في إب والمحويت.. فعاليات ثقافية في ذكرى الولاية تؤكد تجذر الهوية الإيمانية ومواصلة النصر لفلسطين
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في مشهد إيماني متجذر وموقف وطني صادق، أحيت عدد من المكاتب والمؤسسات الحكومية في محافظة إب، إلى جانب إدارات الأمن في عدد من مديرياتها، بالإضافة إلى فعالية مماثلة في محافظة المحويت، ذكرى يوم الولاية – عيد الغدير – الذي يمثل محطة محورية في التاريخ الإسلامي وإعلانًا إلهيًا بولاية الإمام علي عليه السلام.
هذه الفعاليات، التي جاءت في توقيت بالغ الحساسية، لم تكن مجرد فعاليات رمزية، بل كانت تجسيدًا عمليًا للهُوية الإيمانية، وتجديدًا للولاء لمنهج القيادة الربانية في وجه الطغيان والاستكبار العالمي.
تجسيد الولاء في مؤسسات الدولة
في محافظة إب، نظّم مكتبا المالية والضرائب، وقطاع الثقافة، إلى جانب فروع المؤسسة العامة للمسالخ، والوحدتين التنفيذيتين لضريبة العقارات ومبيعات القات، فعالية خطابية وثقافية أكّدت من خلالها القيادات الإدارية على أن إحياء هذه الذكرى لا يقتصر على البُعد التاريخي والديني، بل يمتد ليكون تعبيرًا عن التمسك بالنهج القيمي الذي يعزز الصمود والتمكين ويحصن الأمة.
مدير مكتب المالية، صالح الرصاص، شدد في كلمته على أن يوم الولاية يُجسّد اكتمال الدين وإتمام النعمة، موضحًا أن الارتباط بمبدأ الولاية هو بوابة الأمة نحو العزة والكرامة، وهو النهج الذي يحميها من التفكك والهيمنة الخارجية.
ولفت إلى أن هذا اليوم يحيي في الأمة وعيها الإيماني وارتباطها بقادتها الربانيين، وعلى رأسهم الإمام علي عليه السلام.
من جهته، اعتبر مسؤول قطاع الثقافة عبد الحكيم مقبل أن الاحتفاء بيوم الغدير هو إعادة تفعيل لعقيدة التولي التي تُعيد بناء هوية الأمة على أساس الولاء لله ورسوله وأهل بيته، مشيرًا إلى أن هذا المبدأ توارثه اليمنيون أبًا عن جد، خاصةً أحفاد الأنصار الذين لم ينفصلوا يومًا عن هذا الارتباط المقدس.
أما مدير مؤسسة المسالخ المهندس حسين غلاب، فأكد أن التولي الحقيقي هو الترجمة الفعلية لقيم الرسالة الإلهية، وهو ما يُثبته الشعب اليمني في مواقفه اليومية، خاصةً من خلال وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه للمقاومة الإسلامية في غزة، كترجمة حيّة وعملية لولائه للإمام علي عليه السلام.
في السياق ذاته، شدد مدير الضرائب معين الشليف على أن هذه الذكرى تمثل نقطة ارتكاز لإحياء القيم الإسلامية في حياة الأمة، ودعوة صادقة للاقتداء بمنهج الإمام علي كأنموذج للعدل والقيادة والبصيرة.
الأمن والولاية.. التقاء الواجب والولاء
أما في الجانب الأمني، فقد شهدت مديريات حبيش والقفر والرضمة والعدين والسدة بمحافظة إب تنظيم فعاليات خطابية وثقافية بهذه المناسبة، حيث استعرضت الكلمات في تلك الفعاليات عظمة الإمام علي وصفاته التي جعلته محلّ الثقة الإلهية في إكمال الرسالة.
وشدد المتحدثون على أن ولاية الإمام تمثل الضمانة الوحيدة لحماية الأمة من الانقسام وولاية الظالمين.
وتم التأكيد خلال تلك الفعاليات على أن إحياء يوم الولاية لا ينفصل عن الواقع السياسي والميداني، بل هو موقف إيماني متقدم في خضم معركة الأمة مع قوى الاستكبار، وعلى رأسها الكيان الصهيوني الذي يسعى لاستهداف الشعوب وتقويض إرادتها.
وفي هذا السياق، تمت الإشادة بالمواقف البطولية التي ينتهجها الشعب اليمني وقيادته الثورية في نصرة فلسطين، ودعم غزة بالموقف والسلاح والكلمة والميدان.
المحويت.. توأمة الولاية والهجرة
في محافظة المحويت، كان المشهد أكثر اتساعًا بتزامن فعالية إحياء يوم الولاية مع ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، لتتجلى الرسالة بوضوح: أن الولاية والهجرة تمثلان معًا خط الانطلاق لبناء الأمة القوية والمتماسكة.
وفي الفعالية التي حضرها عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، أكد العقيد عبد الكريم العرشي على أن يوم الغدير ليس محطة رمزية، بل هو لحظة إعلان إلهي صريح بنقل القيادة إلى الإمام علي، كضمانة لاستمرار الرسالة الإلهية.
وشدد على أن الاقتداء بالإمام علي هو الطريق الصحيح لمواجهة التحديات وتعزيز الهوية الإيمانية.
بدوره، أشار المقدم نشوان الخولاني إلى أن المناسبة تمثل فرصة لتجديد العهد مع الله ومع القيادة الربانية، والسير على نهج التضحية والثبات، منوهًا بأهمية التمسك بالمنهج القرآني والاقتداء بالفدائي الأول الإمام علي عليه السلام.
أبعاد ودلالات
ويتضح من مجمل هذه الفعاليات أن إحياء يوم الولاية لم يعد مجرد مناسبة دينية، بل تحول إلى محطة سياسية وتربوية وتعبوية بامتياز، يُعاد فيها تأكيد الثوابت وترسيخ مفاهيم الوعي والبصيرة في مواجهة العدو.
