زنقة 20 ا مراكش

قال فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية في الجلسة الإفتتاحية لاجتماعات لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إن “إنه بلا شك أننا سنفتخر جميعا ما ستفر عنه أشغال الإجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المنعقدة بمراكش من قرارات وتقدم في مقاربة الإشكالات المطروحة، وستنذكر ذلك في المستقبل مقرنا بكلمة مراكش كما تماما كما يتذكر التاريخ صفحات كتبتها مراكش قبل ما يناهز عشرة قرون وكان لها بالغ الأاثر على مصير لا المغربي فقط بل على كل المحيط القريب والبعيد.

وأضاف لقجع في كلمة له أمام المشاركين “ما يدفعني لتخصيص بعض اللحظات للحديث عن مراكش لأنه الموضوع الذي تم إقتراحه علي في هذه الجلسة “المغرب تاريخ مستمر من الإصلاحات” لديه علاقة وطيدة بالحضور التاريخي لمراكش كعنوان لتطور الدولة المغربية عبر القرون.كما أنة حينما أقول أنه هناك تصور للدولة أقصد طبعا أن هذا التصور ينبع من إجتياجات اليوم، ولكن كذلك من إرث غني لأن هناك جدورا تاريخية وتاريخ مؤسساتي عريق، هناك مسار تاريخي كان فيه المغرب ولا يزال عنصرا حاضرا فاعلا ومتفاعلا مؤثرا ومتأثرا، والمؤكد أنه ساهم بشكل وثيق في بناء مشترك لصفحات مشرقة حدد مسار الفضاء المتوسط الأورو إفريقي”.

وتابع لقجع “طبعا لسنا في ندوة تاريخية ولكن قد يكون مفيدا أن نلقي نظرة عابرة على بعض الدلالات التاريخية والمؤسساتية وكيف ساهمت في صنع هوية الدولة المغربية هي بمثابة ثوابت مقابل المتغيرات الظرفية التي عادت ما تكون موضوع إصلاحات، فمدينة مراكش أسسها يوسف بن تاشفين في منتصف الطريق بين الأندلس والصحراء كانت بمثابة صلة وصل بين الفضاء الإيبيري والمتوسطي والإفريقي”.

“لذلك فحين نقول اليوم إن المغرب الحالي يعمل على أن يكون جسرا نحو إفريقيا لأنه سبق ولعب هذا الدور على مدى قرون في المبادلات التجارية والإنسانية عبر محطة مراكش” يقول فوزي لقجع.

واضاف لقجع “لقد ساهمت مراكش في إنتاج معطى حضاري مشترك في هذا الفضاء الجغرافي فجامع الخيرالدة بإشبيلية بإسبانيا وجامع الكتبية بمراكش بناهما نفس المهندس “يعيش المالقي” في القرن 12 من الزمن، ثم حينما توفي إبن رشد في مراكش تم نقل جثمانه ليدفن في قرطبة بالأندلس وهذا لديه رمزية كبيرة جدا لأنه يعكس الإرث المشترك بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وبين المغرب وشبه الجزيرة الإيبيرية حيث لدينا روابط قوية مشتركة ضاربة في التاريخ ولدينا حاضر ومستقبل مشترك وتنظيمنا لكاس العالم المشترك لكأس العالم 2030 مجرد عنوان من العناوين التي جمعتنا في الماضي وسوف تجمعنا في المستقبل”.

وتابع لقجع، كما كان الحضور في الماضي البعيد فإن حضور المغرب اليوم يجسده المسار المتسارع للتحولات التي عرفها طوال الـ25 سنة الماضية، خاصة منذ بداية حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس؛ مشيرا إلى أن “هذه التحولات تنبني على مشروع ملكي متكامل يسعى إلى لتحديث المملكة على مختلف الأصعدة، مشروع يستلهم الجذور ويستوعب العصر ويقوم على ثنائية التنمية الإقتصادية والإجتماعية على أرضية ديموقراطية، حيث أنه لايمكنه أن تتحقق الواحدة دون الأخرى”.

وشدد فوزي لقجع، “أن جلالة الملك محمد السادس قاد مسارا تحديثيا متدرجا برؤية متصبرة وحكيمة على مدى أزيد عقدين من الزمن تحققت فيها لبنات ممتالية همت كافة المجالات وحققت تراكما مكن المغرب من امتلاك مناعة وقوة أهلته لمواجهة مختلف الأزمات المحلية أو العالمية، ومواصلة البناء بثبات في إطار الإستقرار والإنفتاح “.

وأوضح الوزير المنتدب المكلف بالميزانية أن”المغرب تمكن منذ نهاية القرن الماضي من وضع أسس نموذج تنموي متفرد يزاوج بين الإرادة والواقعية نموذج برؤية واضحة ينبني على ثلاثة أعمدة رئيسية ومتداخلة، وترسيخ المسار الديموقراطي والمؤسسي لبلادنا وثانيا وضع إستراتيجيات تنموية يتداخل فيها القطاعي بالبنى التحتية والمشاريع المهيكلة، وتنويع الأنشطة وتطويرها وعصرنتها، وثالثا بناء الإنسان من خلال تطور للتنمية البشرية والمستدامة يتداخل فيها الإجتماعي بدجعم الكفاءة والتأهيل والقدرة على المبادرة والإبداع وخلق الثروة، كل هذا جنبا إلى جنب مع ضمان الأمن الروحي والتفتح والإنفتاح على على العالم في تناغم مع مكونات الهوية الوطنية والشخصية المغربية الأصيلة ذات الروافد المتعددة والآفاق الواسعة” “.

