كان من المفترض أن تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية قراراً بالرد على هذا الاستهداف، لا سيما وأنها انخرطت في العدوان على إيران مع كيان العدو الإسرائيلي لتحقيق جملة من الأهداف، وفي مقدمتها تدمير المنشآت النووية الإيرانية وإجبار النظام على الاستسلام، لكن ترامب اتخذ موقفاً مغايراً، حيث ادعى أن الهجوم الإيراني على القاعدة الأمريكية في قطر لم يحقق الأهداف، وأنه تم اعتراض الصواريخ، وسقط بعضها في أماكن آمنة، مهنئاً العالم بالسلام، ثم تسارعت الأحداث بعد ذلك، ليعلن ترامب وقفاً لإطلاق النار، ويعلن المجرم نتنياهو ترحيبه بهذه الدعوة ووقف العدوان على إيران.

 في المقابل، لم تكن إيران تستجدي حلاً، وكانت الصواريخ حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الثلاثاء تدك مغتصبات العدو، وآخرها ما حدث في بئر السبع من تدمير مبنى مكون من 7 طوابق، ما يعني أن الجمهورية الإسلامية كانت في ذروة قوتها وتصعيدها، وكانت على استعداد للمواجهة لفترات طويلة للتصدي للعدوان الصهيوني الأمريكي.

وبقراءة سريعة، هناك مجموعة من الأسباب التي سارعت في الانكفاء الأمريكي، والهروب من المواجهة، والهزيمة أمام إيران، من أبرزها ما يلي:

- فشل مخطط الفوضى داخل إيران الذي كان يهدف إلى تغيير النظام من خلال الجواسيس والعملاء الذين تم تدريبهم على مدى سنوات كثيرة لمثل هذا اليوم، وكان بحوزتهم مسيرات انتحارية ومتفجرات وغيرها من الأساليب التي تسعى إلى تحقيق هذا الهدف.

- الإخفاق الصهيوني والأمريكي في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، والدليل على ذلك عدم تسرب إشعاعات نووية، وحتى إن ادعى المجرمان نتنياهو وترامب بأنهما دمرا هذه المنشآت، إلا أن الحقيقة تقول عكس ذلك، وهي أن إيران لا تزال تحتفظ حتى الآن ببرنامجها النووي السلمي، وهي قادرة على تخصيب اليورانيوم، والصواريخ الأمريكية لم تؤثر على الإطلاق في تحصيناتها.

- قوة الردع الإيراني، وتوجيه ضربات مسددة ودقيقة ضد المنشآت الصهيونية في عمق كيان العدو بالأراضي الفلسطينية المحتلة، وفشل الدفاعات الجوية للعدو في التصدي للصواريخ الإيرانية، وخلال أيام فقط تحولت عدد من الأحياء في يافا المحتلة التي يطلق عليها كيان العدو الإسرائيلي تسمية [تل أبيب] إلى ما يشبه غزة، وهذا شكل حالة من الصدمة لدى الصهاينة.

- تزايد مؤشرات الهجرة العكسية من كيان العدو إلى الخارج، فالمغتصبون الصهاينة، وعلى الرغم من إغلاق المطارات، إلا أنهم سارعوا في الهروب عبر البحر من قبرص، وبأعداد كبيرة جداً.

- انتقال المعركة إلى القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، مع المخاوف من إغلاق مضيق هرمز، وتأثير ذلك على حركة التجارة العالمية.

- دخول اليمن كلاعب قوي في هذه المواجهة، وإعلان القوات المسلحة اليمنية بأنها ستستهدف السفن الأمريكية في البحر الأحمر في حال تم العدوان الأمريكي على إيران.

وأمام كل هذه الوقائع، كان لا بد للأمريكيين والصهاينة من التراجع وعدم الاستمرار في المعركة، وهذا في حد ذاته شكل هزيمة مدوية لأعداء إيران، لا سيما وأن المواجهة لا تزال في بداياتها أو في مرحلتها الأولى، فماذا لو طال أمدها لعدة أشهر؟ بالتأكيد، فإن الكيان لن يتحمل وكذلك الأمريكيون.

