رفض تحميل حماس المسؤولية وحدها.. أردوغان يحذر من توسّع الصراع
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن "قلقه الكبير" حيال ما وصفه بتوسع "الصراع" في غزة، لافتا إلى أن النظر إلى حركة حماس على أنها المسؤول الوحيد عمّا يحدث، هي "مقاربة غير صحيحة".
جاء ذلك في تصريحات جديدة له الثلاثاء، تعليقا على العدوان الإسرائيلي على غزة ومعركة "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" السبت.
وقال أردوغان إنه ليس "على قناعة بأن الصراع سينتهي خلال أسبوع أو أسبوعين، ولهذا نواصل محادثاتنا".
وأوضح الرئيس التركي أنه يبحث "سبل القيام بوساطة.. ونتمنى أن نوقف هذه الحرب بأسرع وقت ممكن لإعادة الهدوء إلى المنطقة"، مشيراً إلى أنه سيتباحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، والأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وأردف: "سأواصل مباحثاتي مع زعماء دول الخليج".
وفي إشارة إلى الحصار الشامل الذي تفرضه دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ أيام، قال أردوغان: "حالياً لا يتم إمداد غزة بالماء والكهرباء، فأين حقوق الإنسان؟".
اقرأ أيضاً
أردوغان والسيسي يبحثان جهود احتواء التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي
وقال أردوغان: "النظر إلى أن المسؤول عمّا يحدث الآن هي حركة حماس فقط، هي مقاربة غير صحيحة، ما يحدث الآن هو نتيجة لسنوات طويلة من عدم تحقيق العدل".
وتابع: "إسرائيل أعلنت قطع الماء عن قطاع غزة، حتى في ظروف الحرب لا يحقّ لها قطع الماء عن غزة، الولايات المتحدة أعلنت أنها أرسلت حاملة طائرات إلى إسرائيل، نحن نسأل لماذا ترسل أمريكا هذه الحاملة إلى إسرائيل؟ ماذا ستفعل هذه الحاملة؟ أنا أقول لكم إنها ستبدأ بضرب غزة وتنفّذ مجازر في غزة".
من جانب آخر، أفاد أردوغان بأن ما وصفه بـ"صبّ الزيت على النار، وخاصة استهداف المدنيين والتجمعات المدنية، ليس في مصلحة أحد"، مضيفاً أنه "انطلاقاً من مبدأ (لا خاسر في سلام عادل)، ندعو كافة الأطراف الفاعلة إلى تحمل مسؤوليتها لإحلال السلام".
وشدد الرئيس التركي على أنه "من الضروري الامتناع عن أي خطوات من شأنها تصعيد التوتر في المنطقة وإراقة المزيد من الدماء وتعميق المشاكل"، لافتاً إلى أن "التعاون الدولي والإرادة المشتركة أمران أساسيان في مكافحة الإرهاب، ونتوقع تعاوناً أوثق من النمسا في هذا الصدد".
وكان أردوغان قال في كلمة له الإثنين، إن "الحرب لها أخلاقها والأطراف ملزمون بمراعاتها ولا خاسر من سلام عادل"، مشيراً إلى أن تركيا "مستعدة لكافة أشكال الوساطة بما في ذلك تبادل الأسرى في حال طلب الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي ذلك".
وطالب أردوغان إسرائيل بوقف قصفها للأراضي الفلسطينية، كما طالب الفلسطينيين بوقف "تحرشاتهم ضد التجمعات السكنية المدنية في إسرائيل" على حد تعبيره.
اقرأ أيضاً
أردوغان يطالب بوقف قصف الفلسطينيين في غزة.. ويؤكد استعداده للوساطة
وأشار إلى أن "تدمير قطاع غزة بالهجمات البرية والجوية وقصف المساجد وموت الأطفال والنساء والمسنين والمدنيين الأبرياء أمر غير مقبول على الإطلاق"، لافتاً إلى أن بلاده "تقوم بالتحضيرات اللازمة لتأمين المساعدات الإنسانية التي سيحتاجها سكان غزة".
وفجر السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلقت حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى" العسكرية ضد إسرائيل؛ رداً على اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عملية "السيوف الحديدية"، قائلاً في بيان، إن طائراته "بدأت شن غارات في عدة مناطق بالقطاع على أهداف تابعة لحماس".
والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 830 قتيلا و4250 مصابا، جراء استمرار الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ السبت.
فيما أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن عدد القتلى الإسرائيليين في المواجهة مع الفصائل الفلسطينية وصل 1000، والجرحى 2616.