واعتبر لقجع، أنه ” في إطار الدينامية لغت كل المراحل مراحل النضج لتستنتج إبراز علامات تهم الميدان الإجتماعي، ومن أكبر هذه العلامات أو علامات هذه المرحلة الجديدة نهاية مفهوم معين للدور الإجتماعي للدولة وبداية مفهوم جديد في إطار سيرورة إستراتيجية هي جزء من إستقرار المنحى التطور العام للبلاد ولقد ابى صاحب الجلالة صانع هذه الإستراتيجية والحريص على تتبعها وإنجازها إلا أن يعلن عن إنطلاق تسجيد هذه القفزة الكبرى من خلال إطلاق ورش إجتماعي ثوري يتمثل في تعميم الحاية الإجتماعية الشاملة لكافة المواطنين للمرة الأولى في تاريخ المغرب”.

وأوضح لقجع أن “هاذين المسارين المتوازيين للمجالين الإقتصادي والإجتماعي ما كان لهما أن يبلغا أهدافهما لولا إرتكازهما على أرضية ديموقراطية ثابتة لا رجعة فيها، فعلى طول هذه المرحلة تم التركيز على دعائم التحول الديموقراطي ممثلة في طي صفحة إرث إنتهاكات حقوق الإنسان عبر تجرية رائدة في إنصاف الضحايا عبر هيئة الإنصاف والمصالحة والتي فتحت أجواء الثقة في العهد الجديد، وكذلك المفهوم الجديد للسلطة الذي نجح في تحويل أيلات السلطة إلى ألية لتدبير وتسيير التنمية واليوم نحن نستعد لثاني تعديل لمدونة الأسرة قصد إحقاق المزيد من الحقوق للمرأة المغربية “.

وعلى مستوى دعم الإستقرار، يضيف لقجع، في زمن تشوبه صراعات إديولوجية عمل المغرب على سن سياسة روحية تهدف إلى تقويد منطلقات التطرف الديني والعنف المتولد عنه، فضلا عن مسامته الرائدة في محاربة الإرهاب عبر خبرة مشهود لها بطابعها طلائعي عبر العالم”.

وأكد لقجع أن كل هذه المستويات أبانت أن الإستراتيجات التي تم أعتمادها في إطار مشروع ملك يقوده جلالة الملك محمد السادس قد أتت أكلها حيث تحقق إنتقال فعلي للمغرب نحو الإنخراط أكثر قوة والبراغماتية في النسيج العالمي، وعموما فالمغرب كما كان دئما فاعلا إيجابيا في منطقة حساسة من العالم لديه ما يكفي من المقومات والمؤهلات للإستمرار في دور البناء خاصة في الظرفية الصعبة التي أصبحت تعيشها منطقة الصحراء والساحل وإنعكاستها الخطيرة على ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: فی إطار

إقرأ أيضاً:

تكريم الناخب الوطني وليد الركراكي في مؤتمر المدربين الدولي بمدريد

حظي وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب « أسود الأطلس »، بتكريم خاص في إسبانيا، بعد تلقيه دعوة من الاتحاد الإسباني لكرة القدم لإلقاء محاضرة كروية، إلى جانب مدرب « لاروخا » لويس دي لا فوينتي، على هامش حفل تخرج عدد من المدربين الإسبان الجدد، وحصولهم على دبلومات التدريب.

وخلال التكريم، ألقى الركراكي محاضرة تناولت الخطة التكتيكية التي اعتمدها في المباراة، التي تغلب فيها المغرب على إسبانيا بركلات الترجيح، ضمن مونديال قطر 2022.

واستعرض الركراكي تطور أسلوب لعب المنتخب المغربي، صاحب المركز الرابع في المونديال الأخير، من الدفاع المحكم في كأس العالم، إلى استلهام أسلوب المنتخب الإسباني، القائم على الاستحواذ القوي على الكرة.

وتبادل الركراكي ودي لا فوينتي الحديث حول عدة مواضيع، منها طموح المغرب لتكرار إنجاز إسبانيا، بطلة أوربا، من خلال التتويج بكأس أمم إفريقيا المقبلة.

وشهد المؤتمر مشاركة وجوه بارزة من عالم التدريب، من بينهم لويس دي لافوينتي، مدرب المنتخب الإسباني، وغوستافو ألفارو، المدرب السابق للإكوادور، إضافة إلى المعدّ البدني الشهير بروفي أورتيغا.

كلمات دلالية المنتخب الوطني المغربي وليد الركراكي

مقالات مشابهة

  • المغرب يبدي رغبته في تنظيم مونديال الأندية 2029
  • رزيق يبحث مع خبراء صندوق النقد الدولي تطور السياسة التجارية وآفاق الإنفتاح الإقتصادي
  • النائب المحسيري تسال عن منحة البنك الدولي لبرنامج تعزيز الفرص الاقتصاديه للمراة
  • وفد من البنك الدولي يناقش مع الوزير الرشيدي اعتماد نظام جديد لتقييم الإعاقة في المغرب
  • بقيمة 200 مليون دولار... وزارة الزراعة ترحّب بإقرار اتفاقية القرض مع البنك الدولي
  • صندوق النقد الدولي يقر تمويلا بقيمة 1.3 مليار دولار لبنغلاديش
  • شرطة دبي تستعرض خدماتها الرقمية أمام وفد البنك الدولي
  • اللجان النيابية تقر قرض البنك الدولي ومنح العسكريين بدءًا من هذا التاريخ
  • البنتاغون يكشف تفاصيل الضربة التي وجهها لإيران
  • تكريم الناخب الوطني وليد الركراكي في مؤتمر المدربين الدولي بمدريد