حزب الله الجديد.. لماذا ساند غزة ولم يساند إيران؟
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
منذ لحظة بدء المعركة بين إيران وإسرائيل يوم 13 حزيران الجاري، اتجهت الأنظار إلى موقف "حزب الله" منها. حتى الآن، يتعاطى الحزب مع ما يجري "كلامياً"، حتى أنّه بعد الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية، الأحد، لم يعلق الحزب على ما حصل إلا عبر بيانٍ مطول استنكر فيه القصف، بينما لم يُدلِ بأي تهديدٍ كان، سواء مباشر أو غير مباشر.
وسط كل هذه المعركة التي تُهدد إيران ونظامها بشكل مباشر، يُطرح تساؤل فعليّ: لماذا ساند "حزب الله" حركة "حماس" في تشرين الأول 2023 ولم يُساند إيران في الـ2025؟ هل الأمر مرتبطُ بسبب "مستوى القوة" أم أنه يتصل بـ"القرار" والوضع القياديّ الذي يعيشه الحزب حالياً أم أنَّ الأمر يرتبط بمدى حاجة إيران لـ"حزب الله" في المنطقة ولحلفائها الآخرين؟
تقول مصادر سياسية لـ"لبنان24" إن حسابات "حزب الله" حينما ساند "حماس"، كانت تختلفُ تماماً عن حساباته اليوم. آنذاك، كان الحزب يعتقد أن الهجوم على "حماس" يعني انقضاضاً عليه في المنطقة، وبالتالي سارع إلى فتح جبهة الإسناد لكي يزيد الضغط على إسرائيل كي تتراجع عن حربها، لكن العكس حصل. حينها، قررت إسرائيل توسيع الحرب، فهاجمت "حزب الله" وعملت على إضعافه عسكرياً، وما كان يخشاهُ الحزب حصل.
آنذاك، كان أمين عام "حزب الله" السابق الشهيد السيد حسن نصرالله مُلتزماً بمسار المعركة وقد بررها على أنها معركة إثبات وجود وتثبيت حق، وثانياً استباق حرب إسرائيلية حصلت لاحقاً. في الوقت نفسه، فإن ما ساهم بـ"حشر" حزب الله في الزاوية هو أن فائض القوة الذي كان يتمتعُ به آنذاك هو الذي ألزمهُ على التدخل كي لا يظهر في موقع الضعيف.
بالعودة إلى الذاكرة قليلاً للعام 2023 وقبل بدء حرب الإسناد، أقام "حزب الله" مُناورة عسكرية في الجنوب عنوانها الأساسي "اقتحام الجليل". آنذاك، كان الحزب يؤكد على أن قواته ستردع إسرائيل وستكسر هيبتها. بعدها، فرض "حزب الله" نفسه أكثر حينما نصب خيماً عند حدود مزارع شبعا لتحدّي إسرائيل والتأكيد أن الردع كبير جداً ولا يمكن لتل أبيب أن تفعل شيئاً بسبب قوة "حزب الله".
الإحساسُ بأن الأمور لصالحه من حيث القوة والقدرات، هي التي جعلت "حزب الله" يأخذ درب إسناد غزة. في الوقت نفسه، فإن هذه الصورة كانت عنصراً يُحرج الحزب أيضاً للمشاركة في الحرب مع "حماس"، ولو لم يفعل ذلك ستُثار أسئلة عديدة: أين قوته؟ أين المقاومة التي تغنى بها؟ أين هو من معركة "حماس" الأسطورية؟ أين هو من "فتح الجليل"؟ أين هو من مواجهة إسرائيل التي كُسرت شوكتها؟ ماذا ينتظر؟ وغيرها من الأسئلة.
لذلك، حفاظاً على صورته القوية آنذاك، اتخذ "حزب الله" درب المعركة. قد لا يكون مقتنعاً بتوقيت هجوم "حماس"، لكنه وجد نفسه أمام واقع عليه التعامل معه. وبين اتهامه بالتخاذل والضعف من جهة وبين خوض المعركة لتثبيت الوجود، قرّر الحزب مساندة غزة.
