مكان
  • ورشة عمل في حلب تناقش مخطط التعافي بالمدينة القديمة
  • تكريم الفائزين في المسابقة البيئية بمكتبة مصر العامة بالإسماعيلية
  • عقوبة رادعة لـ 3 متهمين تسببوا في وفاة شخص داخل قسم شرطة مصر القديمة