وفي ظل التصعيد الصهيوني على غزة، والحرب المفتوحة التي يخوضها اليمن ضمن محور المقاومة، تظهر أهمية هذا التوقيت الذي تتلاقى فيه الهُوية الإيمانية مع الواجب الجهادي.
كما أن التأكيد المتكرر في الكلمات والخطابات على دعم الشعب الفلسطيني ونصرة غزة، ليس مجرد شعارات بل هو التزام عملي ينبثق من مبدأ “التولي والتبري”، وهو ما يجعل من يوم الولاية عنوانًا لموقف سياسي مقاوم، وثقافي تعبوي، وأخلاقي إنساني، في وجه مشاريع الهيمنة والانحراف.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: علی علیه السلام یوم الولایة الإمام علی فی محافظة على أن
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. صلاح نظمي «شرير الشاشة» الذي انتصر للحب وتحدى المرض والظلم
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير صلاح نظمي، أحد أعمدة السينما المصرية في القرن العشرين، الذي اشتهر بأداء أدوار الشر بحضور طاغٍ وأداء هادئ، جعله مختلفًا عن غيره من نجوم جيله، لم يكن مجرد ممثل يكرر نفسه، بل صاحب مسيرة استثنائية امتدت من الهندسة إلى الفن، ومن وفاء الزوج إلى انتصارات على الشائعات، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفن المصري.
النشأة والبداية
وُلد صلاح الدين أحمد درويش الشهير بصلاح نظمي في 24 يونيو عام 1918 بحي محرم بك بمدينة الإسكندرية، لأسرة مثقفة؛ إذ كان والده يعمل رئيسًا لتحرير جريدة "وادي النيل"، إلا أن القدر لم يمهله طويلًا، فرحل عن عالمه ونجله لم يتجاوز الأشهر الستة.
هذا الغياب ترك أثرًا عميقًا في وجدان الطفل، لكنه ورث عن والده مكتبة غنية شكّلت وعيه الثقافي والفكري.
بعد دراسته في مدارس الإرساليات، التحق صلاح نظمي بـكلية الفنون التطبيقية، وعمل لاحقًا كمهندس بهيئة التليفونات، حتى وصل لمنصب مدير عام بها قبل أن يتفرغ نهائيًا للفن ويتقاعد عام 1980.
من الهندسة إلى الفن
رغم نجاحه المهني كمهندس، لم يُطفئ ذلك شغفه بالفن، التحق بـمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مسيرته الفنية من على خشبة المسرح، من خلال فرق شهيرة مثل فرقة فاطمة رشدي وفرقة رمسيس، وشارك في مسرحيات بارزة مثل: "مايسة"، "بترفلاي"، و"بمبي كشر".
وكانت الانطلاقة السينمائية الحقيقية له عام 1945 من خلال فيلم "هذا جناه أبي"، ومن هنا بدأ مشوار طويل من التميز في أدوار الشر التي جسّدها بعمق وهدوء بعيدًا عن الصراخ والمبالغة، ليصبح أحد أبرز "شريري" الشاشة المصرية على مدار عقود.
رصيد فني يتجاوز الـ300 عمل
قدّم صلاح نظمي أكثر من 300 عمل فني متنوع بين السينما والمسرح والتلفزيون، من أبرزها: جميلة بوحيرد، الناصر صلاح الدين، أبي فوق الشجرة، بين الأطلال، الرباط المقدس، إسماعيل ياسين للبيع، أنف وثلاث عيون.
كما خاض تجربة الكتابة، حيث كتب قصة فيلم "ساعة الصفر" (1972)، وشارك في كتابة سيناريو وحوار فيلم "المتهم" (1980).
حياته الشخصية
في عام 1950، تزوج صلاح نظمي من سيدة أرمنية الأصل تدعى "رقية"، وقد اعتنقت الإسلام، وأنجبا ابنهما الوحيد حسين. لكن بعد فترة، أصيبت زوجته بمرض نادر ألزمها كرسيًا متحركًا لمدة ثلاثين عامًا، ورغم معاناتها طلبت منه الزواج بأخرى، إلا أنه رفض وكرّس حياته لخدمتها، في قصة وفاء نادرة تُدرّس.
خصومة مع العندليب انتهت بالمحبة
من المواقف الشهيرة في حياة صلاح نظمي، ما حدث بينه وبين عبد الحليم حافظ، عندما وصفه الأخير في أحد البرامج الإذاعية بـ "أثقل ظلًا في السينما".
شعر نظمي بالإهانة ورفع دعوى قضائية ضده، لكن المحكمة برأت عبد الحليم بعد أن أوضح أن حديثه كان عن طبيعة أدوار الشر، وليس عن شخص نظمي.
انتهت الخصومة بصلح، بل وشارك لاحقًا مع العندليب في فيلم "أبي فوق الشجرة".
نهاية حزينة ورحيل هادئ
تُوفيت زوجته بعد معاناة طويلة، ولم يتحمل صلاح نظمي فراقها، إذ تدهورت صحته سريعًا، ليرحل بعدها بعدة أشهر في 16 ديسمبر عام 1991، عن عمر ناهز 73 عامًا، إثر قصور كلوي.
إرث فني وإنساني خالد
يظل صلاح نظمي واحدًا من أبرز الممثلين الذين منحوا لأدوار الشر أبعادًا إنسانية وفنية عميقة، كما ترك خلفه مثالًا نادرًا للوفاء في حياته الشخصية ورغم رحيله، فإن اسمه لا يزال محفورًا في ذاكرة جمهور أحب أداءه، واحترم مسيرته.