أما اليوم.. ما الذي يختلف؟ حالياً، كل الصورة السابقة التي نسجها "حزب الله" تبدلت تماماً بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان. "حزب الله" يعلم أنه تلقى خسائر عسكرية، ويعي تماماً أنه ليس بإمكانه خوض أي حربٍ جديدة بعدما خرج من معركة كبرى بصعوبة. أيضاً، يركز "حزب الله" حالياً على بناء نفسه بعدما كان قوة كبيرة، بينما قيادته المركزية السابقة التي قادت حرب الإسناد لم تعد موجودة اليوم، فالمستوى القيادي تبدل وتغير، وبات الحزب بحاجة إلى تعزيز خبرات عسكرية لديه.
لهذا السبب، يرى مصدر عسكري أن "حزب الله" لا يستطيع أن يدخل حرباً كبرى كتلك القائمة بين إيران وإسرائيل، فالمسألة لا تنحصر بلبنان فحسب، بل بالمنطقة بأسرها وبتوازنات الدول في الشرق الأوسط.
المسألة هذه يُدركها "حزب الله" وتعيها إيران بالتحديد، ولهذا السبب فإن التضحية بما تبقى من "حزب الله" سيعني خسارة لورقة قوة أرادت إيران الحفاظ عليها رغم كل التنازلات التي تم تقديمها والخسائر التي حصلت.
وعليه، فإنّ مسألة إسناد غزة وظروفها تختلفُ تماماً عن مسألة إسناد إيران، وما يتبين هو أن "حزب الله الجديد" يتصرف على هذا الأساس ولذلك قد لا يبادر إلى فتح معركة جديدة كي لا يخسر القدرات التي بقيت منذ الحرب الماضية. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟ Lebanon 24 هل يُدخل "حزب الله" لبنان من جديد في "حرب مساندة"؟
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
الجيش والحزب.. وساعة الصفر
تعيش الساحة اللبنانية مرحلة شديدة الحساسية، في ظل تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية لوقف الاشتباك العسكري في الجنوب، ورسم معادلة جديدة بين الدولة والمقاومة. في هذا السياق، برز مطلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه لبنان، والذي تضمن دعماً لشعار دولة واحدة، جيش واحد باعتباره الإطار الأمثل لتوحيد القرارين العسكري والأمني تحت سلطة الدولة اللبنانية. وقد عبر المبعوث الأميركي توم براك عن ارتياحه لبدء الحكومة في تطبيق هذا الشعار ولو تدريجياً، معتبراً ذلك خطوة أولى نحو إعادة رسم موازين القوى في الداخل.
في المقابل، يتمسك حزب الله بموقف ثابت يقضي بعدم طرح أي سيناريو واضح للمرحلة المقبلة قبل التوصل إلى تفاهم شامل مع الدولة، محذراً من أن أي فرض لحلول أحادية أو شروط تمس سلاحه سيؤدي إلى تعقيدات داخلية وخارجية. وقد عبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، عن هذا الموقف بوضوح حين أكد أن "الموت أفضل من تسليم السلاح"، معتبراً أن أي محاولة لنزع سلاح المقاومة ستفتح الباب أمام ارتدادات غير محسوبة على الوضع الداخلي، وقد تهدد الاستقرار الوطني.
وحتى تحين ساعة الصفر، فإن رفض حزب الله تسليم سلاحه يضع المؤسسة العسكرية أمام معادلة بالغة الدقة، إذ سيجد الجيش نفسه بين ولائه للدولة وحرصه على تنفيذ قراراتها من جهة، وبين إدراكه لخطورة الصدام مع قوة عسكرية وشعبية بحجم الحزب من جهة أخرى. تاريخياً، اعتمد الجيش سياسة الاحتواء والتنسيق الميداني لتفادي الانقسام الداخلي أو إشعال فتيل الفتنة، لكن أي ضغط داخلي أو خارجي لإجباره على نزع السلاح بالقوة قد يضعه أمام خيارات صعبة: إما الامتثال وما يحمله من مخاطر أمنية واجتماعية، أو الامتناع وتحمل تبعات سياسية ودبلوماسية. وفي كل الأحوال، يبقى الجيش متمسكاً بدوره كضامن للاستقرار، ما يجعله أقرب إلى البحث عن تسويات وصيغ وسطية بدل الانخراط في مواجهة مباشرة تهدد وحدة المؤسسة والدولة معًا.