اقرأ أيضاً
أردوغان: عازمون على تكثيف الجهود الدبلوماسية لتهدئة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تركيا أردوغان غزة طوفان الأقصى إسرائيل حماس إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تداعيات الهجوم الإسرائيلي: ادانة دولية ومخاوف من توسع رقعة الصراع
يونيو 13, 2025آخر تحديث: يونيو 13, 2025
المستقلة/- وسط مخاوف من تصاعد الصراع والتوتر بعد الهجوم الإسرائيلي على ايران توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالهجوم والدعوات إلى التهدئة وضبط النفس لتجنب صراع أوسع نطاقًا.
و أدانت العديد من الدول والمنظمات الدولية الهجوم الإسرائيلي.
الأمم المتحدة: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء “التصعيد العسكري” وحث الجانبين على “التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنب الانزلاق إلى صراع أعمق”.
الإمارات العربية المتحدة: أدانت الاستهداف العسكري الإسرائيلي لإيران، وأكدت أهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحكمة لتجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع.
إندونيسيا وأستراليا: نددت بحدة بالهجوم، وحذرتا من تفاقم التوترات القائمة بالفعل واحتمال إشعال صراع أوسع نطاقًا.
تركيا والكويت وقطر وسلطنة عمان والعراق: أدانت جميعها الهجوم، واعتبرته انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية، وتهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
روسيا: وصفت الضربات بأنها “غير مقبولة” و”غير مبررة”، مؤكدة أن “الضربات العسكرية غير المبررة على دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة ومواطنيها ومدن مسالمة نائمة ومنشآت نووية ومنشآت للطاقة غير مقبولة إطلاقاً”.
فرنسا: دعت “كل الأطراف” إلى ضبط النفس.
الولايات المتحدة الأمريكية: أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أن الهجوم الإسرائيلي “ممتاز” وتوعد بالمزيد. في المقابل، تشير تقارير إلى أن الولايات المتحدة لم تشارك بشكل مباشر في هذه الضربات.
إيران: أعلنت أن “لا حدود” في ردها على تل أبيب، مؤكدة حقها القانوني والمشروع في الرد على هذا العدوان، وأنها “لن تتردد في الدفاع عن الأمة الإيرانية بكامل قدراتها”.
تداعيات على الأمن الإقليمي:
وزاد الهجوم الإسرائيلي من خطر التصعيد العسكري السريع في المنطقة. مع وعيد إيران بالرد، فهناك احتمالية كبيرة لرد عسكري من طهران أو من خلال وكلائها الإقليميين، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية واسعة.
و يرى المحللون العرب أن هذه الاعتداءات الإسرائيلية تشكل تصعيدًا سافرًا يهدد السلم والأمن في المنطقة.
تأواستهدفت الضربات الإسرائيلية مواقع نووية إيرانية، بما في ذلك منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم. وقد أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المنشآت النووية لم تتأثر بالضربات، ولكن الهجوم يشير إلى محاولة إسرائيلية مباشرة لتقويض الطموحات النووية الإيرانية.
اضطراب الملاحة في مضيق هرمز:
على الرغم من أن مضيق هرمز لم يتأثر بشكل مباشر بعد، إلا أن تصاعد الصراع قد يؤثر على تدفق النفط عبر هذا الممر المائي الحيوي، الذي يمر عبره نحو خمس إجمالي استهلاك النفط في العالم.
و قفزت أسعار النفط بأكثر من 12% عقب الهجوم الإسرائيلي، مع صعود خام برنت فوق 77 دولارًا للبرميل في لحظة ما، قبل أن يقلص مكاسبه قليلاً.
حيث تخشى الأسواق من تصعيد في المنطقة واضطرابات كبيرة في إمدادات النفط بعد الضربة الإسرائيلية.
و يرى بعض المحللين أن تصاعد الصراع قد يؤدي إلى تأثر إمدادات النفط بشكل ملموس، خاصة إذا أدت إيران إلى إعاقة ما يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا عبر هجمات على البنية التحتية أو تقييد المرور عبر مضيق هرمز. ومع ذلك، يرى آخرون أن زيادة الإنتاج من دول أخرى (مثل السعودية والإمارات) يمكن أن تحد من هذا الارتفاع.
كما قد تؤدي تداعيات الهجوم إلى ارتفاع أسعار الغاز المسال، خاصة إذا تعطلت الإمدادات من مضيق هرمز، مما قد يدفع الصين للشراء من السوق الفورية.
ان الهجوم الإسرائيلي على إيران يمثل نقطة تحول خطيرة في الصراع الإقليمي، ويهدد بإشعال حرب أوسع نطاقًا في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار. فيما تشكل التداعيات الاقتصادية، خاصة على أسعار النفط، مصدر قلق عالمي، بينما تتزايد الدعوات الدولية للتهدئة وضبط النفس لتجنب كارثة إنسانية واقتصادية محتملة. تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار الأحداث وما إذا كانت الأطراف ستتمكن من احتواء التصعيد.