لقد انتصرت الجمهورية الإسلامية سريعًا، وهذا الانتصار له تبعاته على المنطقة وعلى المحور برمته، وعلى كيان العدو. فالمخطط الخبيث لنتنياهو الساعي إلى السيطرة على المنطقة واستباحتها سيتوقف، وحلم الصهاينة بتحقيق دولتهم المزعومة (إسرائيل الكبرى) تحطم على الصخرة الإيرانية، وبات من مصلحة الدول العربية أن تسارع بالتحالف مع إيران، لخلق جبهة قوية موحدة في وجه الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، فهذه هي الفرصة المواتية.

في المجمل، لم تتمكن أمريكا وكيان العدو من تدمير المنشآت النووية السلمية الإيرانية، ولا من تفجير الوضع الداخلي وتغيير النظام، كما لم تتمكن من التأثير والحد من الترسانة الصاروخية المهولة لإيران، والتي لم تستخدم سوى القليل منها في هذه المواجهة، في حين خسرت "إسرائيل" دفاعاتها الجوية، وخسرت أمريكا مكانتها وهيبتها في المنطقة، وهذا درس كبير للدول العربية والإسلامية بأن تتفوق من غفلتها، وأن تتصدى لمشاريع الاستكبار العالمي في المنطقة، فقد ظهرت ضعيفة وهشة وغير قادرة على الصمود أمام إيران.

المسيرة

 

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: کیان العدو

إقرأ أيضاً:

مصر: واثقون من احترام جميع الأطراف المرحلة الأولى من اتفاق غزة

أكدت مصر اليوم الأحد ثقتها بتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، مشددة على أن الأطراف كلها ستحترمها، وذلك قبل انطلاق قمة شرم الشيخ المرتقبة غدا الاثنين.

أتى ذلك في تصريحات لوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي دعا أيضا إلى تحرك دولي عبر مجلس الأمن لدعم مقترح نشر قوات دولية في قطاع غزة، وتحديد ولايتها بما يضمن حماية المدنيين وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وتستعد مصر لاستضافة قمة من أجل السلام برئاسة الرئيس الأميركي ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي وبمشاركة قادة من العالم.

ويبدأ ترامب زيارته للمنطقة بمحطة في إسرائيل حيث يلقي كلمة في الكنيست ويلتقي عائلات محتجزين إسرائيليين الاثنين، قبل الانتقال إلى شرم الشيخ في مصر لحضور القمة التي سيتم خلالها "توقيع وثيقة تقضي بإنهاء الحرب في قطاع غزة"، وفق ما أفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان.

وأعلنت إسرائيل أنها لن توفد إلى شرم الشيخ أي ممثل لها إلى القمة حول السلام في غزة.

وذكر مراسل موقع أكسيوس على منصة إكس نقلا عن مسؤول فلسطيني كبير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيحضر قمة شرم الشيخ.

وتتكون خطة ترامب الذي عرضها في 29 أيلول/سبتمبر الماضي في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بواشنطن من 20 نقطة.

وتشمل الخطة تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين، وتفكيك القدرات العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإنشاء هيكل حكومي انتقالي في قطاع غزة بإشراف هيئة انتقالية دولية جديدة، هي "مجلس السلام".

مقالات مشابهة

  • إيران: الادعاءات الكاذبة حول البرنامج النووي لا تبرر الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على أراضينا
  • ترامب من شرم الشيخ: اتفاق غزة بدأ بضرب المنشآت الإيرانية
  • حشود شعبية غفيرة في غزة تستقبل الأسرى المحررين
  • محافظ عمران يدشن المرحلة الثانية من حملة التوعية بمقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية
  • قطعًا انتصرت غزة والمقاومة
  • وقف إطلاق النار بغزة.. بدء عملية تبادل الأسرى
  • في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار: بدء عملية تبادل الأسرى
  • أستاذ علوم سياسية: المرحلة الأولى من الاتفاق تحقق مكاسب مبدئية
  • مصر: واثقون من احترام جميع الأطراف المرحلة الأولى من اتفاق غزة
  • الخارجية الأمريكية: دعوة إيران وإسبانيا لحضور قمة شرم الشيخ حول غزة