وبحسب مصدر سياسي بارز، فإن المعادلة الأمثل تقوم على بقاء المقاومة في كنف الدولة، من دون مشروع خاص خارج مؤسساتها، على أن يكون قرار السلم والحرب حصرياً بيد الدولة اللبنانية. ورغم أن هذا الطرح يبدو نظرياً أرضية صالحة للتوافق، إلا أنه يصطدم بعقبات عملية، أبرزها انعدام الثقة بين بعض المكونات السياسية والحزب، إضافة إلى الشكوك الإسرائيلية والأميركية بشأن مدى التزام الحزب بتسليم القرار العسكري بالكامل للمؤسسات الرسمية.
وتؤكد أوساط سياسية أن المقاومة لا تسعى إلى حكم البلد أو السيطرة على قراره، بل تريد البقاء تحت سقف الدولة، شرط أن يكون قرار الحرب والسلم بيد مؤسساتها المستقلة غير المرتهنة للخارج. لكن التحدي الأكبر يظل داخلياً، إذ ترى قوى سياسية أن سلاح المقاومة عبء، وتبحث عن أي فرصة للتخلص منه، وهناك أيضاً أطراف تراهن على الضغوط الأميركية والإسرائيلية لتحقيق ما لم تستطع تحقيقه في السياسة أو الميدان.
والثابت أنه إذا تعذر التفاهم بين حزب الله والدولة على صيغة مشتركة، فإن البدائل قد تكون أكثر تعقيداً، إذ ستنشأ إشكاليات على ثلاثة مستويات: أولًا، مع الدولة اللبنانية التي ستجد نفسها أمام سلاح خارج قرارها المباشر، ثانياً، مع المكونات السياسية الداخلية، وثالثاً، مع إسرائيل والولايات المتحدة اللتين تعتبران استمرار سلاح المقاومة عقبة أمام أي تسوية شاملة أو استقرار طويل الأمد على الحدود.
الأيام المقبلة ستكون مفصلية، حيث من المقرر أن يصل هذا الشهر إلى بيروت المبعوث الأميركي توم براك، وسط توقعات بأن تحمل الاتصالات الأميركية مؤشرات حول مدى استعداد إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية، الأمر الذي سيشكّل اختباراً جدياً لإمكانية الانتقال إلى مرحلة التهدئة. وفي المقابل، فإن أي رفض إسرائيلي أو تصلّب داخلي من الأطراف المعنية قد يدفع الأمور نحو مزيد من التعقيد وربما التصعيد وسيضع الحكومة اللبنانية في موقف حرج.
إن ما يجري ليس مجرد نقاش داخلي حول السلاح أو توزيع الصلاحيات، بل هو اختبار شامل لقدرة الدولة على صياغة معادلة جديدة تحفظ الأمن والسيادة، وتوازن بين متطلبات المقاومة وضوابط الدولة. وإذا فشلت هذه المعادلة، فإن لبنان سيكون مهددا بالعودة مجدداً إلى دوامة أزمات لا تنتهي. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة لبنان ينأى بنفسه عن الحرب وتواصل بين الجيش و"الحزب" Lebanon 24 لبنان ينأى بنفسه عن الحرب وتواصل بين الجيش و"الحزب" 11/08/2025 10:00:33 11/08/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 سعيد و" التيار" و"الحزب": تحالف الضرورة Lebanon 24 سعيد و" التيار" و"الحزب": تحالف الضرورة
11/08/2025 10:00:33 11/08/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 سلاح المخيمات و" الحزب": تلازم المسار والمصير Lebanon 24 سلاح المخيمات و" الحزب": تلازم المسار والمصير
11/08/2025 10:00:33 11/08/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مناقشات صريحة للنواب في جلسة مساءلة الحكومة اليوم و"سلاح الحزب" بند اول Lebanon 24 مناقشات صريحة للنواب في جلسة مساءلة الحكومة اليوم و"سلاح الحزب" بند اول
11/08/2025 10:00:33 11/08/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً
جرائم صغيرة "للنجاة" والحل بتفكيك بنية التهريب
Lebanon 24 جرائم صغيرة "للنجاة" والحل بتفكيك بنية التهريب
09:30 | 2025-08-11 11/08/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 سليمان: لضرورة توضيح إيراني رسمي قبل زيارة المسؤول إلى لبنان
Lebanon 24 سليمان: لضرورة توضيح إيراني رسمي قبل زيارة المسؤول إلى لبنان
09:54 | 2025-08-11 11/08/2025 09:54:30 Lebanon 24 Lebanon 24 أرسلان يعلّق على مجزرة مستشفى السويداء: لإعدام الفاعلين
Lebanon 24 أرسلان يعلّق على مجزرة مستشفى السويداء: لإعدام الفاعلين
09:49 | 2025-08-11 11/08/2025 09:49:22 Lebanon 24 Lebanon 24 في حوش السيد علي.. اطلاق نار من الجانب السوري ومقتل مواطن
Lebanon 24 في حوش السيد علي.. اطلاق نار من الجانب السوري ومقتل مواطن
09:48 | 2025-08-11 11/08/2025 09:48:24 Lebanon 24 Lebanon 24 الغضب الشعبي يطوّق جنبلاط
Lebanon 24 الغضب الشعبي يطوّق جنبلاط
09:45 | 2025-08-11 11/08/2025 09:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
"لا كهرباء".. معمل في لبنان "خارج الخدمة"
Lebanon 24 "لا كهرباء".. معمل في لبنان "خارج الخدمة"
10:20 | 2025-08-10 10/08/2025 10:20:28 Lebanon 24 Lebanon 24 في منطقة لبنانية.. "شتاء" في عز آب (فيديو)
Lebanon 24 في منطقة لبنانية.. "شتاء" في عز آب (فيديو)
10:37 | 2025-08-10 10/08/2025 10:37:30 Lebanon 24 Lebanon 24 احتفال بخطوبة نجل إلياس بو صعب وجوليا بطرس... شاهدوا بالصور كيف بدت إطلالتهم
Lebanon 24 احتفال بخطوبة نجل إلياس بو صعب وجوليا بطرس... شاهدوا بالصور كيف بدت إطلالتهم
12:47 | 2025-08-10 10/08/2025 12:47:06 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما يخشاهُ "حزب الله".. سيناريو "الشيوعي" يُقلقه!
Lebanon 24 هذا ما يخشاهُ "حزب الله".. سيناريو "الشيوعي" يُقلقه!
13:00 | 2025-08-10 10/08/2025 01:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب انقطاع التيار الكهربائي.. هذا ما أعلنته مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان
Lebanon 24 بسبب انقطاع التيار الكهربائي.. هذا ما أعلنته مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان
21:23 | 2025-08-10 10/08/2025 09:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
هتاف دهام - Hitaf Daham أيضاً في لبنان
09:30 | 2025-08-11 جرائم صغيرة "للنجاة" والحل بتفكيك بنية التهريب 09:54 | 2025-08-11 سليمان: لضرورة توضيح إيراني رسمي قبل زيارة المسؤول إلى لبنان 09:49 | 2025-08-11 أرسلان يعلّق على مجزرة مستشفى السويداء: لإعدام الفاعلين 09:48 | 2025-08-11 في حوش السيد علي.. اطلاق نار من الجانب السوري ومقتل مواطن 09:45 | 2025-08-11 الغضب الشعبي يطوّق جنبلاط 09:34 | 2025-08-11 طائرات إسرائيلية مسيّرة تحلّق فوق عدّة مناطق لبنانية فيديو وأخيرا شقيق ياسمين عبد العزيز يكشف أسباب خلافه معها.. وهذا ما قاله عن طليقها أحمد العوضي (فيديو)
Lebanon 24 وأخيرا شقيق ياسمين عبد العزيز يكشف أسباب خلافه معها.. وهذا ما قاله عن طليقها أحمد العوضي (فيديو)
07:34 | 2025-08-11 11/08/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 استشهاد أنس الشريف ومحمد قريقع جرّاء قصف إسرائيلي في غزة (فيديو)
Lebanon 24 استشهاد أنس الشريف ومحمد قريقع جرّاء قصف إسرائيلي في غزة (فيديو)
01:28 | 2025-08-11 11/08/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مشهد مروع.. طفلة علقت على حافة شرفة منزلها في الطابق الـ 11 وهذا ما حلّ بها (فيديو)
Lebanon 24 مشهد مروع.. طفلة علقت على حافة شرفة منزلها في الطابق الـ 11 وهذا ما حلّ بها (فيديو)
11:00 | 2025-08-09 11/08/2025 10:00:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24